إقرأ للكاتب غزة التي قصمت ظهر النظام العربي [2]غزة التي قصمت ظهر النظام العربي (4

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

machmoum

:: عضو مُشارك ::
إنضم
18 جانفي 2009
المشاركات
105
نقاط التفاعل
0
النقاط
6
د.حسن بن صالح الحميد | 3/2/1430
ggg_7-thumb1_6.jpg
من مَقاتل النظام العربي أنه [عبر تاريخه]لا يحاسب نفسه،ولا يطيق محاسبة الغير، لأنه؛لجهله يعتقد أن كل[من يحاسِبه]عدوٌ له.
إن هذا النظام يريد أن [يفعل] ولا يريد أن يتحمل نتائج أفعاله.
ويمارس [الأخطاء]ويُحاول[عبثا]منع الآخرين من استغلال هذه الأخطاء.
وحالة هذا النظام العربي[الغبيّ]مع محور إيران [الانتهازيّ] هو ممارسة عملية لهذا المنطق الأعوج.
ليت هذا النظام ومثقفيه يمتلكون شجاعة كافية لقراءة تصرفاتهم، ونتائجها المدمِّرة،من خارج محيطهم، وألا تكون أجهزة الاستقبال لديهم معطلة؛ فيجمعون بين سوء الفعل وسوء الاستماع!.
وحتى نصل إلى غرضنا الرئيس، وهو هذه السنون العِجاف بين محور الاعتدال ومحور إيران.. لابد من فرش[نتدحرج]بواسطته بأمان نحو الهدف؛لأن آفة آفاتنا هو القراءة [المُجَزّأة]للأحداث،وإخراج الحوادث الجزئية والنتائج المتأخرة عن سياقاتها ومُناخاتها.


لقد ولِدت[الجمهورية الإسلامية الإيرانية] والعالم العربي من المحيط إلى الخليج يعيش [تَصحُّراً] دينيا، وتَغَوّلاً ليبرالياً[تلفَّع]به النظام العربي بعد هزيمة القوميين العرب،وحالة الإحباط الشعبي والرسمي بعد هزيمة 67 . فكان ميلاد النظام الإيراني[المتدنس]أعني:الديني المُسَيَّس، في هذا الظرف العربي العصيب .. كان مُفاجأة للفريقين[النظام العربي والشعوب]في ظهوره،وفي الموقف منه.

النظام العربي تعامل مع ظاهرة[الجمهورية الإسلامية] باعتبارها نظاما متطرفا يتبنى[الإسلام السياسي] فحسب، متجاهلا التمايز العَقَدي والحضاري، والبُعد الشعُوبِي للنظام الإيراني. وعِلّة النظام العربي أنه فاقد للرؤية الشرعية للأحداث وطبيعة الصراع وخلفياته التاريخية والثقافية بين إيران[الإثني عشرية]وبقية العالم الإسلامي، ومنه العربي.

أما الشعب العربي [الباحث عن أي شيء] فظنّ كثير من أبنائه في هذا النظام [الإسلامي!]بارقة أمل ومخلصا من حالة المَوَات والإفلاس. وحاول كثيرون[ومنهم إسلاميون] تجاهل التاريخ ،وإقناع الذات بأن إيران[ولاية الفقيه] هي غير إيران الصفوية الإثني عشرية!! وضاعت بين هذين الفريقين نداءات العارفين، وتحذيرات أهل الشرع والحِجَى.
وكان النظام العربي هو مَن أوصل شعوب المنطقة إلى هذه الحال اليائسة؛ إلى حَدِّ التعلق[بالمُنقِذ الوهم]..كما سنرى.


ومنذ ذلك التاريخ وإلى اليوم كان النظام الإيراني يتحرك بخطى ثابتة ورؤية واضحة في أربع مسارات[سياسية وعسكرية وثقافية وجغرافية] في تبادل ذَكِيٍّ للأدوار، وتكامل بين[الدين والسياسة]. وقد آتت هذه الجهود أُكُلها، وتسارعت نجاحات طهران الثورة بوتيرة أسرع وأكبر مما كان آيات [قٌمّ] يتوقعون!! ولم تأت هذه النجاحات من فراغ، كما لم تنجح الثورة ذاتُها من فراغ!. إنه قانون الأسباب..
ومن يتهيّب صعود الجبال *** يعش أبد الدهر بين الحفر
فقد اجتاحت إيران في [ثلاثة عقود] مناطق واسعة ، وزاحمت النظام العربي في مناطق نفوذه، وتحوّلت من [دولة] إلى[محور] ومن بلد منبوذ إلى[شريك مصالح بالقوة]لدول كبرى، مهيمنة تقليديا على المنطقة، وأسست قوة عسكرية؛تقليدية ونووية، وأسقطت أنظمة وابتلعت دولا كانت محسوبة [تقليديا]على النظام العربي. وأعادت إحياء [المذهب الإثني عشري]وتوظيفه في الشارع العربي والإسلامي، فأحدثت شرخا في نسيج الشعب العربي[السُّني]وتصدعا في بنيان النظام العربي الرسمي...

