أعضاء اللمة الأعزاء
إن تقدير مكانة العلماء أحياءً وأمواتاً، إنما ينبع من تعظيم الشريعة التي احتفت بهم، والدين الذي كرمهم وحفل بهم: ( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) [العنكبوت:49] ومن أعلى قدر العلم أعلى قدر حملتها،
والعلم بمعناه لا يجب أن يكون علما دينيا فقط .. فقد يكون في الكيمياء أو الفيزياء أو الأحياء أو الهندسة أوالطب ..
مادام أن هذا العلم يفيد و ينفع الأمة الإسلامية ..
لكن ما لانراه في زمننا الحالي .. هو تقدير لهؤلاء العلماء .. فبمجرد أن إنسانا نقل رسالته التي تعلمها في 30 أو 40 سنة لنا نحن طلبة العلم .. وجب علينا تقدريره ..
لكن للأسف لا نحن و لا الدول و المؤسسات و الشركات قدرتهم ..
لذا من منطلق منتدانا الغالي .. منتدى اللمة الجزائرية .. أردت أن أفتح هذا الموضوع لنقدم ولو كلمة شكر عن كل إنسان علمنا حرفا .. و ساعدنا لنرتقي إلى أعلى بعلمنا و عملنا ..
وبما أنني في الغربة أرى أن معظم الدكاترة الذين يدرسوننا مغتربين من سورية و السودان و مصر و الجزائر ..و غيرها من الدول
لكن ما يهمنا نحن هم أولئك الذين اغتربوا من الجزائر و لم تقدرهم الدولة بعلمهم و ابداعهم ..
فرجائي من الأعضاء .. الذين يعرفون أي دكتور أو بروفيسور أو عالم أو حتى مخترع جزائري سواء كان داخل البلاد أو خارجها .. و أراد أن يكتب كلمة شكر له .. فليأتينا بسيرة عن هذا الدكتور أو العالم .. أو صورة له ..
لنرى أولئك الذين أعطوا لبلدنا الحبيب سمعة حسنة .. فجميل أن نسمع عن دكتور جزائري و الأروع عن بروفيسور أو عالم جزائري ..
فأرجو من الجميع المساهمة في كتابة لمحة عن هؤلاء العظماء .. جعل الله علمهم و كل ما قدموه ميزانا في حسناتهم ..
-----------------
-----------------
وشكرا لكل من علمني حرفا ..
وشكرا لكل من ساهم في تقدير هؤلاء العظماء ..
وشكرا لكم ..
أبو راس النّاصري الجزائري ومؤلّفاته ـــ د.عبد الحقّ زريوخ(*)
1. اسمه ومولده ووفاته:
هو محمد أبو راس بن أحمد بن ناصر الراشدي(2): "العلامة المحقق الحافظ، والبحر الجامع المتدفِّق اللافظ، من هو ليث الدّين، أوثق أساس، وأضوأ نبراس، الإمام القدوة المتفنِّن"(3).
وُلِد "بنواحي مدينة معسكر بين جبل كرسوط و(هونت) يوم 8 صفر 1165هـ/ 27 ديسمبر 1751م، من أمّ اسمها زولة"(4). وتوفي، رحمه الله، يوم 15 شعبان 1238هـ/ 27 أفريل 1823م، و"دُفن بمعسكر على شاطئ النّهر الفاصل بين داخل البلد وقرية بابا علي. وعليه بناء مشهور"(5).
وكان قد شارك في الجهاد لفتح وهران سنة 1206هـ/ 1795م، إلى جنب الباي محمد بن عثمان.
ورُمي، بعدُ، من قِبل خصومه الحاسدين "بالمشاركة في ثورة درقاوة ـ القائمة ضدّ السّلطة التّركية ـ 1217هـ/ 1802م. وله في تاريخ هذه الثورة تأليف أسماه "درء الشّقاوة في حرب درقاوة"(6).
2. رحلاته:
يذكر أبو راس(7) أن رحلاته إنّما كانت اقتداءً بالجهابذة النّحارير، كرحلات الإمام ابن رشيد السّبتي، والخطيب ابن مرزوق(8)، والشّيخ أبي سالم عبد الله بن محمد العياشي، وكانت أولى رحلته الجزائر العاصمة التي لقي بها الفقيه القاضي المفتي محمد بن جعدون، والقاضي الفقيه الشيخ محمد بن المبارك، كما لقي الشيخ العالم المشارك أحمد بن عمّار الشّهير.
ولقي، بالجزائر كذلك، الفقيه والخطيب والمفتي محمد بن الحفّاف. وعندما ساءله في مسألة نحوية، أجاب عنها ببراعة، فلُقِّب بالحافظ. ومن علماء الجزائر الذين لقيهم أيضاً، العلامة الحاج ابن الشّاهد الذي حضر له يُدرِّسُ الموطّأ(9).
وعندما دخل "قسمطينة" (هكذا يذكرها)، أتاه علماؤها يسلِّمون عليه، ومنهم قاضي الجماعة الونيسي الذي كان "فقيهاً علامة حافظاً بارعاً"(10).
ثمّ رحل أبو راس إلى فاس، ورحّب به علماؤها أحسن ترحيب. وممّن لقيهم، العالم العامل الشّيخ حمدون (ت 1332هـ)، والنّحوي الشّيخ عبد القادر بن شقرون (ت 1219هـ)، والفقيه النّابه الشّيخ محمد بن بنّيس (ت 1214هـ)، والفقيه الهواري (ت 1220هـ). وبعد فاس، عاد إلى تلمسان(11).
ثمّ ذهب إلى تونس، ونزل على شيخها المفتي محمد بن المحجوب (ت 1243هـ)، واجتمع بالعالم الكبير والأديب الأريب إبراهيم الرّياحي (ت 1266هـ)، معارض الحريري في المقامات(12).
ثمّ ركب البحر إلى مصر، ولقي بها أهل العلم والأدب، منهم الشّيخ مرتضى الذي روى عنه أوائل "الصّحيحين"، و"رسالة القشيري" في التصوّف، و"مختصر العين"، و"مختصر الكنز الراقي". كما لقي الشيخ عصمان الحنبلي الذي قرأ عليه المذهب الحنبلي..
ثمّ رحل إلى مكّة، واجتمع بعلمائها وفقهائها، كالعلامة عبد الملك الحنفي المفتي الشّامي القلعي (ت 1229هـ) الذي أخذ عنه بعضاً من الحديث، ونبذة من "الكنز"، وشيئاً من التفسير. و مثل مفتي الشّافعية عبد الغني، ومفتي المالكية الحسين المغربي الذي جالسه طويلاً، كما اجتمع، بمكّة، بالشّيخ العارف المشارك عبد الرّحمن التّادلي المغربي، وقرأ عليه شرح العارف بالله ابن عبّاد على "الحكم". ثمّ طوّف بالمدينة المشرّفة، وكان له بها مناظرات وأبحاث مع علمائها. ويبدو أنّ هذه الرِّحلة كانت رحلة روحية، لأنّ أبا راس وجد الفرصة في زيارة ضريح المصطفى (ص)، وضريحي صاحبيه أبي بكر وعمر (ض)، وقبور الصّحابة بالبقيع.
ثمّ رحل إلى الشّام، وتحدّث إلى علمائها في مسألة من "الحبس" نصّ عليها الشّيخ أبو زكريا ابن الحطّاب (ت 995هـ). ونهاية، رجعوا إلى رأيه ووافقوه بعد الدّليل القاطع، بل جمعوا له مالاً كثيراً عندما أراد السّفر تكريماً له وتعظيماً.
وبعد ذلك، دخل "الرّملة" إحدى مدن فلسطين، ولقي مفتِيها وعلماءَها، وكان بينهم مفاوضات حول "الدّخان" و"القهوة"، فأجابهم بما ذكره نصّ أبي السّعود (ت 951هـ)، فأكرموا وِفادته.
وبعدها، رحل إلى غزّة فزار قبر هاشم ثالث آباء النبي (ص)، ولقي علماءها وأعيانها، فأكرموا ضيافته. وكان بينه، كعادته، وبينهم مناظرات في مسائل مختلفة، اعترفوا له بها بالفضل وسعة العلم. إلاّ أنّه لم يجد عالماً واحداً يعوِّل عليه، كما يذكر(13)، عندما غادر إلى العريش.
