- إنضم
- 9 سبتمبر 2008
- المشاركات
- 3,579
- نقاط التفاعل
- 580
- النقاط
- 171
العيد في عيون طفل فلسطيني!
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:ـ
العيد في معناه ومغزاه فرحة وبهجة ، ولكن قرحة الصغار بالعيد لا تعادلها فرحة ، ولكن عندما تكثر الهموم ، ولا يدري إنسان يومه من أمسه ، ولا يعرف مصيره في غدة ، يتغير معني العيد عنده وتزداد مرارته في حلقة ، وهذا هو حال طفلنا الفلسطيني ، فقد مرت علية الأعوام تباعا ولا يعرف الفرحة ... ويأتي علية العيد ، وينظر حوله فلا يرى له أثرا ، فالملابس ليست جديدة والبيت نصفه مهدم ، وبيت صديقة الذي يحبه قد نسف ، ودموع امة لا تجف، حزنا على أخيه الذي استشهد وها هو أبوة يجلس في البيت جريحا معوقا .. ويقف صديقنا الحزين أمام بيته ينظر من حوله فلا يرى إلا الدمار والخراب وهذه الدبابة الملعونة، وفوقها هذا الخنزير القاسي القلب يصوب فوهتها نحوه.. يجري مرتعدا عائدا إلي بيته ، ثم يعاود النظر من ثقب الباب .. من النافذة .. علة يجد للعيد أثرا أو مظهرا... وبينما هو واقفا في مكانة حزينا ، ينظر من ثقب بابه إذا بالأبواب المغلقة تفتح ،فيخرج الرجال والشباب والأطفال كلهم يسيرون في اتجاه واحد إلي المصلى لأداء صلاة العيد فرح الصبي, فتح بابه، والتحق بالركب ، وساروا جميعا وهم يتحدون حظر التجوال ، حتى وصلوا إلي المصلى .. وأدوا صلاة العيد .. وقد شعر الصبي أخيرا بالعيد.. وكانت القرحة تملا نفسه الحزينة كلما علا صوت التكبير.. وانتهت الصلاة .. وخرجوا من المصلى .
لكن كانت هناك مفاجأة في انتظارهم ، فقد أقدمت قوى يهودية موجهة نيرانها نحوهم ، وأمطرتهم بوابل من الرصاص ، فرشقهم المصلون بالحجارة ، فجرح من جرح ، واستشهد من استشهد, أما الصغير فقد استطاع الفرار والعودة إلي بيته ولكن إحساسه بالمرارة تضاعف وشعوره بالعجز أوقد نارا في صدره ، ورأى أن هذه الأحجار لا تشفي الغليل ، وتمنى أن تتحول رمال وطنه إلي قنابل .. ، وبينما هو في تفكيره وحزنه, إذ تذكر ما كان يفعله شقيقة الشهيد.. فجرى مسرعا إلي المطبخ واحضر زجاجة فارغة, وقطعة قماش قديمة, وكيروسينا وكبريتا, وقال في نفسه: سأعرف من الآن كيف احتفل بالعيد !!