خبر عاجل !!

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

صهيب الرومي

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
28 جانفي 2008
المشاركات
3,616
نقاط التفاعل
18
النقاط
157
الجنس
ذكر
خبر عاجل !!






((وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا))(النّساء 83)







((لأن يسكت العاقل مختارا في وقت يحسن السكوت فيه خير من أن ينطق مختارا في وقت لا يحسن الكلام فيه)).



العلاّمة البشير الإبراهيمي










الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على المُصطفى وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان وبعد:



خبرٌ عاجل !! هكذا - على عُجالة - عنونتُ مقاتلتي هذه .. ولعلّ الآية التي أثبتُّها أعلاهُ قد بيّنت للقارئ الكريم المقصود من العنوان ..


من منّا لم يُتابع ما جرى بديار فلسطين وغزّة تحديداً ؟! .. مَنْ منَ المُسلمين لم يقشعرّ بدنه لتلك الأحداث الدّموية الإرهابية التي مارستها القوات اليهودية الطّاغية العاتية على الأبرياء الفلسطينيين العُزّل نساءاً وأطفالاً ، شيوخاً وشُبّاناً ؟! .. مَنْ منَ المُسلمين لم يجعلْ لقضيّة غزّة جُزءاً من حديثه اليومي في مكان عمله أو في المسجد أو في المقاهي ولسان حالهم: ((من لم يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم)) وهو حديثٌ يدورُ بين الضعيف والموضوع ! انظر ((الضعيفة 1/479 وما بعدها)).



ولكن السؤال الذي لم يطرحهُ إلا من بصّرهُ الله بنور العلم وأزاح عن عينيه ضباب الجهل وكشف عن قلبه أكنّة الهوى هو: هل من الاهتمام بأمر المُسلمين نشر ما يجري لهم أو ما يدور بينهم على النّاس في وسائل الإعلام ؟! كالصحف والمجلات والإذاعات والفضائيات ؟!

وهل من الاهتمام بأمر المُسلمين مخالفة أوامر ربّ العالمين ؟!

كلُّنا يعرفُ قناة الجزيرة وكُلُّنا قرأ عبارة: ((خبر عاجل)) على شاشة تلك القناة وغيرها من القنوات .. فهل استفتى أصحاب تلك القناة أو القنوات أهل العلم و أهل الحلّ والعقد وذوو الرأي قبل إذاعة تلك الأخبار العاجلة ؟!

إنّي أكادُ أجزم بل أجزم أنّ هذا لم يحصُل ! كيفَ والخبرُ العاجلُ يُنقلُ على الهوى (الهواء!) مُباشرة في نفس لحظة وُقوع المُخبر عنهُ !!

إنّ الغرض من كتابتي لهذا المقال هو تنبيه إخواني المُسلمين من هذه الفتنة العصرية المُسمّاة بالقنوات الإخبارية ! التي لا همّ لها إلا نقل آخر الأخبار والأنباء عمّا يجري في بلاد المُسلمين وغيرهم لا لشيء إلا لغرض دُنيويّ محض أو لإشاعة القلائل وزرع الرُّعب في قلوب المُسلمين وبثّ الفتن بينهم.




وإليكَ أخي القارئ الكريم تفسير أهل العلم الربّانيين للآية المُدوّنة أعلاهُ وتوضيحهم لذلك التوجيه الربّاني الحكيم:



قال العلامة عبد الرحمن بن السعدي رحمه الله: هذا تأديب من الله لعباده ، عن فعلهم هذا ، غير اللائق .

وأنه ينبغي لهم ، إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة ، والمصالح العامة ، ما يتعلق بالأمن ، وسرور المؤمنين ، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم ، أن يتثبتوا ، ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر .

بل يردونه إلى الرسول ، وإلى أولي الأمر منهم ، أهل الرأي ، والعلم والنصح ، والعقل ، والرزانة ، الذين يعرفون الأمور ، ويعرفون المصالح وضدها .

فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمنين ، وسرورا لهم ، وتحرزا من أعدائهم ، فعلوا ذلك .
وإن رأوا ما فيه مصلحة ، أو فيه مصلحة ، ولكن مضرته تزيد على مصلحته ، لم يذيعوه .
ولهذا قال : ((لعلمه الذين يستنبطونه منهم))
أي : يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة ، وعلومهم الرشيدة.
وفي هذا دليل لقاعدة أدبية ، وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ، ينبغي أن يولي من هو أهل لذلك ، ويجعل إلى أهله ، ولا يتقدم بين أيديهم ، فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ .

