- إنضم
- 30 سبتمبر 2008
- المشاركات
- 2,555
- نقاط التفاعل
- 1,882
- النقاط
- 111
مقال يعبر عن حالنا المخزي و كيف تركنا تاريخنا و قيمنا لنستبدلها بتاريخ و قيم لا تنتمي الينا بل و المصيبة انها لا ترقى الى اصالة مالدينا
مقال قديم حفظته في المفضلة منذ فترة طويلة و اردت ان اشارككم فيه
لو عقدنا مقارنة بين قصة عنترة بن شداد وحكاية فالنتينو أو «فالنتاين»، لوجدنا ان كليهما رمز للحب والعشق، ومن اجل هذا الحب تمرد الاثنان وثارا.
الاول تمرد وثار على ظلم القبيلة الذي حوله من سيد إلى عبد، والثاني تمرد على ظلم الامبراطور، لكن ابن شداد استطاع ان يحرر نفسه من العبودية وان يعلو بقومه بني عبس ويضعهم في أول صفوف العرب، أما الثاني فقد مات بسيف الامبراطور ثم صنع منه أتباعه أو صنعت منه النساء أسطورة. ولكن المسكين عنترة لم يتبعه أحد ربما لأنه تعود أن يسبق الجميع في الحلب والضر ثم في الكر والفر. ولهذا عاش ومات فارساً وشاعراً ومحباً ولم يحوله أحد الى أسطورة حتى عبلة التي من أجلها طارد المستحيل وجاء به إليها اعتبرته مجرد زوج تستمتع بأشعاره ورجولته.
ولو أن هذا العنترة كان غربياً مثل فالنتينو لكان هو الحب نفسه، ولتغير اسم عيد الحب من عيد الـ «فالنتاين» الى عيد «العنترة» ولكن للأسف فعنترة أمه زبيبة الحبشية وأبوه شداد العبسي العربي، لذا فهو اليوم غريب داخل حدود أو أسوار الوطن مثل كل شيء أصيل داخل هذه الأسوار.
فالمتغربون أو المنبهرون بالغرب في كل شيء يريدوننا مجرد نسخة غربية، أن نأكل مثلما يأكل أهل الغرب، وأن ننام ونصحو على صوت الروك والميتل، وان تكون صورة جورج بوش هو آخر ما نغلق عليه اعيننا ليلاً أو نهاراً، وان تكون البيتزا والكنتاكي «الجنك فوود» بديلاً عن المنسف والفول والطعمية والبرياني، ولهذا ايضا ارادوا لنا هذا العام وكل عام ان نحب على طريقة سي فالنتينو، أي نختزل الحب كله بشموله واتساعه ـ فقط ـ في المعشوقة، بينما الحب الذي جسده عنترة يبدأ من النفس ويصل الى الحبيبة ويمتد إلى القوم. ولهذا قال: ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي أي انه يتذكر عبلة ويطالع صورتها وسيرتها بينما هو يدافع عن قومه وقبيلته خلال المعركة، ولا ينساها حتى والسيوف تشرب من دمه.
وبعد عنترة عرفنا انواعاً جديدة من الحب فقد تعلمنا في الأثر الشريف «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» وعرفنا أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم «من أحب فعف فمات مات شهيداً». وعرفنا ايضا قصة رابعة العدوية شهيدة الحب الالهي الذي تتضاءل وتتقزم الى جانبه كل حكايات الفالنتينو.
وللاسف كان هؤلاء المستغربون يدعوننا الى احتفالات «الفالنتينو» بينما كان الرئيس دبليو بوش ونائبه ديك تشيني ووزير دفاعه رامسفيلد يهدون العرب والمسلمين ـ بهذه المناسبة ـ تهديدات بضرب دول عربية واسلامية. وهكذا نحن نحتفل بعيدهم وهم يضربوننا على القفا (حسب المفهوم المصري).
أليس في ذلك قمة الغرابة فبينما كنا «نفلتن» على طريقتهم كانوا هم «يتعنترون» علينا؟ ولكن ما الغرابة وقد اعتبرنا نحن عرب اليوم ان «العنتريات» نوع من المستحيل، وكلما دعا داعٍ الى المطالبة بالحقوق العربية الضائعة خرج من يقول بالفم العربي المليان «كفانا عنتريات» وكأن الحياة وفق منهج عنترة بن شداد بما فيها من حب وعشق، وما فيها من كرامة ورجولة، وما فيها من تمرد وثورة، وبما تقدمه لنا من كفاح بحد السيف أصبحت من اخوات الغول والعنقاء والخل الوفي.
اذا كانت بطولة عنترة من رابع المستحيلات فسيرته ـ على الأقل ـ ليست كذلك، وحكايته مع عبلة ليست جنونا، بل هي العقل بعينه لكل محب لنفسه وأهله ووطنه، وكما يقول المثل الشعبي «القريب أولى من الغريب»، فعلينا اعتبار قصة عنترة وعبلة هي عيد الحب العربي، وعلينا البحث بسرعة عن هذا اليوم في سجلاتنا ودفاترنا الرسمية والشعبية، وإلا فسوف تضطر عبلة امام واقعنا المخزي والمحزن الى الهرب ـ دون علم ابيها أو السلطات ـ مع سي فالنتينو.