أما النظام العربي[البائس]فقد ظل يلعن العمائم، ويتَنَدّر بفكرة[تصدير الثورة]ويواجه تطلعات الشعوب العربية في الانبعاث الإسلامي بالقمع، بحجة مكافحة[الإسلام السياسي]ويتقزّم عسكريا بالهزائم، ويتخبّط سياسيا بالانقسامات والقرارات الشاذة..
هذه هي لوحة[مفاتيح] المشهد بين النظام العربي ومحور إيران. ولنأخذ الآن أهم مفاتيح هذه اللوحة [فلسطين .. والعراق..] ونكشف جِناية النظام العربي[الغبيّ] على نفسه ،وعلى الشعوب العربية وقضاياها المصيرية..
فلسطين أرض امتزج فيها الإسلام والسنة والعروبة..
فتحها عمر بن الخطاب[السُّني!] وأدخلها في الإسلام، كما فتح العراق، وطهّرها من الفرس المجوس!.
وحَّررها صلاح الدين[السُّني] من الصليبيين، كما طَّهر أرض الكنانة من العُبيديين الروافض!.
وكانت فلسطين والعراق في كَنَف الدولة العثمانية السُّنية[حُرّة مصُونةً] قرونا،حتى جاء زمان [النظام العربي] المنحوس!. فعاد اليهود إلى فلسطين [برافعة] الصليبيين، وعاد الرافضة إليها [برافعة] النظام العربي!.
وعاد الرافضة الصفويون إلى العراق[برافعة]الصليبيين والنظام العربي!!.
وكأن هذا النظام العربي قد حوّل منطقة نفوذه إلى[قَصعَةٍ]تهافَت عليها الأَكَلَةُ من الشرق والغرب.


النظام العربي بسلوكه [الشاذ] هو من قََدََّم القضية الفلسطينية بقدسيتها [وجهاد] أبنائها، ومعهم مئات الألوف من أبناء المسلمين [عبر التاريخ] وهو جهد وجهاد سُنِّيٌ خالص .. قدَّمها إلى [إيران] الرافضية الشعوبية و[محورها] التآمري عَفوا صَفوا،وهذه الأخيرة - إيران ومحورها - لم تكد تُصَدق ما يُفعلُ لها ؛ إذ تُدعى لاعتلاء منصة القضية - الأولى عالميا وليس إسلاميا فقط - متحدثة باسمها ، حاضنة للمقاومة [ذات العمق العربي والنسب الإسلامي السني] دون أن تكِّلف نفسها شيئا أو تطلق[من أجلها] على العدو رصاصة واحدة!!

والنظام العربي [بفَعلَته هذه] هو مَن وَجَّه عاطفة الملايين من المسلمين نحو محور إيران، لأن النظام العربي[ولو كَرِه ذلك]هو مَن[نَصَّب]دول مِحوَر إيران متحدثين [وَحدَهم] باسم الإسلام وباسم المقاومة؛ مقاومة المشروع الأمريكي، ومقاومة المحتل الصهيوني !!هو من نَصَّب محور إيران بمواقفه [المعادية] لكل أشكال المقاومة للغُزاة[المعادية]لكل اتجاهٍ ضد النفوذ الأمريكي والغربي.