وفيه النهي عن العجلة والتسرع ، لنشر الأمور ، من حين سماعها .
والأمر بالتأمل قبل الكلام ، والنظر فيه ، هل هو مصلحة ، فيقدم عليه الإنسان ، أم لا ؟ فيحجم عنه ؟

ثم قال تعالى : ((ولولا فضل الله عليكم ورحمته))
أي : في توفيقكم ، وتأديبكم ، وتعليمكم ما لم تكونوا تعلمون . ((لاتبعتم الشيطان إلا قليلا))
لأن الإنسان بطبعه ، ظالم جاهل ، فلا تأمره نفسه إلا بالشر .
فإذا لجأ إلى ربه ، واعتصم به ، واجتهد في ذلك ، لطف به ربه ، ووفقه لكل خير ، وعصمه من الشيطان الرجيم . اهـ كلامه عليه رحمة الله.


قلتُ: والذي نراهُ في تلك الفضائيات والقنوات الإخبارية هو تسلُّطُ أهل الأهواء وأهل الجّهل المُركّب للكلام حول تلك الأحداث !!

فيطلُعُ علينا رجلٌ حليقٌ يتشبّهُ بالكُّفّار بلبس صليب العُنُق لا علاقة له بالكتاب ولا بالسنّة فيُحلّل ويُناقش ويُوجّه النّصائح ويُعطي الإرشادات للمُسلمين حُكّاماً ومحكومين ولعلّ المُحلّل أو المُذيع نصرانيٌّ !!

وتطلُعُ علينا امرأة مُتبرّجةٌ فاتنة مفتونة مائلة مُميلةٌ لا صلة لها بالعلوم الشرعية فتُحلّل وتُناقش وتُوجّه وتنصح ولعلّها نصرانيةٌ !!

فأين هذه القنوات من هذا التوجيه الربّاني الحكيم ؟!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((وفي الجملة فالبحثُ في هذه الدّقائق من وظيفة خواصّ أهل العلم)) اهـ (منهاج السنّة 4/504)

وجاء في تفسير الإمام ابن أبي زمنين رحمه الله الذي هو مختصر لتفسير يحي بن سلام رحمه الله:
((وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به)) قال قتادة: ((إذا جاءهم أمر من الأمن)) أي من أن إخوانهم آمنون ظاهرون ((أو الخوف)) يعني القتل والهزيمة ((أذاعوا به)) أي أفشوه ((ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم)) أولي العلم منهم ((لعلمه الذين يستنبطونه منهم)) الذين يفحصون عنه ويهمهم ذلك.
يقول إذا كانوا أعلم بموضع الشكر في النصر والأمن وأعلم بالمكيدة في الحرب.

((ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا)) فضل الله الإسلام ورحمته القرآن.

قال يحيى قوله ((لاتبعتم الشيطان إلا قليلا)) فيه تقديم وتأخير يقول ((لعلمه الذين يستنبطونه منهم)) إلا قليلا ((ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا)).

قال محمد: قيل إن هذه الآية نزلت في جماعة من المنافقين وضعفة من المسلمين كانوا إذا أعلم النبي عليه السلام أنه ظاهر على قوم أو إذا تجمع قوم يخاف من جمع مثلهم أذاع ذلك المنافقون ليحذر من يحبون أن يحذر من الكفار وليقوى قلب من يحبون أن يقوي قلبه وكان ضعفة المسلمين يشيعون ذلك معهم من غير علم منهم بالضرر في ذلك فقال الله ((ولو ردوه إلى الرسول..)) الآية. اهـ المقصود منهُ.



وقال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله:
((وقوله: ((وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به)) إنكار على من يبادر إلى الأمور قبل تحققها فيخبر بها ويفشيها وينشرها, وقد لا يكون لها صحة.

وقد قال مسلم في مقدمة صحيحه: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة, حدثنا علي بن حفص, حدثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن, عن حفص بن عاصم, عن أبي هريرة, عن النبي صلى الله عليه وسلم, قال: ((كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع))... وفي الصحيحين, عن المغيرة بن شعبة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم, نهى عن قيل وقال.

أي: الذي يكثر من الحديث عما يقول الناس من غير تثبت, ولا تدبر, ولا تبيّن. اهـ بتصرّف.


