- إنضم
- 30 سبتمبر 2008
- المشاركات
- 1,918
- نقاط التفاعل
- 543
- النقاط
- 51
وضعت خاتمي الياقوتي و عطري المفضل لكِ و جلست بالانتظار حاولت تلاوة أي آية أعرفها لكني لم أجد في ذاكرتي شيء .. بعدما قالت طفلتي ... انتظرني أنا قادمة ....
دخلتِ و كانت عيناكِ تترجرجان بالحزن و كان بشفاهك إثارة موجعة ، أما وجهك فقد لوحته الشمس فبدا غامضا و مجبولا باللذة و الفجيعة و ملعونا . أصابتني برودة قاتلة ، أحسست أني مدفون في أعماق كثبان جليدية ، رغبت في إفناء نفسي فيك .
شهور طويلة مرت بدون عزف حتى أتيتِ و طلبت اعتذار و عندما أردتُ الاعتذار ، سددتِ فمي كي لا أحاول أن أفسر أو أبرر بإصبعيك اللذين قبلتهما ، لحستهما كقط ، امتصصتهما كرضيع .. مرت دقائق صمت و كانت عيناي تضيع بصمتك ... ثم قلتِ اعزف لي وحدي ..
الموسيقى تهز أشجار الجسد و تطلق صياح عصافيره و توقظ ثعابينه .. الموسيقى تحرك عواطفنا الغامضة ... تشعر وأنت تسمعها أنك في حالة عشق ملتهبة .. و في أول مرة عزفت بها أمامك أحسست بجسدي يرتعش كما لو التصق به جسد امرأة عارية .. خفتِ من تقطع الأوتار عندما أخذني العزف و لكنكِ لم تعلمي أنك كنت تقطعين أوتار قلبي .. .. فكما أهز الأوتار تهزيني .. و ليست الأوتار في يدي أطوع من قلبي في يدك ... صعُب عليَّ العزف و خاتمي في يدي و لكني لم أتجرأ البوح بذلك خوفا من أحكامك السريعة الغاضبة .. و يا ليتكِ قبل رحيلك قطعت أوتار آلتي بدلا من تقطيع أوتار قلبي .. ليلتها استقيتُ الموسيقى من أبعد النجوم لكِ يا قمري .. بل كنت أنت موسيقاي ..
أدخل غرفتي و انتظر بلهفة بنفس الموعد من كل عام علّكِ تتذكرين ، علّكِ تسألين ..
أحاول قراءة كتاب أراك تنبتين من السطور ... أشعل سيجارة فيقوم عود الثقاب بإشعال الذكريات في رأسي .. فلقد بنيتِ قبل رحيلك عالما حولي لا يمكنني الفرار منه .. اشتقت لأحاديثكِ التي تلونها الضحكات و المشاغبة و المشاكسة وبعض القبلات ...
إنني ملك يمينك .. إنني الزهرة التي نبتت عند قدميك لإسعادك ، الماء الجاري الذي يرويك و ينعشك ، أما أنا ... فلا شيء .. إذا لم أكن لك .. وحدك ..
أنا بعد عينيك لست أعرف من أنا .. فأنا لا أنتمي إلا إليكِ .. فأنتِ دفئي .. عودي لي فإني مشتاقك شوق مكة للرسول ... شوق الأم لرؤية وجه طفلها .. فشفتاك وحدهما اللتان ارتعش لهما جسدي .. و لتعلمي أن كل ما تركته هنا يثيرني للعزف ... و لكن لا نشوة للعزف بدون أنثى ..
في النهاية أقول لك أن ألحاني جائعة إليك و أتمنى أن تكون قد وصلتك موسيقاي في ذلك اليوم و تغلغلت في أعماقك .. و أن كل ما أحتاجه منك هو كلمة تنير لي شهور قادمة .... و أن تقرأيني و أنت تسمعين ..
chamekh يوم 21/01/1999