السلام عليكم // اهل اللمة رجالا ونساء ..
في هذه الأيام المباركة حصل موفق جعلني أفكر في تدوين هذه الأسطر ..حول التدين
المنقوص والتدين المغشوش ..لقد انعم الله عليه بالمال يصب عليه صبا ، وأخوه على قدر الحال بل
هو اقرب للمحتاج ..كونه صاحب عائلة ، ولا يملك سكنا ، ويعيش في غربة ، فما استقبله في العيد
في بيته وما أكرمه ولا رق قلبه على أخيه ، ولو بهدية متواضعة من أضحيته زار غريبا وعاد
غريبا ..عجيب أمر هذا التدين ، وهذه الأخوة ، وهذه الصلة .. !!
وتذكرت صورا أخرى لمواقف مشابهة لتديننا المغشوش ..قال لي إني أريد
أن آخذ قرضا من البنك لأشتري مجموعة من الأبقار الهولندية ..؟؟ وهل تعلمون أيها الكرام أن
صاحبنا هذا لا يفوته الصف الأول ..ويدعي العلم ويجادل .. وحج عشرات المرات..ودعك من
العمرات ..وحينما ترى المظهر ملاك .. ومدخوله الشهري يقارب(50 مليون)..أي تدين هذا.. !!
وقريب لي قال لي إني لم اشترط كثيرا على فلان الخاطب –يمدح نفسه- فلم أطلب منه كذا وكذا ..
لأكون قدوة للناس ، غير أني طلبت منه قطيعات من الذهب ؟؟ ولكم أن تتخيلوا قيمتها لقد تجاوزت
الأربعين(40مليون) .. !! فأي تدين ، وأي قدوة ، وإتباع للسنة ..
وروى لي ثقة أن فلان العائد من حجه .. وقد أطلق لحيته البيضاء -زعم تاب- لازال على سابق عهده
في معاملاته مع الطلاب ..غيابات عن الحصص ..ظلم في تقييم الطلبة ..إهمال ومحاباة ..الخ ..
فماذا أغنت عنه لحيته أو حجه ..إنما الدين حسن المعاملة .
وهكذا حالنا انقلبت الموازين فتغلب الظاهر على الباطن .. والصورة على اللب ..
والعبادة الجوفاء عن حسن المعاملة .. والشدة والعنف على اللين والرفق ..واللحية على القلب ..
يصبح حينها تديننا مغشوشا منقوصا..
واختم بمقولة للشيخ الغزالي رحمه الله تعالى(*).
".. ومجال آخر هو قضايا المرأة إن حبسها وتجهيلها واتهامها هو محور النظر في شؤونها العبادية
والعادية جميعا ، ويجب ليّ النصوص والآثار التي تربطها بالمسجد وبالأمر والنهي والتعليم ، وإذا
خرجت من البيت لضرورة قاهرة فلا ينبغي أن يرى لها ظفر ، هي عورة كلها ، لا ترى أحدا ولا يراها
أحد ، وعندما زارت رئيسة وزراء إنجلترا الشرق الأوسط قال لي أحد هؤلاء : أيسرك هذا فقلت ضاحكا :
لعلها من أهل الظاهر تتبع مذهب ابن حزم الذي يجيز ولاية المناصب كلها للمرأة ماعدا منصب الخلافة
العظمى ، قال : ابن حزم ضال مضل ! قلت : هو على أي حال مسلم له فقهه ! قال : ورأسها العاري ؟
قلت : ألا تراه مستورا ؟ قال: لم تضرب الخمار على الجيب ! قلت : أخطأت هداها الله ..وهداك إنها
يمكن أن تدخل في دين الله على شرط أن يعرضه عليها رجل غيرك.. !!
(*)مأخوذة من مقالة له كتبها سنة 1982 بعنوان "التدين المغشوش".
لكم الخط .. رزقتم سلامة الظاهر .. وطهارة الباطن.
عالي الحمدي//12//نوفمبر//2011.
عالي الحمدي//12//نوفمبر//2011.
آخر تعديل بواسطة المشرف: