أكتشف أكثر، يوماً بعد يوم، أن التلفزيون جهاز لا يصيب الإنسان بالملل فحسب بل وبالكآبة أيضاً.
لا أتحدث عن نوعية الصورة التي يقدمها على اختلاف أنواعها والمضامين التي تحملها، بل عن السلوك الاجتماعي الذي يرافق الاعتياد على مشاهدة التلفزيون.
أتذكر هنا حادثة سبق أن استشهدت بها أكثر من مرة لأن لها دلالتها. تقول الحادثة إن جهاز التلفزيون تعطل عند عائلة اعتادت أن تقضي سهراتها أمام هذه الشاشة الصغيرة فأرسلت العائلة الجهاز للإصلاح، الحظ خدمها أن الجهاز لم يصلح مباشرة بل استغرق عدة أيام. والذي حدث أن هذه العائلة كان لا بد من أن تجد حلولاً أخرى لنفسها، لتقضي المساءات المتتالية، وفعلاً استطاعت أن تجد مباشرة صيغ تواصل مختلفة وأكثر حميمية فيما بين أفرادها، واكتشفت هذه الأسرة أن حياتها أصبحت أفضل، عندما استعادت الأسرة الجهاز مجدداً، فقررت أن تحدد أوقات مشاهدتها للتلفزيون، وأن تبقي على العادات الجديدة التي بدأتها حين غاب هذا الجهاز من حياتها.
أقترح هنا على كل أسرة أن لا تنتظر جهازها ليتعطل كي نجد حلولاً بديلة عن التلفزيون. بل أن تقفل هذا الجهاز عمداً لمدة أسبوع لنرى البدائل التي يمكن أن تجدها خلال هذا الأسبوع المقترح.
لا أقصد هنا أن نتخلى عن التلفزيون الذي أصبح واحداً من أهم وسائل الاتصال، لكن المقصود أن لا نصبح عبيداً له نفتحه منذ الصباح ولا نغلقه حتى ينام آخر فرد في الأسرة، أكثر من ذلك يبقى هذا الجهاز يبث أخباره وصوره ومسلسلاته حتى لو لم يكن أحد أمامه.
كأن هناك ضرورة أن يبقى هذا الجهاز يعمل ما دمنا مستيقظين، وأعرف أكثر من ذلك: هناك من ينام ويترك هذا الجهاز شغالاً دون أن يشاهده أحد.
يوجد في الحياة أكثر من صورة نتابعها على شاشة التلفزيون أياً كان المضمون الذي تحمله، من هنا ظهرت دراسات اجتماعية عديدة هدفها البحث في تأثيرات التلفزيون على العلاقات الاجتماعية، وأكدت جميعها على التأثيرات السلبية له، كما اقترحت تلك الدراسات الحلول لهذه المشكلات، لكن الذي يحدث على أرض الواقع أن التلفزيون يعزز مواقعه أكثر فأكثر.
أعتقد أن لدى الأبوين مهمات كبيرة على هذا الصعيد، في إكساب أولادهما عادات مشاهدة مقبولة، وأن لا يرى الأبوان أن التلفزيون وسيلة إلهاء للأولاد، فالتأثيرات ليس الفكرية فقط، بل والجسدية أيضاً، تزداد خطورة كلما زادت ساعات المشاهدة.
لنتذكر أن لدينا وسائل اتصال متنوعة تبدأ من الحديث بين شخصين إلى الكلمة المكتوبة أو المسموعة وصولاً إلى الصورة، وعلينا أن ندرك أهمية وسائل الاتصال هذه كلها، وأن نوزع تواصلنا مع الآخر بكل هذه الأنواع، وليس الارتكاز على نوع واحد حتى لو كانت لدى هذا النوع جاذبيات عديدة.
أعود لأقول لكم: ببساطة لنغلق هذا الجهاز أسبوعاً واحداً عامدين متعمدين، ولنر كيف ستصبح حياتنا، وما هي البدائل التي سنكتشفها في حياتنا، ولم ننتبه إليها بعد.
