خدعوها بالمثالية
..................
أجمل أمنية ...
يرددها في أغنية
الرجل الأوربي
لفتاة أوربية...
بتفكيره الغربي
دون عنجهية
مانحا لها ...
وسام الأفضلية
مهديا إياها...
أجمل أغنية ...
حينما سماها ...
بالمرأة المثالية
*******
إلتقاها ذات مرة
تتسوق بعفوية
فحياها بلباقة
وكلمات عسلية ...
قبل أن يصهرهما
دفء حياة زوجية
وعدها ... فواعدها ...
مرات ...
في الممرات ...
ومرات ...
في الطرقات ...
ومرات ...
في الشرفات ...
ومرات ...
في شقته البحرية
أسكرها نخب السهر
في ملاهيه الليلية
يصحبها للحانات
في سهرة جماعية
يعرفها بالأصحاب
والحياة المدنية ...
أيام يطويها زمان
في شهور شمسية
يبيعها خمر الهوى
يسكرها بطيب المنى
يمنيها المن و السلوى
في بحبوحة رومانسية
ليروي بها الظما
من نهر ذاك اللمى
جام العشق يسقيها
في كل لقاء يهديها
زهرات نرجسية
تبيعه البسمات ...
و الثنايا لؤلؤية
يجوبان الطرقات
في شوارع الحرية
يقطعان زرقة البحار
على سفينة شراعية
يطويان وهاد البراري
في سيارة أمريكية
يتهامسان ...
يتلامسان ...
يتجاذبان الحديث
في جلسات أنسية
كل صباح جديد
عنوانه أجمل تحية
للمرأة المثالية
********
يلجان القفص الذهبي
متعة الحياة الزوجية
في كنف أيام هنية
يستبقيها كما هي ..
ويراها كما هي ..
في صورة المثالية
*******
يسمعها في انبهار
رخيمة الصوت
تجيد لعب الأدوار
قوية الشخصية
في الليل والنهار
طلعتها بهية ...
رقيقة الاحساس
في لطف وحنية
أنيقة اللباس ...
روائحها عنبرية
حلوة الحديث ...
بسماتها سكرية
تتراقص على أحمر
توزعها مجانية
جريئة ... صريحة
بأصدقائه ... كم حفية
متحررة الفكر ...
دائما احتفالية ...
كثيرة المعارف
سهراتها مغرية
تتأفف في المنزل ...
عن أعمال روتينية
مشغولة البال ...
بأعمال خارجية
تهوى السباحة
و الرمال الذهبية
تجيد لعبة التنس
والكرة الشاطئية
تعشق رؤية الأفلام
وقراءة كتب غرامية
تقتني أغلى العطور
و المجلات العصرية
تهجره فلا يسأل .. ؟
عن تلك الأمسية
وعن آثار القبل ..؟
لأنها امرأة مثالية
يلهو بأجمل الخليلات
باسم حرية الشخصية
وتلهو بالسهرات
لاعتبارات شاعرية
يغتاظ إذا ثارت ...
كيف وهي المثالية؟
يتبرم إذا اشتكت ...
من ردتها الفعلية
علاقات مصلحية ...
تتجلى لنا قدسية ...
في الحقيقة هيه ... هيه
خيوط دخان وهمية
آه اغتالوها انسانا
المرأة الأوربية ...
نعم ساقوها قربانا
على معبد المدنية
وصادروها وجدانا
فكانت أول ضحية
جردوها كل القيم
بزيف الإنسانية
خدعوها بالمثالية
فاستباحوا أنوثتها
في إعلانات تجارية
وروجوها بضاعة
باسم شعار الحرية.
كلمات: كمال بداوي
سور الغزلان في :
22 / 12 / 2014
آخر تعديل بواسطة المشرف:
