nawaf al.otaibi
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 23 مارس 2007
- المشاركات
- 81
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 2
اقرئي يابنت العروبه الحقائق المره اقرئي تعاسة البنانيون مع حزب المجوس واجيبيني لماذا لايجاهدون في الصومال ولماذا لا يجاهدون في السودان وفلسطين لماذا هرمز طريق ناقلات البترول السعوديه علما ان مشكلة السعوديه مع ايران في الاصل هي مضيق هرمز وتعدي المجوس على الناقلات
الشراع - 2007 / 3 / 30
ليس أمام اصحاب المؤسسات التجارية والسياحية والمكاتب المختلفة والمطاعم في الوسط التجاري، إلا انتظار طبيعة ونتائج المواجهة المقبلة، بين الولايات المتحدة الاميركية وإيران، حتى يحسموا امرهم نهائياً: إما الاقفال الدائم لمؤسساتهم ومطاعمهم ومكاتبهم المختلفة، والبحث عن مكان آخر او وطن آخر، وإما الفرج واستعادة حياتهم الطبيعية كما كل بيروت وكل لبنان.
فحزب الله لم يحتل وسط بيروت التجاري لمساومة الاكثرية النيابية والشعبية على زيادة حصته في التشكيلة الحكومية، ولا لزيادة مكانته في المعادلة اللبنانية.. ولا حتى لتعطيل قدرتها على الحكم الى ان تسلمه له فقط.. بل ان هذه كلها وسائل متعددة لغاية وحيدة يبدو انها الهدف البعيد المدى الذي انشأته ايران لأجله وهو ان يكون الحزب ذراعها الطويل والقوي والمؤثر لايصالها الى تحقيق حلمها بالتوسع الاقليمي، منذ انشأ الإمام الخميني ما اسماه جيش القدس عام 1980، واذا كان صمود العراق في حرب الثماني سنوات (1980 – 1988) حال دون تحقيق هذا الحلم الفارسي، فإن المقاومة المسلحة التي قادها هذا الحزب - دون غيره وبالقوة – ضد العدو الصهيوني (1982 –2000) هي التي اعادت لإيران حلمها الفارسي بالتوسع كما نراه الآن من العراق الى سوريا وفلسطين ولبنان.
اصبح الآن لحزب الله امتداد وتواصل وحضور من ساحة رياض الصلح في بيروت.. الى مضيق هرمز على الخليج العربي وفق استراتيجية تتجاوز حدود لبنان بهضمها كلها، الى دور اقليمي للحزب نفسه، كشفت عنه الحرب الاخيرة التي شنها العدو الصهيوني على لبنان صيف 2006، بعد ان اعطاه الحزب ذريعتها بخطفه الجنديين الصهيونيين من داخل الخط الازرق يوم 12/7/2006، تماماً مثلما اعطت جماعة ابو نضال الفلسطينية الذريعة للعدو الصهيوني لاجتياحه لبنان ايضاً يوم 5/6/82 من العام نفسه، حين قتلت السفير الصهيوني في لندن ارغون يوم 3/6/ من العام نفسه.
نعم كان للعدو الصهيوني مخططه المهيأ للهجوم على لبنان، لكن حزب الله اعطاه هذه الذريعة لشرعنة عدوانه امام العالم كله. ومن قال ان حزب الله لم يكن يريد هذه الحرب، خدمة وحماية للمشروع النووي الايراني، وتعبيراً عن قدرة ايران على ايذاء اسرائيل وإظهار القدرات الايرانية ونموذجها في لبنان عبر حزب الله في تدبير وقائي ورسالة قوة الى الولايات المتحدة الاميركية؟
لم يخطر في بال قيادة حزب الله ممثلة بأمينه العام حسن نصر الله والقيادة الايرانية كلها، ان العدوان الصهيوني سينتهي بهاتين المأساتين:
*مأساة سياسية وطنية لبنانية بحجم الخسائر التي ألحقها العدو الصهيوني بلبنان شعباً وأرضاً ومؤسسات ومرافق وبنى تحتية.
*ومأساة سياسية حزبية أبعدت تأثير حزب الله وإيران مسافات عن التأثير في الصراع العربي – الصهيوني بعد صدور القرار 1701، ونشر الجيش اللبناني وقوات الامم المتحدة (27000 جندي للقوتين).
جاء رد حزب الله وإيران سريعاً، وهو تصعيد الكلام حتى التخوين ضد الحكومة ورئيسها فؤاد السنيورة الذي كان قبل ايام مقاومة وطنية سياسية، منعت بصلابتها فرض مشروع قرار اميركي – فرنسي كان يقضي بتطبيق الفصل السابع على لبنان كله، لإنهاء أي وجود مسلح خارج اطار الشرعية اللبنانية الممثلة بالجيش اللبناني.. وبالقوة اذا لزم الامر.. فإذا بها على ألسنة مسؤولي حزب الله حكومة عمالة وخيانة وتتلقى اوامرها من السفير الاميركي في لبنان؟!.
عبأ الحزب مذهبية جمهوره ضد الحكومة، فكانت الغرائز تزحف نحو ساحة رياض الصلح لتستنفر غرائز اخرى من المذاهب الثانية، وكان التحريض الاعلامي غير المسبوق لا حجماً ولا لغة ولا ثقافة ولا استعداء ضد ابناء الوطن، وضد المؤسسات، وضد العيش المشترك، وكان الاستنفار الديموغرافي بمـزاعم نصر الله نفسه عن ((مشروع)) لترحيل الشيعة خارج لبنان، ولمنع ابناء الوطن في الجنوب والضاحية من العودة الى منازلهم التي هجروها بسبب العدوان الصهيوني.
اطلق حزب الله غمامة من الادعاءات والتحريضات لا سابق لها في تاريخ أي نـزاع او ازمة في لبنان، وقبض علىساحة رياض الصلح وعلى الوسط التجاري كله، تحت هذه الغمامة، واستخدم حلفاء له لهم حسابات مشتركة معه اقلها، اما اغلب حساباتهم فهي ليست متفقة مع حزب الله.
خيم الحزب المقفلة
وسط غمامة الاعتصام المطلبي بحكومة وحدة وطنية ومشاركة سياسية، واجراء انتخابات نيابية مبكرة التي سحب اليها حزب الله اطرافاً مختلفة كلها تقف ضد الاكثرية النيابية والشعبية، نصب حزب الله خيمه الخاصة التي سمحت له بأن يوسّع المربع الامني الخاص به في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية، الى ساحة رياض الصلح قلب الوطن التجاري.
*كل خيم المعارضات الاخرى كانت مفتوحة امام الناس والاعلام والسهر والسمر والدبكة ووسائل الترفيه.. إلا خيم حزب الله، كانت وما زالت مقفلة على الجميع يحظَّـر الاقتراب منها تحت طائلة الاعتقال والضرب والتهديد.
*كل خيم المعارضات تفرغ طيلة ايام الاسبوع، وقد يلتقي داخلها واحد او اثنان لكل منها ايام العطل والاجازات الجامعية او الثانوية او المؤسساتية.. إلا خيم حزب الله المزروعة في داخلها وحولها عناصر امنية ترتدي اللباس الاسود، وتحمل الاسلحة الظاهرة وأجهزة الاتصال.
*كل خيم المعارضات الاخرى فارغة في داخلها، الا من بضعة كراسٍ وطاولة او اكثر وأثاث لبعض الاستخدامات، إلا خيم حزب الله فهي مجهزة بكل ادوات القوة من اسلحة واجهزة تنصت على مجلس الوزراء تحصي على الوزراء انفاسهم وتملك ان تشوش على الاجهزة الخاصة بالسيارات والاتصالات الهاتفية، وتراقب تحركاتهم ذهاباً وإياباً الى السرايا الكبير، بما يجعلهم عرضة لكل انواع المخاطر.
*كل خيم المعارضات الاخرى لا تمثل أي حضور سياسي ذي اهمية لاصحابها إلا ما ندر او مشروع يتجاوز مقعداً رئاسياً هنا، او وزارياً هناك، او أملاً بمقعد نيابي مستقبلي، إلا خيم حزب الله، فهي الوحيدة التي تؤشر الى مشروع يتجاوز حدود الوطن، وربطاً له وخطفاً لحاضره ومستقبله بما يهدد كل الرئاسات وكل المؤسسات.
*كل خيم المعارضات الاخرى لا تملك قراراً في الخطوة المقبلة بعد الاعتصام، إلا خيم حزب الله المهيأة سلفاً لترجمة أي قرار سياسي، أمني تتخذه قيادة حزب الله استجابة لقرار ايراني بمنازلة اميركا في لبنان باعتباره ساحة، وحيث ان جبهة الجنوب مقفلة الآن، فإن حزب الله وجد البديل داخل شوارع بيروت تمهيداً للسيطرة عليها لحسم المواجهة داخل لبنان بالسيطرة العسكرية، الامنية على بيروت بعد ان رسم الحزب خارطتها بالتمدد من الضاحية عبر قصقص وساحة بشارة الخوري وزقاق البلاط وحي اللجا لإسقاط مناطق برج ابي حيدر والمصيطبة وحصار الاشرفية وفصلها عن الغربية..
انه القرار الإيراني الذي مد مربع حزب الله الامني الى ساحة رياض الصلح، وهو الذي يملك ان يمده الى مضيق هرمز المدخل المهم للخليج العربي، حيث شواطىء دول الخليج: سلطنة عمان ودولة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر والبحرين والعراق من جهة، والساحل العربي – الشرقي لدولة ايران من جهة اخرى.
والمعلومات المتوافرة حتى الآن، ان ايران استقدمت المئات من عناصر حزب الله مؤخراً لتدريبات جديدة وخاصة لها في معسكرات الحرس الثوري الايراني، استعداداً لمهمات عسكرية – امنية ستنيطها بها، بما يستدعي تدريبات خاصة نظرية وعملية تمر بها الآن عناصر حزب الله اللبناني في ايران.. والهدف هذه المرة مضيق هرمز.
وكما يقول مؤسس حزب الله السيد علي محتشمي بأن ايران كانت تدرب عناصر حزب الله على اراضيها وداخل معسكرات الحرس الثوري، وان اول دفعة وصلت ايران عام 1981 شكلت من 300 عنصر من الحزب عادوا ليمثلوا القيادة العسكرية – الامنية للحزب من تاريخه، ومن ضمنهم عماد مغنية الذي يتولى الآن القيادة الامنية العليا لحزب الله، وهو المنسق العام بين أمن الحزب وقيادته السياسية وبين الاجهزة الايرانية، فضلاً عن دوره في التنسيق مع بقية القوى الامنية العربية المرتبطة بالدعم والتوجيه والقرار الايراني خاصة بين بعض المنظمات الفلسطينية والحرس الثوري الايراني.
لم يتمدد حزب الله ناحية ساحة رياض الصلح فقط، بل امتد الى مضيق هرمز، وأجريت لعناصره تدريبات داخل مياه الخليج وتحديداً في منطقة المضيق الذي يمر عبره 40% من صادرات النفط العالمية.. وهو المكان الذي تعتبر ايران انها تستطيع ان تؤثر فيه وتوجع في حال حصلت المواجهة بينها وبين اميركا.
ورغم ان ايران تستورد عبر هذا الممر الضيق 40% ايضاً من منتجات النفط المكررة في الخارج للاستهلاك الداخلي.
ورغم ان ايران بإقفالها هرمز، تكون كمن يطلق النار على قدميه، حيث انها تستورد عبره ما يحتاجه جيشها لعرباته ودباباته وطائراته العسكرية.
الا ان ايران اذا قررت خوض المعركة تحت عنوان عليّ وعلى اعدائي ستواجه صعوبات لا نهاية لها:
1- تدمير شبه شامل لبناها الاقتصادية والخدماتية والعلمية، حيث يقدّر البعض ان الولايات المتحدة أعدت خططاً لقصف ما بين 500 الى 800 منشأة اقتصادية وصناعية وعلمية وخدماتية ومرافق تشمل المطارات والموانىء ومحطات السكة الحديد..
2- شلل آخر ستسببه ايران لنفسها اذا قررت وقف ضخ النفط، او وقف استخراجه دون ان ننسى بأن هذا القرار الايراني سيشكل اكبر خدمة للقرار الاميركي بالمواجهة.
