دين اليهود كما رووه مقال علمي لمن يريد العلم

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

الكلمة النارية

:: عضو مُشارك ::
إنضم
14 ماي 2008
المشاركات
320
نقاط التفاعل
0
نقاط الجوائز
6
العمر
36
بسم الله الرحمن الرحيم




دين اليهود




وهذه الأمة الغضيبة وإن كانا متفرقين كثيراً فيجمعهم فرقتان القراؤون والربانيون وكان لهم أسلاف فقهاء وهم صنفوا لهم كتابين : أحدهما يسمى المشنا ومبلغ حجمه نحو ثمانمائة ورقه ، والثاني يسمى الجمارا ومبلغه قرييب من نصف حمل بغل.
ولم يكن المؤلفون له في عصر واحد وإنما ألفوه في جيل بعد جيل ، فما نظر متأخرهم إلى ذلك وإنه كلما مر عليه الزمان زاوا فيه ، وفي الزيادات المتأخرة ما ينقض كثيراً من أوله ، علموا أنهم إن لم يقفلوا باب الزيادة وإلا أدى إلى الخلل الفاحش فقطعوا الزيادة وحظروها على فقهائهم وحرموا من يزيد عليه شيئاً فوقف الكتاب على ذلك المقدار.
وكان فقهاؤهم قد حرموا عليهم في هذين الكتابين مؤاكلة من كان على غير ملتهم ، وحظروا عليهم أكل اللحمان من ذبائح من لم ين عل دينهم ، لأنهم علموا ، دينهم لا يبقى عليهم مع كونهم تحت الذل والعبودية وقهر الأمم لهم إلا أن يصدوهم عن مخالطة من كان على غير ملتهم ، وحرموا عليهم مناكحتهم والأكل من ذبائحهم ، ولم يمكنهم ذلك إلا بحجة يبتدعونها من أنفسهم ويكذبون فيها على الله.
فإن التوراة إنما حرمت عليهم مناكحة غيرهم من الأمم لئلا يوافقوا أزواجهم في عباد الأصنام والكفر بالله ، وإنما حرمت عليهم أكل ذبائح الأمم التي يذبحونها قرباناً للأصنام لأنه سمي عليها غير اسم الله فأما ماذكر عليه اسم الله وذبح لله فلم تنطق التوراة بتحريمه البتة بل نطقت بإباحة أكلهم من أيدي غيرهم من الأمم ، وموسى إنما نهاهم عن مناكحة عباد الأصنام خاصة وأكل ما يذبحونه باسم الأصنام.
قالوا : التوراة حرمت علينا أكل : الطريفا ، قيل لهم : الطريقا هي الفريسة التي يفترسها الأسد أوالذئب أو غيرهما من السباع كما قال في التوراة ولحم في الصحراء فريسة لا تأكلوا للكلاب تطرحونه.
فلما نظر فقهاؤهم إلى أن التوراة غير ناطقة بتحريم مآكل المم عليهم إلا عباد الأصنام وصرحت التوراة بان تحريم مؤاكلتهم ومخالطتهم خوف استجراج المخالطة إلى المناكحة والمناكحة قد تستتبع الانتقال من دينهم إلى أديانهم وموافقتهم في عبادة الأوثان ووجدوا جميع هذا واضحاً في التوراة اختلقوا كتاباً سموه هلكث شحيطا وتفسيره! علم الذباحة ، ووضعوا في هذا الكتاب من الأصار الأغلال ما شغلهم به عما هم فيه من الذل والصغار والخزي ، فأمروهم فيه أن ينفخوا الرئة حتى يملؤها هواء ويتأملونها هل يخرج الهوا ء من ثقب منها أم لا فإن خرج منها الهواء حرموه ، وإن كانت بعض اطراف الرئة لاصقة ببعض لم يأكلوه ، وأمروا الذي يتفقد الذبيحة أن يدخل يده في بطن الذبيحة ويتأمل بأصابعه فإن وجد القلب ملتصقاً إلى الظهر أو أحد الجانبين ، ولو كان الالتصاق بعرق دقيق كالشعرة ، حرموه ولم يأكلون وسموه طريفاً.
ومعنى هذه الفظة عنده أنه نجس حرام ، وهذه التسمية عدوان مهن ، فإن معناها في لغتهم هي الفريسة التي يفترسها السبع ليس لها معنى في لغتهم سواه ، ولذلك عندهم في التوراة أن أخوة يوسف لما جاءوا بقميصه ملطخاً بالدم قال يعقوب في جملة كلام طاروف طواف يوسف تفسيره : وحش درئ أكله افتراساً افترس يوسف ، وفي التوراة من الطريفا وهذا نزل عليهم وهم في التيه وقد اشتد قرمهم إلى اللحم فمنعوا من أكل الفريسة والميتة ، ثم اختلفوا في خرافات وهذيانات تتعلق بالرئة وقالوا ما كان من الذبائح سليماً من هذه الشروط فهو دخياً وتفسيره طاهر ، وما كان خارجاً عن ذلك فهو طريفا وتفسيره نجس حرام ، ثم قالوا : معنى قوله في التوراة: ولحم فريسة في الصحراء لا تأكلوا ، للكلاب تطرحونه ، يعنى إذا ذبحتم ذبيحة ولم توجد فيها هذه الشروط فلا تأكلوها بل بيعوها على من ليس من أهل ملتكم ، قالوا ومعنى قوله ولكلاب تطرحونه أي لمن ليس على ملتكم فهو الكلب فأطعموه إياه بالثمن ، فتأمل هذا التحريف والكذب على الله وعلى التوراة وعلى موسى.
ولذلك كذبهم اله على لسان رسوله في تحريم ذلك فقال في السورة المدنية التي خاطب فيها أهل الكتاب فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون * إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به . الآية.

وقال في سورة الأنعام : قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم * وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم فهذا تحريم رائد على تحريم الأربعة المتقدمة ، وقال في سورة النحل وهي بعد هذه السورة نزولاً : وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل ، فهذا المحرم عليهم بنص التوراة ونص القرآن.
فلما نظر القراؤون منهم وهم أصحاب عنان وبنيامين إلى هذه الحالات الشنيعة والافتراء الفاحش والكذب البارد على الله وعلى التوراة وعلى موسى وأن أصحاب التلمود والمشنا كذابون على الله وعلى التوراة وعلى موسى، وأ،هم أصحاب حماقات ورقاعات ، وأ، أتباعهم ومشايخهم يزعمون أن الفقهاء منهم كانوا إذا اختلفوا في مسألة من هذه المسائل وغيرها يوحي الله إليهم بصوت يسمعونه الحق في هذه المسألة مع الفقيه فلان ويسمون هذا الصوت بث قول فلما نظر القراؤون إلى ههذا الكذب المحال قالوا : قد فسق هؤلاء ، ولا يجوز قبلو خبر فاسق ولا فتواه، فخالفوهم في سائر ما أصلوه من الأمور التي لم ينطق بها نص التوراة وأما تلك الترهات التي ألفها فقهاؤهم الذين يسمونهم الحخاميم في علم الذباحة ورتبوها ونسبوها إلى الله فأطرحها القراؤون كلها وألفوها ، وصاروا لا يحرمون شيئاً من الذبائح التي يتولون ذبحها البتة ، ولهم فقهاء أصحاب تصانيف إلا أنهم يبالغون في الكذب على الله ، وهم أصحاب ظواهر مجردة ، والأولون أصحاب استنباط وقياسات.
والفرقة الثانية يقال لهم الربانوين وهم أكثر عدداً وفيهم الحخاميم الكذابون على الله الذين زعموا أن الله كان يخاطب جميعهم في كل مسألة الصوت الذي يسمونه بث قول وهذه الطائفة أشد اليهود عداوة لغيرهم من الأمم ، فإن الحخاميم أوهموهم بأن الذبائح لا يحل منها إلا ما كان على الشروط التي ذكروها ، فإن سائر الأمم لا تعرف هذا وإنه شئ خصوا به وميزوا به عمن سواهم ، وإن الله شرفهم به كرامة لهم ، فصار الواحد منهم ينظر إلى الميتة ، وأما القراؤون فأكثرهم خرجوا إلى دين الإسلام ونفعهم تمسكهم بالظواهر وعدم تحريفها إلى أن لم يبق منهم إلا القليل لأنهم أقرب استعداداً لقبول الإسلام لأمرين (أحدهما)إساءة ظنهم بالفقهاء الكذابين المفتري على الله وطعنهم عليهم.
(الثاني) تمسكهم بالظواهر وعدم تحريفها وإبطال معانيها.
وأما أولئك الربانيون فإن فقهاءهم حخاميمهم حصروهم في مثل سم الخياط بما وضعوا لهم من التشديدات والآصار والأغلال المضافة إلى الآصار والأغلال التي شرعها الله عقوبة لهم ، وكان لهم في ذلك مقاصد.
(منها) : أنهم قصدوا بذلك مبالغتهم في مضادة مذاهب الأمم حتى لا يختلطوا بهم فيؤدي اختلاطهم بهم إلى موافقتهم والخروج من السبت واليهودية.
(القصد الثاني) : أن اليهود مبددون في شرق الأرض وغربها وجنوبها وشمالها ، كما قال تعالى : وقطعناهم في الأرض أمما .
وما من جماعة منهم في بلدة إلا إذا قدم عليهم رجل من أهل دينهم من بلاد بعيدة يظهر لهما لخشونة في دينه والمبالغة في الاحتياط ، فإن كان من فقهائهم شرع في إنكار أشياء عليهم يوهمهم قلة دينهم وعلمهم ، وكلما شدد عليهم قالوا هذا هو العالم ، فأعلمهم أعظمهم تشديداً عليهم ، فتراه أول ما ينزل عليهم لا يأكل من أطعمتهم وذبائحهم ، ويتأمل سكين الذباح ويشرع في الإنكار عليه ببعض أمره ، ويقول لا آكل إلا من ذبيحة يدي ، فتراهم معه في عذاب ، ويقولون هذا علام غريب قدم علينا فلا يزال ينكر عليهم الحلال ويشدد عليهم الآصار والأغلال ويفتح لهم أبواب المكر والاحتيال ، وكلما فعل هذا قلوا : هذا هوالعالم الرباني والحخيم الفاضل ، فإذا رآه رئيسهم قد مشى حاله وقبل بينهم مقاله وزن نفسه معه فإذا رأى أنه ازدرى به وطعن عليه لم يقبل منه ، فإن الناس في الغالب يميلون معالغريب وينسبه أصحابه إلى الجهل وقلة الدين ، ولا يصدقونه لأنهم يرون القادم قد شدد عليهم وضيق ، وكلما كان الرجل أعظم تضييقاً وتشديداً كان أفقه عندهم ، فينصرف عن هذا الرأي فيأخذ في مدحه وشكره ، فيقول : لقد عظم صلى الله عليه وسلم ثواب فلان إذا قوي ناموس الدين في قلوب هذه الجماعة ، شيد أساسه ، وأحكم سياج الشرع ، فيبلغ العادم قوله فيقول ما عندكم أفقه منه ولا أعلم بالتوراة ، وإذا لقيه يقول : لقد زين الله بك أهل بلدنا ، ونعش بك هذه الطائفة.
وإن كان القادم عليهم حبراً من أحبارهم فهناك ترى العجب العجيب من الناموس التي تراه يعتمده والسنن التي يحدثها ،ولا يعترض عليه أحد ، بل تراهم مسلمين له ، وهو يجتلب درهم ويجتلب درهمهم.
وإذا بلغه عن يهودي طعن عليه صبر عليه حتى يرى منه جلوساً على قارعة الطريق يوم السبت أو يبلغه أنه اشترى من مسلم لبناً أو خمراً أو خرج عن بعض أحكام المشنا ، والجمارا فحرمه بين ملأ اليهود وأباحهم عرضه ونسبه إلى الخروج عن اليهودية ، فيضيق به البلد على هذه الحال ، فلا يسعه إلا أن يصلح ما بينه وبين الحبر بما يقتضيه الحال ، فيقول لليهود : إن فلاناً قد أبصر رشده ورجع للحق وأقلع عما كان فيه وهو اليوم يهودي على الوضع ، فيعودون بالتعظيم والإكرام !!.

من شريعتهم نكاح امرأة الأخ أو العار !!
وأذكر لك مسألة من مسائل شرعهم المبدل أو المنسوخ تعرف بمسألة البياما والجالوس وهي أن عندهم في التوراة : إذا أقام أخوان في موضع واحد ومات أحدهما ول يعقب ولداً فلا تصير امرأة الميت إلى رجل أجنبي بل حموها ينكحها ، وأول ولد يولدها ينسب إلى أخيه الدارج ، فإن أبي أن ينكحها خرجت متشكية إلى مشيخة قومه قائلة قد أبى حموي أن يستبقي اسماً لأخيه في بني إسرائيل ولم يرد نكاحي، فيحضره ويكلفه أن يقف ويقول ما أردت نكاحها ، فتناول المرأة نعله فتخرجه من رجله وتمسكه بيدها وتبصق في وجهه وتنادي عليه: كله فليصنع بالرجل الذي لا يبني بيت أخته .
ويدعي فيما بعد بالمخلوع النعل ، وينتبز بنوه بهذا اللقب.
وفي هذا كالتلجئة له إلى نكاحها ، لنه إذا علم أنه قد فرض على المرأة وعليه ذلك فربما استحيا وخجل من شيل نعله من رجله والبصق في وجهه ونبره باللقب المستكره الذي يبقى عليه وعلى أولاده عاره ولم يجد بداً من نكاحها فإن كان من الزهد فيها والكراهة لها بحيث يرى أن هذا كله أسهل عليه من أن يبتلي بها وهان عليه هذا كله فبالتخلص منها لم يكره على نكاحها ، هذا عندهم في التوراة ونشأ لهم من ذلك فرغ مرتب عليه وهو : أن يكون مريداً للمرأة محباً لها وهي في غاية الكراهة له ، فأحدثوا لهذا الفرع حكماً في غاية الظلم والفضيحة فإذا جاءت إلى الحاكم أحضروه معها ولقنوها أتقول : أن حموي لا يقيم لأخيه اسما في بني إسرائيل ، ولم يرد نكاحي ، وهو عاشق لها ، فيلزمونها بالكذب عليه وإنها أرادته فامتنع – فإذا قالت ذلك ألزمه الحاكم أن يقوم ويقول : ما أردت نكاحها ، ونكاحها غاية سؤله وأمنيته ، فيأمرونه بالكذب عليها ، فيخرج نعله من رجله إلا أنه لا مسك هنا ولا ضرب بل يبصق في وجهه وينادي عليه : هذا جزاء من لا يبني بيت أخيه.
فلم يكفيهم أن كذبوا عليه حتى أقاموه مقام الخزي وألزموه بالكذب والبصاق في وجهه والعتاب لى ذنب جره غيره ، كما قيل :
وجرم جره سفهاء قوم ........... وحل بغير جارمه العذاب
أفلا يستحي من تعيير المسلمين من هذا شرعه ودينه ؟! ولا يستبعد اصطلاح الأمة الغضيبة على المحال واتفاقهم على أنواع من الكفر والضلال ، فإن الدولة إذا انقرضت عن أمة باستيلاء غيرها عليها وأخذ بلادها انطمست حقائق سالف أخبارها ودرست معالم دينها وآثارها ، وتعذر الوقوف على الصواب الذي كان عليه أولوها وأسلافها ، لأن زوال الدولة عن الأمة إنما يكون بتتابع الغارات وخراب البلاد وإحراقها وجلاء أهلها عنها ، فلا تزال هذه البلايا متتابعة عليها إلى أن تستحيل رسوم دياناتها وتضمحل أصول شرعها وتتلاشى قواعد دينها ، وكلما كانت الأمة أقدم واختلفت عليها الدول المتناولة لها بالإذلال والصار كان حظها من اندراس دينها أفر ، وهذه الأمة الغضيبة أوفر الأمم حظاً من ذلك ، فإنها أقدم الأمم عهداً ، واستولت عليها سائر الأمم من الكلدانيين والبابليين والفرس واليونان والرومان والنصارى ، وما من هذه الأمم أمة الا وقصد استئصالهم وإحراق كتبهم وتخريب بلادهم ، حتى لم يبق لهم مدينة ولا جيش إلا بأرض الحجاز وخيبر فأعز ما كنوا هناك ، فلما قام الإسلام واستعلن الرب تعالى من جبال فاران صادفهم تحت ذمة الفرس والنصارى وصادف هذه الشرذمة بخيبر والمدينة فأذاقهم الله بالمسلمين من القتل والسبي وتخريب الديار ذنوباً مثل ذنوب أصحابهم ، وكانوا من سبط لم يصبهم الجلاء فكتب الله عليهم الجلاء وشتتهم ومزقهم بالإسلام كل ممزق ، ومع هذا فلم يكونوا مع أمة من الأمم أطيب منهم مع المسلمين ولا آمن ، فإن الذي نالهم مع ملوكهم العصاة الذين قتلوا الأنبياء وبالغوا في طلبهم وعبدوا الأصنام ، أحضروا من البلاد سدنة للأصنام لتعظيمها وتعظيم رسومها في العبادة وبنوا لها البيع والهياكل وعكفوا على عبادتها وتركوا لها أحكام التوراة وشرع موسى أزمنة طويلة وأعصاراً متصلة ، فإذا كان هذا شأنهم مع ملوكهم فما الظن بشأنهم مع أعدائهم أشد الأعداء عليهم كالنصارى الذين عندهم أنهم قتلوا المسيح وصلبوه وصفعوه وبصقوا في وجهه ووضعوا الشوك على رأسه وكالفرس والكلدانيين وغيرهم.
وكثيراً ما منعهم ملوك الفرس من الختان وجعلوهم قلفاً ، وكثيراً ما منعوهم من الصلاة لمعرفتهم بأن معظم صلاتهم دعاء الى الأمم بالبوار على بلادهم بالخراب إلا أرض كنعان ، فلما رأوا أن صلاتهم هكذا منعوهم من الصلاة اخترعوا أدعية مزجوا بها صلاتهم سموها الخزانة وصاغوا لها ألحاناً عديدة وصاروا يجتمعون على تلحينها وتلاوتها ، والفرق بين الخزانة والصلاة أن الصلاة بغير لحن ويكون المصلي فيها وحده ، والخزانة بلحن يشاركه غيره فيه ، فكانت الفرس إذا أنكروا ذلك عليهم قالت اليهود نحن نغني ننوح على أنفسنا فيخلون بينهم وبين ذلك ، فجاءت دولة الإسلام فأمنوا فيها غاية المن ، وتمكنوا من صلاتهم في كنائسهم ، واستمرت الخزانة فيهم في الأعياد والمواسم والأفراح وتعوضوا بها عن الصلاة.
والجب أنهم مع ذهاب دولتهم وتفرق شملهم وعملهم بالغضب الممدود المستمر عليهم ومسخ أسلافهم قردة لتقلهم الأنبياء وعدوانهم في السبت وخروجهم عن شريعة موسى و التوراة وتعطيلهم لأحكامها يقولون في كل يوم في صلاتهم محبة الدهر : (أحبنا يا إلهنا ! ويا أبانا ! أنت أبونا منقذنا) ويمثلون أنفسهم بعناقيد العنب وسائر الأمم بالشوك المحيط بالكرم لحفظه وأنهم سيقيم الله لهم نبياً من آل داود إذا حرك شفتيه بالدعاء مات جميع المم ولا يبقى على وجه الأرض إلا اليهود ، وهو بزعمهم المسيح الذي وعدوا به ، وينبهون الله بزعمهم من رقدته في صلاتهم ، وينخونه ويحمونه ، تعالى الله عن إفكهم وضلالهم علواً كبيراً.
وضلال لهذه الأمة الغضيبة وكذبها وافتراؤها على الله ودينه وأنبيائه لا مزيد عليه.
وأما أكلهم الربا والسحت و الرشا ، واستبدادهم دون العالم بالخبث والمكر والبهت ، وشدة الحرص على الدنيا ، وقسوة القلوب ، والذل والصغار ، والخزي ، والتحيل على الأعراض الفاسدة ، ورمي الراء بالعيوب ، والطعن على الأنبياء فأرخص شئ عندهم ، وما عيروا به المسلمين مما ذكروه فهو في بعضهم وليس في جميعهم ونبيهم وكتابه ودينه وشرعه برئ منه ، وما عليه من معاصي أمته وذنوبهم ، فإلى الله إيابهم وعلى الله حسابهم.
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top