وهنا لن يجد عنترة امامه الا ان يهيم بحثا عنها حتى تتآكل قدماه، وربما يناله اليأس فيضطر لأن يسمي نفسه عنترة بن فالنتينو، فربما تحن عليه عبلة وتعود إليه.
منقول
مقال قديم حفظته في المفضلة منذ فترة طويلة و اردت ان اشارككم فيه
لو عقدنا مقارنة بين قصة عنترة بن شداد وحكاية فالنتينو أو «فالنتاين»، لوجدنا ان كليهما رمز للحب والعشق، ومن اجل هذا الحب تمرد الاثنان وثارا.
الاول تمرد وثار على ظلم القبيلة الذي حوله من سيد إلى عبد، والثاني تمرد على ظلم الامبراطور، لكن ابن شداد استطاع ان يحرر نفسه من العبودية وان يعلو بقومه بني عبس ويضعهم في أول صفوف العرب، أما الثاني فقد مات بسيف الامبراطور ثم صنع منه أتباعه أو صنعت منه النساء أسطورة. ولكن المسكين عنترة لم يتبعه أحد ربما لأنه تعود أن يسبق الجميع في الحلب والضر ثم في الكر والفر. ولهذا عاش ومات فارساً وشاعراً ومحباً ولم يحوله أحد الى أسطورة حتى عبلة التي من أجلها طارد المستحيل وجاء به إليها اعتبرته مجرد زوج تستمتع بأشعاره ورجولته.
ولو أن هذا العنترة كان غربياً مثل فالنتينو لكان هو الحب نفسه، ولتغير اسم عيد الحب من عيد الـ «فالنتاين» الى عيد «العنترة» ولكن للأسف فعنترة أمه زبيبة الحبشية وأبوه شداد العبسي العربي، لذا فهو اليوم غريب داخل حدود أو أسوار الوطن مثل كل شيء أصيل داخل هذه الأسوار.
فالمتغربون أو المنبهرون بالغرب في كل شيء يريدوننا مجرد نسخة غربية، أن نأكل مثلما يأكل أهل الغرب، وأن ننام ونصحو على صوت الروك والميتل، وان تكون صورة جورج بوش هو آخر ما نغلق عليه اعيننا ليلاً أو نهاراً، وان تكون البيتزا والكنتاكي «الجنك فوود» بديلاً عن المنسف والفول والطعمية والبرياني، ولهذا ايضا ارادوا لنا هذا العام وكل عام ان نحب على طريقة سي فالنتينو، أي نختزل الحب كله بشموله واتساعه ـ فقط ـ في المعشوقة، بينما الحب الذي جسده عنترة يبدأ من النفس ويصل الى الحبيبة ويمتد إلى القوم. ولهذا قال: ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي أي انه يتذكر عبلة ويطالع صورتها وسيرتها بينما هو يدافع عن قومه وقبيلته خلال المعركة، ولا ينساها حتى والسيوف تشرب من دمه.
وبعد عنترة عرفنا انواعاً جديدة من الحب فقد تعلمنا في الأثر الشريف «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» وعرفنا أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم «من أحب فعف فمات مات شهيداً». وعرفنا ايضا قصة رابعة العدوية شهيدة الحب الالهي الذي تتضاءل وتتقزم الى جانبه كل حكايات الفالنتينو.
وللاسف كان هؤلاء المستغربون يدعوننا الى احتفالات «الفالنتينو» بينما كان الرئيس دبليو بوش ونائبه ديك تشيني ووزير دفاعه رامسفيلد يهدون العرب والمسلمين ـ بهذه المناسبة ـ تهديدات بضرب دول عربية واسلامية. وهكذا نحن نحتفل بعيدهم وهم يضربوننا على القفا (حسب المفهوم المصري).
أليس في ذلك قمة الغرابة فبينما كنا «نفلتن» على طريقتهم كانوا هم «يتعنترون» علينا؟ ولكن ما الغرابة وقد اعتبرنا نحن عرب اليوم ان «العنتريات» نوع من المستحيل، وكلما دعا داعٍ الى المطالبة بالحقوق العربية الضائعة خرج من يقول بالفم العربي المليان «كفانا عنتريات» وكأن الحياة وفق منهج عنترة بن شداد بما فيها من حب وعشق، وما فيها من كرامة ورجولة، وما فيها من تمرد وثورة، وبما تقدمه لنا من كفاح بحد السيف أصبحت من اخوات الغول والعنقاء والخل الوفي.
اذا كانت بطولة عنترة من رابع المستحيلات فسيرته ـ على الأقل ـ ليست كذلك، وحكايته مع عبلة ليست جنونا، بل هي العقل بعينه لكل محب لنفسه وأهله ووطنه، وكما يقول المثل الشعبي «القريب أولى من الغريب»، فعلينا اعتبار قصة عنترة وعبلة هي عيد الحب العربي، وعلينا البحث بسرعة عن هذا اليوم في سجلاتنا ودفاترنا الرسمية والشعبية، وإلا فسوف تضطر عبلة امام واقعنا المخزي والمحزن الى الهرب ـ دون علم ابيها أو السلطات ـ مع سي فالنتينو.
وهنا لن يجد عنترة امامه الا ان يهيم بحثا عنها حتى تتآكل قدماه، وربما يناله اليأس فيضطر لأن يسمي نفسه عنترة بن فالنتينو، فربما تحن عليه عبلة وتعود إليه.
منقول