فأميركا لا تضام او تتأذى اذا توقف انتاج النفط الايراني، بل ايران هي المتأذية حيث يتوقف موردها المالي الاساسي في مرحلة بلغ فيها سعر النفط 58 دولاراً للبرميل الواحد.
3- اما اذا اصبح سعر برميل النفط 200 دولار كما تهدد ايران اذا اندلعت المواجهة العسكرية معها، فإن ايران لن تكون مستفيدة من هذا الارتفاع، حيث سيقع الضرر على دول اخرى بعضها حليف او صديق لإيران كالصين وسوريا مثلاً الى جانب اوروبا كلها وبعض الدول العربية ودول اخرى في آسيا وأفريقيا ليست بالضرورة مع اميركا ضدها، بل ان كثيرة منها تتعاطف مع ايران ضد أي عدوان اميركي.
إذن ماذا يفعل
حزب الله في هرمز؟
تجسيداً لولاء الحزب لمؤسسيه في طهران، وتبريراً للداخل الايراني بالمصروفات الهائلة التي يغرفها الحزب من الخزينة الايرانية والتي بلغت منذ التأسيس حتى الآن نحو 20 مليار دولار، وتوكيداً لوحدة المعركة بين ((الثوريين الاسلاميين)) الشيعة ضد قوى الاستكبار، والقوى التي تحارب ايران وتحاربها بلاد فارس، فإن حزب الله يجب ان يتواجد داخل ايران مثلما تتواجد ايران داخل حزب الله في لبنان.
لقد سبق ان خبرت ايران حزب الله وعمّدته، في تكليف مقاتليه بالحرب مع الجيش الايراني والحرس الثوري ضد الجيش العراقي والشعب العراقي خاصة في جنوب بلاد الرافدين حيث اكثر من 80% من اهله من الشيعة العرب.
كما خبرت ايران حزب الله وعمدته بالدم، في اشراك مقاتليه مع الجيش الايراني والحرس الثوري ضد الثوار العرب في عربستان (المحمرة – الاهواز – عبادان) الذين يريدون العدالة لمنطقتهم العربية ورفع نير العنصرية والشعوبية الفارسية عنها.
حزب الله اذن في مهمة ايرانية جديدة.. كانت المرات السابقة في جنوبي لبنان لأسباب ايرانية استفاد منها لبنان بتحرير ارضه عام 2000 التي احتلها العدو الصهيوني عام 1978، كما في العراق كما في عربستان.. والآن في مضيق هرمز.
]
الشراع - 2007 / 3 / 30
ليس أمام اصحاب المؤسسات التجارية والسياحية والمكاتب المختلفة والمطاعم في الوسط التجاري، إلا انتظار طبيعة ونتائج المواجهة المقبلة، بين الولايات المتحدة الاميركية وإيران، حتى يحسموا امرهم نهائياً: إما الاقفال الدائم لمؤسساتهم ومطاعمهم ومكاتبهم المختلفة، والبحث عن مكان آخر او وطن آخر، وإما الفرج واستعادة حياتهم الطبيعية كما كل بيروت وكل لبنان.
فحزب الله لم يحتل وسط بيروت التجاري لمساومة الاكثرية النيابية والشعبية على زيادة حصته في التشكيلة الحكومية، ولا لزيادة مكانته في المعادلة اللبنانية.. ولا حتى لتعطيل قدرتها على الحكم الى ان تسلمه له فقط.. بل ان هذه كلها وسائل متعددة لغاية وحيدة يبدو انها الهدف البعيد المدى الذي انشأته ايران لأجله وهو ان يكون الحزب ذراعها الطويل والقوي والمؤثر لايصالها الى تحقيق حلمها بالتوسع الاقليمي، منذ انشأ الإمام الخميني ما اسماه جيش القدس عام 1980، واذا كان صمود العراق في حرب الثماني سنوات (1980 – 1988) حال دون تحقيق هذا الحلم الفارسي، فإن المقاومة المسلحة التي قادها هذا الحزب - دون غيره وبالقوة – ضد العدو الصهيوني (1982 –2000) هي التي اعادت لإيران حلمها الفارسي بالتوسع كما نراه الآن من العراق الى سوريا وفلسطين ولبنان.
اصبح الآن لحزب الله امتداد وتواصل وحضور من ساحة رياض الصلح في بيروت.. الى مضيق هرمز على الخليج العربي وفق استراتيجية تتجاوز حدود لبنان بهضمها كلها، الى دور اقليمي للحزب نفسه، كشفت عنه الحرب الاخيرة التي شنها العدو الصهيوني على لبنان صيف 2006، بعد ان اعطاه الحزب ذريعتها بخطفه الجنديين الصهيونيين من داخل الخط الازرق يوم 12/7/2006، تماماً مثلما اعطت جماعة ابو نضال الفلسطينية الذريعة للعدو الصهيوني لاجتياحه لبنان ايضاً يوم 5/6/82 من العام نفسه، حين قتلت السفير الصهيوني في لندن ارغون يوم 3/6/ من العام نفسه.
نعم كان للعدو الصهيوني مخططه المهيأ للهجوم على لبنان، لكن حزب الله اعطاه هذه الذريعة لشرعنة عدوانه امام العالم كله. ومن قال ان حزب الله لم يكن يريد هذه الحرب، خدمة وحماية للمشروع النووي الايراني، وتعبيراً عن قدرة ايران على ايذاء اسرائيل وإظهار القدرات الايرانية ونموذجها في لبنان عبر حزب الله في تدبير وقائي ورسالة قوة الى الولايات المتحدة الاميركية؟
لم يخطر في بال قيادة حزب الله ممثلة بأمينه العام حسن نصر الله والقيادة الايرانية كلها، ان العدوان الصهيوني سينتهي بهاتين المأساتين:
*مأساة سياسية وطنية لبنانية بحجم الخسائر التي ألحقها العدو الصهيوني بلبنان شعباً وأرضاً ومؤسسات ومرافق وبنى تحتية.
*ومأساة سياسية حزبية أبعدت تأثير حزب الله وإيران مسافات عن التأثير في الصراع العربي – الصهيوني بعد صدور القرار 1701، ونشر الجيش اللبناني وقوات الامم المتحدة (27000 جندي للقوتين).
جاء رد حزب الله وإيران سريعاً، وهو تصعيد الكلام حتى التخوين ضد الحكومة ورئيسها فؤاد السنيورة الذي كان قبل ايام مقاومة وطنية سياسية، منعت بصلابتها فرض مشروع قرار اميركي – فرنسي كان يقضي بتطبيق الفصل السابع على لبنان كله، لإنهاء أي وجود مسلح خارج اطار الشرعية اللبنانية الممثلة بالجيش اللبناني.. وبالقوة اذا لزم الامر.. فإذا بها على ألسنة مسؤولي حزب الله حكومة عمالة وخيانة وتتلقى اوامرها من السفير الاميركي في لبنان؟!.
عبأ الحزب مذهبية جمهوره ضد الحكومة، فكانت الغرائز تزحف نحو ساحة رياض الصلح لتستنفر غرائز اخرى من المذاهب الثانية، وكان التحريض الاعلامي غير المسبوق لا حجماً ولا لغة ولا ثقافة ولا استعداء ضد ابناء الوطن، وضد المؤسسات، وضد العيش المشترك، وكان الاستنفار الديموغرافي بمـزاعم نصر الله نفسه عن ((مشروع)) لترحيل الشيعة خارج لبنان، ولمنع ابناء الوطن في الجنوب والضاحية من العودة الى منازلهم التي هجروها بسبب العدوان الصهيوني.
اطلق حزب الله غمامة من الادعاءات والتحريضات لا سابق لها في تاريخ أي نـزاع او ازمة في لبنان، وقبض علىساحة رياض الصلح وعلى الوسط التجاري كله، تحت هذه الغمامة، واستخدم حلفاء له لهم حسابات مشتركة معه اقلها، اما اغلب حساباتهم فهي ليست متفقة مع حزب الله.
خيم الحزب المقفلة
وسط غمامة الاعتصام المطلبي بحكومة وحدة وطنية ومشاركة سياسية، واجراء انتخابات نيابية مبكرة التي سحب اليها حزب الله اطرافاً مختلفة كلها تقف ضد الاكثرية النيابية والشعبية، نصب حزب الله خيمه الخاصة التي سمحت له بأن يوسّع المربع الامني الخاص به في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية، الى ساحة رياض الصلح قلب الوطن التجاري.
