- إنضم
- 2 أفريل 2007
- المشاركات
- 7,110
- نقاط التفاعل
- 24
- النقاط
- 317
[font=arial (arabic)]جاء خطاب باراك حسين أوباما في حفل تنصيبه الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة صباح الثلاثاء2009/1/20 تأكيدا للمعاني والرموز والقيم التي ارتبطت بمسيرة حملته الانتخابية ودعما لثورة التوقعات وزخم الآمال التي أطلقها وصول اول رئيس من اصل افريقي لمنصب الرئاسة. وهو حدث يعيد الي الأذهان ما أحدثه وصول جون كنيدي اول امريكي كاثوليكي إلي نفس المنصب لقد كان أوباما حريصا علي ان يكون وصوله الي هذا منصب تعبيرا رمزيا عن التحول الثقافي الذي حدث للشعب وللمجتمع الامريكي, وان يكون استكمالا للطريق الطويل والصعب الذي بدأه الرئيس ابراهام لينكولن محرر العبيد والذي خاض حربا اهلية لتحقيق هذا الهدف, ثم استكمله القس مارتن لوثر كينج الذي أطلق حركة الحقوق المدنية في الستينيات من القرن الماضي دفاعا عن حقوق المواطنة والمساواة للسود في أمريكا.
لذلك, جاءت إجراءات تنصيب أوباما مماثلة لتلك التي قام بها لنكولن وأقسم أوباما قسم الولاء علي نفس الإنجيل الذي استخدمه لنكولن. ويجمع بين أوباما ومارتن لوثر المهارات الخطابية والقدرة علي اثارة مشاعر مستمعيهم وخلق شحنات عاطفية ووجدانية قوية لديهم لعل من ابرزها خطاب مارتن لوثر الشهير.
ان انتخاب شخص من أصول افريقية يدين والده بالاسلام, ومازال اقاربه من الدرجة الاولي يعيشون في كينيا, وحديث الخبرة بالحياة السياسية الامريكية يمثل دليلا علي حجم التحول الفكري الذي لحق بالمجتمع الامريكي فأوباما حديث العهد بالعمل السياسي ولاتعود خبرته في هذا المجال الي ماقبل عام2000 عندما سعي لعضوية الكونجرس في انتخابات2000 ولم ينجح ثم كرر المحاولة في2004 وأنتخب عضوا بمجلس الشيوخ عن ولاية شيكاغو
ومع وصول أوباما, تفاءل العالم من كل حدب وصوب وبدا للبعض وكأنه المسيح المخلص لكل آلام البشر وصوره آخرون وكأن لديه عصا سحرية يستطيع بها ان يحل جميع المشاكل المستعصية داخل امريكا وخارجها. بينما صورته أقلية علي انه محاولة لتبييض وجه امريكا وانه سوف يتبع نفس السياسات القديمة ولكن في صياغات اكثر قبولا.... فكيف نتلمس الحقيقة في هذا الأمر؟
الحقيقة الاولي ان مصالح الولايات المتحدة لاتتغير بتغير الرؤساء فهي دولة لها مصالح مستقرة ومستمرة ترتبط بفهم الامن القومي الامريكي وتعريف المصالح الامريكية في العالم وفي مناطقه. ويشارك في تحديد هذه المصالح هيئات كثيرة منها البيت الأبيض ووزارات الخارجية والدفاع والتجارة ووكالة المخابرات المركزية واجهزة الامن القومي ولجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس, إضافة الي جماعات المصالح والرأي العام, وبالطبع فإن للرئيس مجالا للحركةوالمناورة.
ولكنه يمارس ذلك في اطار الاتفاق العام الذي يجمع بين تلك الهيئات. وباختصار, فإن أوباما ليس انقلابا علي المفاهيم المستقرة للأمن القومي الأمريكي والمصالح الامريكية وان كان الرئيس يستطيع ان يجدد في الاساليب والادوات التي تتحقق بها هذه المصالح.
والحقيقة الثانية انه من الارجح ان يجدد أوباما في الوسائل والأدوات وان يعتمد اكثر علي الأساليب الدبلوماسية والسياسية في تحقيق الأهداف بدلا من القوة المسلحة ومفاهيم الحرب الاستباقية.برز ذلك في إشادة وزير الخارجية هيلاري كلينتون الي ضرورة الاعتماد علي القوة الذكية, وقول أوباما ان استخدام الدبابات لايحقق الامن, وان السياسة الامريكية حققت اهدافها الكبري من خلال التحالفات والالتزامات السياسية.
والحقيقة الثالثة انه يترتب علي ذلك ان ادارة أوباما سوف تكون اكثر قدرة علي التعامل مع القضايا السياسية في اطارها الثقافي والاجتماعي والتاريخي.
وعلي سبيل المثال, سوف يظل الهدف الامريكي المتعلق بالحرب علي الارهاب قائما, ولكن فهم الارهاب ومسبباته وأساليب مواجهته سوف يختلف بحيث تصبح الادارة الامريكية اكثر ادراكا بالاسباب المجتمعية لهذا السلوك, وان مواجهته لاتكون باستخدام القوة فقط ولكن بالقضاء علي البيئة المحبذة والمواتية له, وهو ماعبر عنه أوباما بقوله ان الامن يتحقق من خلال العدل. وبالنسبة لنا في المنطقة العربية والشرق الاوسط من الأرجح ان تكون الادارة الجديدة اكثر فهما للترابطات والتشابكات بين صراعات المنطقة حسبما ورد في تقرير بيكر ـ هاملتون, وكذاحسبما استخلص فريق السياسة الخارجية في الشهور الاخيرة من ادارة كلينتون وهو تقريبا نفس الفريق الذي يعمل مع أوباما اليوم الحقيقة الرابعة تتصل بالمشكلة الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي والذي وعد أوباما في حملته الانتخابية بان يتعامل معه من اليوم الاول من توليه الرئاسة, وجاءت تداعيات العدوان الاسرائيلي علي غزة لتدعم هذا التوجه وانه لايوجد متسع من الوقت للتأجيل او التسويف.
ولايمكن لاحد ان يتوقع علي وجه اليقين عما اذا كان اوباما سيكون مستعدا او قادرا علي استخدام علاقة امريكا الوثيقة باسرائيل لممارسة ضغوط عليها. ولكن من المؤكد ان أوباما لايشعر بان في عنقه دينا خاصا تجاه اللوبي الاسرائيلي الصهيوني فلم يكن أوباما هو المرشح المفضل او الوحيد لهذا اللوبي كما انه لم يعتمد عليه اعتمادا خاصا في تمويل حملته الانتخابية أضف أن أوباما ماصرح مرة بأن دعم إسرائيل ـ والذي يلتزم به تماماـ لايعني بالضرورة تأييد افكار حزب الليكود وسياساته, وكان ذلك محل نقد في جرائد اليمين الاسرائيلي والصهيوني التي تشككت في صدق التزام أوباما بعلاقات التحالف الأمريكي الإسرائيلي وصدرت مقالة في سبتمبر الماضي سألت من انت باراك أوباما؟
واستطيع ـ ويستطيع غيري ـ ان يكتب كثيرا عن توقعات سياسة أوباما الخارجية وتوجهاته إزاء المنطقة العربية, ولكن الاهم ان نعرف ماذا تريد الدول العربية من أوباما؟ وماذا لديها من افكار وسياسات تطرحها عليه لبدء صفحة جديدة من العلاقات علي اساس من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة كما قال هو؟. وأخشي ما اخشاه ان يصل أوباما الي نتيجة ان العرب ليسوا علي قلب رجل واحد, وان تصل اليه اصوات متناقضة وافكار متباينة او مطالب ليس لها اساس من الواقع. وسوف يكون من شأن ذلك ان يصيب توجهات الادارة الجديدة بالارتباك, ويعيدنا مرة اخري الي دوامة التأجيل ويعطي لاسرائيل الفرصة التي تتمناها المهم اليوم ليس هو ماذا يريد أوباما, ولكن ان يكون هناك وفاق فلسطيني يدعمه وفاق عربي... وان تكون لدينا اهداف وسياسات عربية متفق عليها وندافع عنها فهل هذا مستحيل؟[/font]
لذلك, جاءت إجراءات تنصيب أوباما مماثلة لتلك التي قام بها لنكولن وأقسم أوباما قسم الولاء علي نفس الإنجيل الذي استخدمه لنكولن. ويجمع بين أوباما ومارتن لوثر المهارات الخطابية والقدرة علي اثارة مشاعر مستمعيهم وخلق شحنات عاطفية ووجدانية قوية لديهم لعل من ابرزها خطاب مارتن لوثر الشهير.
ان انتخاب شخص من أصول افريقية يدين والده بالاسلام, ومازال اقاربه من الدرجة الاولي يعيشون في كينيا, وحديث الخبرة بالحياة السياسية الامريكية يمثل دليلا علي حجم التحول الفكري الذي لحق بالمجتمع الامريكي فأوباما حديث العهد بالعمل السياسي ولاتعود خبرته في هذا المجال الي ماقبل عام2000 عندما سعي لعضوية الكونجرس في انتخابات2000 ولم ينجح ثم كرر المحاولة في2004 وأنتخب عضوا بمجلس الشيوخ عن ولاية شيكاغو
ومع وصول أوباما, تفاءل العالم من كل حدب وصوب وبدا للبعض وكأنه المسيح المخلص لكل آلام البشر وصوره آخرون وكأن لديه عصا سحرية يستطيع بها ان يحل جميع المشاكل المستعصية داخل امريكا وخارجها. بينما صورته أقلية علي انه محاولة لتبييض وجه امريكا وانه سوف يتبع نفس السياسات القديمة ولكن في صياغات اكثر قبولا.... فكيف نتلمس الحقيقة في هذا الأمر؟
الحقيقة الاولي ان مصالح الولايات المتحدة لاتتغير بتغير الرؤساء فهي دولة لها مصالح مستقرة ومستمرة ترتبط بفهم الامن القومي الامريكي وتعريف المصالح الامريكية في العالم وفي مناطقه. ويشارك في تحديد هذه المصالح هيئات كثيرة منها البيت الأبيض ووزارات الخارجية والدفاع والتجارة ووكالة المخابرات المركزية واجهزة الامن القومي ولجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس, إضافة الي جماعات المصالح والرأي العام, وبالطبع فإن للرئيس مجالا للحركةوالمناورة.
ولكنه يمارس ذلك في اطار الاتفاق العام الذي يجمع بين تلك الهيئات. وباختصار, فإن أوباما ليس انقلابا علي المفاهيم المستقرة للأمن القومي الأمريكي والمصالح الامريكية وان كان الرئيس يستطيع ان يجدد في الاساليب والادوات التي تتحقق بها هذه المصالح.
والحقيقة الثانية انه من الارجح ان يجدد أوباما في الوسائل والأدوات وان يعتمد اكثر علي الأساليب الدبلوماسية والسياسية في تحقيق الأهداف بدلا من القوة المسلحة ومفاهيم الحرب الاستباقية.برز ذلك في إشادة وزير الخارجية هيلاري كلينتون الي ضرورة الاعتماد علي القوة الذكية, وقول أوباما ان استخدام الدبابات لايحقق الامن, وان السياسة الامريكية حققت اهدافها الكبري من خلال التحالفات والالتزامات السياسية.
والحقيقة الثالثة انه يترتب علي ذلك ان ادارة أوباما سوف تكون اكثر قدرة علي التعامل مع القضايا السياسية في اطارها الثقافي والاجتماعي والتاريخي.
وعلي سبيل المثال, سوف يظل الهدف الامريكي المتعلق بالحرب علي الارهاب قائما, ولكن فهم الارهاب ومسبباته وأساليب مواجهته سوف يختلف بحيث تصبح الادارة الامريكية اكثر ادراكا بالاسباب المجتمعية لهذا السلوك, وان مواجهته لاتكون باستخدام القوة فقط ولكن بالقضاء علي البيئة المحبذة والمواتية له, وهو ماعبر عنه أوباما بقوله ان الامن يتحقق من خلال العدل. وبالنسبة لنا في المنطقة العربية والشرق الاوسط من الأرجح ان تكون الادارة الجديدة اكثر فهما للترابطات والتشابكات بين صراعات المنطقة حسبما ورد في تقرير بيكر ـ هاملتون, وكذاحسبما استخلص فريق السياسة الخارجية في الشهور الاخيرة من ادارة كلينتون وهو تقريبا نفس الفريق الذي يعمل مع أوباما اليوم الحقيقة الرابعة تتصل بالمشكلة الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي والذي وعد أوباما في حملته الانتخابية بان يتعامل معه من اليوم الاول من توليه الرئاسة, وجاءت تداعيات العدوان الاسرائيلي علي غزة لتدعم هذا التوجه وانه لايوجد متسع من الوقت للتأجيل او التسويف.
ولايمكن لاحد ان يتوقع علي وجه اليقين عما اذا كان اوباما سيكون مستعدا او قادرا علي استخدام علاقة امريكا الوثيقة باسرائيل لممارسة ضغوط عليها. ولكن من المؤكد ان أوباما لايشعر بان في عنقه دينا خاصا تجاه اللوبي الاسرائيلي الصهيوني فلم يكن أوباما هو المرشح المفضل او الوحيد لهذا اللوبي كما انه لم يعتمد عليه اعتمادا خاصا في تمويل حملته الانتخابية أضف أن أوباما ماصرح مرة بأن دعم إسرائيل ـ والذي يلتزم به تماماـ لايعني بالضرورة تأييد افكار حزب الليكود وسياساته, وكان ذلك محل نقد في جرائد اليمين الاسرائيلي والصهيوني التي تشككت في صدق التزام أوباما بعلاقات التحالف الأمريكي الإسرائيلي وصدرت مقالة في سبتمبر الماضي سألت من انت باراك أوباما؟
واستطيع ـ ويستطيع غيري ـ ان يكتب كثيرا عن توقعات سياسة أوباما الخارجية وتوجهاته إزاء المنطقة العربية, ولكن الاهم ان نعرف ماذا تريد الدول العربية من أوباما؟ وماذا لديها من افكار وسياسات تطرحها عليه لبدء صفحة جديدة من العلاقات علي اساس من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة كما قال هو؟. وأخشي ما اخشاه ان يصل أوباما الي نتيجة ان العرب ليسوا علي قلب رجل واحد, وان تصل اليه اصوات متناقضة وافكار متباينة او مطالب ليس لها اساس من الواقع. وسوف يكون من شأن ذلك ان يصيب توجهات الادارة الجديدة بالارتباك, ويعيدنا مرة اخري الي دوامة التأجيل ويعطي لاسرائيل الفرصة التي تتمناها المهم اليوم ليس هو ماذا يريد أوباما, ولكن ان يكون هناك وفاق فلسطيني يدعمه وفاق عربي... وان تكون لدينا اهداف وسياسات عربية متفق عليها وندافع عنها فهل هذا مستحيل؟[/font]