منقول للأمانة
لا أتحدث عن نوعية الصورة التي يقدمها على اختلاف أنواعها والمضامين التي تحملها، بل عن السلوك الاجتماعي الذي يرافق الاعتياد على مشاهدة التلفزيون.
أتذكر هنا حادثة سبق أن استشهدت بها أكثر من مرة لأن لها دلالتها. تقول الحادثة إن جهاز التلفزيون تعطل عند عائلة اعتادت أن تقضي سهراتها أمام هذه الشاشة الصغيرة فأرسلت العائلة الجهاز للإصلاح، الحظ خدمها أن الجهاز لم يصلح مباشرة بل استغرق عدة أيام. والذي حدث أن هذه العائلة كان لا بد من أن تجد حلولاً أخرى لنفسها، لتقضي المساءات المتتالية، وفعلاً استطاعت أن تجد مباشرة صيغ تواصل مختلفة وأكثر حميمية فيما بين أفرادها، واكتشفت هذه الأسرة أن حياتها أصبحت أفضل، عندما استعادت الأسرة الجهاز مجدداً، فقررت أن تحدد أوقات مشاهدتها للتلفزيون، وأن تبقي على العادات الجديدة التي بدأتها حين غاب هذا الجهاز من حياتها.
أقترح هنا على كل أسرة أن لا تنتظر جهازها ليتعطل كي نجد حلولاً بديلة عن التلفزيون. بل أن تقفل هذا الجهاز عمداً لمدة أسبوع لنرى البدائل التي يمكن أن تجدها خلال هذا الأسبوع المقترح.
لا أقصد هنا أن نتخلى عن التلفزيون الذي أصبح واحداً من أهم وسائل الاتصال، لكن المقصود أن لا نصبح عبيداً له نفتحه منذ الصباح ولا نغلقه حتى ينام آخر فرد في الأسرة، أكثر من ذلك يبقى هذا الجهاز يبث أخباره وصوره ومسلسلاته حتى لو لم يكن أحد أمامه.
كأن هناك ضرورة أن يبقى هذا الجهاز يعمل ما دمنا مستيقظين، وأعرف أكثر من ذلك: هناك من ينام ويترك هذا الجهاز شغالاً دون أن يشاهده أحد.
يوجد في الحياة أكثر من صورة نتابعها على شاشة التلفزيون أياً كان المضمون الذي تحمله، من هنا ظهرت دراسات اجتماعية عديدة هدفها البحث في تأثيرات التلفزيون على العلاقات الاجتماعية، وأكدت جميعها على التأثيرات السلبية له، كما اقترحت تلك الدراسات الحلول لهذه المشكلات، لكن الذي يحدث على أرض الواقع أن التلفزيون يعزز مواقعه أكثر فأكثر.
أعتقد أن لدى الأبوين مهمات كبيرة على هذا الصعيد، في إكساب أولادهما عادات مشاهدة مقبولة، وأن لا يرى الأبوان أن التلفزيون وسيلة إلهاء للأولاد، فالتأثيرات ليس الفكرية فقط، بل والجسدية أيضاً، تزداد خطورة كلما زادت ساعات المشاهدة.
لنتذكر أن لدينا وسائل اتصال متنوعة تبدأ من الحديث بين شخصين إلى الكلمة المكتوبة أو المسموعة وصولاً إلى الصورة، وعلينا أن ندرك أهمية وسائل الاتصال هذه كلها، وأن نوزع تواصلنا مع الآخر بكل هذه الأنواع، وليس الارتكاز على نوع واحد حتى لو كانت لدى هذا النوع جاذبيات عديدة.
أعود لأقول لكم: ببساطة لنغلق هذا الجهاز أسبوعاً واحداً عامدين متعمدين، ولنر كيف ستصبح حياتنا، وما هي البدائل التي سنكتشفها في حياتنا، ولم ننتبه إليها بعد.
منقول للأمانة