السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صلة الرحم من اهم المفاهيم التي دعا اليها الاسلام وحث عليها ونهى عن قطيعتها ،
قال تعالى" وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ .."
ولما كان لصلة الرحم من اهمية بالغة حرص الفرد على صلتها والتقرب من اقاربهم
مصداقا لقوله – صلى الله عليه وسلم-:
{من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليصل رحمه }-رواه البخاري-.
وقد عمدت الاسرة الجزائرية على عدم قطع صلة الرحم
وذلك بتبادل الزيارات العائلية والتجمع ببيت العائلة او "الدار الكبيرة "كما نسميها ،
فالعائلة لها قدسية ومكانة كبيرة فلا يفرطون في أي مناسبة عائلة تلم شملهم
فيا كثرها تلك الجلسات التي كانت تجمع افراد العائلة كبيرهم وصغيرهم
يتجاذبون اطراف الحديث والابتسامات لا تفارق محياهم والضحكات تصدح في الارجاء.
فلم تكن المسافات البعيدة او الظروف كشتاء قارص او صيف حارق مثلا
مانعا يحول عن صلة رحمهم.
لكن مع التطورات التي شهدناهافي مجال الاتصالات وظهور وسائل تكنولوجية حديثة
سهلت من التواصل ودعمت الروابط ومتنتها ،
فاصبح التواصل مع الاقارب جد يسير فالغت الحدود واختصرت المسافات والوقت معا،
فما عاد البعيد او المغترب عن اهله يستفقد اسرته فبامكانه الاتصال والتواصل واياهم .
وشيئا فشيئا اصبحت هاته التكنولوجيات الحديثة احد اهم الضروريات في الحياة ولا غنى عنها
فبعد ان ساهمت في توطيد العلاقات في البداية
الا انها مع مرور الوقت تحولت تلك النعمة الى نقمة
نتيجة الافراط في استعمالها والاستخدام الخاطىء لها ،
فاصبحت فيروسا يعصف ويهدد كياننا الاسري.
فبعدما كان التواصل محسوسا وحميميا بين افراد العائلة
اضحى اليوم تواصلا وهميا في اغلبه،
فالعلاقات الالكترونية قضت على روح التواصل بيننا
واصبحت الشغل الشاغل لنا،
ابعدتنا عن بعضنا البعض وحتى ومن نحن معهم تحت سقف واحد
فكل واحد منا منزي على نفسه يهيم في فضائه الكتروني الخاص به،
مما خلق فجوة بين افراد الاسرة وجفاءا وفتورا مع الاهل
بحجة عدم وجود وقت للسؤال عن الارحام.
فصلة االرحم اقتصرت على ارسال رسائل نصية قصيرة او مكالمة هاتفية لا تتعدى الدقائق
سواء كانت افراحا او اقراحا فلا احد يتكبد مشقة التواصل .
ضف الى ذلك انها احدثت شرخا في علاقات الاسرية
بين الاب وابنه ، بين الزوج وزوجته، بين الاخ وشقيقته..،
فكل واحد منهم منغلق على نفسه في عالمه افتراضي يعيش ويتعايش معه بكل جوارحه ،
نجد ابنائنا حاضرين باجسادهم اما عقولهم فتسبح في تلك العوالم الوردية بهم
والذي يكون بعيدا كل البعد عن واقعهم ،
فالتكنولوجيا قد تملكتهم لدرجة الهوس بها فلا يستطيعون عنها صبرا
لصيقة بهم لا تفارقهم اينما حلوا وارتحلوا ،
وان حدث وان حاولت ان تبعدهم عنها فقد حكمت عليهم بالموت البطىء حينها
فهي الهواء الذي يتنفسون .
والاخطر من ذلك ان المعادلة انقلبت ليصبح القريب ذلك البعيد
والبعيد ذلك القريب المفضل،
وان تحادث احد افراد اسرتك لهو الامر المحال في وقتنا هذا
وان حدث وكلمته فهي معجزة بحق قد تحققت ،
وان كان حدث وصار لقاءا او تجمعا اسريا فلغة التخاطب والتحاور غائبة تماما
تجد الصمت يخيم على الاجواء لانشغال الكل بعالمه افتراضي .
زد عليها ان تكنولوجيا حديثة بما وفرته من وسائل اتصال اجتماعي
او غرف الدرشة – الشات- اصبح ملاذا للكثيرين هروبا من الواقع
او مشكل نفسية واسرية التي يتخبطون فيها
فتجدهم يتقوقعون بداخلها مما يعمل على مزيد من العزلة والانطوائية .
اما الازواج فهم ليسوا في مناى عن موجات تاثيرها
فتجد الزوجة تستهلك تكنولوجيات حديثة بشكل مبالغ فيه
لدرجة يشغلها عن زوجها واولادها وعن القيام بشؤون بيتها
مما يخلق جوا مشحونا بالخلافات وشجارات المتكررة بشكل يومي
وهذا ما يحسس الطرف الثاني بالفراغ والوحدة بسبب اللامبالاه
مما يضعف العلاقات الزوجية فيلجا الى االعالم الافتراضي
للبحث عن ما يفتقده في بيته ،
كما انها عامل مهم لاشعال فتيل نيران الشك والغيرة بين الطرفين
فكم من بيوت تهدمت اسسها واسر تفككت وتشتت بسببها.
وما هذا الا كرؤى للسلبيات التي احدثتها التكنولوجيات حديثة في اسرنا
فلا مجال لحصرها وتعدادها .
وبغض النظر عن ما احدثته التكنولوجيات الحديثة من تغيرات كبيرة في حياتنا
بان صرنا اشخاصا وهميين اكثر من كوننا واقعيين ،
الا انه يجب العمل على التخفيف من حدة هاته
التاثيرات السلبية على اسرنا ومجتمعنا بصفة عامة
كـأن نخصص وقتا معينا لاستخدام التكنولوجيا
وان نكون عقلانيين في استعمالها حتى لا نصبح عبيدا لها،
والحرص على قضاء اكبر وقت ممكن مع الاسرة وعدم الانشغال عنهم
مع محاولة احداث تفاعل وتواصل بانتظام مع افراد الاسرة
مع الحرص على ان تكون هاته الوسائل الحديثة لنا لا علينا.
مصداقا لقوله – صلى الله عليه وسلم-:
{من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليصل رحمه }-رواه البخاري-.
وقد عمدت الاسرة الجزائرية على عدم قطع صلة الرحم
وذلك بتبادل الزيارات العائلية والتجمع ببيت العائلة او "الدار الكبيرة "كما نسميها ،
فالعائلة لها قدسية ومكانة كبيرة فلا يفرطون في أي مناسبة عائلة تلم شملهم
فيا كثرها تلك الجلسات التي كانت تجمع افراد العائلة كبيرهم وصغيرهم
يتجاذبون اطراف الحديث والابتسامات لا تفارق محياهم والضحكات تصدح في الارجاء.
فلم تكن المسافات البعيدة او الظروف كشتاء قارص او صيف حارق مثلا
مانعا يحول عن صلة رحمهم.
لكن مع التطورات التي شهدناهافي مجال الاتصالات وظهور وسائل تكنولوجية حديثة
سهلت من التواصل ودعمت الروابط ومتنتها ،
فاصبح التواصل مع الاقارب جد يسير فالغت الحدود واختصرت المسافات والوقت معا،
فما عاد البعيد او المغترب عن اهله يستفقد اسرته فبامكانه الاتصال والتواصل واياهم .
وشيئا فشيئا اصبحت هاته التكنولوجيات الحديثة احد اهم الضروريات في الحياة ولا غنى عنها
فبعد ان ساهمت في توطيد العلاقات في البداية
الا انها مع مرور الوقت تحولت تلك النعمة الى نقمة
نتيجة الافراط في استعمالها والاستخدام الخاطىء لها ،
فاصبحت فيروسا يعصف ويهدد كياننا الاسري.
