العفو(1): (العفو(2)- الغفور(3)- الغفار)
قال رحمه الله تعالى: "العفوّ الغفور الغفّار: الذي لم يزل، ولا يزال بالعفوّ معروفاً، وبالغفران، والصّفح عن عباده موصوفاً.
كل أحد مضطر إلى عفوه، ومغفرته كما هو مضطر إلى رحمته، وكرمه وقد وعد بالمغفرة، والعفو لمن أتى بأسبابها قال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى}(4) (5).
الغفّار: (الغفور)(6)
قال رحمه الله تعالى: "الغفور الذي لم يزل يغفر الذنوب ويتوب عل كل من يتوب ففي الحديث: "إن الله يقول يابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة"(7).
وقال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ}(8).
وقد فتح الله الأسباب لنيل مغفرته بالتّوبة، والإستغفار، والإيمان، والعمل الصالح، والإحسان إلى عباد الله، والعفو عنهم، وقوّة الطّمع في فضل الله، وحسن الظّنّ بالله، وغير ذلك مما جعله الله مقرباً لمغفرته"(9).
الغني المغني(10):
قال رحمه الله تعالى: قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيد}(11).
فهو الغني بذاته، الذي له الغنى التّام المطلق، من جميع الوجوه، والاعتبارات لكماله، وكمال صفاته.
فلا يتطرّق إليها نقص بوجه من الوجوه، ولا يمكن أن يكون إلاّ غنياً، لأن غناه من لوازم ذاته، كما لا يكون إلا خالقاً قادراً رازقاً محسناً فلا يحتاج إلى أحد بوجه من الوجوه.
فهو الغني الذي بيده خزائن السماوات والأرض، وخزائن الدنيا والآخرة ، المغني جميع خلقه غني عاماً، والمغني لخواص خلقه مما أفاض على قلوبهم من المعارف الربانية والحقائق الإيمانية(12).
-ومن كمال غناه وكرمه أنه يأمر عباده بدعائه، ويعدهم بإجابة دعواتهم، وإسعافهم بجميع مراداتهم، ويؤتيهم من فضله ما سألوه، وما لم يسألوه،
-ومن كمال غناه أنّه لو اجتمع أوّل الخلق وآخرهم في صعيد واحد فسألوه، فأعطى كلاً منهم ما سأله وما بلغت أمانيه ما نقص من ملكه مثقال ذرّة،
- ومن كمال غناه، وسعة ****اه ما يبسطه على أهل دار كرامته من النّعيم، واللّذّات المتتابعات، والخيرات المتواصلات، ممّا لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
-ومن كمال غناه أنّه لم يتّخذ صاحباً ولا ولداً ولا شريكاً في الملك، ولا وليًّا من الذُّلّ، وهو الغني الذي كمل بنعوته، وأوصافه، المغني لجميع مخلوقاته(13).