كثيراً ما نسمع هذه العبارات تتردد في كلام كثير منا "أنا – وأعوذ بالله من كلمة أنا – قد فعلت كذا وكذا ... وسبقت إلى كذا وكذا .... وأنا – وأعوذ بالله من كلمة أنا – أحسن من فعل كذا وأول من قال كذا ..." وعندما تحلل مثل هذه الحوارات تجد أنها تكرار للآتي:
1- كلمة أنا
2- عبارة " أعوذ بالله من كلمة أنا "
3- صيغ أفعل التفضيل ( أول، أحسن، ... )
4- تاء الفاعل ( فعلت، قلت، ...)
وهذا المتكلم قد لبس عليه الشيطان أنه طالما احترز وذكر عبارة " أعوذ بالله من كلمة أنا " فقد برئ من الرياء والسمعة ومن الكبر والعجب وغيرها من الأمراض الفتاكة ، وأما من علم أن التحرج من ذكر كلمة " أنا " يعد بدعة مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه و سلم فإنه يكرر هذا الحوار مع حذف هذه " الاستعاذة البدعية " وهو يظن أنه قد نجا من البدع التي عرفها "هو" ووقع فيها غيره من " الجهلاء "
وهنا تلبيس آخر من الشيطان على طائفة ممن يعرف بعض السنن ويجهل البعض الآخر، ويعرف بعض الآفات ويغفل عن آفات أشد فتكاً
والحق أن كلمة أنا من الكلمات التي لا مناص للإنسان من استخدامها في موضعها وقد تكون إخباراً عن النفس بعيبها أو اعترافاً عليها بذنبها، وقد تكون ذكراً للنفس ببعض الصفات الحسنة والأفعال الجميلة ، وقد يكون هذا كذباً وقد يكون صدقاً ، وإذا كان صدقاً فقد يكون لمصلحة وقد يكون سمعة أو رياء أو كبراً أو عجبا ... وعلى ذلك فالمشكلة ليست في قول كلمة "أنا"، وإنما في رؤية " الأنا " والتي تعظم في نفس صاحبها متى لم يتدبر في أمور ثلاثة :-
1- عظيم فضل ربه عليه وسابغ نعمه { وَمَا بِكُم مِّنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ الله } ( النحل : 53 )
2- عيوب نفسه وجهلها ولذا كان من دعاء سيد الاستغفار أن تقول { أعوذ بك من شر ما صنعت } ( صحيح - سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الرابع )
3- النعم التي منَّ الله بها على غيره من الناس كما قال صلى الله عليه و سلم { الكبر بطر الحق وغمص الناس } ( أخرجه أبو داود من حديث أبي هريرة وهو صحيح - غاية المرام - رقم الحديث 115 )
و بعد فمـا أقبـح هـذه النمـاذج مـن الحديث عـن النفـس
- قول إبليس اللعين: { أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } ( الاعراف : 12 )
- قول قارون: { إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي } ( القصص : 78 )
- { قَالَتِ الأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا } ( الحجرات : 14 )
ومـا أجمــل هــذه النمــاذج مـن الحديث عـن النفــس
- قول الخليل { يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا } ( مريم : 43 )
- وقوله غلامه الحليم { سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلاَ أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} ( الكهف : 69 )
- وقوله درة التاج من نسلهما محمد صلى الله عليه و سلم { أنا سيد ولد آدم ولا فخر وأنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ولا فخر وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ولا فخر } ( صحيح - صحيح سنن ابن ماجة - رقم الحديث 3477 )
- وقول الكريم بن الكريم يوسف عليه السلام { أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا } ( يوسف : 90 )
وما أجمل هذه النماذج من مناجاة الله عز وجل إذا واطأ القلب فيها اللسان
- قوله صلى الله عليه وسلم: { اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم } ( اخرجه البخارى ومسلم )
- قوله صلى الله عليه وسلم: {اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه } ( صحيح -الترمذي
1- كلمة أنا
2- عبارة " أعوذ بالله من كلمة أنا "
3- صيغ أفعل التفضيل ( أول، أحسن، ... )
4- تاء الفاعل ( فعلت، قلت، ...)
وهذا المتكلم قد لبس عليه الشيطان أنه طالما احترز وذكر عبارة " أعوذ بالله من كلمة أنا " فقد برئ من الرياء والسمعة ومن الكبر والعجب وغيرها من الأمراض الفتاكة ، وأما من علم أن التحرج من ذكر كلمة " أنا " يعد بدعة مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه و سلم فإنه يكرر هذا الحوار مع حذف هذه " الاستعاذة البدعية " وهو يظن أنه قد نجا من البدع التي عرفها "هو" ووقع فيها غيره من " الجهلاء "
وهنا تلبيس آخر من الشيطان على طائفة ممن يعرف بعض السنن ويجهل البعض الآخر، ويعرف بعض الآفات ويغفل عن آفات أشد فتكاً
والحق أن كلمة أنا من الكلمات التي لا مناص للإنسان من استخدامها في موضعها وقد تكون إخباراً عن النفس بعيبها أو اعترافاً عليها بذنبها، وقد تكون ذكراً للنفس ببعض الصفات الحسنة والأفعال الجميلة ، وقد يكون هذا كذباً وقد يكون صدقاً ، وإذا كان صدقاً فقد يكون لمصلحة وقد يكون سمعة أو رياء أو كبراً أو عجبا ... وعلى ذلك فالمشكلة ليست في قول كلمة "أنا"، وإنما في رؤية " الأنا " والتي تعظم في نفس صاحبها متى لم يتدبر في أمور ثلاثة :-
1- عظيم فضل ربه عليه وسابغ نعمه { وَمَا بِكُم مِّنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ الله } ( النحل : 53 )
2- عيوب نفسه وجهلها ولذا كان من دعاء سيد الاستغفار أن تقول { أعوذ بك من شر ما صنعت } ( صحيح - سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الرابع )
3- النعم التي منَّ الله بها على غيره من الناس كما قال صلى الله عليه و سلم { الكبر بطر الحق وغمص الناس } ( أخرجه أبو داود من حديث أبي هريرة وهو صحيح - غاية المرام - رقم الحديث 115 )
و بعد فمـا أقبـح هـذه النمـاذج مـن الحديث عـن النفـس
- قول إبليس اللعين: { أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } ( الاعراف : 12 )
- قول قارون: { إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي } ( القصص : 78 )
- { قَالَتِ الأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا } ( الحجرات : 14 )
ومـا أجمــل هــذه النمــاذج مـن الحديث عـن النفــس
- قول الخليل { يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا } ( مريم : 43 )
- وقوله غلامه الحليم { سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلاَ أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} ( الكهف : 69 )
- وقوله درة التاج من نسلهما محمد صلى الله عليه و سلم { أنا سيد ولد آدم ولا فخر وأنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ولا فخر وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ولا فخر } ( صحيح - صحيح سنن ابن ماجة - رقم الحديث 3477 )
- وقول الكريم بن الكريم يوسف عليه السلام { أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا } ( يوسف : 90 )
وما أجمل هذه النماذج من مناجاة الله عز وجل إذا واطأ القلب فيها اللسان
- قوله صلى الله عليه وسلم: { اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم } ( اخرجه البخارى ومسلم )
- قوله صلى الله عليه وسلم: {اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه } ( صحيح -الترمذي