فبعدما كان التواصل محسوسا وحميميا بين افراد العائلة
اضحى اليوم تواصلا وهميا في اغلبه،
فالعلاقات الالكترونية قضت على روح التواصل بيننا
واصبحت الشغل الشاغل لنا،
ابعدتنا عن بعضنا البعض وحتى ومن نحن معهم تحت سقف واحد
فكل واحد منا منزي على نفسه يهيم في فضائه الكتروني الخاص به،
مما خلق فجوة بين افراد الاسرة وجفاءا وفتورا مع الاهل
بحجة عدم وجود وقت للسؤال عن الارحام.
فصلة االرحم اقتصرت على ارسال رسائل نصية قصيرة او مكالمة هاتفية لا تتعدى الدقائق
سواء كانت افراحا او اقراحا فلا احد يتكبد مشقة التواصل .
ضف الى ذلك انها احدثت شرخا في علاقات الاسرية
بين الاب وابنه ، بين الزوج وزوجته، بين الاخ وشقيقته..،
فكل واحد منهم منغلق على نفسه في عالمه افتراضي يعيش ويتعايش معه بكل جوارحه ،
نجد ابنائنا حاضرين باجسادهم اما عقولهم فتسبح في تلك العوالم الوردية بهم
والذي يكون بعيدا كل البعد عن واقعهم ،
فالتكنولوجيا قد تملكتهم لدرجة الهوس بها فلا يستطيعون عنها صبرا
لصيقة بهم لا تفارقهم اينما حلوا وارتحلوا ،
وان حدث وان حاولت ان تبعدهم عنها فقد حكمت عليهم بالموت البطىء حينها
فهي الهواء الذي يتنفسون .
والاخطر من ذلك ان المعادلة انقلبت ليصبح القريب ذلك البعيد
والبعيد ذلك القريب المفضل،
وان تحادث احد افراد اسرتك لهو الامر المحال في وقتنا هذا
وان حدث وكلمته فهي معجزة بحق قد تحققت ،
وان كان حدث وصار لقاءا او تجمعا اسريا فلغة التخاطب والتحاور غائبة تماما
تجد الصمت يخيم على الاجواء لانشغال الكل بعالمه افتراضي .
زد عليها ان تكنولوجيا حديثة بما وفرته من وسائل اتصال اجتماعي
او غرف الدرشة – الشات- اصبح ملاذا للكثيرين هروبا من الواقع
او مشكل نفسية واسرية التي يتخبطون فيها
فتجدهم يتقوقعون بداخلها مما يعمل على مزيد من العزلة والانطوائية .
اما الازواج فهم ليسوا في مناى عن موجات تاثيرها
فتجد الزوجة تستهلك تكنولوجيات حديثة بشكل مبالغ فيه
لدرجة يشغلها عن زوجها واولادها وعن القيام بشؤون بيتها
مما يخلق جوا مشحونا بالخلافات وشجارات المتكررة بشكل يومي
وهذا ما يحسس الطرف الثاني بالفراغ والوحدة بسبب اللامبالاه
مما يضعف العلاقات الزوجية فيلجا الى االعالم الافتراضي
للبحث عن ما يفتقده في بيته ،
كما انها عامل مهم لاشعال فتيل نيران الشك والغيرة بين الطرفين
فكم من بيوت تهدمت اسسها واسر تفككت وتشتت بسببها.
وما هذا الا كرؤى للسلبيات التي احدثتها التكنولوجيات حديثة في اسرنا
فلا مجال لحصرها وتعدادها .
وبغض النظر عن ما احدثته التكنولوجيات الحديثة من تغيرات كبيرة في حياتنا
بان صرنا اشخاصا وهميين اكثر من كوننا واقعيين ،
الا انه يجب العمل على التخفيف من حدة هاته
التاثيرات السلبية على اسرنا ومجتمعنا بصفة عامة
كـأن نخصص وقتا معينا لاستخدام التكنولوجيا
وان نكون عقلانيين في استعمالها حتى لا نصبح عبيدا لها،
والحرص على قضاء اكبر وقت ممكن مع الاسرة وعدم الانشغال عنهم
مع محاولة احداث تفاعل وتواصل بانتظام مع افراد الاسرة
مع الحرص على ان تكون هاته الوسائل الحديثة لنا لا علينا.
اريج المحبة
آخر تعديل: