أجل .. مازلت طفلة
لربما تجاوز سنّي العشرين ولكنّي لا أزال طفلة
و مازلت رائحة الطفولة عالقة بملابسي
ومازالت خطواتي متأرجحة كخطوات الأطفال
مازلت أعشق الجلوس تحت المطر واستنشاق رائحة التراب العطرة
مازلت أرسم أحلامي على رمال البحر و وأحميها بذراعي حتى لا تسلبها منّي المياه الهائجة
مازلت أهوى الحلوى بطعمها اللذيذ وأهوى جمعها وتخبئتها داخل جيبي
لترتسم الفرحة على وجهي حين أعثر عليها يوماً ما
مازلت أحب التفنن في طيّ الأوراق .. فأشكل سفينة وأضعها على سطح الماء ..
وأشكل طائرة وأرميها بعيدا في الهواء .. علّها تعود يوماً حاملة أحلامي المحققة
مازلت أهوى الجلوس على الأرجوحة وأن يأتي شخص من الخلف ليدفعني بقوة .. فأطير عاليا وأحاول ملامسة السّماء
مازلت أعشق مراقبة السّماء ليلاً ومحاولة عدّ النجّوم .. ومراقبة الشهب التي تحمل الأمنيات
مازلت أجمع الأزهار وأشكل بها طوقاً جميلاً أضعه على راسي لربما أصير شبيهة بالأميرات
مازلت أحتضن وسادتي بهدوء وأغمض عيناي وأنا ابتسم ..علنّي ألتقي بأمير وسيم في أحلامي يركب حصاناً ناصع البيآض
مازلت ومازلت أعشق حركات الأطفال وتصرفات الأطفال وأشتاق لكل لحظة من لحظات طفولتي
فأنا لا أزال طِفلة
قالو
بريئة بضحتكِ
عفوية في كلامكِ
بسيطة بحركاتكِ
أأنتِ فتاةٌ تجآوزتِ العشرين أم أنكِ طفلة تودّع خمس سنوآتٍ من عُمرها
فقلتُ
أنا أُنثى قلبها صُلبٌ كالحجر لا تهزُّه ريحٌ عاتية
تنافِس في صلابتها عجوزاً صابرة
ولكن
قسمات وجهها تحمل ملامح طفلة أكبر همها هو لعبتها
يوما ما سأُرزق بطفلة تُضيف إلى اسمي كلمة " أمي"
ستكون نسخة مصغرة عني
بملامحها .. بعفويتها .. بمرحها .. بمشاعرها .. وحتى ببكائها وضحكها
ستكون مرآةً تعكس طفولتي صغيرتي .. سأحملكِ بهدوء وأضع جسدكِ الصغير في حِجري
ستُلاعب أصابعي خصلات شعركِ الناعمة
ثم سأُمشطها بهدوء وأزينها بشرائط ملونة
سأرسم الابتسامة على وجهكِ كما ترسمينها أنتِ على وجهي صغيرتي .. سأنام بجانبكِ وسأحكي لكِ قصصاً قبل النّوم
وستلاعب يداي أصابعك الصغيرة
سأتأمل ردة فعلك البريئة وأختمها بقبلة على جبينك الناعم
سأحرسكِ وأنتِ نائمة .. لعلّ حُلماً عابراً يلوّث ابتسامةً هادئة تُقيم على وجهكِ صغيرتي .. سأصنع لكِ بيوتاً وملابس للدُّمى .. وسنستمتع معاً باللعب بها
سألعب معكِ لعبة الاختباء .. وسأمثل دور الباحثة عنكِ و جسدكِ الصغير لا يغيب عن عيني