*كل خيم المعارضات الاخرى كانت مفتوحة امام الناس والاعلام والسهر والسمر والدبكة ووسائل الترفيه.. إلا خيم حزب الله، كانت وما زالت مقفلة على الجميع يحظَّـر الاقتراب منها تحت طائلة الاعتقال والضرب والتهديد.
*كل خيم المعارضات تفرغ طيلة ايام الاسبوع، وقد يلتقي داخلها واحد او اثنان لكل منها ايام العطل والاجازات الجامعية او الثانوية او المؤسساتية.. إلا خيم حزب الله المزروعة في داخلها وحولها عناصر امنية ترتدي اللباس الاسود، وتحمل الاسلحة الظاهرة وأجهزة الاتصال.
*كل خيم المعارضات الاخرى فارغة في داخلها، الا من بضعة كراسٍ وطاولة او اكثر وأثاث لبعض الاستخدامات، إلا خيم حزب الله فهي مجهزة بكل ادوات القوة من اسلحة واجهزة تنصت على مجلس الوزراء تحصي على الوزراء انفاسهم وتملك ان تشوش على الاجهزة الخاصة بالسيارات والاتصالات الهاتفية، وتراقب تحركاتهم ذهاباً وإياباً الى السرايا الكبير، بما يجعلهم عرضة لكل انواع المخاطر.
*كل خيم المعارضات الاخرى لا تمثل أي حضور سياسي ذي اهمية لاصحابها إلا ما ندر او مشروع يتجاوز مقعداً رئاسياً هنا، او وزارياً هناك، او أملاً بمقعد نيابي مستقبلي، إلا خيم حزب الله، فهي الوحيدة التي تؤشر الى مشروع يتجاوز حدود الوطن، وربطاً له وخطفاً لحاضره ومستقبله بما يهدد كل الرئاسات وكل المؤسسات.
*كل خيم المعارضات الاخرى لا تملك قراراً في الخطوة المقبلة بعد الاعتصام، إلا خيم حزب الله المهيأة سلفاً لترجمة أي قرار سياسي، أمني تتخذه قيادة حزب الله استجابة لقرار ايراني بمنازلة اميركا في لبنان باعتباره ساحة، وحيث ان جبهة الجنوب مقفلة الآن، فإن حزب الله وجد البديل داخل شوارع بيروت تمهيداً للسيطرة عليها لحسم المواجهة داخل لبنان بالسيطرة العسكرية، الامنية على بيروت بعد ان رسم الحزب خارطتها بالتمدد من الضاحية عبر قصقص وساحة بشارة الخوري وزقاق البلاط وحي اللجا لإسقاط مناطق برج ابي حيدر والمصيطبة وحصار الاشرفية وفصلها عن الغربية..
انه القرار الإيراني الذي مد مربع حزب الله الامني الى ساحة رياض الصلح، وهو الذي يملك ان يمده الى مضيق هرمز المدخل المهم للخليج العربي، حيث شواطىء دول الخليج: سلطنة عمان ودولة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر والبحرين والعراق من جهة، والساحل العربي – الشرقي لدولة ايران من جهة اخرى.
والمعلومات المتوافرة حتى الآن، ان ايران استقدمت المئات من عناصر حزب الله مؤخراً لتدريبات جديدة وخاصة لها في معسكرات الحرس الثوري الايراني، استعداداً لمهمات عسكرية – امنية ستنيطها بها، بما يستدعي تدريبات خاصة نظرية وعملية تمر بها الآن عناصر حزب الله اللبناني في ايران.. والهدف هذه المرة مضيق هرمز.
وكما يقول مؤسس حزب الله السيد علي محتشمي بأن ايران كانت تدرب عناصر حزب الله على اراضيها وداخل معسكرات الحرس الثوري، وان اول دفعة وصلت ايران عام 1981 شكلت من 300 عنصر من الحزب عادوا ليمثلوا القيادة العسكرية – الامنية للحزب من تاريخه، ومن ضمنهم عماد مغنية الذي يتولى الآن القيادة الامنية العليا لحزب الله، وهو المنسق العام بين أمن الحزب وقيادته السياسية وبين الاجهزة الايرانية، فضلاً عن دوره في التنسيق مع بقية القوى الامنية العربية المرتبطة بالدعم والتوجيه والقرار الايراني خاصة بين بعض المنظمات الفلسطينية والحرس الثوري الايراني.
لم يتمدد حزب الله ناحية ساحة رياض الصلح فقط، بل امتد الى مضيق هرمز، وأجريت لعناصره تدريبات داخل مياه الخليج وتحديداً في منطقة المضيق الذي يمر عبره 40% من صادرات النفط العالمية.. وهو المكان الذي تعتبر ايران انها تستطيع ان تؤثر فيه وتوجع في حال حصلت المواجهة بينها وبين اميركا.
ورغم ان ايران تستورد عبر هذا الممر الضيق 40% ايضاً من منتجات النفط المكررة في الخارج للاستهلاك الداخلي.
ورغم ان ايران بإقفالها هرمز، تكون كمن يطلق النار على قدميه، حيث انها تستورد عبره ما يحتاجه جيشها لعرباته ودباباته وطائراته العسكرية.
الا ان ايران اذا قررت خوض المعركة تحت عنوان عليّ وعلى اعدائي ستواجه صعوبات لا نهاية لها:
1- تدمير شبه شامل لبناها الاقتصادية والخدماتية والعلمية، حيث يقدّر البعض ان الولايات المتحدة أعدت خططاً لقصف ما بين 500 الى 800 منشأة اقتصادية وصناعية وعلمية وخدماتية ومرافق تشمل المطارات والموانىء ومحطات السكة الحديد..
2- شلل آخر ستسببه ايران لنفسها اذا قررت وقف ضخ النفط، او وقف استخراجه دون ان ننسى بأن هذا القرار الايراني سيشكل اكبر خدمة للقرار الاميركي بالمواجهة.
فأميركا لا تضام او تتأذى اذا توقف انتاج النفط الايراني، بل ايران هي المتأذية حيث يتوقف موردها المالي الاساسي في مرحلة بلغ فيها سعر النفط 58 دولاراً للبرميل الواحد.
3- اما اذا اصبح سعر برميل النفط 200 دولار كما تهدد ايران اذا اندلعت المواجهة العسكرية معها، فإن ايران لن تكون مستفيدة من هذا الارتفاع، حيث سيقع الضرر على دول اخرى بعضها حليف او صديق لإيران كالصين وسوريا مثلاً الى جانب اوروبا كلها وبعض الدول العربية ودول اخرى في آسيا وأفريقيا ليست بالضرورة مع اميركا ضدها، بل ان كثيرة منها تتعاطف مع ايران ضد أي عدوان اميركي.
إذن ماذا يفعل
حزب الله في هرمز؟
تجسيداً لولاء الحزب لمؤسسيه في طهران، وتبريراً للداخل الايراني بالمصروفات الهائلة التي يغرفها الحزب من الخزينة الايرانية والتي بلغت منذ التأسيس حتى الآن نحو 20 مليار دولار، وتوكيداً لوحدة المعركة بين ((الثوريين الاسلاميين)) الشيعة ضد قوى الاستكبار، والقوى التي تحارب ايران وتحاربها بلاد فارس، فإن حزب الله يجب ان يتواجد داخل ايران مثلما تتواجد ايران داخل حزب الله في لبنان.
لقد سبق ان خبرت ايران حزب الله وعمّدته، في تكليف مقاتليه بالحرب مع الجيش الايراني والحرس الثوري ضد الجيش العراقي والشعب العراقي خاصة في جنوب بلاد الرافدين حيث اكثر من 80% من اهله من الشيعة العرب.
كما خبرت ايران حزب الله وعمدته بالدم، في اشراك مقاتليه مع الجيش الايراني والحرس الثوري ضد الثوار العرب في عربستان (المحمرة – الاهواز – عبادان) الذين يريدون العدالة لمنطقتهم العربية ورفع نير العنصرية والشعوبية الفارسية عنها.
حزب الله اذن في مهمة ايرانية جديدة.. كانت المرات السابقة في جنوبي لبنان لأسباب ايرانية استفاد منها لبنان بتحرير ارضه عام 2000 التي احتلها العدو الصهيوني عام 1978، كما في العراق كما في عربستان.. والآن في مضيق هرمز.
]