بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتوى رقم: 752
في اعتبار الموت بالتيار الكهربائي من وجوه الموت بالحرق في الشهادة الحُكمية
السؤال:
توفي زوجي في رَيْعَان شبابه، وهو من المحافظين على صلاة الصبح في المسجد ومع الجماعة، وفي اليوم الذي توفي فيه صَلَّى صلاةَ الظهر كالمعتاد وخرج إلى العمل وتوفَّاه اللهُ تعالى بسبب التيار الكهربائي وهو يزاول عمله، فهل يُعَدُّ هذا من حُسْنِ الخاتمة؟ وهل التيار الكهربائي يندرج تحت شهادة صاحب الحريق؟ وأرجو من -فضيلة الشيخ- أن يدعو اللهَ له بالمغفرة والرحمة ولأهله بالرضى والصبر، وجزاكم الله كلّ خير.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فمِنَ العلامات التي يُستدلُّ بها على حُسْنِ الخاتمةِ: الموتُ على عملٍ صالحٍ، ومِنْ أفضلِ الطاعاتِ والأعمالِ الصالحةِ الصلاةُ في وقتِها ومع الجماعةِ، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّمَ عندما سُئِلَ عن أفضل الأعمالِ إلى الله تعالى قال:« الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا »(1)، وقولِه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم:« مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ »(2)، وكذلك قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم:« مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الجَنَّةَ »(3)، والمذكوراتُ في الحديثِ ليست محصورةً فيها، وتدخلُ الصلاةُ في الحديث من بابٍ أولى لكونها أفضلَ العباداتِ البدنيةِ.
ومن علامات حُسن الخاتمة أيضًا الموتُ بالحَرْقِ، وذلك بغضِّ النظر عن وسائله المختلفة وأسبابه المتشعّبة، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم:« الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى القَتْلِ في سَبِيلِ الله: المَطعُونُ شَهِيدٌ، وَالغَرِقُ شَهِيدٌ وَصَاحِبُ ذَاتِ الجَنْبِ شَهِيدٌ، وَالمَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ الحَرِيقِ شَهِيدٌ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ، وَالمَرْأةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدةٌ »(4).
نسأل الله تعالى أن يعاملَه بغفرانه، ويجعلَه مع الذين أنعم اللهُ عليهم في دار رضوانه، اللهمَّ اغْفِرْ له، وارْفَعْ درجتَهُ في المهديِّينَ، واخْلُفْهُ في عَقِبِهِ في الغابِرينَ، واغفرْ لنا وله يا ربَّ العالمين، وافْسَحْ له في قَبْرِهِ، ونَوِّرْ له فيه، وارْزُقْ أهلَهُ وذَوِيهِ الرِّضا بقضائك، والصبرَ على بلائك يا أرحمَ الراحمين يا ربَّ العالمين.
والحمدُ لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 11 جمادى الأولى 1428ه
الموافق ل: 27 ماي 2007م
__________
1- أخرجه البخاري في «مواقيت الصلاة »، باب فضل الصلاة لوقتها: (504)، ومسلم في «الإيمان »، باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال: (254)، والنسائي في «مواقيت الصلاة »، باب فضل الصلاة لمواقيتها: (610)، وأحمد في «مسنده »: (3880)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
2- أخرجه مسلم في «المساجد »، باب فضل صلاة العشاء والصبح في جماعة: (1493)، والترمذي في «الصلاة »، باب ما جاء في فضل العشاء والفجر في الجماعة: (222)، وأحمد في «مسنده »: (18335)، من حديث جندب بن عبد الله رضي الله عنه.
3- أخرجه أحمد في «مسنده »: (22813)، من حديث حذيفة رضي الله عنه. قال الهيثمي في «مجمع الزوائد » (3/66):« رجاله موثوقون »، وقال المنذري في «الترغيب والترهيب » (2/51):« رواه أحمد بإسناد لا بأس به »، وصحّحه الألباني في «أحكام الجنائز »: (58).
4- أخرجه أبو داود في «الجنائز »، باب في فضل من مات في الطاعون: (3111)، والنسائي في «الجنائز »، باب النهي عن البكاء على الميت: (1846)، ومالك في «الموطإ »: (554)، والحاكم في «المستدرك »: (1300)، وأحمد في «مسنده »: (23241)، من حديث جابر بن عتيك رضي الله عنه. والحديث صحّحه الألباني في «المشكاة »: (1505).
في اعتبار الموت بالتيار الكهربائي من وجوه الموت بالحرق في الشهادة الحُكمية
السؤال:
توفي زوجي في رَيْعَان شبابه، وهو من المحافظين على صلاة الصبح في المسجد ومع الجماعة، وفي اليوم الذي توفي فيه صَلَّى صلاةَ الظهر كالمعتاد وخرج إلى العمل وتوفَّاه اللهُ تعالى بسبب التيار الكهربائي وهو يزاول عمله، فهل يُعَدُّ هذا من حُسْنِ الخاتمة؟ وهل التيار الكهربائي يندرج تحت شهادة صاحب الحريق؟ وأرجو من -فضيلة الشيخ- أن يدعو اللهَ له بالمغفرة والرحمة ولأهله بالرضى والصبر، وجزاكم الله كلّ خير.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فمِنَ العلامات التي يُستدلُّ بها على حُسْنِ الخاتمةِ: الموتُ على عملٍ صالحٍ، ومِنْ أفضلِ الطاعاتِ والأعمالِ الصالحةِ الصلاةُ في وقتِها ومع الجماعةِ، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّمَ عندما سُئِلَ عن أفضل الأعمالِ إلى الله تعالى قال:« الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا »(1)، وقولِه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم:« مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ »(2)، وكذلك قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم:« مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الجَنَّةَ »(3)، والمذكوراتُ في الحديثِ ليست محصورةً فيها، وتدخلُ الصلاةُ في الحديث من بابٍ أولى لكونها أفضلَ العباداتِ البدنيةِ.
ومن علامات حُسن الخاتمة أيضًا الموتُ بالحَرْقِ، وذلك بغضِّ النظر عن وسائله المختلفة وأسبابه المتشعّبة، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم:« الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى القَتْلِ في سَبِيلِ الله: المَطعُونُ شَهِيدٌ، وَالغَرِقُ شَهِيدٌ وَصَاحِبُ ذَاتِ الجَنْبِ شَهِيدٌ، وَالمَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ الحَرِيقِ شَهِيدٌ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ، وَالمَرْأةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدةٌ »(4).
نسأل الله تعالى أن يعاملَه بغفرانه، ويجعلَه مع الذين أنعم اللهُ عليهم في دار رضوانه، اللهمَّ اغْفِرْ له، وارْفَعْ درجتَهُ في المهديِّينَ، واخْلُفْهُ في عَقِبِهِ في الغابِرينَ، واغفرْ لنا وله يا ربَّ العالمين، وافْسَحْ له في قَبْرِهِ، ونَوِّرْ له فيه، وارْزُقْ أهلَهُ وذَوِيهِ الرِّضا بقضائك، والصبرَ على بلائك يا أرحمَ الراحمين يا ربَّ العالمين.
والحمدُ لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 11 جمادى الأولى 1428ه
الموافق ل: 27 ماي 2007م
__________
1- أخرجه البخاري في «مواقيت الصلاة »، باب فضل الصلاة لوقتها: (504)، ومسلم في «الإيمان »، باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال: (254)، والنسائي في «مواقيت الصلاة »، باب فضل الصلاة لمواقيتها: (610)، وأحمد في «مسنده »: (3880)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
2- أخرجه مسلم في «المساجد »، باب فضل صلاة العشاء والصبح في جماعة: (1493)، والترمذي في «الصلاة »، باب ما جاء في فضل العشاء والفجر في الجماعة: (222)، وأحمد في «مسنده »: (18335)، من حديث جندب بن عبد الله رضي الله عنه.
3- أخرجه أحمد في «مسنده »: (22813)، من حديث حذيفة رضي الله عنه. قال الهيثمي في «مجمع الزوائد » (3/66):« رجاله موثوقون »، وقال المنذري في «الترغيب والترهيب » (2/51):« رواه أحمد بإسناد لا بأس به »، وصحّحه الألباني في «أحكام الجنائز »: (58).
4- أخرجه أبو داود في «الجنائز »، باب في فضل من مات في الطاعون: (3111)، والنسائي في «الجنائز »، باب النهي عن البكاء على الميت: (1846)، ومالك في «الموطإ »: (554)، والحاكم في «المستدرك »: (1300)، وأحمد في «مسنده »: (23241)، من حديث جابر بن عتيك رضي الله عنه. والحديث صحّحه الألباني في «المشكاة »: (1505).