أمريكا لم يتغير موقفها من إسرائيل التي تمكنت من اختراق النظام العربي·· بحيث تحوّل لاعبوه إلى مجرد لعب في الإستراتيجية الأمريكو ـ إسرائيلية·· وبالتالي حدثت الفجوة، وحدثت الهوة وراحت الممانعات لدى بعض الأطراف العربية تتراجع، يوما تلو الآخر·· وتم ذلك التراجع والإنحسارات خلف أكثر من واجهة ويافطة، وتحول الصراع من الصراع العربي الإسرائيلي إلى صراع عربي/ عربي، إلى صراع فلسطيني/ فلسطيني، وإلى صراع بين النخب الحاكمة والوجدان الشعبي·· وكل هذا الوضع لم يخدم إلا إسرائيل، والتي حاولت من خلال عدوانها الأخير على غزة متذرعة باستئصال حماس، أن تلعب ورقتها الحقيقية، والمتمثلة في التخلص النهائي من فكرة إقامة دولة فلسطينية، بحيث تمنح الضفة الغربية للأردن، وغزة لمصر، ولن تبقى إلا دولة إسرائيل·· ونعتقد أن العدوان ضد غزة كان ضمن هذه الإستراتيجية والتي كان على علم مسبق بها بعض العرب·· لكن صمود المقاومة داخل غزة ويقظة الوعي الفلسطيني بمختلف مشاربه، وتجلي الوجدان الشعبي والتضامن الإنساني العالمي وقف سدا أمام هذه اللعبة الإسرائيلية القذرة، وجعل من غزة لتكون بداية لانبثاق وثبة جديدة للوعي العربي ليخرج من دائرة التشظي ويتجاوز إيديولوجيا الهزيمة والإستسلام·· وتلك علامة من علامات استرجاع المقاومة روحها وأنفاسها···
--- بقلم أ.عياشي --
--- بقلم أ.عياشي --