- إنضم
- 3 سبتمبر 2013
- المشاركات
- 603
- نقاط التفاعل
- 760
- النقاط
- 31
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بأهل المنتدى اللماوي العام
هي حقيقة يتجنب الإنسان التفكير فيها، واقع محتم يتجاهله الجميع
الموت: فكرة أو هاجس يخاف منه الجميع (كيف، متى، وماذا بعد !)
موضوعي اليوم لا يتحدث عن الموت التي نعرفها وفقّهنا فيها كتابنا المقدس
وإنما سأتكلم فيه عن أساطيرٍ عن الموت وأساطيرٍ عن ما بعد الموت
الديانات الكثيرة، المذاهب، المعتقدات، الفكر القديم وكذلك الطقوس
هي ما خلقت تنوعا كبيرا في نظرة الإنسان عبر العصور إلى الموت
نظراتٍ خاطئة بمقارنتها مع نظرتنا الصحيحة بصحة الإسلام الغير محرف
هذا ما سأتعرض إليه في موضوعي فتابعوني
الموت وما بعده عند الفراعنة
الروح والجسد، روحٌ تترك للرب فهي التي تحاسب تثاب أو تعاقب، وجسدٌ يقبع هامدا في قبر ليتلاشى
ويتحول إلى عناصره الأولية "حفنة تراب"، ركز الفراعنة على ملاحقة الجسد في رحلته الأخيرة نحو
الفناء، فبالنسبة لهم الحياة العادية للفرد هي حياة مؤقتة أما الموت فهو حياة الخلود ! ما جعلهم يهتمون
كثيرا بالجسد ويعتقدون أن تحول الجسد إلى تراب يعدم فرصة صاحبه في البعث حيا بعد الموت ! هذا ما
جعلهم يركزون على التحنيط لتفادي المصير المرعب وفتح بوابتهم نحو الخلود ! والتعمق أكثر في معتقدهم
حول التحنيط والموت يتطلب إلماما بالديانة الفرعوينة وعقيدة الموت لدى قدماء المصريين، فالروح
الفرعونية لم يكن كيانا واحدا كما نعرف نحن اليوم بل كانت تتألف من أجزاء عدة: الاسم (Ren)،
الظل (Sheut) ، الروح (Ba) ، النفس (Ka) ، الروح النورانية (Akh).
باعتقادهم أن جميع أجزاء الروح تولد مع الإنسان باستثناء الروح النورانية
فهم يرون أن الظل (Sheut ) يرافق الانسان مدى الحياة، ويرافقه بعد الموت أيضا كجزء من الروح والكيان.
وكذلك الاسم (Ren) فهو يمنح للانسان عن الولادة ويرافقه مدى حياته وحتى بعد مماته، وبالنسبة
للمصريين القدامى مسح الاسم له عقوبات شديدة لا تغتفر ظنا منهم أنه يستحيل على الميت اجتياز
محكمة الآلهة بدونه !
كذلك بالنسبة للروح (Ba) يقولون أن لكل إنسان روحا تميزه تولد معه وتبقى معه بعد موته وقد عبروا
عنها في رسوماتهم القديمة بطائر له رأس بشري معتقدين بأن الروح تطير متنقلة بين العالم المادي والعالم
الأخروي، تحلق مع بزوغ الشمس ثم تتحد مع النفس (Ka) لتعود إلى القبر والعالم السفلي عند الغروب
! ولقد آمن المصريون قديما أن الروح يستحيل عليها العودة إلى القبر ما لم تتعرف على جسد صاحبها ما
جعلهم يتفننون في جعل المومياء بعد التحنيط شبيهة بدرجة كبيرة بهيئة الميت قبل موته.
أما عن النفس (Ka) أو كما يسمونها أيضا القرين فهي بمثابة صورة طبق الأصل عن الإنسان هكذا
شبهوها معتقدين أن الألهة تخلق الإنسان وتجعل له قرينا يرافقه كالظل مدى الحياة ليفارقه عند موته،
لكنهم يعتقدون أيضا أن النفس تبقى مقترنة بالجسد وبدون الجسد لن يستطيع القرين البقاء، ويظنون
أيضا أن النفس أو القرين يحتاج إلى الأكل والطعام والعناية المستمرة، ما جعلهم يضعون الأكل والماء في
القبر مع الميت لإيمانهم بأن النفس إذا أهملت قد تترك القبر وتتحول إلى روح شريرة تطارد الأحياء.
والروح النورانية (Akh) يعتقدون أنها طاقة نورانية تنتج عن اتحاد الروح (Ba) مع النفس (Ka) لتنال
الخلود مع الآلهة في السماء، وقد كان هذا هدف كل مصري قديم، فكان عليهم اجتياز رحلة مهولة
بمراحل خلقتها أساطيرهم كاجتياز ظلمات العالم السفلي وبواباته المسحورة، ليصلوا إلى قاعدة الحقيقتين،
حيث محكمة الآلهة العظام، حيث هناك على حد مزاعمهم الوهمية ستمثل روحهم أمام أوزيريس وآلهة
المحكمة القضاة، ليبرأ الميت من الذنوب والآثام، حيث يوضع قلب الميت في كفة ميزان مقابل ريشة
الحقيقة "معات" والناجون من هذه المرحلة تصعد أرواحهم إلى السماء لتنال الخلود مع الآلهة، أما
الآخرون فبنتظارهم وحش مرعب "أمميت"، يتربص بقلوب الخطائين فيلتهمها فيكون مصير أصحابها الفناء
والاضمحلال.
هذه هي رحلة ما بعد الموت عند أساطير الفراعنة وهذا هو السر وراء التحنيط
وما عسانا أن نقول إلا الحمد لله على نعمة الإسلام.
المصدر: معلومات سابقة + مواقع إلكترونية