من رقية إلى عمار إلى ياسر إلى ...
عشرات الأسماء التي لم نسمع عنها، تلقى اللوم والعتب وربما العقاب أيضاً؟
تتألم وحيدة، بعيدة عن يد أب حنون وصدر أم عطوف.
فوق الألم ألم، فوق الجرح الملامة ، وفوق الحزن تقريع ولوم!
يعاقب الطفل نفسه أحياناً وهو لا يدري أنه الضحية...
رقية الطفلة ذات الأربع سنوات، ذهبت لشراء الشيبس و لم تعد، دام البحث عنها يومان و النهاية ...طفلة مقتولة بعد الاعتداء عليها و قلع عينها!
عمار ثمان سنوات من البراءة تم اغتصابه ثم ضربه ثم اغتصابه مرة ثانية ثم قتله، و الأفظع الاعتداء عليه للمرة الثالثة و هو جثة هامدة!
و لن ننسى أبدا ياسر من العلمة و آخر من قسنطينة و و و و
و نحن لم نكن لنسمع بهاته الحوادث لولا القتل بعد الاعتداء لأننا محكومون بمفهوم العيب والعار... الذي يترك المعتدي حراً يُفرغ مرضه على أطفال الغير بعد المرور على أطفالنا، يمسح البراءة بيد هادئة تاركاً دموعاً مكسورة حتى الجفاف!.
كي نكون موجودين رغم بعدنا...
كي نعطيهم القدرة والطاقة على حماية أنفسهم...
كي نصل إلى قلوبهم ونمد جسور الثقة بيننا، نثير هذا الموضوع...
- العنف الجنسي:
هو كل إثارة جنسية يتعرض لها الطفل عن عمد، إما بتعريضه للمشاهد الفاضحة أو الصور الجنسية العارية أو غيرها من المثيرات كتعمد ملامسة الأعضاء التناسلية للطفل أو حثه على لمس أعضاء شخص آخر وتعليمه عادات سيئة بالإضافة إلى الاعتداء الجنسي المباشر بصورته الطبيعية أو الشاذة.
لابد من الذكر أن واحد من كل أربعة أطفال يتعرض للعدوان الجنسي والغريب في الأمر أن العنف غالباً ما يحدث على يد أقرب الناس إلى الطفل.
كما يشمل الاعتداءات اللفظية والعاطفية منها:
- كشف أعضاء الطفل التناسلية.
- تعريضه لصور وأفلام فاضحة.
- ملامسة، ملاطفة من نوع خاص.
- التلصص على الطفل(مراقبته ساعات الاستحمام أو تبديل الملابس).
- إجباره على التلفظ بكلمات نابية.
بموجب هذا التوضيح نجد الكثير من الأهالي يرتكبون العنف الجنسي مع أطفالهم دون دراية أو علم منهم.
لما يكون طفلي الضحية ؟
بسبب غياب الرقابة و وجود الحواجز بين الأهل و أطفالهم و غياب لحظات الصدق و المصارحة بينهم بالإضافة أن بعض الأهل يتعرون أمام أطفالهم (الاستحمام)، كما يتركون الطفل للنوم معهم في ذات الغرفة و هذا خطأ كبير ، كما أن وجود مجلات لا تناسب عمر الأطفال بمتناول أيديهم دون رقابة سبب رئيس .
الآثار على أطفالنا:
تظهر أعراض جسدية غير مبررة واضطرابات عديدة على شكل سلوك غريب (قضم الأظافر، الشرود، التبول اللاإرادي، الاضطراب في النوم والكوابيس ) بالإضافة إلى تراجعه في المدرسة و نفوره من الكبار، وقد يعمد الطفل إلى إيذاء نفسه كنوع من أنواع العقوبة لشعوره بالذنب نتيجة شعور مختلط من الخوف و الحزن و تأنيب الضمير لأنه لم يستطع إيقاف ما حدث و ربما لأنه استمتع به.
إن تعرض الطفل للاعتداء أو محاولة الاعتداء تولد رغبة بالانتقام فيعمد للاعتداء على الآخرين لإعادة الشعور لديه بالتوازن.
كيف سأعامله بعد الاعتداء عليه ؟
سؤال الأب و الأم ...
الخطوة الأولى والأهم إزالة حجاب التعتيم عن هذه الجرائم و بعدها لابد من عرض الطفل على طبيب نفسي لاسترجاع هذه التجربة بالتفصيلكي لا تبقى في داخله تعذبه طوال عمره، لا بد من أن ننقل له الشعور بأنه غير مذنب و أنه ضحية .
ينبغي مراقبته دون شعوره مع صرف انتباهه دائماً في حالة الشرود إلى نشاط ما، و وضعه وسط الأسرة، ومنعه من الإنفراد ما أمكن.
طفلي كيف أحميه ؟
هناك مجموعة نقاط نستطيع من خلالها أن نجنب أطفالنا من الوقوع في التحرش الجنسي وهي بتوعية الأبناء منذ الصغر وبشكل صٍْيح ، و تكون التوعية حسب عمر الطفل، مبسطة جداً مع الصغار، وبتوضيح أكبر مع الكبار.
ونقطة أخرى لا تقل أهمية، وهي عدم السماح للأطفال أن يناموا في فراش واحد، وكذلك علينا مراقبتهم أثناء اللعب خاصة عندما يختلون بأنفسهم، ولا يجب أن نسمح للأطفال الصغار باللعب مع الكبار والمراهقين لئلا يحدث المحذور عن طريق الاستغلال .
ينبغي على الوالدين الحرص والحذر الشديد أثناء ممارسة العلاقة الجنسية ، وأن يسيطرا على كل مجال يتيح التلصص لأبنائهما، أو سماع صوتهما، لأن حب الاستطلاع لدى الأبناء بهذا الخصوص يكون شديد .
تفاصيل صغيرة لكنها مؤثرة :
1- إشعار الطفل بالأمان التام في أن يروي تفاصيل أي موقف دون عقاب.
2- محاولة إيجاد فرص متنوعة لأنشطة وهوايات يمارسها الطفل من سن صغيرة ويتطور فيها.
3- ملاحظة الطفل باستمرار دون إشعاره بالرقابة ، متابعة ميوله في اللعب، وطريقة وأنواع لعبه.
4- حماية الطفل من مشاهدة قنوات فضائية، أو مجلات غير مناسبة، مع غرس وزرع رفض كل مالا يحبه الله (والدين في بلدنا يلعب دوراً إيجابياً هاماً في الحماية من هذه الجرائم).
أما عن عملية تثقيف أطفالنا جنسياً ينبغي أن يتلاءم مع أعمارهم، فالطفل من عمر (2-5) سنوات أنسب ما يجب أن يتعلمه:
1- الفرق بين اللمسة الصحيحة واللمسة غير الصحيحة.
2- خصوصية أجزاء جسمه، واختلافها عن بعضها البعض.
بطريقة عفوية نتحدث مع الطفل ، ويمكن أن تساق المعلومات من خلال حوارات بين الأم أو الأب والطفل، فهو الآن كبير وينبغي ألا يطلع أحد على جسمه، كما هو الحال عندما كان صغيراً، ممكن أن نحدثه عن أجزاء الجسم بشكل عام بداية من العين، والرقبة والرأس والأذن والصدر، وكيف أنها كلها أجزاء جميلة وظاهرة من جسمه، وإنها تختلف في الرجل عن المرأة، فشعر "ماما" طويل وشعر "بابا" قصير، ويده كبيرة ويد "ماما" أصغر وهكذا، ثم يتم لفت نظره بشكل غير مباشر إلى أعضاءه التناسلية فهي من أجزاء جسمه، وينبغي أن يحرص جداً على النظافة في التعامل معها.
ونوضح له اللمسة الصحيحة التي لا تسبب آلاماً أو أمراضاً، وهي ما يمكن أن يحدث من "ماما" أثناء تغيير الملابس مثلاً، أو من "بابا" عندما يصافح ويسلم ويقبل بعد عودته من العمل، أو من الأقارب حين يصافحوننا ، ويكون اللمس الصحيح لليدين والكتفين والذراعين، وبصورة سريعة، ودون الحاجة لكشف أي جزء من الجسم، أو رفع الملابس عنه، أما اللمسة غير الصحيحة فهي التي تسبب نقل الأمراض بسبب عدم الالتزام بالقواعد الصحيحة.
وينبغي أن تعلم الأم الطفل إن لكل من أجزاء جسمه المختلفة وظيفة يؤديها، وطريقة سليمة للتعامل معها، كما أن هناك أجزاءً من هذا الجسم لا تصلح لأن يتعامل معها أو يلمسها أو يراها أحد سواه (الأعضاء التناسلية) لأنها ملكه وحده.
أما مع الأبناء من عمر (6-12) سنة يتطور أسلوب توعيتهم ، في هذا العمر يتوسع الشرح بشكل علمي، ويتعلم الطفل المقاومة و الاستغاثة، وأن يروي لوالديه عن أية تصرفات غير طبيعية يحاول أحد فعلها معه.
أهم خطوة تقوية الصداقة الحميمة مع الأبناء، حيث لا يسمح للأسرارأن تحتل مكاناً بينهم.
عشرات الأسماء التي لم نسمع عنها، تلقى اللوم والعتب وربما العقاب أيضاً؟
تتألم وحيدة، بعيدة عن يد أب حنون وصدر أم عطوف.
فوق الألم ألم، فوق الجرح الملامة ، وفوق الحزن تقريع ولوم!
يعاقب الطفل نفسه أحياناً وهو لا يدري أنه الضحية...
رقية الطفلة ذات الأربع سنوات، ذهبت لشراء الشيبس و لم تعد، دام البحث عنها يومان و النهاية ...طفلة مقتولة بعد الاعتداء عليها و قلع عينها!
عمار ثمان سنوات من البراءة تم اغتصابه ثم ضربه ثم اغتصابه مرة ثانية ثم قتله، و الأفظع الاعتداء عليه للمرة الثالثة و هو جثة هامدة!
و لن ننسى أبدا ياسر من العلمة و آخر من قسنطينة و و و و
و نحن لم نكن لنسمع بهاته الحوادث لولا القتل بعد الاعتداء لأننا محكومون بمفهوم العيب والعار... الذي يترك المعتدي حراً يُفرغ مرضه على أطفال الغير بعد المرور على أطفالنا، يمسح البراءة بيد هادئة تاركاً دموعاً مكسورة حتى الجفاف!.
كي نكون موجودين رغم بعدنا...
كي نعطيهم القدرة والطاقة على حماية أنفسهم...
كي نصل إلى قلوبهم ونمد جسور الثقة بيننا، نثير هذا الموضوع...
- العنف الجنسي:
هو كل إثارة جنسية يتعرض لها الطفل عن عمد، إما بتعريضه للمشاهد الفاضحة أو الصور الجنسية العارية أو غيرها من المثيرات كتعمد ملامسة الأعضاء التناسلية للطفل أو حثه على لمس أعضاء شخص آخر وتعليمه عادات سيئة بالإضافة إلى الاعتداء الجنسي المباشر بصورته الطبيعية أو الشاذة.
لابد من الذكر أن واحد من كل أربعة أطفال يتعرض للعدوان الجنسي والغريب في الأمر أن العنف غالباً ما يحدث على يد أقرب الناس إلى الطفل.
كما يشمل الاعتداءات اللفظية والعاطفية منها:
- كشف أعضاء الطفل التناسلية.
- تعريضه لصور وأفلام فاضحة.
- ملامسة، ملاطفة من نوع خاص.
- التلصص على الطفل(مراقبته ساعات الاستحمام أو تبديل الملابس).
- إجباره على التلفظ بكلمات نابية.
بموجب هذا التوضيح نجد الكثير من الأهالي يرتكبون العنف الجنسي مع أطفالهم دون دراية أو علم منهم.
لما يكون طفلي الضحية ؟
بسبب غياب الرقابة و وجود الحواجز بين الأهل و أطفالهم و غياب لحظات الصدق و المصارحة بينهم بالإضافة أن بعض الأهل يتعرون أمام أطفالهم (الاستحمام)، كما يتركون الطفل للنوم معهم في ذات الغرفة و هذا خطأ كبير ، كما أن وجود مجلات لا تناسب عمر الأطفال بمتناول أيديهم دون رقابة سبب رئيس .
الآثار على أطفالنا:
تظهر أعراض جسدية غير مبررة واضطرابات عديدة على شكل سلوك غريب (قضم الأظافر، الشرود، التبول اللاإرادي، الاضطراب في النوم والكوابيس ) بالإضافة إلى تراجعه في المدرسة و نفوره من الكبار، وقد يعمد الطفل إلى إيذاء نفسه كنوع من أنواع العقوبة لشعوره بالذنب نتيجة شعور مختلط من الخوف و الحزن و تأنيب الضمير لأنه لم يستطع إيقاف ما حدث و ربما لأنه استمتع به.
إن تعرض الطفل للاعتداء أو محاولة الاعتداء تولد رغبة بالانتقام فيعمد للاعتداء على الآخرين لإعادة الشعور لديه بالتوازن.
كيف سأعامله بعد الاعتداء عليه ؟
سؤال الأب و الأم ...
الخطوة الأولى والأهم إزالة حجاب التعتيم عن هذه الجرائم و بعدها لابد من عرض الطفل على طبيب نفسي لاسترجاع هذه التجربة بالتفصيلكي لا تبقى في داخله تعذبه طوال عمره، لا بد من أن ننقل له الشعور بأنه غير مذنب و أنه ضحية .
ينبغي مراقبته دون شعوره مع صرف انتباهه دائماً في حالة الشرود إلى نشاط ما، و وضعه وسط الأسرة، ومنعه من الإنفراد ما أمكن.
طفلي كيف أحميه ؟
هناك مجموعة نقاط نستطيع من خلالها أن نجنب أطفالنا من الوقوع في التحرش الجنسي وهي بتوعية الأبناء منذ الصغر وبشكل صٍْيح ، و تكون التوعية حسب عمر الطفل، مبسطة جداً مع الصغار، وبتوضيح أكبر مع الكبار.
ونقطة أخرى لا تقل أهمية، وهي عدم السماح للأطفال أن يناموا في فراش واحد، وكذلك علينا مراقبتهم أثناء اللعب خاصة عندما يختلون بأنفسهم، ولا يجب أن نسمح للأطفال الصغار باللعب مع الكبار والمراهقين لئلا يحدث المحذور عن طريق الاستغلال .
ينبغي على الوالدين الحرص والحذر الشديد أثناء ممارسة العلاقة الجنسية ، وأن يسيطرا على كل مجال يتيح التلصص لأبنائهما، أو سماع صوتهما، لأن حب الاستطلاع لدى الأبناء بهذا الخصوص يكون شديد .
تفاصيل صغيرة لكنها مؤثرة :
1- إشعار الطفل بالأمان التام في أن يروي تفاصيل أي موقف دون عقاب.
2- محاولة إيجاد فرص متنوعة لأنشطة وهوايات يمارسها الطفل من سن صغيرة ويتطور فيها.
3- ملاحظة الطفل باستمرار دون إشعاره بالرقابة ، متابعة ميوله في اللعب، وطريقة وأنواع لعبه.
4- حماية الطفل من مشاهدة قنوات فضائية، أو مجلات غير مناسبة، مع غرس وزرع رفض كل مالا يحبه الله (والدين في بلدنا يلعب دوراً إيجابياً هاماً في الحماية من هذه الجرائم).
أما عن عملية تثقيف أطفالنا جنسياً ينبغي أن يتلاءم مع أعمارهم، فالطفل من عمر (2-5) سنوات أنسب ما يجب أن يتعلمه:
1- الفرق بين اللمسة الصحيحة واللمسة غير الصحيحة.
2- خصوصية أجزاء جسمه، واختلافها عن بعضها البعض.
بطريقة عفوية نتحدث مع الطفل ، ويمكن أن تساق المعلومات من خلال حوارات بين الأم أو الأب والطفل، فهو الآن كبير وينبغي ألا يطلع أحد على جسمه، كما هو الحال عندما كان صغيراً، ممكن أن نحدثه عن أجزاء الجسم بشكل عام بداية من العين، والرقبة والرأس والأذن والصدر، وكيف أنها كلها أجزاء جميلة وظاهرة من جسمه، وإنها تختلف في الرجل عن المرأة، فشعر "ماما" طويل وشعر "بابا" قصير، ويده كبيرة ويد "ماما" أصغر وهكذا، ثم يتم لفت نظره بشكل غير مباشر إلى أعضاءه التناسلية فهي من أجزاء جسمه، وينبغي أن يحرص جداً على النظافة في التعامل معها.
ونوضح له اللمسة الصحيحة التي لا تسبب آلاماً أو أمراضاً، وهي ما يمكن أن يحدث من "ماما" أثناء تغيير الملابس مثلاً، أو من "بابا" عندما يصافح ويسلم ويقبل بعد عودته من العمل، أو من الأقارب حين يصافحوننا ، ويكون اللمس الصحيح لليدين والكتفين والذراعين، وبصورة سريعة، ودون الحاجة لكشف أي جزء من الجسم، أو رفع الملابس عنه، أما اللمسة غير الصحيحة فهي التي تسبب نقل الأمراض بسبب عدم الالتزام بالقواعد الصحيحة.
وينبغي أن تعلم الأم الطفل إن لكل من أجزاء جسمه المختلفة وظيفة يؤديها، وطريقة سليمة للتعامل معها، كما أن هناك أجزاءً من هذا الجسم لا تصلح لأن يتعامل معها أو يلمسها أو يراها أحد سواه (الأعضاء التناسلية) لأنها ملكه وحده.
أما مع الأبناء من عمر (6-12) سنة يتطور أسلوب توعيتهم ، في هذا العمر يتوسع الشرح بشكل علمي، ويتعلم الطفل المقاومة و الاستغاثة، وأن يروي لوالديه عن أية تصرفات غير طبيعية يحاول أحد فعلها معه.
أهم خطوة تقوية الصداقة الحميمة مع الأبناء، حيث لا يسمح للأسرارأن تحتل مكاناً بينهم.