lionalgerien
:: عضو مُتميز ::
- إنضم
- 25 فيفري 2008
- المشاركات
- 788
- نقاط التفاعل
- 5
- النقاط
- 17
بعد موافقته على الترشح بشروط
كشف الرئيس بوتفليقة أنه قلق من وجود نفسه كمترشح دون منافس جدي في الانتخابات الرئاسية القادمة. وهذا ما يمكن فهمه من قراره الانفرادي دعوة المراقبين الدوليين لهذه الانتخابات.
الظاهر أن الرئيس حبيس ''ثقافته السياسية'' كما عبر عنه مسؤول سام سابق في الدولة وهو يحلل سياسة بوتفليقة. فالرجل، رغم مرور عشر سنوات على عودته إلى الحكم ورغم اعترافه بالفشل في العديد من المجالات كتحقيق الإقلاع الاقتصادي... فهو عاجز عن تغيير أسلوب حكمه القائم أساسا على القرارات الانفرادية. وحتى عندما أراد تقديم ضمانات حول نزاهة الانتخابات القادمة، انتظر تعبير مختلف التشكيلات السياسية والشخصيات التي تنوي الترشح عن رفضها قدوم المراقبين الدوليين ليتخذ قرارا معاكسا. وهل جاءت دعوة المراقبين لنيل رضا سعيد سعدي وجلبه إلى الترشح فعلا؟ إذا كان الأمر كذلك، لماذا لا يتوجه بوتفليقة صراحة إلى سعدي ويقول له: أعطني قائمة المراقبين الذين تريدهم وسأدعوهم للحضور والمهم أن تترشح.
لكن الطريقة التي اختارها دليل كاف على أن الرئيس ضمن فوزه مسبقا وهو بصدد البحث فقط عن الفوز بالطريقة الحضارية لا بالطريقة الرجعية. ومن هذه الزاوية، يكون بوتفليقة أسعد الجزائريين اليوم بخبر موافقة زروال على الترشح، لأن مثل هذا السيناريو سيخفف عنه متاعب إقناع سعدي بالترشح ولا أحد سيشك في نزاهة الانتخابات إذا فاز على زروال، وستكون مصداقية انتخابه أكبر من مصداقية انتخاب أوباما في الولايات المتحدة وساركوزي في فرنسا...
وهل يقبل زروال لعب دور المزكي لفوز بوتفليقة بعهدة ثالثة، وهو الذي يرفض الظهور مع الرئيس منذ فترة طويلة ورغم كثـرة المواعيد التي استدعت ذلك؟ الاحتمال يبقى قائما ما دام زروال ابن النظام ولا يمكنه أن يرفض خدمة النظام عندما يكون بحاجة إليه ''في سبيل إنقاذ الجمهورية'' أو ''إنقاذ البلاد'' أو ''الحفاظ على الوحدة الوطنية''... أو أي شعار آخر من الشعارات التي يضعف أمامها أبناء النظام. وفي المقابل، لا يمكن تصور زروال يزكي بقاء بوتفليقة في الحكم دون شروط. والأكيد أن زروال لن يطلب مراقبين دوليين ولا تغييرا حكوميا ولا رفع حالة الطوارئ... فقد سبق له أن كشف لمن طلبوا منه الترشح عن انشغالاته الأولى، منها ''لماذا لا يحكم الشباب عندنا مثلما يحكمون في بلدان عظمى'' وملاحظته ''التداول على السلطة الذي كان يبحث عنه لم يتحقق''...
بالنسبة للانشغال الأول، فإن تسليم المشعل للشباب شعار مرفوع منذ 62 ولا زال قائما. أما مسألة التداول على السلطة، فقد يجيب بوتفليقة بأنه لا يطمح لعهدة رابعة لأنه مريض. لكن هناك شرطا ثالثا قد يكتشفه زروال إذا قرر الترشح فعلا، ويتعلق بمصير الذين سيساندونه وينشطون له الحملة الانتخابية. هل يضمن بوتفليقة لهؤلاء ألا يكون مصيرهم مثل مصير الذين ساندوا بن فليس؟ أي القضاء على مسارهم المهني والمتابعات القضائية وغلق المجال السياسي والإعلامي أمامهم...
وإذا استطاع بوتفليقة أن يضمن زوال أسلوب العقاب والانتقام بعد مرور الانتخابات، فلا حرج في بقائه في السلطة.
كشف الرئيس بوتفليقة أنه قلق من وجود نفسه كمترشح دون منافس جدي في الانتخابات الرئاسية القادمة. وهذا ما يمكن فهمه من قراره الانفرادي دعوة المراقبين الدوليين لهذه الانتخابات.
الظاهر أن الرئيس حبيس ''ثقافته السياسية'' كما عبر عنه مسؤول سام سابق في الدولة وهو يحلل سياسة بوتفليقة. فالرجل، رغم مرور عشر سنوات على عودته إلى الحكم ورغم اعترافه بالفشل في العديد من المجالات كتحقيق الإقلاع الاقتصادي... فهو عاجز عن تغيير أسلوب حكمه القائم أساسا على القرارات الانفرادية. وحتى عندما أراد تقديم ضمانات حول نزاهة الانتخابات القادمة، انتظر تعبير مختلف التشكيلات السياسية والشخصيات التي تنوي الترشح عن رفضها قدوم المراقبين الدوليين ليتخذ قرارا معاكسا. وهل جاءت دعوة المراقبين لنيل رضا سعيد سعدي وجلبه إلى الترشح فعلا؟ إذا كان الأمر كذلك، لماذا لا يتوجه بوتفليقة صراحة إلى سعدي ويقول له: أعطني قائمة المراقبين الذين تريدهم وسأدعوهم للحضور والمهم أن تترشح.
لكن الطريقة التي اختارها دليل كاف على أن الرئيس ضمن فوزه مسبقا وهو بصدد البحث فقط عن الفوز بالطريقة الحضارية لا بالطريقة الرجعية. ومن هذه الزاوية، يكون بوتفليقة أسعد الجزائريين اليوم بخبر موافقة زروال على الترشح، لأن مثل هذا السيناريو سيخفف عنه متاعب إقناع سعدي بالترشح ولا أحد سيشك في نزاهة الانتخابات إذا فاز على زروال، وستكون مصداقية انتخابه أكبر من مصداقية انتخاب أوباما في الولايات المتحدة وساركوزي في فرنسا...
وهل يقبل زروال لعب دور المزكي لفوز بوتفليقة بعهدة ثالثة، وهو الذي يرفض الظهور مع الرئيس منذ فترة طويلة ورغم كثـرة المواعيد التي استدعت ذلك؟ الاحتمال يبقى قائما ما دام زروال ابن النظام ولا يمكنه أن يرفض خدمة النظام عندما يكون بحاجة إليه ''في سبيل إنقاذ الجمهورية'' أو ''إنقاذ البلاد'' أو ''الحفاظ على الوحدة الوطنية''... أو أي شعار آخر من الشعارات التي يضعف أمامها أبناء النظام. وفي المقابل، لا يمكن تصور زروال يزكي بقاء بوتفليقة في الحكم دون شروط. والأكيد أن زروال لن يطلب مراقبين دوليين ولا تغييرا حكوميا ولا رفع حالة الطوارئ... فقد سبق له أن كشف لمن طلبوا منه الترشح عن انشغالاته الأولى، منها ''لماذا لا يحكم الشباب عندنا مثلما يحكمون في بلدان عظمى'' وملاحظته ''التداول على السلطة الذي كان يبحث عنه لم يتحقق''...
بالنسبة للانشغال الأول، فإن تسليم المشعل للشباب شعار مرفوع منذ 62 ولا زال قائما. أما مسألة التداول على السلطة، فقد يجيب بوتفليقة بأنه لا يطمح لعهدة رابعة لأنه مريض. لكن هناك شرطا ثالثا قد يكتشفه زروال إذا قرر الترشح فعلا، ويتعلق بمصير الذين سيساندونه وينشطون له الحملة الانتخابية. هل يضمن بوتفليقة لهؤلاء ألا يكون مصيرهم مثل مصير الذين ساندوا بن فليس؟ أي القضاء على مسارهم المهني والمتابعات القضائية وغلق المجال السياسي والإعلامي أمامهم...
وإذا استطاع بوتفليقة أن يضمن زوال أسلوب العقاب والانتقام بعد مرور الانتخابات، فلا حرج في بقائه في السلطة.