السلام عليكم ..
أبدأ موضوعي بنكتة طريفة ..
النكتة :
يروى عن أحد المدمنين على الأجهزة الإلكترونية و شبه المنفصمين عن الواقع، أنه صادف أن انقطعت الكهرباء ذات ليلة في منزل أهله (حيث يقيم كأنه نزيل في فندق .. ) .. منزل فيه أمه و أبوه واخته وأخوه .. فاضطر :d للتواصل مع أفراد أسرته و السمر معهم ! .. لأنه لم يكن متعودا على النوم المبكر .. فتوصل إلى اكتشاف عجيب ! :-o :s
في صباح اليوم التالي عندما التقى أحد رفاقه قال له : " قد حدث البارحة كيت و كيت .. واكتشفت أن أهلي أناس طيبون !!
...
قد لا تكون النكتة حقيقية لكنها تلامس الواقع و تكشف عن حقيقة باتت واضحة للعيان .. في كل بيت .. في القرية أو في المدينة .. حقيقة يستوي فيها الصغير والكبير والغني والفقير !
...
شتان شتان بين ما أصبحنا عليه و ماكان ..
كيف اصبحنا وكيف كان الأجداد و الجدات ..
كانوا ..
قبل اختراع تلك الأجهزة الحديثة من هاتف ولوح ومحمول ..كان افراد الأسرة يتسلون بالأمثال والحكم .. والبوقالات .. و الأحجيات ..أو بحكاياتْ الجداتْ .. مع بساطتها لكنها كانت ممتعة ولا تخلو من منفعة ..
هناك حول " الكانون " .. كانوا يجتمعون في فصل الشتاء .. حيث دفء النار يمتزج مع حلاوة الحكاية .. أما في الصيف فكانوا يجتمعون في فناء المنزل تحت قبة السماء المرصعة بالنجوم والهواء المنعش .. سمر وسهر لا يخلو من فائدة وطيب أثر ..
في ضوء خافت وجو صامت فلا تُرْهَقُ العيون ولا إشعاعات ولا هم يحزنون .. وهم كذلك حتى يسحر النعاس الجفون ..
كانوا كائنات اجتماعية يقدسون العلاقات و التواصل والروابط الأسرية ..
أصبحنا ..
اصبحنا كأننا كائنات إلكترونية موصولة – بكوابل - بأجهزة للولوج إلى عوالم افتراضية .. أو محادثة شخصيات وهمية .. قد لا نعرف يوما حقيقتها الواقعية : أهي ذكر أم أنثى ؟ أهي شيخ أو عجوز أم شباب و مراهقون ؟ كل ذلك يجوز !
كل فرد من الأسرة موصول بطريقة ما ؛ هذا بهاتف ، و تلك بلوحة وذاك بكمبيوتر محمول .. الكل في ذهول عن الكل .. !
لا ينام أحدنا إلا وفي حضنه جهازه الإلكتروني ( ... ) وفي أذنيه سماعاته .. جسمه ملقى هناك لكن روحه وعقله قد غادرت المكان إلى عالم أقرب إلى الوهم والخيال ..
تجده قابعا هناك .. ربما لساعات .. وقد يضحك و يقهقه و قد ينفعل و يلوح بإشارات و حركات .. يحسبه من يراه من بعيد كأنه أصيب بمس شديد ..
ويفعل ذلك في كل الأوقات .. في الشارع .. في الحافلة .. في السيارة .. في كل مكان ؛ دائما موصول !! -connecté - و عن واقعه حوله مفصول ..
هذا هو العصر الجديد !
قد تنادي الأم ولدها أو الأخ أخاه فلا يجيب .. لأنه موصول .. وإن أجاب فهو بغضب و ثوران لأنه قد تم قطع التدفق عنه الآن ..! توقف حبله السري الإلكتروني وتم استخراجه من عالمه الوردي السبرنيطيقي الذي لا يريد عنه فطاما .. و لا يطيق عنه صياما ..
كانوا ..
بشرا .. :up:
صرنا ..
اشباه بشر .. :$ - إلا من رحم الله -
أمير ..
آخر تعديل: