رد: الجن وصفاتهم وسبل الوقاية منهم
في مجال التعامل مع الآخرين
ومن السبل التي يمكن للمسلم عن طريقها السلامة من أشرار الشيطان عند تعامله مع الآخرين ما يأتي:
1- الحرص على المودة والمحبة بين المسلمين، والحذر من التباغض والتنافر، ودليل ذلك ما أخرجه مسلم في كتاب صفة القيامة والجنة والنار من صحيحه عن جابر [FONT="]رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم».[/FONT]
والحديث رواه جمع من الأئمة كذلك، منهم الترمذي في سننه، كتاب البر والصلة، وأحمد في عدة مواضع من المسند، وأبو يعلى في مسنده.
قال في «فيض القدير»: «فالمراد أن الشيطان أيس أن يعود أحد من المؤمنين على عبادة الصنم، ويرتد إلى شركه في جزيرة العرب، وارتداد بعض العرب لا ينافي يأسه، فلا يرد نقضًا، أو لأنهم لم يعبدوا الصنم، أو لأن المراد أن المصلين لا يجمعون بين الصلاة وعبادة الشيطان»، «ولكن في التحريش بينهم» خبر مبتدأ محذوف، أي وهو في التحريش، أو ظرف لمقدر، أي يسعى في التحريش، أي في إغراء بعضهم على بعض، وحملهم على الفتن والحروب والشحناء، قال القاضي: والتحريش الإغراء على الشيء بنوع من الخداع؛ من حرش الضب الصياد: خدعه، وله من دقائق الوسواس ما لا يفهمه إلا البصراء بالمعارف الإلهية، قال بعض الأئمة: إنما خص جزيرة العرب لأنها مهبط الوحي...»([1]).
2- لزوم الجماعة، ويشهد لذلك ما أخرجه الترمذي في كتاب الفتن من سننه عن ابن عمر قال: خطبنا عمر بالجابية، فقال: يا أيها الناس إني قمت فيكم كما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا فقال: «أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب حتى يحلق الرجل ولا يستحلف، ويشهد الشاهد ولا يستشهد، ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان، عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، من سرته حسنته، وساءته سيئته، فذلكم المؤمن». قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه وأخرجه بنحوه البيهقي في السنن الكبرى، وابن أبي عاصم في السنة، وفي كتاب تحريم الدم من سنن النسائي من حديث عرفجة بن شريح الأشجعي قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطب الناس، فقال: «إنه سيكون بعدي هنات وهنات، فمن رأيتموه فارق الجماعة أو يريد أن يفرق أمة محمد صلى الله عليه وسلم كائنًا من كان فاقتلوه، فإن يد الله على الجماعة، فإن الشيطان مع من فارق الجماعة يركض».
3- الحذر من الجدال والمراء بغير حاجة، ويشهد لذلك ما أخرجه الدارمي في المقدمة من سننه عن محمد بن واسع قال: كان مسلم بن يسار يقول: «إياكم والمراء فإنها ساعة جهل العالم، وبها يبتغي الشيطان زلته».
والحديث رواه كذلك أبو نعيم في: «حلية الأولياء»([2])، وابن سعد في الطبقات الكبرى»([3]).
4- عدم المبالغة في المدح، ويشهد لذلك ما أخرجه أبو داود في كتاب ألأدب من سننه عن أبي نضرة عن مطرف قال: قال أبي: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: أنت سيدنا، فقال: « السيد لله تبارك وتعالى» قلنا: وأفضلنا فضلاً، وأعظمنا طولاً، فقال: «قولوا بقولكم أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان»، وروى أحمد في مسنده من حديث أنس [FONT="]رضي الله عنه: أن رجلاً قال: يا محمد، يا خيرنا، وابن خيرنا، ويا سيدنا، وابن سيدنا، فقال: «قولوا بقولكم ولا يستجركم الشيطان»- أو الشياطين, قال: إحدى الكلمتين- « أنا محمد عبد الله ورسوله، أنا محمد عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل».[/FONT]
5- أن يحرص القاضي على العدل ويحذر من الجور، ويشهد لذلك ما ثبت في سنن الترمذي كتاب الأحكام، من حديث عبد الله بن أبي أوفى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله مع القاضي ما لم يجر، فإذا جار تخلى عنه، ولزمه الشيطان».
