- إنضم
- 30 سبتمبر 2008
- المشاركات
- 1,919
- نقاط التفاعل
- 543
- النقاط
- 51
نزاع قوي وصراع مرير بين القلب والقلم .. احتدت فصوله بين قلب المحب الصامت وبين رفيقه القلم ........
بين قلب يخفق بين جنبيه حب عظيم يرفرف محلقاً بأجنحته بعيدا وحيدا
وحيد النجوى كاتم للشكوى, يتوارى عن حبيبه وعن العالم بأسره كاتما سره, طاويا ألمه يختبئ من حبيبه,
ومن كل العيون الفضولية حوله, حتى لا يشعر حبيبه بعذابه وتدرك تلك العيون أسراره, حتى لا يترامى إلى سمعها آهاته وعذاباته ..
يفر بعيدا مناجياً الوحدة , تلك الوحدة التي تتغلغل في حناياه وتسري في دمه لتسقي أوردته بالحنين والعذاب وتسجن في لسانه الصمت ,
وتحرق بين إطرافه لهفة المحب للبوح بحبه , فتمتد لأصابعه المرتجفة وسرعان ما تحتضن القلم , ذاك الرفيق الدائم المتحدث الصامت بعذاباته المدون لآهاته وحركاته وسكناته ..
وبشفافية مطلقة يتحسس القلم ذاك الصمت الحزين, يتلمس القلم عذاباته , يحتضنها بحنان وحس مرهف ويرتب حروفها بهدوء وسكينة,
وتتكسر ستنه من وجع الألم, ومن وطأة الأحزان ..
وكل يوم يكتب القلم سطور الم جديدة .. حكايا بوح وقصيدة .... يبثها القلب الحزين راوياً ألمه .. حبه .. ونزيف وجعه ..
دقائق يسترقها القلب في حضرة القلم يروح بها عما يكتنفه من هموم , لحظات يعزفها وتر القلب الحزين , ينفس بها عن الألم الذي يسكن روحه ويحتل ذاكرته ومكنوناته ,
كل يوم يترجم الم ذاك القلب الذبيح وليعود بعدها كل يوم ذاك القلب البائس المثقل بالألم والهموم إلى قبره مجددا بعد أن بث همه وسرى عن نفسه قليلا بلحظات بوح صامت حزين ...
لا تتجاوز اسطر معدودات مكتوبة في قصاصات من وجع قلب دامي وأشلائه المتناثرة في ضريح الحب الصامت .. يتلفت يمنةً ويسره ً يتفقد أرجاء معبد بوحه بصمت وخوف ... الخوف ً من أن يراه احد فيفشي سره ويكشف نجواه ...
وبحزن عميق تلملم أصابعه تلك القصاصات التي سطر فيها ألمه وتعتصرها بقوة , لتطمس كل لحظات نجواه, وحروف شكواه لتهترئ الكلمات كزبد البحر وتختفي ,
ومن ثم يرجع بخطئ ثقيلة إلى مثواه عله يحظى بالراحة بعدها ....
ويدخل قبره وحده بهدوء لينسى الامه , تاركاً رفيقه القلم أملاً بفضضة جديدة, وبوح أخر في غد أخر... وهكذا كل يوم بث صامت وألم , وقلم يسطر هذا الألم , وأمل براحة بعد البوح الصامت ....
لكن هيهات أن يهنئ القلب المسكين بها, فمع كل يوم ومع كل بوح يكبر الألم ويشتد حنين الصمت إلى الكلام, فيعود القلب طاوياً الفراغ بين جنبيه والحزن يكوي أضلعه , يتوسد نار الذكريات , ويتدثر بجبال الصمت ,فيشفق عليه القلم ,ويرثى لحاله ,فينقض عهده للقلب المسكين ويكسر الصمت ويعلن تمرده منادياً بثورة الكلام على صمت القلب الجريح ..
ومن بين الحنايا وتكسر الضلوع يعلن القلم بعث الكلام من لحود الصمت وينتزع الكلمات من هذيان صمتها ليرسم لك القلب أعذب أنشودة حب تعزفها أوتار شوق دفين ,
يهديك أجمل باقة عشق مكللة بكل اهازيج الحنين موشاة بلآلئ من قطرات قلب أفنى العمر متعبداً في محراب حبك ...
و من دمه حبر القصيد في حُسنك وطيبك .....
وكللها بصافي صادق الكلام " أحبك" وعهداً سيمضي العمر في حبك
وعهداً سيبقى ً حبك دوما في إزدياد
chamekh