هل توجد بدعة حسنة وبدعة سيئة - الشيخ ابن باز رحمه الله

Ma$Ter

:: مراقب عام ::
طاقم الرقابة
إنضم
25 سبتمبر 2007
المشاركات
15,796
نقاط التفاعل
31,640
النقاط
976
محل الإقامة
تبسة 12
الجنس
ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل توجد بدعة حسنة وبدعة سيئة





هل هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة؟

الصواب كل بدعة ضلالة، بعض الفقهاء قال بدعة حسنة مثل جمع المصحف، مثل صلاة التراويح, والصواب أن البدع كلها ضلالة، ما فيه شيء حسن، والنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (كل بدعة ضلالة)، ولم يفرق- عليه الصلاة والسلام-، فجمع المصحف ليس ببدعة بل جمعه الصحابة؛ لأنهم مأمورون بحفظ كتاب الله فهذا مأمور به واجب حفظ المصحف والعناية به حتى لا يضيع منه شيء، وكذلك التراويح فعلها النبي - صلى الله عليه وسلم - وليست ببدعة, وقول عمر فيها: "نعمة البدعة" لما جمعهم على إمام واحد يعني صورة ما فعله بدعة لغوية من حيث أنه جمعهم على إمام واحد, ولم يكن هذا في عهد النبي-صلى الله عليه وسلم - فسماه بدعة من حيث اللغة, و إلا فهي سنة؛ لأن النبي-صلى الله عليه وسلم – فعلها, وصلى بالصحابة ليالي- عليه الصلاة والسلام- وكانوا يصلوا في المسجد أوزاعاً يصلي الرجل, و الرجلين, و الثلاثة, ويصلي الرجل لنفسه فلم ينكر ذلك-عليه الصلاة والسلام-ولكنه خاف أن تفرض عليهم فترك ذلك، فلما توفي-صلى الله عليه وسلم-, واستخلف عمر رأى جمعهم على إمام واحد، لما رآهم موزعون في المسجد رأى جمعهم على إمام واحد؛ لأن الرسول قد فعل ذلك –عليه الصلاة والسلام-، فهي بدعة لغوية حين قال عمر: "نعمة البدعة" يعني لجمعه إياهم على إمام واحد بعد النبي- صلى الله عليه وسلم-.

الشيخ ابن باز رحمه الله

 
س: يسأل أيضاً ويقول : هل هناك بدعة حسنة لا إثم علينا إن عملناها أم كل البدع سواء ، فلقد استشهد لي بعضهم أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، بعد حفظه لسورة البقرة غيباً ، ذبح عدة نوق لوجه الله ، أو أنه صام عدة أيام ، لا أعلم بالضبط ، أي أنه ابتدع من عنده بدعة ، وهذه قال بأنها بدعة حسنة ، فإذا فعلنا مثل فعله ، ووزعنا اللحم لوجه الله ، نكون عملنا عملاً حسناً ، فهل تكون هذه البدعة ضلالة ، والضلالة في النار ، أجيبونا أفادكم الله ؟
ج : البدعة كلها ضلالة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ، يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح في خطبة الجمعة :
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 12)
أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة ، رواه مسلم في الصحيح ، زاد النسائي : وكل ضلالة في النار بإسناد حسن . وفي الحديث الآخر يقول عليه الصلاة والسلام إياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ويقول عليه الصلاة والسلام : من أحدث في أمرنا هذا (أي في ديننا) ما ليس منه فهو رد أي مردود . متفق على صحته . ويقول أيضاً عليه الصلاة والسلام : من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ، فالبدع كلها مردودة ، كلها غير حسنة ، كلها ضلالة وما ذكرته عن عمر ليس له أصل ، فلا نعلم أحدًا رواه يعتمد عليه ، نعم ثبت عن عمر رضي الله عنه أنه لما رأى الناس أوزاعًا في المسجد ، بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم في خلافته ، يصلون في رمضان أوزاعًا ، جمعهم على إمام واحد ، على أُبي بن كعب ، يصلي بهم ، ثم إنه مر عليهم بعض الليالي ، وهو يصلي بهم ، فقال : نعمت البدعة هذه . سماها بدعة من جهة اللغة ؛ لأن البدعة في اللغة : ما أحدث على غير مثال سابق ، يقال له
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 13)
بدعة ، وإلا فليست بدعة في الدين ، والنبي صلى الله عليه وسلم فعل التراويح ، صلاها بالناس ، فليست بدعة وكان يقرهم على فعلها في المساجد ، عليه الصلاة والسلام ولهذا جمعهم عمر عليها ، واستقر الأمر على ذلك ، إلى يومنا هذا فالتراويح ليست ببدعة ، وإن سماها عمر بدعة ، من جهة اللغة ، وإلا فهي سنة وقربة وطاعة ، أما الصدقة على الميت ، فمن أراد أن يتصدق ، فليس لها حد محدود ، ولا وقت معلوم ، يتصدق متى تيسر ، بدراهم أو بإطعام ، يعطيها الفقراء أو ذبيحة يذبحها يوزعها على الفقراء كل هذا طيب ، لا حرج في ذلك ، سواء في رمضان أو في غير رمضان ، ليس لها حد محدود ، ولا كيفية محدودة ، بل متى تيسر له الصدقة بدراهم أو بملابس ، أو بطعام أو بلحم كله طيب ، ينفع الميت إذا كان مسلماً ينفعه ذلك .
س: السائل أبو أسامة من جمهورية مصر العربية ، يقول : ما هي البدعة ، وما هي أقسامها ؟ وهل يجوز أن أصلي خلف إمام مبتدع ، عنده بعض البدع ؟
ج : البدعة هي العبادة المحدثة ، التي ما جاء بها الشرع ، يقال لها بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، ما فيها أقسام ، كلها ضلالة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، وكان يقول هذا في خطبه ، يقول
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 14)
صلى الله عليه وسلم : أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشرَّ الأمور محدثاتها ، ويقول : كل بدعة ضلالة ، ويقول صلى الله عليه وسلم : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ، من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ، فالبدعة ما أحدثه الناس في الدين ، من العبادات التي لا أساس لها ، يقال لها بدع ، وكلها منكرة ، وكلها ممنوعة .
أما تقسيم بعض الناس البدعة ، إلى واجبة ، ومحرمة ومكروهة ومستحبة ، ومباحة ، فهذا تقسيم غير صحيح ، والصواب أن البدع كلها ضلالة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم . وإذا كانت بدعةُ الإمام مكفِّرة ، لا يُصلَّى خلفه ، كبدعة الجهمية والمعتزلة وأشباههم ، أما البدعة غير المكفِّرة ، كرفع الصوت بالنية : نويت أن أصلي ، أو ما أشبه ذلك ، فلا بأس بالصلاة خلفه ، لكن يُعلَّم ، يُوجَّه إلى الخير ، يُعلَّم فلا يرفع صوته بل ينوي بقلبه ، والحمد لله نية القلب تكفي ، وهكذا بدعة الاجتماع للموالد ، إذا ما كان فيها شرك ، هذه ليست بمكفرة ، أما إن كان فيها
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 15)
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، أو دعاء صاحب المولد أو الاستغاثة به ، سواءً مولد علي أو مولد الحسن أو الحسين ، أو النبي صلى الله عليه وسلم ، أو فاطمة ، إذا كان فيه دعاء لصاحب المولد أو استغاثة أو نذر له ، أو ذبح له ، هذا شرك أكبر . أما إذا كان مجرد اجتماع لقراءة القرآن ، أو أكل الطعام ، فهذه بدعة صاحبها لا يكفر .
س: ما هو الحد أو القول الفصل بين البدعة والأمور الحديثة الجديدة ، ومتطلبات العصر ، أو بمعنى آخر كيف نميز بين الأمور الحديثة الموجودة في عصرنا الحاضر ، وبين البدعة التي وردت في الأحاديث الشريفة ، بينوا لنا هذا جزاكم الله خيراً ؟
ج : الأشياء الجديدة الحادثة قسمان : قسم يتعلق بأمور الدنيا ، من ملابس ومآكل ومشارب ، وأوانٍ وأسلحة ، هذه لا بأس بها ، ولا تسمى بدعاً كالطائرات والمدافع والصواريخ وغير ذلك ، هذه ما تسمى بدعاً هذه أمور دنيوية ، والملابس والأواني وتنوع الأكل ، هذه ما هي ببدع ، البدع ما كان يتعلق بالدين ، من المحدثات التي يراها أهلها ديناً وقربة ، وعبادة مثل إحداث الموالد والاحتفال في الموالد ، ومثل إحياء ليلة الإسراء والمعراج ، ومثل إحياء ليلة الرغائب ، أول ليلة من رجب ، وليلة أول جمعة من رجب ، هذه يقال لها بدع ، إحداث أشياء ما شرعها
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 16)
الله ، تعبد يتعبد بها ، مثل إحياء ليلة النصف من شعبان ، كل هذه بدع ما أنزل الله بها من سلطان ، يعني التعبد بأشياء ما شرعها الله ، قولية أو فعلية ، هذه : البدع ، لقوله صلى الله عليه وسلم : من أحدث في أمرنا هذا - يعني في ديننا هذا - ما ليس منه فهو رد ، ويقول صلى الله عليه وسلم : من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد فالمراد به العبادات . فالذي يحدُثُ من العبادات يسمى بدعة ، الذي لا أصل له في الشرع يسمى بدعة ، وكما قلنا : إن ما يتعلق بمتطلبات العصر كما سماها السائل ليس فيها بدع ، وهذه من أمور الدنيا ، ما تسمى بدعاً ، ولو سميت بدعة فهي بدعة لغوية ، لا يتعلق بها منعُ . أنواعُ المآكل والمشارب ، والأواني والملابس والسلاح ، كل هذه أمور عادية .
س: ما هي البدعة ؟ وهل لها أقسامٌ سماحةَ الشيخ ؟
ج : كل قربة تخالف الشرع بدعة ، كل من يتقرب بشيء لم يشرعه الله يقال له بدعة مثل الاحتفال بالموالد ، مثل الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج ، مثل الاحتفال في أول ليلة من رجب يسمونها الرغائب كل هذه بدعة ، وهكذا ما أحدثه الناس من البناء على القبور بدعة ، اتخاذ المساجد عليها بدعة ، اتخاذ القباب عليها بدعة ، منكر من أسباب
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 17)
الشرك من وسائله ، وكلها ضلالة ما فيها أقسام . الصحيح كلها ضلالة ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : كل بدعة ضلالة ، هذا الصواب جميع البدع ضلالة .
س: يقول السائل : ما حكم من أتى إليه أناس وقال لهم بالسنة عيدان وهذا الثالث ؟
ج : ما نعلم فيه شيئاً ، معناه أن هذا عيد لنا نفرح بكم هذه عبارة يتساهل فيها ليس معناه أنه يقيم عيداً ثالثاً ، المقصود أننا نفرح بكم كأنه عيد عندنا ليس فيه شيء .
س: يسأل البعض ويقول : هل هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة ؟
ج : الصواب كل البدع ضلال ، بعض الفقهاء قال : بدعة حسنة مثل جمع المصحف ، مثل صلاة التراويح ، والصواب أن البدع كلها ضلالة ما فيها حسن ، النبي صلى الله عليه وسلم قال : كل بدعة ضلالة ولم يفرق عليه الصلاة والسلام . أما جمع المصحف فليس بدعة بل جمعه الصحابة ؛ لأنهم مأمورون بحفظ كتاب الله فهذا مأمور به واجب حفظ المصحف والعناية به حتى لا يضيع منه شيء ، وكذلك التراويح فعلها
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 18)
النبي صلى الله عليه وسلم وليست بدعة ، وقول عمر : نعمت البدعة لما جمعهم على إمام واحد يعني صورة ما فعله بدعة لغوية لما جمعهم على إمام واحد ، ولم يكن هذا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم سماه بدعة من حيث اللغة وإلا فهي سنة النبي صلى الله عليه وسلم فعلها وصلى بالصحابة ليالي ، وكانوا يصلون في المسجد أوزاعاً ، يصلي الرجل والرجلان والثلاثة فلم ينكر ذلك عليه الصلاة والسلام ، ولكنه خاف أن تفرض عليهم فترك ذلك ، فلما توفي صلى الله عليه وسلم واستخلف عمر رأى جمعهم على إمام واحد ، لما رآهم أوزاعاً في المسجد رأى جمعهم على إمام واحد ، لأن الرسول قد فعل ذلك عليه الصلاة والسلام ، فهي بدعة لغوية ، لما قال عمر نعمت البدعة يعني : جمعهم على إمام واحد لما رآهم أوزاعاً بعد النبي صلى الله عليه وسلم .
س: هل هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة ؟
ج : ليس هناك بدعة حسنة ، كل البدع ضلالة ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : إياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة فالتقسيم إلى بدعة حسنةٍ غلط وبدعة سيئةٍ غلط لا يجوز ، بل كل البدع ضلالة ، والبدع هي ما خالف الشرع ، كل عبادة تخالف الشرع فهي بدعة ، قول عمر : " نعمت البدعة " يعني بها اللغة ، سمى التراويح خلف
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 19)
إمام واحد من جهة اللغة (بدعة) ؛ لأنها حدثت بعد النبي صلى الله عليه وسلم فهي سنة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم وفعلها أصحابه ، فالعبادات المحدثة كلها بدعة ، وكل بدعة ضلالة .
س: يقول السائل : كيف نعرف البدعة وأقسامها يا سماحة الشيخ ؟
ج : البدعة ما أحدثه الناس في الشرع ويخالف الشرع ، هذا يقال له بدعة ، ما أحدث في الدين يقال له بدعة ، مثل ما مثلنا ، مثل بدعة الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ، وبدعة بناء المساجد على القبور واتخاذ القبب عليها ، هذه بدعة كلها بدعة منكرة ، ومثل بدعة الجهمية في الصفات والأسماء ، وبدعة المعتزلة في الصفات ، وقول المعتزلة إن صاحب الكبيرة في منزلة بين المنزلتين ، هذه البدع التي أحدثها المبتدعة .

بارك الله فيك
 
س: يسأل أيضاً ويقول : هل هناك بدعة حسنة لا إثم علينا إن عملناها أم كل البدع سواء ، فلقد استشهد لي بعضهم أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، بعد حفظه لسورة البقرة غيباً ، ذبح عدة نوق لوجه الله ، أو أنه صام عدة أيام ، لا أعلم بالضبط ، أي أنه ابتدع من عنده بدعة ، وهذه قال بأنها بدعة حسنة ، فإذا فعلنا مثل فعله ، ووزعنا اللحم لوجه الله ، نكون عملنا عملاً حسناً ، فهل تكون هذه البدعة ضلالة ، والضلالة في النار ، أجيبونا أفادكم الله ؟
ج : البدعة كلها ضلالة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ، يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح في خطبة الجمعة :
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 12)
أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة ، رواه مسلم في الصحيح ، زاد النسائي : وكل ضلالة في النار بإسناد حسن . وفي الحديث الآخر يقول عليه الصلاة والسلام إياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ويقول عليه الصلاة والسلام : من أحدث في أمرنا هذا (أي في ديننا) ما ليس منه فهو رد أي مردود . متفق على صحته . ويقول أيضاً عليه الصلاة والسلام : من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ، فالبدع كلها مردودة ، كلها غير حسنة ، كلها ضلالة وما ذكرته عن عمر ليس له أصل ، فلا نعلم أحدًا رواه يعتمد عليه ، نعم ثبت عن عمر رضي الله عنه أنه لما رأى الناس أوزاعًا في المسجد ، بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم في خلافته ، يصلون في رمضان أوزاعًا ، جمعهم على إمام واحد ، على أُبي بن كعب ، يصلي بهم ، ثم إنه مر عليهم بعض الليالي ، وهو يصلي بهم ، فقال : نعمت البدعة هذه . سماها بدعة من جهة اللغة ؛ لأن البدعة في اللغة : ما أحدث على غير مثال سابق ، يقال له
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 13)
بدعة ، وإلا فليست بدعة في الدين ، والنبي صلى الله عليه وسلم فعل التراويح ، صلاها بالناس ، فليست بدعة وكان يقرهم على فعلها في المساجد ، عليه الصلاة والسلام ولهذا جمعهم عمر عليها ، واستقر الأمر على ذلك ، إلى يومنا هذا فالتراويح ليست ببدعة ، وإن سماها عمر بدعة ، من جهة اللغة ، وإلا فهي سنة وقربة وطاعة ، أما الصدقة على الميت ، فمن أراد أن يتصدق ، فليس لها حد محدود ، ولا وقت معلوم ، يتصدق متى تيسر ، بدراهم أو بإطعام ، يعطيها الفقراء أو ذبيحة يذبحها يوزعها على الفقراء كل هذا طيب ، لا حرج في ذلك ، سواء في رمضان أو في غير رمضان ، ليس لها حد محدود ، ولا كيفية محدودة ، بل متى تيسر له الصدقة بدراهم أو بملابس ، أو بطعام أو بلحم كله طيب ، ينفع الميت إذا كان مسلماً ينفعه ذلك .
س: السائل أبو أسامة من جمهورية مصر العربية ، يقول : ما هي البدعة ، وما هي أقسامها ؟ وهل يجوز أن أصلي خلف إمام مبتدع ، عنده بعض البدع ؟
ج : البدعة هي العبادة المحدثة ، التي ما جاء بها الشرع ، يقال لها بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، ما فيها أقسام ، كلها ضلالة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، وكان يقول هذا في خطبه ، يقول
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 14)
صلى الله عليه وسلم : أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشرَّ الأمور محدثاتها ، ويقول : كل بدعة ضلالة ، ويقول صلى الله عليه وسلم : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ، من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ، فالبدعة ما أحدثه الناس في الدين ، من العبادات التي لا أساس لها ، يقال لها بدع ، وكلها منكرة ، وكلها ممنوعة .
أما تقسيم بعض الناس البدعة ، إلى واجبة ، ومحرمة ومكروهة ومستحبة ، ومباحة ، فهذا تقسيم غير صحيح ، والصواب أن البدع كلها ضلالة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم . وإذا كانت بدعةُ الإمام مكفِّرة ، لا يُصلَّى خلفه ، كبدعة الجهمية والمعتزلة وأشباههم ، أما البدعة غير المكفِّرة ، كرفع الصوت بالنية : نويت أن أصلي ، أو ما أشبه ذلك ، فلا بأس بالصلاة خلفه ، لكن يُعلَّم ، يُوجَّه إلى الخير ، يُعلَّم فلا يرفع صوته بل ينوي بقلبه ، والحمد لله نية القلب تكفي ، وهكذا بدعة الاجتماع للموالد ، إذا ما كان فيها شرك ، هذه ليست بمكفرة ، أما إن كان فيها
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 15)
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، أو دعاء صاحب المولد أو الاستغاثة به ، سواءً مولد علي أو مولد الحسن أو الحسين ، أو النبي صلى الله عليه وسلم ، أو فاطمة ، إذا كان فيه دعاء لصاحب المولد أو استغاثة أو نذر له ، أو ذبح له ، هذا شرك أكبر . أما إذا كان مجرد اجتماع لقراءة القرآن ، أو أكل الطعام ، فهذه بدعة صاحبها لا يكفر .
س: ما هو الحد أو القول الفصل بين البدعة والأمور الحديثة الجديدة ، ومتطلبات العصر ، أو بمعنى آخر كيف نميز بين الأمور الحديثة الموجودة في عصرنا الحاضر ، وبين البدعة التي وردت في الأحاديث الشريفة ، بينوا لنا هذا جزاكم الله خيراً ؟
ج : الأشياء الجديدة الحادثة قسمان : قسم يتعلق بأمور الدنيا ، من ملابس ومآكل ومشارب ، وأوانٍ وأسلحة ، هذه لا بأس بها ، ولا تسمى بدعاً كالطائرات والمدافع والصواريخ وغير ذلك ، هذه ما تسمى بدعاً هذه أمور دنيوية ، والملابس والأواني وتنوع الأكل ، هذه ما هي ببدع ، البدع ما كان يتعلق بالدين ، من المحدثات التي يراها أهلها ديناً وقربة ، وعبادة مثل إحداث الموالد والاحتفال في الموالد ، ومثل إحياء ليلة الإسراء والمعراج ، ومثل إحياء ليلة الرغائب ، أول ليلة من رجب ، وليلة أول جمعة من رجب ، هذه يقال لها بدع ، إحداث أشياء ما شرعها
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 16)
الله ، تعبد يتعبد بها ، مثل إحياء ليلة النصف من شعبان ، كل هذه بدع ما أنزل الله بها من سلطان ، يعني التعبد بأشياء ما شرعها الله ، قولية أو فعلية ، هذه : البدع ، لقوله صلى الله عليه وسلم : من أحدث في أمرنا هذا - يعني في ديننا هذا - ما ليس منه فهو رد ، ويقول صلى الله عليه وسلم : من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد فالمراد به العبادات . فالذي يحدُثُ من العبادات يسمى بدعة ، الذي لا أصل له في الشرع يسمى بدعة ، وكما قلنا : إن ما يتعلق بمتطلبات العصر كما سماها السائل ليس فيها بدع ، وهذه من أمور الدنيا ، ما تسمى بدعاً ، ولو سميت بدعة فهي بدعة لغوية ، لا يتعلق بها منعُ . أنواعُ المآكل والمشارب ، والأواني والملابس والسلاح ، كل هذه أمور عادية .
س: ما هي البدعة ؟ وهل لها أقسامٌ سماحةَ الشيخ ؟
ج : كل قربة تخالف الشرع بدعة ، كل من يتقرب بشيء لم يشرعه الله يقال له بدعة مثل الاحتفال بالموالد ، مثل الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج ، مثل الاحتفال في أول ليلة من رجب يسمونها الرغائب كل هذه بدعة ، وهكذا ما أحدثه الناس من البناء على القبور بدعة ، اتخاذ المساجد عليها بدعة ، اتخاذ القباب عليها بدعة ، منكر من أسباب
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 17)
الشرك من وسائله ، وكلها ضلالة ما فيها أقسام . الصحيح كلها ضلالة ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : كل بدعة ضلالة ، هذا الصواب جميع البدع ضلالة .
س: يقول السائل : ما حكم من أتى إليه أناس وقال لهم بالسنة عيدان وهذا الثالث ؟
ج : ما نعلم فيه شيئاً ، معناه أن هذا عيد لنا نفرح بكم هذه عبارة يتساهل فيها ليس معناه أنه يقيم عيداً ثالثاً ، المقصود أننا نفرح بكم كأنه عيد عندنا ليس فيه شيء .
س: يسأل البعض ويقول : هل هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة ؟
ج : الصواب كل البدع ضلال ، بعض الفقهاء قال : بدعة حسنة مثل جمع المصحف ، مثل صلاة التراويح ، والصواب أن البدع كلها ضلالة ما فيها حسن ، النبي صلى الله عليه وسلم قال : كل بدعة ضلالة ولم يفرق عليه الصلاة والسلام . أما جمع المصحف فليس بدعة بل جمعه الصحابة ؛ لأنهم مأمورون بحفظ كتاب الله فهذا مأمور به واجب حفظ المصحف والعناية به حتى لا يضيع منه شيء ، وكذلك التراويح فعلها
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 18)
النبي صلى الله عليه وسلم وليست بدعة ، وقول عمر : نعمت البدعة لما جمعهم على إمام واحد يعني صورة ما فعله بدعة لغوية لما جمعهم على إمام واحد ، ولم يكن هذا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم سماه بدعة من حيث اللغة وإلا فهي سنة النبي صلى الله عليه وسلم فعلها وصلى بالصحابة ليالي ، وكانوا يصلون في المسجد أوزاعاً ، يصلي الرجل والرجلان والثلاثة فلم ينكر ذلك عليه الصلاة والسلام ، ولكنه خاف أن تفرض عليهم فترك ذلك ، فلما توفي صلى الله عليه وسلم واستخلف عمر رأى جمعهم على إمام واحد ، لما رآهم أوزاعاً في المسجد رأى جمعهم على إمام واحد ، لأن الرسول قد فعل ذلك عليه الصلاة والسلام ، فهي بدعة لغوية ، لما قال عمر نعمت البدعة يعني : جمعهم على إمام واحد لما رآهم أوزاعاً بعد النبي صلى الله عليه وسلم .
س: هل هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة ؟
ج : ليس هناك بدعة حسنة ، كل البدع ضلالة ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : إياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة فالتقسيم إلى بدعة حسنةٍ غلط وبدعة سيئةٍ غلط لا يجوز ، بل كل البدع ضلالة ، والبدع هي ما خالف الشرع ، كل عبادة تخالف الشرع فهي بدعة ، قول عمر : " نعمت البدعة " يعني بها اللغة ، سمى التراويح خلف
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 19)
إمام واحد من جهة اللغة (بدعة) ؛ لأنها حدثت بعد النبي صلى الله عليه وسلم فهي سنة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم وفعلها أصحابه ، فالعبادات المحدثة كلها بدعة ، وكل بدعة ضلالة .
س: يقول السائل : كيف نعرف البدعة وأقسامها يا سماحة الشيخ ؟
ج : البدعة ما أحدثه الناس في الشرع ويخالف الشرع ، هذا يقال له بدعة ، ما أحدث في الدين يقال له بدعة ، مثل ما مثلنا ، مثل بدعة الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ، وبدعة بناء المساجد على القبور واتخاذ القبب عليها ، هذه بدعة كلها بدعة منكرة ، ومثل بدعة الجهمية في الصفات والأسماء ، وبدعة المعتزلة في الصفات ، وقول المعتزلة إن صاحب الكبيرة في منزلة بين المنزلتين ، هذه البدع التي أحدثها المبتدعة .

بارك الله فيك
وبارك الله فيك خويا
جزاكم الله خيراا
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top