وقد استطاعت إيران وحلفاؤها بهذه الهدايا والمِنح من النظام العربي [المُغفَّل] أن تُنسي جماهير الأمة المسلمة جرائم [حركة أمل] الرافضية في المخيمات الفلسطينية بلبنان، واحتضان المَلالي للشيطان الأكبر الأمريكي في العراق، والمشروع الصفوي لتصفية الوجود السُّني عامة، والفلسطيني خاصة من أرض الرافدين!. وكيف لاينسى عامة الناس[وذاكِرَتُهم محدودة] مآسي محور إيران[الماضية!]وهم يرون[الرايات] السّود وعمائم [الآيات] وصور الرموز الرافضية تتقدم المسيرات الاحتجاجية في كل مكان، من أجل فلسطين؛ حتى في [فلسطين]ذاتها. خاصة وقد قِيل لهم:إن كل شيء قد تغيّر، وإن{الحسنات يُذهِبن السيئات}. وفي ذات الوقت تعاني الشعوب الاعتقال وخراطيم المياه وبلطجية رجال الأمن،ويَرَون من ذلك نصيبا [موفورا] للرموز والقيادات والفعاليات الوطنية في معظم بلدان النظام العربي السُّني!. وهذا الذي يرونه هو الذي لا يعرفون عن النظام العربي سِواه.

وكأن المعادلة بين محور إيران وبين النظام العربي كمن يقارن بين من{خَلطوا عملا صالحا وآخر سيئا}!! ومن{يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف} وحسبُك من أمرين أحلاهما مُرُّ.
لقد سجل المحور الإيراني أهدافا عديدة في مرمى النظام العربي ، كانت المهارة فيها في [توظيف] الظروف ، و[استغلال] تصرفات النظام العربي الفاسد الغبي. منها هدف أفغانستان ، و[أخطرها] هدف العراق و[أذكاها] هدف لبنان ، وهاهو الهدف [القاتل] في فلسطين. هذا عن الأهداف الأخرى في أنحاء العالم الإسلامي.


والنظام العربي [قصير النظر]قدّم وما يزال يقدم نفسه في هذه الميادين كلها [صراحة] كعميل مُخلِص للسياسات الأمريكية الصليبية في المنطقة. فلم يتأخر في المشاركة [بتدمير]عُمقِه وسَنَدِه[السُّني]في أفغانستان..وفي العراق ولبنان ،وتسليمها للمحور الإيراني..ولم يَألُ جهدا في حماية إسرائيل وذبح المقاومة[المشروعة] بالقانون الدولي! وإعادة الأحرار من أبناء فلسطين في غزة لسلطة يهود بالقوة! . فكيف لا تميد الأرض من تحت أقدام النظام العربي؟ وكيف لايرقص محور إيران [طَرَباً]بهذه النجاحات! وقد قِيل:
ما يَبلُغُ الأعداء من جاهلٍ *** ما يبلغ الجاهلُ من نفسه
ومن [الموافقات]فيما يخص فلسطين أن النظام العربي يشترك مع المحور الإيراني في أربع جبهات مع الكيان اليهودي ؛ جبهتان [يحرسهما] النظام العربي في مصر والأردن، وجبهتان [يسهر عليهما] المحور الإيراني في الجولان وجنوب لبنان ، وصار الفريقان يتباريان أيُّهما أصدق لهجة وأقرب إلى يهود. ونحن لا نشك في إخلاص الجميع ! ولكننا نسجل هنا نقاطا في الفرق بين تعاطي كل منهما وتوظيفه لموقعه.

ففي حالة المحور الإيراني : حافظت كل من سورية ولبنان [حزب الله] على سلامة إسرائيل ؛ أرضا وشعبا، وتركت كل منهما الأرض دون تحرير، ودون حرب لتحريرها ! خدمة لمصالح إيران . ولم توقِّع أيٌّ منهما معاهدة سلام، لئلا [تسقط] ورقة التوت، وتصبح [إيران] في المنطقة بلا أنياب، وحزب الله بلا [مبرر]. والمحور الإيراني كله بلا [رافعة] للدعاية والابتزاز والتضليل.

ومحور إيران الذي [لم يُطبّع ، ولم يحارب ] هو الأكثر ضجيجا وتهديدا لإسرائيل في كل مناسبة، أما في الأفعال والتضحيات فإن [نساء] غزة أشد نكاية بإسرائيل من كل [هَرطقات] وصواريخ حزب الله.أما جبهة الجولان فقد ضُرِب بينهم بسور ليس له باب ،وأبشري يا إسرائيل بطول سلامة !!. ولكن أكثر الشعوب لا يعلمون.

وفي الجبهة السُّنية[مصر والأردن] تم تركيع كل منهما لتوقيع معاهدة سلام مُذِلة ، بحقوق منقوصة، وساهم توقيع هاتين الدولتين في تكريس انقسام النظام العربي[هذا قبل أن تلحق بهما بقية الأنظمة، ويهرول الجميع للتطبيع] وأسقطت مصر والأردن [جميع] نقاط القوة لديهما، وأصبحتا مجرد [بوابتين] لإسرائيل، تقبض كل منهما ثمن الحراسة ؛ دولارات [معلومة] من الولايات المتحدة! وهذا [الثمن] بالمناسبة هو أقل بكثير كثير من [الفاتورة] الحقيقية، لو كانت إسرائيل هي التي تتولى حماية نفسها على هاتين الجبهتين!بل إن إسرائيل كانت عاجزة [عمليا] عن حماية نفسها من أبطال المقاومة السنية في هاتين الجبهتين.

وخرجت مصر والأردن من [محور الصمود] وهو اسم بلا مضمون، على حد قول الأول:
ألقاب مملكة في غير موضعها *** كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
إلى محور جديد ، سمي [محور الاعتدال] وهو تعبير مخفف لمعنى العجز والضعف ، على حد قول الأول:
قُبَيّلة لا يغدرون بذمة *** ولا يظلمون الناس حبة خردل
وقد التحقت بهذا المحور بقية الجماعة. فماذا نتج واقعيا؟ ماذا حصل على الأرض ؟؟.
أصبح محور [الدول المعتدلة السنية] عَرّابا للسلام مع اليهود، خصما للمقاومة الفلسطينية؛ القومية والإسلامية، وكيلا [معتمدا] للغرب في تركيع المنطقة، يُسرع في كل ما تهوى أمريكا، مهما كان مصادِما لرأي المجتمع العربي المسلم وحقوقه، على حد قول العربي:

لا يسألون أخاهم حين يندبهم *** في النائبات على ما قال برهانا
كما تميَّز هذا المحور بتكريس حالة [الانقسام] بين النظم الأعضاء في هذا المحور وبين شعوبها، باعتبارها أنظمة [طاردة] معادية لكل ماهو وطني أو مقاوم للعدوان؛ في نظر شعوبها، وشعوب العالم. ومعها ألف شاهد وشاهد على ذلك.

وخلف هذا المحور [ماكينة] إعلامية وجحافل من الكَتَبَة والمتحدثين، وظيفتهم التبرير وستر العورات،ومصادرة الآراء الأخرى، ويسمونها آراء سياسية [مؤدلجة] أو متسرعة غير مسؤولة، في حين تسمِّي الرأي الرسمي ،الشاذ – وفق نبض الشارع – رأيا عاما وحكيما، في مجتمع شبَّ عن الطوق وبلغ [الرُّشد] الفكري، وصار مميزا.
ولماكينة الإعلام وظيفة أخرى وهي [شتم الخصوم] ورميهم بالعمالة لمحور طهران، دون أن يُقدم النظام العربي وماكينته الإعلامية بديلا عمليا [قابلا للحياة] تُستعاد به الحقوق ويقاوم به العدو، وتصان به حرية وكرامة الأمة، ويكون حوله الالتفاف.


أما محور طهران فقد استفرد بالمعاني التي تبحث عنها شعوب المنطقة. فهو ِضد عملية السلام [السُّنية]وإن كان في سلام مع إسرائيل على الطريقة [الإيرانية].
وهو حاضنة المطرودين من الفصائل الفلسطينية، التي صُنفت لدى[محور الاعتدال السُّني] على أنها فصائل إرهابية، وإن كانت دول محور إيران هي مَن ذبح الفلسطينيين في [مخيمات] لبنان، وفي عراق [ما بعد صدام] المهم أن ذلك كان في مكان آخر وتوقيت مختلف، وكل شيء قد تغير!.
وماكينتها الإعلامية توظِف [التخاذل] العربي، والغباء والفساد الرسمي [الطّارد] لكل معاني العزة والكرامة أن [تستَوطِن] في نفس الأمة .. توظف كل ذلك بخبث وذكاء ، فتبدو وسائل إعلام محور إيران منابر لخصوم أمريكا، وطلاب [الحرية] وأنصار [المقاومة]!!.
كل ذلك دون أن تتكلَّف شيئا ؛ من المال أو التضحيات.فَقد ثَبَتَ بُخلُ محور إيران الشديد في مجال الدعم المادي، وعدم استعداده أن يشارك في أي [جهد] حربي مع [أي فَصيل سُنِّي] في أية مواجهة مع إسرائيل، ومع غيرها.
وهذه المواقف[المُتباينة] المدعومة بماكينة الإعلام لهذا الفريق أو ذاك لا يمكن إلا أن تُنشِئ ثقافة [الفرز]والتحزُّب والتخندُق على كل المستويات.


وبَدَهي أن مجتمعا كالمجتمع العربي [المسحوق] ماديا، المُستَلب في حريته وإرادته، الذي يرى مشاهد العدوان والتدمير والقهر على [شاشات] الإعلام ، بَطلُها المنتصر [عِلجٌ] أمريكي أو [وَغد] صهيوني ، أو [سَفّاح] رافضي، والضحية دائما هو [أخوه المسلم السني] ويرى نظامه العربي في خندق العدوان، خادما تابعا، [خائنا أو متواريا].. إزاء ذلك كله فإنه سوف يتعلق ويقدِّس وينحاز لأي صوت [يشتمُّ] منه رائحة المُمانعة ، وسوف يفتخر بأي شخص أو منبر أو بلد [ينطلق] منه هذا الصوت ، ويحتضن هذه القِيم. حتى ولو كان [جَلاَّدَه] بالأمس! هذه طبيعة النفوس عندما تفقد الأمل، و[تُحشر] في زاوية؛ في جو من الخذلان والهوان.
إذا خانك الأدنى الذي أنت حِزبه *** فواعجبا إن سالمتك الأباعد
نعم. لقد وضع النظام الرسمي العربي إنسان هذه الأمة بين [خيارات] سيئة ، أحلاها مُرّ ، فإما [الارتماء] في أحضان محور إيران الانتهازيّ، أو [القبول] بالهوان، الذي هو [خيار محور الاعتدال] !!
وقد أثبتت الأحداث أن محور إيران في [استغلال] حاجة المُضطرِّين من السُّنة هو مثل ، بل [أسوأ] من استغلال أمريكا للنظام العربي. وكلاهما عدو تاريخي [مجاهر] بالعداوة. وكأن منطق من يختار محور إيران يقول:

ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى *** عدوا له ما من صداقته بُدّ
ومن رضي بخيار محور [الاعتدال!] يقول:
وكانت على الأيام نفسي عزيزة *** فلما رأت صبري على الذُل ذلّت
وبين هذه الخيارات المُرّة تَقَسّم أبناء الأمة، وفُتِنوا، واستنزفوا، واختصموا، ففشلنا وذهبت ريحنا، وأرضنا. فمن فعل كلّ هذا بنا ؟؟؟

كل ذلك - ياجماعة .. ياعقلاء - فعله ويفعله النظام الرسمي العربي بغباء [مُستحكِم] وشيخوخة فكرية ومراهقة سياسية لا يرجى برؤها إلا بما يشبه المعجزة . وكأن أمتنا تقاد على حد قول الأول:
كبهيمة عمياء قاد زمامها *** أعمى على عِوَج الطريق الأعوج
وحتى يتنصّل النظام العربي من جرائره، وحتى لا يعترف بمسؤوليته الكاملة عن تَغَوّل محور إيران في المنطقة،فضّل أن يمارس المزيد من القهر والإقصاء لكل خيار وطني، وخصوصا الخيار الإسلامي ، بحجة أنهم عملاء لمحور إيران! والدليل[عنده]لجوءهم إليهم جغرافيا،أو إعلاميا وسياسيا، واشتراكهم في أدبيات الخطاب، وتقاربهم في المواقف!!

وتلك لَعمرً الله واحدة المآسي ، وثالثة الأثَافيّ ! وكأن من يستمع لأدبيات خطاب النظام العربي يظن أن هذا النظام قد احتضنهم فلم يقبلوه ؟ أو سمح لهم بالعيش على أرضه ففارقوه، أو تعاون معهم في أي مصلحة للبلاد فخذلوه!!.
كأن هذا النظام لم يفعل[بُجراً]في حق الأمة ولم يقتل طموحها، ولم يستعن بأعدائها على حقوقها؟


وهذا السلوك [الالتفافي] المفضوح كَرّس مزيدا من العُزلة بين النظام العربي وبين الشعوب، وفَتَن المزيد من الناس بمحور إيران. وفي هذه البيئة المُحزنة نبت [العُنف والتطرف والغلو] في تربة النظام الخصبة ، فكان ذلك أحد منتجات النظام العربي، وأحد جراحات الشعب العربي،وواحدا من مكتسبات محور إيران ... وعنه - بإذن الله - سيكون حديث الحلقة التالية.
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top