و تمر الأيام كأنها أعوام
فلا يلذ لي طعام و لا يطيب لي منام ولا يحلو لي كلام
بقيت أنتظر النتيجة أنا و جارتي خديجة
جاء الخبر من العاصمة
لم يكن إسمي في القائمة فكانت الضربة القاصمة
بدت لي الدنيا كلها قاتمة
سرى الدمع على خدي ينهمر وفي قلبي نار تستعر
و أمي المسكينة تحاول ان تلقي في نفسي السكينة و تزرع فيها الطمأنينة
يا بني لا تكن من الجهال الصبر شيمة الرجال
ومن المحال دوام الحال
فأوليت لكلماتها كامل الاعتبار و خرجت من الدار فألتقيت بأبي الأنوار
لأبادره بصباح الخير و قد تظاهر بالأشغال بغيري
و كظمت غيظي و واصلت سيري
إلى أن صادفت عائشة
تلك الفتاة الطائشة
و دون حياء تدخل معي في المناقشة
و قد أرادتها أن تكون مهارشة
" قد صرت طالبة جامعية لا يحق لي الكلام مع من هم بالثانوية
و من المؤكد بأنني سأتخرج محامية أو موظفة سامية "
و قد تعمدت أعصابي ففقدت صوابي و كان العنف هو جوابي
فأمسكتها من شعرها
و وجهت لكمة الى أنفها و ثانية نحو عينها و ثالثة صوب بطنها
و هي تصرخ منادرة لأمها
و قد جاء أخوها الحسين
و قد جاوز طوله المترين و فاق وزنه القنطارين
وقبل أن يصل بخطوتين
وجه إلي لكمتين احداهما على العين و الأخرى تحت الفكين
حتى صرت أرى الواحدة اثنين
و توالت الـلكمات مثل المطر
فقد وقعت في أشد الخطر و لا مفر من القدر
و قد احمرت صاحبنا عيناه
و بلغ الغضب منه منتهاه ولا أحد يتجرأ أن ينهاه
و أنا أصرخ النجدة يا إخواني
يأهل البر و الإحسان
أين أنتم يا جيراني
الصرخات تتعالى و الضربات تتوالى
و أنا في أتعس حالة
و ماهية إلا لحظات وإذا بي على سرير الاسعافات
و حولي عدد من الممرضات
يهنئني على الحياة
" قد نجوت من المنية
و لولا رحمة الله و الأدوية
لشـيـعـنا جثمانك هذه العشية "
*** الردود ***