والحديث أخرجه البيهقي كذلك في سننه الكبرى([4]) بلفظ «إن الله عز وجل مع القاضي ما لم يجر، فإذا جار برئ الله منه، ولزمه الشيطان»، وأخرجه كذلك الديلمي في «الفردوس بمأثور الخطاب»([5]) بلفظ: «إن الله عز وجل مع القاضي ما لم يخن، فإذا خان برئ الله منه، ولزمه الشيطان».
قال في «فيض القدير»([6]) شارحًا الحديث: «إن الله مع القاضي بعونه وإرشاده وإسعافه، وإسعاده ما لم يجر في حكمه أي يتعمد الظلم فيه، فإذا جار فيه تخلى الله؛ أي قطع عنه تسديده، وتوفيقه، ولزمه الشيطان يغويه، ويضله؛ ليخزيه غدًا، ويذله؛ لما أحدثه من الجور، وارتكبه، من الباطل، وتحلى به من خبيث الشمائل، وقبيح الرذائل».
6- عدم الإشارة إلى المسلم بالسلاح ولو مازحًا؛ كما أخرج ما يدل على ذلك مسلم في كتاب البر والصلة والآداب من صحيحه وغيره عن أبي هريرة [FONT="]رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري أحدكم: لعل الشيطان ينزع في يده، فيقع في حفرة من النار».[/FONT]
قال النووي: «قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان ينزع في يده» هكذا في جميع النسخ «لا يشير» بالياء بعد الشين، وهو صحيح، وهو نهي بلفظ الخبر كقوله تعالى: {لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ}([7])، وقد قدمنا مرات أن هذا أبلغ من لفظ النهي، «ولعل الشيطان ينزع» ضبطناه بالعين المهملة، وكذا نقله القاضي عن جميع روايات مسلم، وكذا هو في نسخ بلادنا، ومعناه: يرمي في يده، ويحقق ضربته، ورميته، وروي في غير مسلم بالغين المعجمة، وهي بمعنى الإغراء، أي يحمل على تحقيق الضرب به، ويزين ذلك»([8]). اهـ.
في مجال البيت والأسرة والمجتمع
1- إغلاق الأبواب، وإيكاء الأسقية، وتغطية الإناء، وإطفاء السراج عند النوم، ففي كتاب الأشربة من صحيح مسلم عن جابر [FONT="]رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «غطوا الإناء، وأوكوا السقاء، وأغلقوا الباب، وأطفئوا السراج، فإن الشيطان لا يحل سقاء، ولا يفتح بابًا، ولا يكشف إناء، فإن لم يجحد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودًا، ويذكر اسم الله فليفعل، فإن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم».[/FONT]
والحديث رواه كذلك أبو عوانة في مسنده ([9])، والبيهقي في السنن الكبرى ([10])، وابن ماجه في سننه، وغيرهم.
قال في «فيض القدير»: «غطوا الإناء» : أي استروه، والتغطية: الستر، والأمر للندب سيما في الليل، وأوكثوا السقاء مع ذكر اسم الله في هذه الخصلة وما قبلها وما بعدها من الخصال، فاسم الله هو السور الطويل العريض، والحجاب الغليظ المنيع من كل سوء»([11]).
وقال ابن حجر: «قال ابن دقيق العيد: في الأمر بإغلاق الأبواب من المصالح الدينية والدنيوية حراسة الأنفس والأموال من أهل العبث والفساد ولا سيما الشياطين، وأما قوله: «فإن الشيطان لا يفتح بابًا مغلقًا»: فإشارة إلى الأمر بالإغلاق لمصلحة إبعاد الشيطان عن الاختلاط بالإنسان، وخصه بالتعليل تنبيهًا على ما يخفى مما لا يطلع عليه إلا من جانب النبوة، قال: واللام في (الشيطان) للجنس، إذ ليس المراد فردًا يعينه»([12]).