3. شيوخه
أوّل شيوخه، حسبما يخبرنا به(14)، والده الشّيخ أحمد الذي قرأ عليه شيئاً من سورة البقرة، ثمّ الشّيخ علي التّلاوي الذي قرع رأسه ذات مرّة، لأنّه لم يحسن كتابة صورة حرف الفاء، فلم يعد إليه ولا إلى معلِّم الصِّبيان أبداً.
ولمّا أتمّ القرآن جمعاً، أتى الشّيخ منصور الضّرير لإتقان القراءة، ثمّ لزم ابن الجزري ليفيد منه فنّ القراءة والتّجويد، وكذلك قاضي "أم عسكر" لقراءة الفقه، وأيضاً الشّيخ علي بن الشّنين. وأخذ الفرائض عن الشّيخ البدالي، كما قرأ الفقه على الشيخ ابن علي ابن الشيخ أبي عبد الله المغيلي.
ومن شيوخه في الفقه أيضاً، العربي بن نافلة وأخوه أحمد وابنه أحمد، وكذلك الشّيخ محمد الصّادق بن أفغول الذي "كان للعلوم جامعاً، وفي فنونها بارعاً، مقدَّماً في معرفة الحديث على أقرانه... حسن فهم السّنّة والكتاب"(15).
ومن شيوخه، محمد بن قاسم المحجوب عالم إفريقية "العالم العامل، المفيد الجامع، الشامل الفاضل، الحافل الكامل"(16). ومن كبار شيوخه وأجلائهم، نذكر عبد القادر بن عبد الله المشرفي الذي "أخذ عن العلامة أبي عبد الله محمد المنوّر التّلمساني الكثير من الفقه، والأصول، وعلم الكلام، والنّحو، والبيان، وأجازه. وأتقن علوماً جمّة، وبرع فيها"(17). كما يذكر شيخه الإمام محمد مرتضى "المفسِّر، المحدِّث، الحافظ، المسند الرواية، النحوي، الأصولي، الفروعي، اللغوي"(18).
ومن شيوخه كذلك، شيخه في المعقول وتلميذه في الفقه: عبد القادر بن السّنوسي بن عبد الله ابن دحّو "الحافظ اللافظ، الصالح الناصح: فقيه نبيه، جيِّد النّظر، سديد الفهم، وعاء من أوعية العلم. له لكل علم وصول، من حديث وفقه ونحو وأصول"(19).
4. مؤلّفاته
ترك لنا أبو راس مصنّفات كثيرة(20)، في جميع الفنون والعلوم، غير أنّ أكثرها لا يزال مخطوطاً.
وقد تعرّفنا إليها ممّا جاء في كتابه "فتح الإله"؛ فقد عقد باباً، وهو الخامس، خصّه لذلك وسمّاه: "العسجد والإبريز"(21). وفيما يلي عرض لها:
أولاً ـ القرآن:
1."مجمع البحرين، ومطلع البدرين، بفتح الجليل، للعبد الذّليل، في التّيسير إلى علم التّفسير"، في ثلاثة أسفار.
2."تقييد على الخرّاز"(22) و"الدّرر اللّوامع"(23) و"الطِّراز"(24).
ثانياً ـ الحديث:
1. "الآيات البيِّنات، في شرح دلائل الخيرات"(25).
2. "مفاتيح الجنّة وأسناها، في الأحاديث التي اختلف العلماء في معناها".
3. "السّيف المنتضى، فيما رويت بأسانيد الشّيخ مرتضى".
ثالثاً ـ الفقه(26):
1."درّة عقد الحواشي، على جيد شرحي الزّرقاني والخراشي" في ستّة أسفار.
2."الأحكام الجوازل، في نُبذ من النّوازل".
3."نظم عجيب في فروع، قليل نصّها مع كثرة الوقوع".
4."الكوكب الدّرّي، في الرّدّ بالجدري".
