بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن بطة رحمه الله في معرض ذكر بعض المنهيات الشرعية "وأن يحدث الرجل بما يخلو به مع امرأته" يعني من أمر الجماع والعشرة, فإن هذا لا يجوز أن يخبر الرجل بشيء مما يجري بينه وبين زوجته بعض الرجال يقل حياؤه يتبجح بهذا في المجالس لا سيما إذا كان في هذه المجالس أصحابه اللصيقين به الذين كانوا معه قبل زواجه أو يرى أن هذا من الفحولة كما يقع عند بعض ناقصي العقول فينشر ما حدث معه مع زوجته، هذا لا يجوز فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عنه لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ، عَنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ، -يعني يباشرها- ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا)) نسأل الله العافية والسلامة وهذا يقع فيه كثير من الناس وفي هذا العصر بالذات وعن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود فقال صلى الله عليه وسلم ((لَعَلَّ رَجُلًا يَقُولُ مَا يَفْعَلُ بِأَهْلِهِ ، وَلَعَلَّ امْرَأَةً تُخْبِرُ بِمَا فَعَلَتْ مَعَ زَوْجِهَا)) الحديث, فقالت أسماء رضي الله عنها ((إِي وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ)) وذكرت أن هذا قد حدث سمعته من بعضهن فقال عليه الصلاة والسلام ((فَلَا تَفْعَلُوا، فَإِنَّمَا ذَلِكَ مِثْلُ الشَّيْطَانِ ، لَقِيَ شَيْطَانَةً فِي طَرِيقٍ ، فَغَشِيَهَا وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ)) وهذا عند أبي داود والمحشي عندكم قد خرجه هذا من فعل الشياطين النبي صلى الله عليه وسلم شبه فاعله بالشيطان يقع على شيطانة في الطريق والناس ينظرون إليه فإذا كان مستورا في بيته مع أهله بستر الله ثم نشر ذلك على الناس فهو كالشيطان يقع على شيطانة في الطريق أمام الناس فدل ذلك على أن هذا الخلق من فعل الشياطين لا من فعل المؤمنين والشياطين شياطين من الجن وشياطين من الإنس فمن فعل هذا فهو من شياطين الإنس عياذ بالله من ذلك لأنه خالف النهي الصريح والسنة الصحيحة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مستفاد من: شرح الإبانة الصغرى - الدرس 08
للشيخ: محمد بن هادي المدخلي حفظه الله