وأما أمره عليه الصلاة والسلام بإطفاء السراج فقد جاء الخبر بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه أبو داود، وصححه ابن حبان والحاكم من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «جاءت فأرة، فجرت الفتيلة، فألقتها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم على الخمرة التي كان قاعدًا عليها، فأحرقت منها مثل موضع الدرهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا نمتم فأطفئوا سراجكم، فإن الشيطان يدل مثل هذه على هذا، فيحرقكم» قال ابن حجر: «وفي هذا الحديث بيان سبب الأمر أيضًا، وبيان الحامل للفويسقة – وهي الفأرة – على جر الفتيلة، وهو الشيطان، فيستعين- وهو عدو الإنسان- عليه بعدو آخر، وهي النار، أعاذنا الله بكرمه من كيد الأعداء إنه رءوف رحيم»([13]). اهـ.
وقد نقل بعض أهل العلم أنه لا يدخل ههنا ما يؤمن معه الضرر كالقنديل([14]).
2- عدم قتل الحيات في البيوت إلا بعد تهديدها ثلاثة أيام، ويستثنى من ذلك نوعان من الحيات تقتل بدون تهديد، لأن الجني لا يتصور بصورتهما، كما أخرج مسلم في كتاب السلام عن عمر ابن نافع قال: «كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يومًا عند هدم ([15]) له، فرأى وبيص جان، فقال: اتبعوا هذا الجان فاقتلوه، فقال أبو لبابة الأنصاري [FONT="][FONT="]رضي الله عنه[/FONT]: إني سمعت رسول اله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الجنان التي تكون في البيوت إلا الأبتر وذا الطفيتين، فإنهما اللذان يخطفان البصر، ويتبعان ما في بطون النساء» فنهى عليه الصلاة والسلام عن قتل الحيات في البيوت قبل تهديدها إلا هذين النوعين، وهما الأبتر، وهو قصير الذنب، وقال نضر بن شميل: هو صنف من الحيات أرزق مقطوع الذنب، لا تنظر إليه حامل إلا ألقت ما في بطنها، وذو الطفيتين وهما خطان أبيضان على ظهر الحية.[/FONT]
وأما الدليل على عدم قتل الحيات في البيوت إلا بعد تهديدها ثلاثة أيام فهو ما أخرجه مسلم كذلك في كتاب السلام من حديث أبي سعيد الخدري [FONT="]رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بالمدينة نفرًا من الجن قد أسلموا، فمن رأى شيئًا من هذه العوامر فليؤذنه ثلاثًا، فإن بدا له بعد, فليقتله فإنه شيطان».[/FONT]
ويدل على ذلك قصة الفتى الأنصاري التي تقدمت في موضع سابق عندما قتل تلك الحية العظيمة في بيته، فمات بعد قتلها، فلما ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «استغفروا لصاحبكم» ثم قال: «إن بالمدينة جنًا قد أسلموا، فإذا رأيتم منهم شيئًا فآذنوه ثلاثة أيام، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان».
قال الزرقاني: «ولا يفهم من الحديث أن الذي قتله الفتى مسلم، وأن الجن قتلته قصاصًا وإن شرع بين الإنس والجن لكن شرطه العمد، والفتى لم يتعمد قتل نفس مسلمة، وإنما قتل مؤذيًا يسوغ له قتل نوعه شرعًا، فهو من القتل خطأ، فالأولى أن يقال: إن فسقة الجن قتلته بصاحبهم عدوانًا، وإنما قال صلى الله عليه وسلم: «إن بالمدينة جنًا قد أسلموا ليبين طريقًا يحصل بها التحرز عن قتل المسلم منهم، ويسلط به على قتل الكافر منهم»([16]).
فإن قال قائل: كيف الإنذار؟
قيل: جاء الجواب عن ذلك فيما رواه الترمذي وحسنه عن أبي ليلى قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا ظهرت الحية في المسكن، فقولوا لها: نسألك بعهد نوح، وبعهد سليمان بن داود لا تؤذينا، فإن عادت فاقتلوها».
