( بكاء الأندلس ) للشاعر أبو البقاء الرندي

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

bouklouch hamido

:: عضو مُشارك ::
إنضم
18 فيفري 2007
المشاركات
261
نقاط التفاعل
1
النقاط
7
هذه قصيده رائعه للشاعر ابو البقاء الرندي يرثي فيها حال الامة وما حل بها في الأندلس وهي

بعنوان ( بكاء الأندلس ) :



لكـل شـيءٍ إذا مـا تـم نقصـانُ // فلا يُغـرُّ بطيـب العيـش إنسـانُ


هي الأمـورُ كمـا شاهدتهـا دُولٌ // مَن سَـرَّهُ زَمـنٌ ساءَتـهُ أزمـانُ


وهذه الـدار لا تُبقـي علـى أحـد // ولا يدوم علـى حـالٍ لهـا شـان


يُمزق الدهـر حتمًـا كـل سابغـةٍ // إذا نبـت مشْرفيّـاتٌ وخُـرصـانُ


وينتضي كلّ سيـف للفنـاء ولـوْ // كان ابنَ ذي يزَن والغمـدَ غُمـدان


أين الملوك ذَوو التيجان من يمـنٍ // وأيـن منهـم أكاليـلٌ وتيجـانُ ؟


وأين مـا شـاده شـدَّادُ فـي إرمٍ // وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ ؟


وأين ما حازه قـارون مـن ذهـب // وأيـن عـادٌ وشـدادٌ وقحطـانُ ؟


أتى على الكُـل أمـر لا مَـرد لـه // حتى قَضَوا فكأن القوم مـا كانـوا


وصار ما كان من مُلك ومن مَلِـك // كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنـانُ


دارَ الزّمـانُ علـى (دارا) وقاتِلِـه // وأمَّ كسـرى فـمـا آواه إيــوانُ


كأنما الصَّعب لم يسْهُل لـه سبـبُ // يومًـا ولا مَلـكَ الدُنيـا سُليمـانُ


فجائـعُ الدهـر أنـواعٌ مُنـوَّعـة // وللزمـان مـسـرّاتٌ وأحــزانُ


وللحـوادث سُـلـوان يسهلـهـا // وما لمـا حـلّ بالإسـلام سُلـوانُ


دهى الجزيرة أمـرٌ لا عـزاءَ لـه // هـوى لـه أُحـدٌ وانهـدْ ثهـلانُ


أصابها العينُ في الإسلام فارتـزأتْ // حتى خَلـت منـه أقطـارٌ وبُلـدانُ


فاسأل (بلنسيةً) ما شأنُ (مُرسيـةً) // وأينَ (شاطبـةٌ) أمْ أيـنَ (جَيَّـانُ)


وأين (قُرطبـة)ٌ دارُ العلـوم فكـم // من عالمٍ قد سما فيهـا لـه شـانُ


وأين (حْمص)ُ وما تحويه من نـزهٍ // ونهرهُـا العَـذبُ فيـاضٌ ومـلآنُ


قواعـدٌ كـنَّ أركـانَ البـلاد فمـا // عسى البقاءُ إذا لـم تبـقَ أركـانُ


تبكي الحنيفيةَ البيضاءُ مـن أسـفٍ // كما بكـى لفـراق الإلـفِ هيمـانُ


على ديـار مـن الإسـلام خاليـة // قد أقفرت ولهـا بالكفـر عُمـرانُ


حيث المساجد قد صارت كنائسَ مـا // فيهـنَّ إلا نواقـيـسٌ وصُلـبـانُ


حتى المحاريبُ تبكي وهـي جامـدةٌ // حتى المنابرُ ترثـي وهـي عيـدانُ


يا غافلاً وله في الدهـرِ موعظـةٌ // إن كنت في سِنَـةٍ فالدهـرُ يقظـانُ


وماشيًـا مرحًـا يلهيـه موطنـهُ // أبعد حمصٍ تَغرُّ المـرءَ أوطـانُ ؟


تلك المصيبةُ أنسـتْ مـا تقدمهـا // وما لها مع طـولَ الدهـرِ نسيـانُ


يا راكبين عتـاق الخيـلِ ضامـرةً // كأنها في مجـال السبـقِ عقبـانُ


وحاملين سيُـوفَ الهنـدِ مرهفـةُ // كأنهـا فـي ظـلام النقـع نيـرانُ


وراتعين وراء البحـر فـي دعـةٍ // لهـم بأوطانهـم عـزٌّ وسلـطـانُ


أعندكـم نبـأ مـن أهـل أندلـسٍ // فقد سرى بحديثِ القـومِ رُكبـانُ ؟


كم يستغيث بنا المستضعفون وهـم // قتلى وأسرى فما يهتـز إنسـان ؟


ماذا التقاُطع فـي الإسـلام بينكـمُ // وأنتـمْ يـا عبـادَ الله إخــوانُ ؟


ألا نفـوسٌ أبَّـاتٌ لـهـا هـمـمٌ // أما على الخيـرِ أنصـارٌ وأعـوانُ


يا مـن لذلـةِ قـومٍ بعـدَ عزِّهـمُ // أحـال حالهـمْ جـورُ وطُغـيـانُ


بالأمس كانوا ملوكًا فـي منازلهـم // واليومَ هم في بلاد الكفـرِّ عُبـدانُ


فلو تراهم حيـارى لا دليـل لهـمْ // عليهـمُ مـن ثيـابِ الـذلِ ألـوانُ


ولـو رأيـتَ بكاهُـم عنـدَ بيعهـمُ // لهالكَ الأمـرُ واستهوتـكَ أحـزانُ


يـا ربَّ أمّ وطفـلٍ حيـلَ بينهـمـا // كـمـا تـفـرقَ أرواحٌ وأبــدانُ


وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعـت // كأنـمـا يـاقـوتٌ ومـرجــانُ


يقودُها العلـجُ للمكـروه مكرهـةً // والعيـنُ باكيـةُ والقلـبُ حيـرانُ


لمثل هذا يذوبُ القلـبُ مـن كمـدٍ // إن كان في القلبِ إسـلامٌ وإيمـانُ
 
سلمت اناملك لاحرمنا الله منك
ومن جديدك المميز والفريد
ودمت بود


تقبل مروري وخالص تحياتــــي​
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top