5."النّبذة المنيفة، في ترتيب فقه أبي حنيفة".
6."المدارك في ترتيب فقه الإمام مالك".
رابعاًـ النّحو:
1."الدرّة اليتيمة التي لا يبلغ لها قيمة".
2."النكت الوفية، بشرح المكودي على الألفية".
3."عماد الزّهّاد، في إعراب: كلا شيء وجئت بلا زاد".
4."نفي الخصاصة في إحصاء تراجم الخلاصة".
خامساًـ المذاهب:
1."رحمة الأمّة في اختلاف الأئمّة".
2."تشنيف الأسماع، في مسائل الإجماع".
3."جزيل المواهب، في اختلاف الأربعة المذاهب".
4."قاصي الوهاد، في مقدِّمة الاجتهاد".
سادساً ـ التّوحيد والتّصوّف:
1."الزّهر الأكم، في شرح الحكم"(27).
2."الحاوي لنبذ من التّوحيد والتصوف والأولياء والفتاوى".
3."كفاية المعتقد، ونكاية المنتقد" على شرح الكبرى للشّيخ السّنوسي.
4."شرح العقد النّفيس، في ذكر الأعيان من أولياء غريس".
5."التّشوّف إلى مذهب التّصوّف".
سابعاًـ التاريخ:
1."زهرة الشّماريخ في علم التاريخ"(28).
2."المنى والسّول، من أوّل الخليقة إلى بعثة الرّسول".
3."درّ السّحابة، فيمن دخل المغرب من الصّحابة"(29).
4."درّ الشّقاوة في حروب درقاوة".
5."المعالم الدّالّة على الفرق الضّالّة".
6."الوسائل إلى معرفة القبائل".
7."الحلل السّندسية فيما جرى بالعدوة الأندلسية"(30).
8."روضة السّلوان(31) المؤلّفة بمرسى تيطوان"(32).
9. "ذيل القرطاس في ملوك بني وطّاس".
10. "مروج الذّهب في نبذة من النّسب، ومن انتمى إلى الشّرف وذهب".
11. "الخبر المعلوم في كلّ من اخترع نوعاً من أنواع العلوم".
12. "تاريخ جربة".
13."عجائب الأسفار، ولطائف الأخبار"(33)، والمسمّى أيضاً "غريب الأخبار عمّا كان في وهران والأندلس مع الكفار"(34).
ثامناًـ اللّغة:
1."ضياء القابوس على كتاب القاموس".
2."رفيع الأثمان في لغة الولائم الثِّمان".
تاسعاًـ البيان:
"نيل الأماني على مختصر سعد الدين التّفتازاني".
عاشراًـ المنطق:
"القول المسلّم في شرح السّلم"، وهو شرح على سلم الأخضري.
حادي عشرـ الأصول:
"شرح المحلَّى".
ثاني عشرـ العروض:
"شرح مشكاة الأنوار، التي يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسَسْه نار".
ثالث عشرـ الشّروح الأدبية:
1.شرح المقامات:
1."النّزهة الأميرية في شرح المقامات الحريرية".
2."الحلل الحريرية في شرح المقامات الحريرية"(35).
2.شرح القصائد:
1. "البشائر والإسعاد، في رح بانت سعاد".
2. "نيل الأرب في شرح لامية العرب".
3. "كل الصّيد في جوف الفرا".
4. "إزالة الوجم عن قصيدة لامية العجم".
5. "الوصيد في شرح سلوانية الصّيد".
6. "الدّرّة الأنيقة في شرح العقيقة"(36).
7. "طراز شرح المرداسي لقصيدة المنداسي".
8. "الحلّة السّعدية في شرح القصيدة السّعيدية".
9. "الجُمان في شرح قصيدة أبي عثمان".
10. "نظم الأديب الحسيب، الجامع بين المدح والنّسيب والتّشبيب"(37).
شكرا لكم اخواني الكرامممممممممممممم هذا ما كنا نحتاج اليه والحمد لله ان الجزائر تسخر بكل شيءءءءءء
فهذه المعلومات جديدة بالنسبة لي كما اتمنى ان تكون في متناول الجميع