على إسرائيل أن تقول لمشعل شكرا لك

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

louaiss

:: عضو مُشارك ::
إنضم
14 سبتمبر 2007
المشاركات
206
نقاط التفاعل
0
النقاط
6
على إسرائيل أن تقول لمشعل شكرا لك:: بدلا من فضح الاحتلال وجرائمه في قطاع غزة كان ضباب مشعل ليخفيها​


أمد / تقرير إخباري / انتهت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ، وانسحبت الآليات التي توغلت عمق القطاع وعلى محاور متعددة ، دمرت وقتلت وعاثت في كل مكان وصلت اليه خرابا ، قتلت عائلات بأكمالها ، وفي كل بيت كتبت قصة حزينة ، ورغم أن وسائل الإعلام رصدت الهجمة الشرسة على الاطفال والنساء والشيوخ ، والتي حولت حياة البشر الى فعل لا يطاق واستفز مشاعر مليارات الناس في المعمورة ، فثارت شوارع عربية ودولية ، تطالب اسرائيل بإنهاء عدوانها الظالم وإطفاء نارها في حدائق الآمنين في قطاع غزة ، عشرين يوما وبعدها ثلاثة أيام ، ومراحل متعددة لعملية 'الرصاص المصبوب' غيرت ملامح القطاع ، وحفرت 1335 قبرا ، واشغلت ما يقارب 6000 سريرا في مستشفيات غزة وبلدان إخرى وصل اليها الجرحى ، وجعلت من 20000 مسكنا ركام ردم معه ذكريات الأيام الجميلة لهذه الأسر ، لينفتح وجع كبير ـ كبير بألمه ومصابه ، كان يستحق من كل فلسطيني ، رسمي او غير رسمي أن يخففه بموقف مشرف ، وأن لا يتعجل البعض في طيه ونسيانه ، وأن لايصل البعض العابر في شعبنا الى درجة استثماره والانتفاع به .



في الفاخورة كالعطاطرة وعزبة عبدربه والزيتون وعبسان ورفح وتل الهوى وخانيونس ومخيمات الوسطى ، في كل مكان سقطت عليه قذيفة او صاروخ او رصاصة خرقت جدارا لتصل قلب مواطن بريء ليخرج من حياتنا ، اللحظة تلك انتهت ، ولكن اثرها باق وعند من أصيب بها و تأذى منها ستبقى الى وقت طويل ، تعيش معهم لتكبر احزانهم بنسيان ذوي القربى لمعاناتهم ، بعضهم الذي حولهم الى مرحلة أرادها أن تكون 'نصرا' ليحصد غنائمها ويحمل سيفا في دوحة بعيدة عن الدم النازف ويبتسم منتشيا ، هذا البعض لم يكتفي بالكذب علينا أن جراح عشرات الألأف في قطاع غزة قد مرت سدى وأنه هو من كان سببها ، وليبعد نفسه عن المسائلة تعجل بإعلان 'النصر' نصره على ضحايا قطاع غزة وعلى جراحهم ، هذا البعض الذي تناسى أثار العدوان وقزم جرائم الاحتلال ، بل ومرره على انه 'صمود' انهزم به المحتلون ، من الناحية المعنوية لا نختلف على الصمود ، ولكن من الناحية الواقعية حق للذين صمدوا أن تضمد جراحهم وأن يخفف عنهم وأن يؤخذ بأيديهم ليتمكنوا من استرجاع ثقتهم بالحياة بعد أن فقدوا العزيز والغالي ، في معركة فرضت عليهم ، بقرار غبي من حماس دمشق التي لم تستجب للغة العقل بتمديد التهدئة وتفويت الذرائع على العدو الغاشم .



ولم يكتفي من اصدر قرار رفض تمديد التهدئة وتمرير حرب ضروس ضد البشر والحجر والشجر في قطاع غزة ، بل راح بعد نتائج هذه الحرب المدمرة ، بالاحتفال والبهرجة ومخاطبة العالم بلغة ' الزعيم المنتصر' ولم يلق بالا للذين مازالوا يبحثون عن اطفالهم ونسائهم تحت الانقاض ، والذين يمشون على مسافة اقرب الى الموت منها الى الحياة على اسرة جراحهم ، وكان من الأمانة الاولى ابقاء الاضواء مسلطة على هؤلاء لكشف وحشية الاحتلال الاسرائيلي وفضح فظائعه بحق الانسانية التي ارتكبها في القطاع ، بدل من اشغال الناس بمناكفات غير بريئة ، وكفران حصاد المجزرة بتراب 'المرجعيات' الرخيصة .



ليس اقل من أن يقال عن خطاب مشعل الايام هذه وبعد العدوان غير أنها افضل ستار لما ارتكبه الاسرائيلي بحق ابناء شعبنا في قطاع غزة ، فبدل أن يقف في دمشق والدوحة ويحمل للعالم صور العدوان ووثائق تثبت ان هذا الاحتلال لا يمكن التعايش معه بأي شكل من الاشكال ، بل تجاوز كل هذا واعلن انتصاره عليه حتى لو عاد وقتل مرة اخرى وفعل اضعاف ما فعل في اللاحقة سيبقى هو المنتصر ، وهذا ما يريده الاحتلال تماما من مشعل أن ينشغل ويشغل كل فلسطيني بملفات غير المذبحة ليرتب وضعه الانتخابي ويخفف عنه الضغوط الدولية ولتنتهي الاصوات الدولية والعربية المطالبة بتقديم مجرمي اسرائيل الى محاكمات عادلة على ما فعلوه بحق المدنيين في قطاع غزة .



اثارةالمطالبة بـ'مرجعيات' غير منظمة التحرير الفلسطينية في غير وقتها وطنياً ، بل هو وقتها للاحتلال الذي اجرم في قطاع غزة ، وغيّب اثارها سيف دوحة 'المنتصر' وتهاني دمشق المغلفة بدماء الابرياء في قطاع غزة، ليكشف التاريخ أن الزعماء ليسوا ابواق ناشذة ، ترتفع على جماجم الاطفال ، ومصائب الذين دمرت بيوتهم ومازالوا يلتحفون السماء والأرض ، وجوارهم العراء البارد، بل الزعماء الذين يحملون اوجاع شعوبهم المستضعفين والمقهورين من عدوان الاقوياء ، ليصرخوا في وجه العالم ، صرخة ترعب الظالمين وتقض مضاجعهم

منقول
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top