سأشارككِ في كل خطوة .. سأعيدُ طفولتي حتى ولو تجاوزت الخمسين من العمر
سأقلّد حركاتكِ وكلماتكِ وأختمها باحتضان دافئ يجمع نبضات قلوبنا معاً صغيرتي .. سأبني معكِ بيوتاً من الرمل ..وسأشارككِ اللعب بالأراجيح
و عند نزول المطر سنرفع أيدينا عاليا و نستمتع معاً بنزول قطراته الباردة
سنركض معاً .. سنقفز معاً .. وستمتلئ ملابسنا برائحة التراب العطرة صغيرتي .. عند هطول الثلج .. سننام على حلته البيضاء .. وسأمسك بيديك الصغيرة وأدفئها داخل جيبي
سنصنع رجلاً من الثلج ونزيّن وجهه بحبات الزيتون و بعض الجزر
سأصنع لكِ قصراً من الثلج وأجعلكِ أميرة عليه
ثم سنراقب هطول الثلج بهدوء من خلف النافذة .. وسأكتب اسمي واسمك على الضباب العالق بها صغيرتي .. سنذهب لشاطئ البحر معاً .. وستلامس قدماكِ الصغيرة مياهه الدافئة
سأستمتع بسماع ضحكاتك البريئة وأنا أُلقي على وجهكِ قطراتٍ من ماء البحر الصافية
سنبني قصوراً من الرمال .. وسنجمع أصدافا بمختلف الأشكال والألوان
ثم سنستمتع بسماع صوت الأمواج المتمردة بداخلها
صغيرتي .. اشتقت لكِ .. وانتظر لقاءكِ بفارغ الصبر
اشتقت لنظراتكِ الهادئة .. لكماتكِ الغريبة
لخطواتكِ المتعثرة .. ولابتسامتكِ البريئة
اشتقتُ لتفاصيل وجهك الطاهرة
فهل سيطول الانتظار؟؟ صغيرتي .. حين ألقاكِ سأعلمّكِ كلّ مايخصّني
سأسردُ لكِ تفاصيل يومي حتى ولو كنتِ لا تفهمين كلماتي
سأجعلكِ تعشقين كل تفاصيل حياتي
وسأتشوق لكل حركة صغيرة منكِ صغيرتي .. سأضع ورقة بيضاء وأرسم لكِ فيها كل ماتشتهي نفسك
سأرسم الأشجار والأزهار والقصور والمنازل
ثم سأستمتع بخربشتك البريئة التي تقلد رسوماتي
وسأضع القليل من الألوان على وجنتيك فقط لأرى ضحكتكِ صغيرتي .. سأجعلكِ تعشقين الحناء كما أعشقها
وسأزيّن بها يداكِ الصغيرتان في كل مناسبة وكل عيد
سأشتري لكِ الملابس الجميلة صغيرة الحجم
وسأجعلكِ أميرة زمانكِ صغيرتي .. سأراقب أوّل خطواتكِ .. خطوة بخطوة
سأراقب قدماك الصغيرتان وهما تتأرجحان يمينا ويساراً
سأفتح ذراعيّ وأنتظر وصولكِ وارتماءك بين ذراعي
ثم سأهديك قبلة فرحاً بصغيرتي وهي تخطو اوّل خطواتها صغيرتي .. سأعلمكِ الحروف وأعلّمك الكلام
سأنتظر ذلك اليوم الذي تتحرك شفتاكِ لتقول كلمة "ماما"
وسأنتظر ذلك اليوم الذي ستستطيعين فيه كتابة حروف إسمي لأول مرة
لحظة ستغمرها الدموع من شدّة الفرح صغيرتي .. سأكون بجانبكِ ..
