بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال:
يقولُ: شيخنا! - باركَ اللهُ فيكم -، خلال صلاةِ التَّراويح إذا آذاني أحدُ المُصلِّين برائحةِ إبطِه أو بجُشائهِ هل لي أنْ أخرج مِنَ الصَّلَاة كي أُغيِّر المكان؟
الجواب:
نقُولُ: ـ بارك الله فِيكُم ـ، العباداتُ الشَّرعية يجِب أنْ يتهيَّأَ لها المرءُ تَهيُّئًا مِن نَوَاحٍ عِدَّة: بدءًا من الوضوء، والاستعدادِ لها، والتَّهيّؤ النَّفسي لها، ومُرُورًا بلبس أحسن اللِّباس، وإذا كان ليس لهُ إلاَّ لباسٌ واحدٌ، أو اثنين يغسل أحدهما قبل وقتٍ حتَّى إذا ما جاء وقت الصَّلاة غيَّره، وتطيَّب، وإنْ لم يجد إلاَّ طيبًا يسيرًا مسَّه، ويأتي إلى الصَّلاة وهو في حالةٍ حسنة، ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾، والنَّبيُّ - عليه الصَّلاة والسَّلام - كانت تنبعث منه الرَّوائح الزَّكيَّة، وهكذا، يعني: شرَع وسنَّ للأمَّة، وأوجب عليهم أنْ يغتسلوا كُلَّ جمعةٍ، ليزيلوا عن أنفسهم تلك الرَّوائح، وتلك العوالق، والنَّبيُّ - عليه الصَّلاة والسَّلام - يقولُ: ((فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ)). ولهذا نهى أنْ يأتيَ الرَّجل وقد أكلَ الثُّوم والبصل، وفي لفظٍ: ((مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ، وَالثُّومَ، وَالْكُرَّاثَ، فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ)). وهذا لما فيه من الإيذاء للمصلِّين، فيجبُ على الإنسان إذا ما أتى الصَّلاةَ أنْ يكونَ حسنَ الهيئة، حسنَ المظْهر، وما يتعلَّق بالجُشاء أيضًا يجب أنْ يكُفَّ جُشاءه عن المصلِّين وأنْ لا يؤذيهم، فكما أنّ النَّبيَّ - عليه الصَّلاة والسَّلام - أمرَ من يتثاءَب أنْ يضع يده على فيِهِ، فقال - عليه الصَّلاة والسَّلام -: ((إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى فِيهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ مَعَ التَّثَاؤُبِ))، ولِما يترتَّب من التَّثاؤب وعدم تغطية الفمِ من صدورِ الرَّوائح، وخروجها مع دخول الشَّيطان، كما أخبر النَّبي - عليه الصَّلاة والسَّلام - وفيه إيذاءٌ لمن حوله، فهذا وإن كان الأمرُ في خارج الصَّلاة أنْ يضع يده على فيه، ففي الصَّلاة آكد، فهذا حال المتثائب فكيف باَّلذي يتجشأ؟! فيجب أنْ يكفَّ جشاءه عن إخوانه المصلِّين، وأنْ لا يؤذيَهم.
وأمَّا ما يتعلَّق بالرَّوائح: فنحن نؤكِّد يا إخوتاه! أنْ يجب للإنسان أنْ يتقيَ اللهَ - جلَّ وعلا - وأنْ يتطيّب، وأنْ يراعي هذه النَّظافة، فكم آذت النَّاس، وآذت المصلِّين مثل هذه الرَّوائح، وأخرجتهم عَنْ خشوعهم، واضطراحهم بين يدي اللهِ - جلَّ وعلا -.
وهذا الإمام مالك - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَرَحِمَهُ - كانَ إذا حدَّث وأرادَ التَّحديث، والجلوس للتَّحديث بحديث رسول الله - عليه الصَّلاة والسَّلام - في مجلس العلم، يلبس، ويتطيبُ ويلبس أحسن ثيابه، ويتهيّأ، فكيف هؤلاء الَّذين يذهبون إلى الصَّلاة وتخرج منهم هذه الرَّوائح النَّتنة؟! أصلحهم الله.ُ
وبالنِّسبة للأخ الَّذي يخرج من صلاته: - هذا الشَّق الثَّاني -، لهُ أن يخرج من الصَّلاة إنْ كان قد تأذَّى مِنْ رائحة هذا الأخ المجاور له، وينتقل إلى مكان آخر أبعد عن هذا.
وأطالب الإخوة عمومًا: إذا ما رأوا مثل هذا أنْ ينصحوا لمثل هذا من تصدَّر منه هذه الرَّوائح، ينصحونه بينه وبينهم برفقٍ، ويعلِّموه، ويعرِّفوه، قد يكون من الجاهلين، وقد لا يكون يشعر بنفسه، فيُعرَّف، فالدِّين النَّصيحة، كما أخبر النَّبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عند مسلمٍ في "الصَّحيح" وغيره.
الشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال:
يقولُ: شيخنا! - باركَ اللهُ فيكم -، خلال صلاةِ التَّراويح إذا آذاني أحدُ المُصلِّين برائحةِ إبطِه أو بجُشائهِ هل لي أنْ أخرج مِنَ الصَّلَاة كي أُغيِّر المكان؟
الجواب:
نقُولُ: ـ بارك الله فِيكُم ـ، العباداتُ الشَّرعية يجِب أنْ يتهيَّأَ لها المرءُ تَهيُّئًا مِن نَوَاحٍ عِدَّة: بدءًا من الوضوء، والاستعدادِ لها، والتَّهيّؤ النَّفسي لها، ومُرُورًا بلبس أحسن اللِّباس، وإذا كان ليس لهُ إلاَّ لباسٌ واحدٌ، أو اثنين يغسل أحدهما قبل وقتٍ حتَّى إذا ما جاء وقت الصَّلاة غيَّره، وتطيَّب، وإنْ لم يجد إلاَّ طيبًا يسيرًا مسَّه، ويأتي إلى الصَّلاة وهو في حالةٍ حسنة، ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾، والنَّبيُّ - عليه الصَّلاة والسَّلام - كانت تنبعث منه الرَّوائح الزَّكيَّة، وهكذا، يعني: شرَع وسنَّ للأمَّة، وأوجب عليهم أنْ يغتسلوا كُلَّ جمعةٍ، ليزيلوا عن أنفسهم تلك الرَّوائح، وتلك العوالق، والنَّبيُّ - عليه الصَّلاة والسَّلام - يقولُ: ((فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ)). ولهذا نهى أنْ يأتيَ الرَّجل وقد أكلَ الثُّوم والبصل، وفي لفظٍ: ((مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ، وَالثُّومَ، وَالْكُرَّاثَ، فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ)). وهذا لما فيه من الإيذاء للمصلِّين، فيجبُ على الإنسان إذا ما أتى الصَّلاةَ أنْ يكونَ حسنَ الهيئة، حسنَ المظْهر، وما يتعلَّق بالجُشاء أيضًا يجب أنْ يكُفَّ جُشاءه عن المصلِّين وأنْ لا يؤذيهم، فكما أنّ النَّبيَّ - عليه الصَّلاة والسَّلام - أمرَ من يتثاءَب أنْ يضع يده على فيِهِ، فقال - عليه الصَّلاة والسَّلام -: ((إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى فِيهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ مَعَ التَّثَاؤُبِ))، ولِما يترتَّب من التَّثاؤب وعدم تغطية الفمِ من صدورِ الرَّوائح، وخروجها مع دخول الشَّيطان، كما أخبر النَّبي - عليه الصَّلاة والسَّلام - وفيه إيذاءٌ لمن حوله، فهذا وإن كان الأمرُ في خارج الصَّلاة أنْ يضع يده على فيه، ففي الصَّلاة آكد، فهذا حال المتثائب فكيف باَّلذي يتجشأ؟! فيجب أنْ يكفَّ جشاءه عن إخوانه المصلِّين، وأنْ لا يؤذيَهم.
وأمَّا ما يتعلَّق بالرَّوائح: فنحن نؤكِّد يا إخوتاه! أنْ يجب للإنسان أنْ يتقيَ اللهَ - جلَّ وعلا - وأنْ يتطيّب، وأنْ يراعي هذه النَّظافة، فكم آذت النَّاس، وآذت المصلِّين مثل هذه الرَّوائح، وأخرجتهم عَنْ خشوعهم، واضطراحهم بين يدي اللهِ - جلَّ وعلا -.
وهذا الإمام مالك - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَرَحِمَهُ - كانَ إذا حدَّث وأرادَ التَّحديث، والجلوس للتَّحديث بحديث رسول الله - عليه الصَّلاة والسَّلام - في مجلس العلم، يلبس، ويتطيبُ ويلبس أحسن ثيابه، ويتهيّأ، فكيف هؤلاء الَّذين يذهبون إلى الصَّلاة وتخرج منهم هذه الرَّوائح النَّتنة؟! أصلحهم الله.ُ
وبالنِّسبة للأخ الَّذي يخرج من صلاته: - هذا الشَّق الثَّاني -، لهُ أن يخرج من الصَّلاة إنْ كان قد تأذَّى مِنْ رائحة هذا الأخ المجاور له، وينتقل إلى مكان آخر أبعد عن هذا.
وأطالب الإخوة عمومًا: إذا ما رأوا مثل هذا أنْ ينصحوا لمثل هذا من تصدَّر منه هذه الرَّوائح، ينصحونه بينه وبينهم برفقٍ، ويعلِّموه، ويعرِّفوه، قد يكون من الجاهلين، وقد لا يكون يشعر بنفسه، فيُعرَّف، فالدِّين النَّصيحة، كما أخبر النَّبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عند مسلمٍ في "الصَّحيح" وغيره.
الشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري