بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته
السؤال:
هذا سائل يقول: ما حكم سماع الأدعيةِ الملحنةِ خارج الصلاة؟
تحميل الفتوى
الجواب:
والله يا أخي! ـ بارك الله فيكم ـ كثُر علينا هؤلاءِ المُلحِّنون الذين شابهوا في أدعيتهم وابتهالاتهم الصوفية . بارك الله فيكم . وترنُّمَ المتصوفة وتغنُّمهم بمثلِ هذه؛ ونقول ـ بارك الله فيك ـ إن كنت ولابد سامعًا أو مستمعًا فاستمع إلى كتابِ الله وإلى قراءة القرآن ففيها خيرٌ لكَ وتنويرٌ لكَ بإذن الله .
استمع إلى القرآن واقرأ القرآن، أما الأدعية الملحنة فأنْتَ سمّيتها ملحّنة، وهذه ليست من السنة، التلحينُ في الأدعيةِ ليست من السنةِ، إنَّما السُّنة أَنْ يقرأَ المرء قراءةً عادية هذه الأدعية النبوية الشريفة، أما أن يفعَلُها بعضُهم في مقامات، وقريبٌ من الأنشودات، وقريبٌ من الأغنيات، وقريبٌ من كذا، فيعني هذه مشابهة لغيرِ أهلِ الرِّضا، بل فيها اشتباهٌ وتشابهٌ - كما قلتُ - بالمخالفين لسنة رسول الله – عليهِ الصلاة والسِّلام -.
وهذا المشهورُ عند المتصوفةِ بالوِجدِ والسَّماع والترقُّص والترنُّم، وعلى ما في كثيرٍ من هذهِ الأدعيةِ من اعتداءاتٍ شديدة وشنيعة سواءً اعتداءٌ في اللفظ أو اعتداءٌ في المعنى، ومع الأسفِ أنَّنا نقول أنَّ كثيرًا من المسلمين، وعددًا من أهل الإسلام لا يعرِفونَ معنى الاعتداءِ في الدعاء، وهذا الاعتداءُ في الدُّعاء سببٌ رئيسٌ في عدم قبول الله - جلّ وعلا - لدعاءِ من دعاه.
والاعتداءُ في الدعاءِ له أوجهٌ كثيرة، أشدُّها وأشنعها ما يكونُ في هذه الأدعيةِ من اعتداءٍ على مقامِ الألوهيةِ والربوبيةِ وأسماءِ اللهِ وصفاتِه، أو الاعتداءِ في الدعاء بالغلوِّ في رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وتنزيله فوق منزلته أو دونَ منزلته - والعياذ بالله -.
أو من أنواع الاعتداء – أيضًا - في الدعاء أن يدعوَ العبدُ ربه بما لا يجوز له أن يدعوه به، كأن يجعله ملكًا، أو أن يجعله نبيًا، أو أن يجعلهُ في مقامٍ غير المقامِ الذي هو فيه.
وكذلك من أوجهِ الاعتداءِ في الدعاء أن يطلبَ من الله - جلّ وعلا - ما لا يجوزُ له أن يطلبه، كأنْ يجعل الأرضَ سماءً، والسماءَ أرضًا.
أو أنْ يعتديَ بأن يطلب من الله أن يجعل له هذا الجبل كنزًا وذهبًا، أو غيرِ ذلك من صورِ الاعتداءِ في الدعاء لفظًا أو معنًى.
ومن تلك أنواع الاعتداءات السَّجعُ في الدعاء المتكلّف، كما نصّ على هذا أهل العلم كالإمام ابن تيمية - رحمه الله - في ردّه على البكري، وكذلك الحافظ ابن حجر في كتابه (فتح الباري) عند قوله تعالى في كتاب تفسير من البخاري ﴿إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾
فهُناك أوجهٌ كثيرة في الاعتداءِ في الدعاء فيجبُ الفرارُ منها والبعدُ عنها، وما أكثرُ الذين يُلحِّنون في الأدعية ويعتدون! والله لا يُحبُّ المعتدين، فاترك هذا واستمع إلى ما يُرَقِّقُ قلبك ويُقربّك من الله - جلّ وعلا - ففيهِ الخيرُ والكفاية.
نقِفُ عند هذا وصلى الله على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
الشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته
السؤال:
هذا سائل يقول: ما حكم سماع الأدعيةِ الملحنةِ خارج الصلاة؟
تحميل الفتوى
الجواب:
والله يا أخي! ـ بارك الله فيكم ـ كثُر علينا هؤلاءِ المُلحِّنون الذين شابهوا في أدعيتهم وابتهالاتهم الصوفية . بارك الله فيكم . وترنُّمَ المتصوفة وتغنُّمهم بمثلِ هذه؛ ونقول ـ بارك الله فيك ـ إن كنت ولابد سامعًا أو مستمعًا فاستمع إلى كتابِ الله وإلى قراءة القرآن ففيها خيرٌ لكَ وتنويرٌ لكَ بإذن الله .
استمع إلى القرآن واقرأ القرآن، أما الأدعية الملحنة فأنْتَ سمّيتها ملحّنة، وهذه ليست من السنة، التلحينُ في الأدعيةِ ليست من السنةِ، إنَّما السُّنة أَنْ يقرأَ المرء قراءةً عادية هذه الأدعية النبوية الشريفة، أما أن يفعَلُها بعضُهم في مقامات، وقريبٌ من الأنشودات، وقريبٌ من الأغنيات، وقريبٌ من كذا، فيعني هذه مشابهة لغيرِ أهلِ الرِّضا، بل فيها اشتباهٌ وتشابهٌ - كما قلتُ - بالمخالفين لسنة رسول الله – عليهِ الصلاة والسِّلام -.
وهذا المشهورُ عند المتصوفةِ بالوِجدِ والسَّماع والترقُّص والترنُّم، وعلى ما في كثيرٍ من هذهِ الأدعيةِ من اعتداءاتٍ شديدة وشنيعة سواءً اعتداءٌ في اللفظ أو اعتداءٌ في المعنى، ومع الأسفِ أنَّنا نقول أنَّ كثيرًا من المسلمين، وعددًا من أهل الإسلام لا يعرِفونَ معنى الاعتداءِ في الدعاء، وهذا الاعتداءُ في الدُّعاء سببٌ رئيسٌ في عدم قبول الله - جلّ وعلا - لدعاءِ من دعاه.
والاعتداءُ في الدعاءِ له أوجهٌ كثيرة، أشدُّها وأشنعها ما يكونُ في هذه الأدعيةِ من اعتداءٍ على مقامِ الألوهيةِ والربوبيةِ وأسماءِ اللهِ وصفاتِه، أو الاعتداءِ في الدعاء بالغلوِّ في رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وتنزيله فوق منزلته أو دونَ منزلته - والعياذ بالله -.
أو من أنواع الاعتداء – أيضًا - في الدعاء أن يدعوَ العبدُ ربه بما لا يجوز له أن يدعوه به، كأن يجعله ملكًا، أو أن يجعله نبيًا، أو أن يجعلهُ في مقامٍ غير المقامِ الذي هو فيه.
وكذلك من أوجهِ الاعتداءِ في الدعاء أن يطلبَ من الله - جلّ وعلا - ما لا يجوزُ له أن يطلبه، كأنْ يجعل الأرضَ سماءً، والسماءَ أرضًا.
أو أنْ يعتديَ بأن يطلب من الله أن يجعل له هذا الجبل كنزًا وذهبًا، أو غيرِ ذلك من صورِ الاعتداءِ في الدعاء لفظًا أو معنًى.
ومن تلك أنواع الاعتداءات السَّجعُ في الدعاء المتكلّف، كما نصّ على هذا أهل العلم كالإمام ابن تيمية - رحمه الله - في ردّه على البكري، وكذلك الحافظ ابن حجر في كتابه (فتح الباري) عند قوله تعالى في كتاب تفسير من البخاري ﴿إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾
فهُناك أوجهٌ كثيرة في الاعتداءِ في الدعاء فيجبُ الفرارُ منها والبعدُ عنها، وما أكثرُ الذين يُلحِّنون في الأدعية ويعتدون! والله لا يُحبُّ المعتدين، فاترك هذا واستمع إلى ما يُرَقِّقُ قلبك ويُقربّك من الله - جلّ وعلا - ففيهِ الخيرُ والكفاية.
نقِفُ عند هذا وصلى الله على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
الشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري