فقير الى رحمته
:: عضو مُتميز ::
- إنضم
- 14 سبتمبر 2009
- المشاركات
- 981
- نقاط التفاعل
- 5
- النقاط
- 37
قليلة هي الذكريات الجميلة في داخلي ، اكثرها اكلها غول النسيان المتوحش ، و تناثر فتاتها مع الريح
حين اصاب بحزن في القلب ارجع الى ذكرياتي ، ابحث عن شيئ
يواسيني و يخرجني من واقعي الحاضر
لاعود بالزمن الى الوراء .......... مهما بعد الوراء
احدى الذكريات التي لا يبليها الزمن ، مازالت في داخلي
و لا تمحيها الايام مهما تطاولت ، امرأة ما اسمها
آمال ، آمال لا توصف بالالسن و لا تدرك بالآذان مهما
وصفتها ، امال امرأة بكل ما تحمل الكلمة من معنى
جميلة في وجهها ، في قدها ، و حتى في مظهرها
اما خلقها فلا تسال ، لطيفة ، حنون، خفيفة الظل و متفهمة الى ابعد حد .
اذا رايتها نسبتها الى اهل السماء من الملائكة
امال كانت تدرسني في الثانوية ، و كان عمري حينها سبعة عشر عاما ، اما هي كان لها من العمر ثماني و عشرين سنة
و تعمل مدرسة للأدب العربي .
كنت احبها حد الجنون ، و اعشقها اكثر من اي شيئ في الدنيا
لم يسبق ان فوتت حصة لها ، كنت انتظر حصتها بفارغ الصبر
و كانت هي تعاملني كصديقها و ليس كطالب
كثيرا ما كنت اتصنع عدم الفهم ، لتأتي و تجلس بجانبي
كانت تنهمك في الشرح و انا اسرح في عينيها ، حين تلاحظ هي ذلك ينجلي و جهها عن ابتسامة ساحرة تذهب بالعقول
لازلت اذكر كيف كنت اكتب ( احبك ) على قصاصات كثيرة
و اضعها لها على المكتب ، لتأتي و تحمل احداها تقرأها
ثم ترفع راسها و تنظر الي من بعيد و هي تبتسم
اعرف اني لو فعلت ذلك مع غيرها كان مصيري الطرد من قاعة الدرس ، لكن مع آمال الامر مختلف تماما
كانت تجمع القصاصات و هي تضحك ، ضحكة مستعد ان ادفع
عمري كله مقابل ان اسمعها ثانية ، اجل كانت تجمع القصاصات
و تضعها في محفظتها ، ثم تواصل الدرس كأن شيئا لم يكن .
على مر الايام اصبح كل الطلاب يعرفون سر جلوسي وحدي
و يعرفون لماذا اسرح كثيرا ، الجميع اصبح يعلم بما يجري
كانت حين تجلس بجانبي ، يلتفت الجميع الينا فتصرف وجوههم
بكل لطف ، ثم تنطلق تحدثني بصوت رخيم دافئ ، و حنين
تستطيع ان تميز من خلاله صدق ما تنطق به ، كانت تناديني بأسمي وحده
كانت تعلم جيدا بما يدور في خاطري نحوها ، و لا تقابله الا
بكل ود و صفاء .
اليوم آمال متزوجة و لها طفل عمره سنة ، كلما التقيتها في الشارع تتوقف لتحيتي و السلام علي بكل حرارة
لكن ما ابعد اليوم عن الامس ، الان هي تسير في الشارع و امامها عربة صغيرة فيها طفلها
اما انا تجاوزت تلك المرحلة بصعوبة بالغة ، عمري احدى و عشرين سنة بكثير من الحنين اشتاق لتلك الايام ................
يتبع
حين اصاب بحزن في القلب ارجع الى ذكرياتي ، ابحث عن شيئ
يواسيني و يخرجني من واقعي الحاضر
لاعود بالزمن الى الوراء .......... مهما بعد الوراء
احدى الذكريات التي لا يبليها الزمن ، مازالت في داخلي
و لا تمحيها الايام مهما تطاولت ، امرأة ما اسمها
آمال ، آمال لا توصف بالالسن و لا تدرك بالآذان مهما
وصفتها ، امال امرأة بكل ما تحمل الكلمة من معنى
جميلة في وجهها ، في قدها ، و حتى في مظهرها
اما خلقها فلا تسال ، لطيفة ، حنون، خفيفة الظل و متفهمة الى ابعد حد .
اذا رايتها نسبتها الى اهل السماء من الملائكة
امال كانت تدرسني في الثانوية ، و كان عمري حينها سبعة عشر عاما ، اما هي كان لها من العمر ثماني و عشرين سنة
و تعمل مدرسة للأدب العربي .
كنت احبها حد الجنون ، و اعشقها اكثر من اي شيئ في الدنيا
لم يسبق ان فوتت حصة لها ، كنت انتظر حصتها بفارغ الصبر
و كانت هي تعاملني كصديقها و ليس كطالب
كثيرا ما كنت اتصنع عدم الفهم ، لتأتي و تجلس بجانبي
كانت تنهمك في الشرح و انا اسرح في عينيها ، حين تلاحظ هي ذلك ينجلي و جهها عن ابتسامة ساحرة تذهب بالعقول
لازلت اذكر كيف كنت اكتب ( احبك ) على قصاصات كثيرة
و اضعها لها على المكتب ، لتأتي و تحمل احداها تقرأها
ثم ترفع راسها و تنظر الي من بعيد و هي تبتسم
اعرف اني لو فعلت ذلك مع غيرها كان مصيري الطرد من قاعة الدرس ، لكن مع آمال الامر مختلف تماما
كانت تجمع القصاصات و هي تضحك ، ضحكة مستعد ان ادفع
عمري كله مقابل ان اسمعها ثانية ، اجل كانت تجمع القصاصات
و تضعها في محفظتها ، ثم تواصل الدرس كأن شيئا لم يكن .
على مر الايام اصبح كل الطلاب يعرفون سر جلوسي وحدي
و يعرفون لماذا اسرح كثيرا ، الجميع اصبح يعلم بما يجري
كانت حين تجلس بجانبي ، يلتفت الجميع الينا فتصرف وجوههم
بكل لطف ، ثم تنطلق تحدثني بصوت رخيم دافئ ، و حنين
تستطيع ان تميز من خلاله صدق ما تنطق به ، كانت تناديني بأسمي وحده
كانت تعلم جيدا بما يدور في خاطري نحوها ، و لا تقابله الا
بكل ود و صفاء .
اليوم آمال متزوجة و لها طفل عمره سنة ، كلما التقيتها في الشارع تتوقف لتحيتي و السلام علي بكل حرارة
لكن ما ابعد اليوم عن الامس ، الان هي تسير في الشارع و امامها عربة صغيرة فيها طفلها
اما انا تجاوزت تلك المرحلة بصعوبة بالغة ، عمري احدى و عشرين سنة بكثير من الحنين اشتاق لتلك الايام ................
يتبع