السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ذكريات مجاهد
كنت كل يوم حين أخرج من منزلي حآملة في يدي محفضتي
أمر على بآبه فأجده جالسا و في يده الوحيدة كتآب يفترس سطوره بالهام
أحيييه قآئلة
صباح الحرية يابطل نوفمبر
فيجيبني بابتسامة عريضة و عيون مشعة
و عليكم السلام يا حفيدة الشهيد
كنت ارى بين تجاعيد وجهه تاريخا عريقا و ألغاز وددت معرفتها و اكتشافها
لم اجد غير عطلة نوفمبر يوما مناسبا لاستذكار تلك الاحداث و تلك البطولات التي قام بها مجاهدونا و شهدائنا الابرار لتحرير جزائرنا الغالية
استيقضت صباحا و توجهت الى مكانه المعهود
تعجبت لاني لم ارى ذلك الكتاب الذي يحمله كل يوم
بل رأيت علم بلادي الغالية في يده المخدوشة
التي تروي سنوات من الكفاح
حييته و جلست بجانبه
فسألني بصوت هادئ
أتعرفين ماهذا الذي احمله في يدي..؟
اجبته بكل ثقة
انه علم بلادي .... بلادي الجزائر
ابتسم و في عينيه اغرورقت الدموع
علم بلادي...
كم كنا نتمنى قبل نصف قرن ان نرى هذا العلم يرفرف في سماء مدارسنا و ساحاتنا و مساجنا
كان حلمنا ... أملنا .... هدفنا بل الغاية من كل حياتنا
لم يكن هينا علينا رؤية علم فرنسا يتباهى في الاعالي و كأنه على أرضه
فقطع كل جزائري ... طفلا كان او شيخا رجلا كان او امرأة
قطع الكل عهدا على نفسه
ان يعاد علمنا الى مكانه
فكانت ثورة نوفمبر 1954 بداية الوفاء بالعهد
ضحينا بالنفس و النفيس
ضحينا بدمائنا
بأموالنا و املاكنا
فلا شيء اغلى من الارض التي تأوينا
لا شيء اغلى بلادنا الحبيبة
لا شيء اغلى من جزائرنا
أبينا ان نعيش في الذل و المهانة
فنحن في أرضنا أرض العزة و الكرامة
حملنا شعار الاستقلال
كافحنا بسلاحنا و اقلامنا
و سقينا أرض الجزائر بدماء المليون و نصف المليون شهيد
و عقدنا العزم ان تستقل الجزائر
و عقدنا العزم ان تحيآ الجزائر
هذا علم أمنا الثانية
أمنا الغالية
و فينا بالعهد و أعدناه الى مكانه
و ها نحن نتركه بين أيديكم أمانة فحافظوا عليه
وضعه بين يدي فأحسست بثقله
أحسست و كأني أحمل سنوات من البطولات
سنوات من التضحيات
و كأني عشت الثورة و تمنيت لو عشتها
فعقدت العزم أن تحيآ الجزائر
رحم الله شهداءنا الابرار و اسكنهم فسيح جناته
تحيا الجزائر