سأمسح دموعكِ المنهمرة كحبات اللؤلؤ
وسأخبئك بين ذراعي فقط لتعلمي أنّك بأمان بجانبي
سأحول دموعكِ لابتسامة .. وحزنكِ لسعادة
وسأجعل العالم يبدو وردي اللون بالنسبة لكِ
هل أنتِ غبيّة؟ .. أم أنّكِ مغفّلة ؟؟
ألا تعلمين أن عُمرك هُو السنّ المناسب لتفتّح الجمال والأناقة لدى الأُنثى ؟
ألا تستهويكِ خصلات الشّعر الطويلة الناعمة .. وملابس الورود الزاهية ؟
ألا ينبض قلبكِ حُبّاً في ألوان جميلة أنثويّة تزيّن وجهكِ ؟
ألا ترغبين أن يكون لعينيكِ شكلٌ أوسع ولبشرتكِ لون ألمع؟؟
ألا تشعرين بالحسرة على نفسكِ البالية أمام تلك الجواهر التّي تمشي على الأرض؟
ألا ينبض قلبك بالغيرة على شبابك وأنوثتكِ التي تحبسينها متحجّجةً برضا الله؟
ألا تعلمين أنّ الله جميل يُحبّ الجمال؟
أين هذا الجمال الذي تتحدّثين عنه ومظهر الفتاة البراقة يختفي تحت ألوان داكنة؟
إلى متى ستعاندين قلب الأنثى المشرق بداخلكِ؟
ألا تعشقين كأي أنثى ذلك الفستان الأبيض الذي يجعلكِ تدخلين القفص الذهبي؟
ولكن كيف؟؟
كيف تريدين الوصول لذلك القفص وأنتِ تحبسين نفسكِ داخل قفص من حديد ؟
أيُّ شابٍّ .. وأي رجل ستلفتُ نظرهُ حركاتكِ القديمة؟
أطلقي العِنان لدقات قلبكِ الخجولة وسترين من السعادة ما لا تعلمين
خطوة بسيطة للأمام تجعلكِ تمسكين بطرفِ حُلمكِ البعيد
أنتِ أُنثى .. والأنثى زهرة عليها أن تتفتح لا أن تذبل
فأجيبه مبتسمة:
أعرف الجمال والأنوثة جيّداً .. فكفاك ثرثرة
الجمال هو قلب نقي ناصع البياض.. تلتمس نقاءه من ابتسامة هادئة
الجمال هو لسانٌ صادق القول .. طيب الكلام .. يخطف القلوب قبل الآذان
الجمال نفس صابرة .. يد دافئة .. دموع بريئة
الجمال لم يقتصر يوماً على ألوان زاهية
والأنوثة لم تنحصر يوماً في مصطلح التبرج والعلاقات العابرة
أنا أنثى .. وأعرف معنى الجمال وأمارسه بطريقة أعشقها
فأنا جميلة بحجابي ..
ذلك الثوب الواسع الذي يشبه ملابس الحوريات
و الذي يغطي عيوبي ويمنع العين الشيطانية من التقرب لي
أنا جميلة بحيائي .. بعفتي .. بنظراتي الخجولة
هذا هو الجمال الذي أعشقه
وإن كان دخولي لقفص ذهبي يسلب مني هذا الجمال
فتبّاً لقفص يجعلني حبيسة جدرانٍ من الوهم والخداع
وإن كانت الأنوثة وردة تُزهر لتقطفها أيدٍ خاطئة
فالذبول وسط حفرة من الأخلاق أرحم لي من التفتح في حديقة من الحقد والنفاق
فهذا هو الجمال في عيني وهذه هي أنوثتي
صغيرتي .. هل تسمعين كلماتي؟؟
أكيد أنت لا تسمعينها ..
ولكن يوماً ما ستمرّين من هنا وستقرئين كل حرف تركته لكِ
ترى هل ستروقكِ كلماتِي ؟
أعلم أنني لست فصيحة في الكلام
ولكنّ كل كلمة وضعتها لكِ كتبها قلبي
وفصاحة القلب لا تُقدّر بثمن صغيرتي .. يزداد اشتياقي لكِ يوماً بعد يوم
وتزداد لهفتي لرؤيتكِ كل يوم
ترى كيف هُو شكلكِ؟ .. صوتكِ .. لون شعركِ ولون عينيكِ ؟
أنا متأكدة أن وجهك كالبدر في ليلة مظلمة
فأنتِ جميلتي صغيرتي .. كل يوم أمّر على بائع اللعب وأتفقد آخر مبيعاته
أقف عند الواجهة وأنا أتخيل فرحتك بهذه اللعب
وأتشوق ليوم أكون فيه زبونة في هذا المحل وأنتِ برفقتي صغيرتي .. هل تعرفين تلك اللعبة التي تحتوي على معدات طبية؟؟
كم كنت أعشقها .. وستعشقينها مثلي تماما
سنلعب معاً دور الطبيب والمريض
سأغمض عيناي وأمثل دور المريض
فقط لأحس بأنفاسكِ المضطربة وهي تقترب مني
ولأشعر بيديك الدافئتين وهما تلمسان وجهي
سأمثل دور المريض طول عمري فقط لأحظى بتلك اللحظات الجميلة معكِ صغيرتي .. عندما تبدئين بتعلم الكلام
سأعطر شفتاكِ بسورة الفاتحة
سأجعلها فاتحة خير لكِ
سأستمتع بصوتكِ المرتعش وأنتِ تقرئينها
سأستمتع برؤية عزيمتكِ وأنتِ تحاولين حفظها
وسأصفق بحرارة لكِ عند اتمام قرائتها فقط لأرى ابتسامتكِ الخجولة وهي تزين وجهكِ صغيرتي .. هل تعلمين أنني اخترت لكِ اسماً يتكوّن من 3 حروف ؟
هل أخبركِ به؟؟
سأتركهُ مفاجأة لكِ .. وستسمعينه فور قدومكِ لهذا العالم
وستحفظينه بسرعة .. فإسمكِ لن يفارق لساني مطلقاً صغيرتي.. حين تمرضين ستضطرب نبضات قلبي
وستغيب الإبتسامة عن وجهي
سأظلّ جالسة بجانبكِ .. أمسك بيدكِ
وأتحسّس جبينكِ كل ثانية
سأصلي ليلاً وأرفع يداي عاليا لرب السماء
فقط ليشفيكِ .. وليعيد الضحكة البريئة على شفتيكِ صغيرتي .. سنُعدّ الحلوى معاً
وسنمزج السّكر والطحين معاً
وستتلوّن يداك الصغيرتان باللون الأبيض الناصع
وسنزين الكعك بحبات الفراولة اللذيذة
ولكن .. ضحكاتكِ ألذ من كل فواكه العالم صغيرتي .. إن قلتُ أنني أحبّكِ
إن قلت أنّكِ قطعة من روحي
وإن قلت أنني اسمع صوتكِ وأنتِ لم تأتي للحياة بعد
فهل ستصدقينني ؟؟
إن مررتِ يوماً من هنا فستصدّقينني ..
يُتبع ..
{ يوم 11 من أكتوبر 2014 } مازلت أتذكر تفاصيل ذلك اليوم جيداً
ساعة بساعة ودقيقة بدقيقة وثانية بثانية
فقد كنت أشعر بالألم يعتصر قلبي طول اليوم ولم أعرف ما السبب
ظننتُ أنّها وسوسآتُ شيطان فقط فاستغفرت وأعدتًُ الإستغفار
ولكن دون جدوى فنبضات قلبي كانت تضطرب أكثر
سألت أختي بعض الأسئلة العابرة فأدركت انها تشعُر بنفس ما أشعر به
فارتبكت وأخفيت ارتباكي داخل قلبي وابتسمت واخبرتها ان تستغفر فقط فهذه وسوسات شيطان ليس إلا
ولكن بيني وبين نفسي كنت اشعر بالقلق وأدعو الله أن يمر هذا اليوم على خير
ومرّ اليوم هادئاً ومرّت الساعات ونبضات قلبي تضطرب أكثر وأكثر
شعرتُ برغبة في البكاء , ولكن ما السبب؟؟
هل لأنّ أمّي ذهبت لزيارة جدتي ولم تعد؟ هل اصاب أمي مكروه؟؟
تنهدت مراراً وتكراراً فقط لأخرج ذلك القلق ولكن دون جدوى
مرّ الوقت وعادت أمي في المساء على السابعة مساءاً هي وأبي
عندما رأيتها حمدت الله كثيراً فقد اطمأن قلبي على عودتها هي ووالدي سالمين
ولكن الألم مازال يعتصر قلبي , ما السبب يا ترى؟؟
سألتُ أمّي عن جدّتي فأخبرتني أنها مازالت تعاني من الحمّى والزكام
دعوت الله لها بالشفاء , ثم قلت: هل سألت عنّا؟؟
فأخبرتني أمي: أجل ..