وقال الإمام القرطبي رحمه الله: ((والمعنى أنهم إذا سمعوا شيئا من الأمور فيه أمن نحو ظفر المسلمين وقتل عدوهم ((أو الخوف)) وهو ضد هذا ((أذاعوا به)) أي أفشوه وأظهروه وتحدثوا به قبل أن يقفوا على حقيقته)). اهـ


وجاء في تفسير الحافظين الجلالين رحمهما الله تعالى: (وإذا جاءهم أمر) عن سرايا النبي صلى الله عليه وسلم بما حصل لهم (من الأمن) بالنصر (أو الخوف) بالهزيمة (أذاعوا به) أفشوه.

نزل في جماعة من المنافقين أو في ضعفاء المؤمنين كانوا يفعلون ذلك فتضعف قلوب المؤمنين ويتأذى النبي ((ولو ردوه)) أي الخبر((إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم)) أي ذوي الرأي من أكابر الصحابة ، أي لو سكتوا عنه حتى يخبروا به((لعلمه))هل هو مما ينبغي أي يذاع أو لا (الذين يستنبطونه) يتبعونه ويطلبون علمه وهم المذيعون (منهم) من الرسول وأولي الأمر)). اهـ





فحذاري عباد الله من أن تكونوا مذاييع ! فقد كان عليٌّ رضي الله عنه وأرضاهُ يقول: ((لا تكونوا عجلا مذاييع بذرا فإنّ من ورائكم بلاء مبرحا مكلحا وأمورا متماحلة ردحا)) رواه البخاري في الأدب المُفرد (1/120) برقم: وقال الألباني: صحيح.

وقد قال عليه الصلاة والسلام ((كفى بالمرء إثماً أن يُحدّثَ بكلّ ما سمع)) رواه مسلم وأبو داود (4992) وغيرهما.

فالواجب علينا أن نترُك هذه الأمور إلى أهلها ولا نخوض فيما لا نُحسنه ولا نفتات على وُلاة أُمورنا ولا نكون كالببغاوات نُردّد كلّ ما نسمعه فإنّ الأمر خطير وخطيرٌ جدا !

وعلى الدُّعاة وطلبة العلم أن يقوموا بواجبهم تُجاه العوام وذلك بنُصحهم وتوجيههم إلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم وأن لا يشغلوهم بالقيل والقال الذي سمّاهُ أهله (فقه الواقع) ! وهو جديرٌ بأن يُسمّى (فقه القواقع) !!

وعلى الخُطباء أن يتّقوا الله في روّاد مساجدهم ولا يُحوّلوا منابر المساجد إلى استديوهات للقنوات الإخبارية !

بل عليهم أن يجعلوا قوله عليه الصلاة والسلام ((لأن يهدينّ الله بك رجلا واحدا خيرٌ لك من حمر النعم)) وقوله ((خيرُكم من تعلّم القرآن وعلّمه)) وقوله عليه السلام ((كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيّته)) نصب أعينهم.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآبات والذّكر الحكيم وجعلني وإيّاكم ممن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه.

هذا وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم.




منقول
 
جزاكم الله خيرا على الموضوع
حقا لا يجب تصديق كل ما يقال في الاعلام
بارك الله فيكم استاد

 
بارك الله فيك أخي واعجتني هذه المقولة جدا 0
كيفَ والخبرُ العاجلُ يُنقلُ على الهوى (الهواء!) مُباشرة

والخبر عموما كما تقول العرب وماهو مفهوم في كتب اللغة والبلاغة :يحتمل الصدق والكذب0وفقك الله اخي
 
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيرا
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الظاهر ان الاخوة الكرام ليسوا مستعدين لواكبة الحضارة و لديهم خلط في المفاهيم خاصة و انهم رواد الانترنيت
مرة وجه سؤال الى احد الدعاة "ما راي الدين في البرابول"
قال بصراحة من اخل البرابول الى بيته فقد خان اهله و هو يفتي من حيث يجهل انه على قناة برابولية
اخواني العلم اصبح اسرع من مجرد تخمينات قاصرة كتحليل السيد المشرف كيف يكون
عاجلا و هو على المباشر سبحان الله و الامر اصبح اكثر من هذا ياخي حاول ان تطلع على غرائب الاختراعات
ثم لماذا التركيز بالذات على قناة الجزيرة اليست اليوم كل القنوات المحترفة تقوم بنفس الشيء ام ان ان الامر "دبر بليل" و نتمنى فقط ان يكون مجرد راي و ان لا يكون كالعادة بناءا على فتوى .
والله المستعان​
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top