وقال مالك: يكفي أن يقال: أحرج عليكم بالله واليوم الآخر أن لا تبدوا لنا ولا تؤذونا. قال عياض: أظنه أخذه من رواية لمسلم عن أبي سعيد فقال: «إن لهذه البيوت عوامر، فإذا رأيتم شيئًا منها فحرجوا عليها ثلاثًا»([17]).
وهل النهي عن قتل الحيات ببيوت المدينة أو عام؟ قولان للعلماء، وظاهر الحديث النهي عن قتل حيات البيوت على التعميم إلا بعد الإنذار، أما في البراري والصحاري فقتل من غير إنذار، ورجح ابن عبد البر أنه في بيوت المدينة خاصة ([18])، والأظهر والله أعلم الأول ([19]).
3- كف الصبيان عند دخول المساء، ودليل ذلك ما أخرجه مسلم في كتاب الأشربة من صحيحه من حديث جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم؛ فإن الشيطان ينتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من الليل، فخلوهم...» الحديث.
قال في «فيض القدير»: «إذا كان جنح الليل- بضم الجيم وكسرها- أي أقبل ظلامه، قال الطيبي: جنح الليل طائفة منه، وأراد به هنا الطائفة الأولى منه عند امتداد فحمة العشاء، « فكفوا صبيانكم» : ضموهم وامنعوهم من الخروج ندبًا فيه، وقال الظاهرية: وجوبًا، «فإن الشيطان» يعني الجن، وفي رواية «للشيطان» ولامه للجنس، «تنتشر حينئذ» أي حين فحمة العشاء؛ لأن حركتهم ليلاً أمكن منها نهارًا، إذ الظلام أجمع لقوى الشيطان، وعند ابتداء انتشارهم يتعلقون بما يمكنهم التعلق به فخيف على الأطفال من إيذائهم. «فإذا ذهب ساعة من الليل» وفي رواية: «من العشاء» فحلوهم: بحاء مهملة مضومة في صحيح البخاري، وفي رواية له أيضًا بخاء معجمة مفتوحة، وحكي ضمها، أي فلا تمنعوهم من الخروج والدخول»([20]). اهـ.
ويحسن التنبيه ههنا إلى رواية موضوعة حول الحث على اتخاذ الحمام المقاصيص ([21])، وأنها تلهي الجن عن الصبيان، وهي ما روي عن ابن عباس مرفوعًا: «اتخذوا الحمام المقاصيص؛ فإنها تهلي الجن عن صبيانكم» وسبب كون هذه الرواية موضوعة، مكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم لأنها من رواية محمد بن زياد اليشكري الميموني الطحان، وقد قال فيه أحمد بن حنبل: كذاب أعور، يضع الحديث. وقال ابن معين: كذاب، وقال ابن المديني: رميت بما كتبت عنه، وضعفه جدًا، وقال أبو زرعة: كان يكذب، وقال الدارقطني كذاب ([22]).
وقال أبو حاتم البستي: «كان ممن يضع الحديث على الثقات، ويأتي عن الأثبات بالأشياء المعضلات لا يحل ذكره في الكتب إلا على جهة القدح، ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار عند أهل الصناعة خصوصًا عند غيرهم» ثم ذكر عدة روايات، ومنها اللفظ الآنف الذكر «اتخذوا الحمام المقاصيص» الخ ([23]).
4- الإعراض عن آلات الطرب، والمزامير، قال القرطبي عند قوله تعالى في سورة الإسراء: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلا غُرُورًا}: «وفي الآية ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو لقوله: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ} على قول مجاهد: «وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يستحسنه فواجب التنزه عنه»([24]).
وأخرج البيهقي في «السنن الكبرى»([25]) عن عبد الله بن دينار قال: مر ابن عمر بجارية صغيرة تغني، فقال: لو ترك الشيطان أحدًا ترك هذه.
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود [FONT="]t قال: إذا ركب الرجل الدابة ولم يسمِّ ردفه شيطان، فقال: تغنه، فإن كان لا يحسن قال له: تمنه ([26]).[/FONT]
وأخرج ابن أبي الدنيا كذلك أن مما كتب عمر بن عبد العزيز يرحمه الله إلى مؤدب ولده: «وليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي التي بدؤها الشيطان، وعاقبتها سخط الرحمن، فإنه بلغني عن الثقات من حملة العلم: أن حضور المعازف واستماع الأغاني، واللهج بهما ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب»([27]).