بالرغم من انها تفقد وعيها احيانا إلاّ أنها رفعت رأسها عند خروجي قائلة " بلغي سلامي للبنات "
ابتسمت كعادتي لسماع كلماتها الطيّبة والطاهرة
ولكن ... الألم والقلق لا يغادر قلبي
ذهبت لإعداد العشاء بهدوء علّني أنسى همّي
ثم جلست لتناوله أنا وأختي بمفردنا, سألت أمّي إن كان تريد مشاركتنا ولكنها رفضت ذلك
تناولت قطعتنين من الخبز ثم بقيت شاردة , سأتني أختي ما السبب
فابتسمت وقلت : لقد شردت قليلا فقط وسأعود للأكل
مرت صلاة العشاء وجلسنا بهدوء نشاهد التلفاز وفجأة يصلنا اتصال من خالتي تخبرنا
أن هاتف منزل جدتي لا يجيب عليه أحد , فهل حدث شيء لها؟؟
طمأنتها أمي بأن حالتها ليست خطيرة بحكم أنها كانت عندها في المساء
وأخبرتها أنها ستعاود الإتصال بالمنزل لتطمئنها
حملت أمّي الهاتف وأخذت تتصل وتتصل وما من مجيب
و بعد تكرار طويل رُفعت السماعة وكان ما لم يكن في الحسبان
يتبع ...
{يوم 11 من أكتوبر 2014} بينما كانت أمّي تعاود الاتصال فجأة رُفعت السّماعة
وإذا به صوت خالتي المضطرب وهي تقول: أمّي أُغمي عليها ولم نستطع إيقاضها وسيارة الإسعاف في الطريق
وعليك القدوم بسرعة , تفاجأت أمّي وأسرعت بتغيير ملابسها فقط لتسرع لزيارة جدتي المغمي عليها
أخذت دقات قلبي تتسارع وطلبت من امي مرافقتها, فأخبرتني أن نبقى في المنزل وستطلعنا بكل جديد
وبعد خروج أمي وأبي من البيت بدأت يداي بالارتعاش وبقيت أكرر الدعاء لها بالشفاء
وبعد مرور 5 دقائق حملت الهاتف لأتصل بخالتي المتواجدة ببيت جدتي علّها تخبرني بأمر يسرّ القلب
ولكن دقات قلبي الخائفة منعتني من ذلك, فحملت أختي الهاتف بدلا مني وأخذت تتصل
كنت أراقب بخوف شديد ردات فعل أختي وهي تتحدث على الهاتف وما فهمت من كلماتها أن خالتي كانت تذرف الدموع
وجدتي في حالة لا يرثى لها ولم يتمكن الأطباء من ايقاضها
رفعت يداي عاليا وأخذت ادعو بأعلى صوتي وأكرر كلامي مرة ومرتين
وذهبت اختي مسرعة وتوضأت فقط لتسجد لله ركعتين يستجيب فيهما الله لها ويشفي جدتي
وما أن حملت أختي السجادة لتبدأ الصّلاة حتى رن الهاتف وإذا به رقم والدي
تركت الهاتف يرن ولم استطع حمله فقلبي كاد يتوقف من سرعة دقاته وأنفاسي اصبحت بطيئة " احسست انها نهاية العالم "
فرفعت أختي الهاتف وما أن اجابت حتى تغير لون وجهها وسمعتها تقول "ماتت؟؟ هل تسخر مني ؟؟ "
ثم انفجرت باكية دون أن تخبرني بشيء
إدّعيت الغباء وسألتها عن سبب البكاء فقالت لي " جدتي ماتت "
احسست لدقائق أنّ كل شيء في جسدي توقف عن العمل, تحجرت دموعي , واصبحت أتنفس بصعوبة,
حتى دقات قلبي وكادت تتوقف , جلست بهدوء وأنا اضع يدي على فمي من شدة الصدمة
وتكرر شريط حياتي أمام عيني وأنا برفقتها , بدأت أرتجف وفجأة انفجرت باكية وكل دمعة كان يرتفع صوتي معها
قلبي كان يشتعل ودموعي كانت تُحرق وجنتي .. ماذا عسانا انا نفعل؟؟ لا شيء
إن لله وإن إليه راجعون