5- إماطة الأذى عن اللقمة إذا سقطت ثم أكلها، ويشهد لذلك ما أخرجه مسلم في كتاب الأشربة من صحيحه عن جابر [FONT="]t قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الشيطان يحضر أحدكم عنك كل شيء من شأنه، حتى يحضره عند طعامه فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى، ثم ليأكلها، ولا يدعها للشيطان، فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة».[/FONT]
والحديث أخرجه كذلك ابن حبان في صحيحه ([28])، والبيهقي في السنن الكبرى ([29])، وأحمد في عدة مواضع من المسند، وعبد ابن حميد في المنتخب ([30]) والطبراني في معجمه الكبير ([31])، وأبو الشيخ في «طبقات المحدثين بأصفهان»، وغيرهم، والمراد بالشيطان الجنس، فلا يختص بواحد من الشياطين، قال أبو زرعة ([32])، قال في «شرح سنن ابن ماجة»([33]): «قوله: ولا يدعها للشيطان، إنما صار تركها للشيطان لأن فيه إضاعة نعمة الله تعالى, ثم إنه من أخلاق المتكبرين، والمانع عن تناول تلك اللقمة في الغالب هو الكبر، وذلك من عمل الشيطان».
6- كظم التثاؤب وعدم إخراج الصوت، ويدل على ذلك ما أخرجه مسلم في كتاب الزهد والرقائق عن أبي هريرة [FONT="]t أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع».[/FONT]
وأخرج كذلك في الكتاب نفسه عن سهيل بن أبي صالح قال: سمعت ابنًا لأبي سعيد الخدري يحدث أبي عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه فإن الشيطان يدخل»، وأخرج الترمذي في كتاب الأدب من سننه من حديث أبي هريرة [FONT="]رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «العطاس من الله، والتثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه، وإذا قال: آه آه فإن الشيطان يضحك من جوفه، وإن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب».[/FONT]
وفي سنن الترمذي كذلك من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «التثاؤب في الصلاة من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع». قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح.
قال ابن حجر: «قال ابن بطال: إضافة التثاؤب إلى الشيطان بمعنى إضافة الرضا والإرادة؛ أي إن الشيطان يحب أن يرى الإنسان متثائبًا، لأنها حالة تتغير فيها صورته، فيضحك منه، لا أن المراد أن الشيطان فعل التثاؤب، وقال ابن العربي: قد بينا أن كل فعل مكروه نسبه الشرع إلى الشيطان لأنه واسطته، وأن كل فعل حسن نسبه الشرع إلا الملك لأنه واسطته. قال والتثاؤب من الامتلاء، وينشأ عنه التكاسل، وذلك بواسطة الشيطان، والعطاس من تقليل الغذاء، وينشأ عنه النشاط، وذلك بواسطة الملك. وقال بعضهم: «أضيف التثاؤب إلى الشيطان لأنه يدعو إلى الشهوات، إذ يكون عن ثقل البدن واسترخائه وامتلائه، والمراد: التحذير من السبب الذي يتولد منه ذلك وهو التوسع في المأكل»([34]).
7- عدم الخلوة بالمرأة الأجنبية، ويشهد لذلك ما أخرجه الترمذي في كتاب الرضاع من حديث عقبة بن عامر [FONT="]t أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، فأريت الحمو، قال: الحمو الموت».[/FONT]
قال: وفي الباب عن عمر وجابر وعمرو بن العاص. قال أبو عيسى: حديث عقبة بن عامر حديث حسن صحيح، وإنما معنى كراهية الدخول على النساء على نحو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان».
قال في «فيض القدير: «إلا كان ثالثهما الشيطان» بالوسوسة وتهييج الشهوة ورفع الحياء، وتسويل المعصية حتى يجمع بينهما بالجماع أو فيما دونه من مقدماته التي توشك أن توقع فيه، والنهي للتحريم، واستثنى ابن جرير كالثوري ما منه بد كخلوته بأمة زوجته التي تخدمه حال غيبتها»([35]).
وقال الشوكاني: قوله: لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان، سبب ذلك أن الرجل يرغب إلى المرأة؛ لما جبل عليه من الميل إليها؛ لما ركب فيه من شهوة النكاح، وكذلك المرأة ترغب إلى الرجل.. فمع ذلك يجد الشيطان السبيل إلى إثارة شهوة كل واحد منهما إلى الآخر، فتقع المعصية»([36]). اهـ.
وقد أدرك السلف رحمهم الله تعالى خطورة هذه الخلوة، فكانوا يحذرون منها أشد الحذر، كما قال عطاء بن أبي رباح يرحمه الله: «لو ائتمنت على بيت مال لكنت أمينًا، ولا آمن نفسي على أمة شوهاء»، قال الذهبي معقبًا: «قلت: صدق رحمه الله ففي الحديث: «ألا لا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان»([37])، والحديث أخرجه أحمد، والترمذي في الفتن، والحاكم، وصححه، ووافقه الذهبي.
8- عدم خروج المرأة من منزلها إلا لضرورة ملحة؛ ففي كتاب الرضاع من سنن الترمذي عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان» قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، وصححه الألباني يرحمه الله.
وأخرج ابن خزيمة في صحيحه ([38]) الحديث السابق، وزاد في آخره: «وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها»، وأخرج هذه الزيادة بنحوها ابن حبان ([39]).
وعند الطبراني في الكبير ([40]): «إن المرأة عورة، وإنها إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان، فتقول: ما رآني أحد إلا أعجبته، وأقرب ما تكون إلا الله إذا كانت في قعر بيتها».
قال في «فيض القدير»: «استشرفها الشيطان» يعني رفع البصر إليها ليغويها أو يغوي بها، فيوقع أحدهما أو كليهما في الفتنة, وقال الطيبي: المعنى المتبادر أنها ما دامت في خدرها لم يطمع الشيطان فيها، وفي إغواء الناس، فإذا خرجت طمع، وأطمع لأنها حبائله، وأعظم فخوخه».
والذي هو حق لا مرية فيه أن الإسلام إنما دعا المرأة المسلمة إلى لزوم بيتها لأن في ذلك صيانة عفتها، وحفظ حيائها، ودفع الفتن عنها وبها، ولذا حث السلف على لزومها بيتها، وذكروا أن صلاتها في بيتها خير لها من صلاتها في المسجد، قال الثوري: «ليس للمرأة خير من بيتها، وإن كانت عجوزًا»([41]).
وقال كذلك: «أكره اليوم للنساء الخروج إلى العيدين»([42]).
وقال ابن المبارك: «أكره اليوم للنساء الخروج في العيدين، فإن أبت المرأة إلا أن تخرج فليأذن لها زوجها أن تخرج في أطهارها، ولا تتزين، فإن أبت أن تخرج كذلك فللزوج أن يمنعها من ذلك»([43]).
وقال أبو حنيفة: «كان النساء يرخص لهن في الخروج إلى العيد، فأما اليوم فإني أكرهه، قال: وأكره لهم شهود الجمعة، والصلاة المكتوبة في الجماعة، وأرخص للعجوز الكبيرة أن تشهد العشاء والفجر، فأما غير فلا»([44]).
وهذا الكلام يقوله هؤلاء الأئمة عن زمانهم، فكيف لو رأوا زماننا هذا، وما فيه من فتن النساء، مع جلب الفساق لبلاد المسلمين كل ما يغري بهن من ألوان الفتن، فالله المستعان.
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref1[FONT="]([/FONT]
[FONT="][1][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]«فيض القدير» (2/356)، وانظر «تحفة الأحوذي» (6/57).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref2[FONT="]([/FONT]
[FONT="][2][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="](2/294).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref3[FONT="]([/FONT]
[FONT="][3][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="](7/187).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref4[FONT="]([/FONT]
[FONT="][4][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="](10/88).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref5[FONT="]([/FONT]
[FONT="][5][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="](1/168).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref6[FONT="]([/FONT]
[FONT="][6][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="](2/99).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref7[FONT="]([/FONT]
[FONT="][7][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]سورة البقرة: 233.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref8[FONT="]([/FONT]
[FONT="][8][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]«شرح النووي على مسلم» (16/170، 171).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref9[FONT="]([/FONT]
[FONT="][9][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="](5/145).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref10[FONT="]([/FONT]
[FONT="][10][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="](1/256).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref11[FONT="]([/FONT]
[FONT="][11][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]«فيض القدير» (4/404).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref12[FONT="]([/FONT]
[FONT="][12][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]«فتح الباري» (11/86).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref13[FONT="]([/FONT]
[FONT="][13][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]«فتح الباري» (11/87).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref14[FONT="]([/FONT]
[FONT="][14][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المرجع السابق (11/86).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref15[FONT="]([/FONT]
[FONT="][15][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]هو البيت القديم المتهدم.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref16[FONT="]([/FONT]
[FONT="][16][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]«شرح الزرقاني» (4/497).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref17[FONT="]([/FONT]
[FONT="][17][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المرجع السابق.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref18[FONT="]([/FONT]
[FONT="][18][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]«التمهيد» (16/25).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref19[FONT="]([/FONT]
[FONT="][19][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]انظر «شرح الزرقاني» (4/494).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref20[FONT="]([/FONT]
[FONT="][20][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]«فيض القدير» (1/423).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref21[FONT="]([/FONT]
[FONT="][21][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ربما أن المراد: «مقصوصة الآجنحة».[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref22[FONT="]([/FONT]
[FONT="][22][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]«ميزان الاعتدال في نقد الرجال» للذهبي (3/552، 553).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref23[FONT="]([/FONT]
[FONT="][23][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]«المجروحين» (2/250)، وانظر «الكامل في ضعفاء الرجال» لابن عدي (6/130)، و «تاريخ بغداد» للخطيب البغدادي (5/279)، و «نقد المنقول» للزرعي ص94.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref24[FONT="]([/FONT]
[FONT="][24][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]«الجامع لأحكام القرآن» (10/290).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref25[FONT="]([/FONT]
[FONT="][25][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="](10/223).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref26[FONT="]([/FONT]
[FONT="][26][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]«الدر المنثور» (5/308).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref27[FONT="]([/FONT]
[FONT="][27][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المرجع السابق.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref28[FONT="]([/FONT]
[FONT="][28][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="](12/54).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref29[FONT="]([/FONT]
[FONT="][29][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="](7/278).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref30[FONT="]([/FONT]
[FONT="][30][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ص 324.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref31[FONT="]([/FONT]
[FONT="][31][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="](3/88).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref32[FONT="]([/FONT]
[FONT="][32][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]«فيض القدير» (2/350).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref33[FONT="]([/FONT]
[FONT="][33][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ص 236.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref34[FONT="]([/FONT]
[FONT="][34][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]«فتح الباري» (10/613)، وانظر «الديباج على صحيح مسلم» للسيوطي (6/298)، و «شرح سنن ابن ماجه» للسيوطي ص68، و «النهاية في غريب الأثر» لابن الأثير (1/204).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref35[FONT="]([/FONT]
[FONT="][35][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]«فيض القدير» (3/78).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref36[FONT="]([/FONT]
[FONT="][36][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]«نيل الأوطار» (6/231).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref37[FONT="]([/FONT]
[FONT="][37][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]«سير أعلام النبلاء» (5/88).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref38[FONT="]([/FONT]
[FONT="][38][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]«صحيح ابن خزيمة» (3/93).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref39[FONT="]([/FONT]
[FONT="][39][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]«صحيح ابن حبان» (12/413).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref40[FONT="]([/FONT]
[FONT="][40][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]«معجم الطبراني الكبير» (9/295).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref41[FONT="]([/FONT]
[FONT="][41][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]«التمهيد» (23/402).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref42[FONT="]([/FONT]
[FONT="][42][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المرجع السابق.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref43[FONT="]([/FONT]
[FONT="][43][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المرجع السابق.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1767942#_ftnref44[FONT="]([/FONT]
[FONT="][44][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المرجع السابق.[/FONT]