مازال موضوع الانفجارات الانتحارية التي هزت الجزائر والمغرب يثير سيلا من التعاليق في الجارة تونس لدى
مختلف شرائح المجتمع خاصة وأن تفاصيل المواجهة المسلحة بين قوات الأمن التونسية ومجموعة من الإسلاميين المتطرفين في إحدى ضواحي العاصمة التونسية نهاية ديسمبر و12 يناير الماضي ما زالت ماثلة في الأذهان وخلفت 12 قتيلا في صفوف الإرهابيين.
وسعي المحللون إلى استبعاد امكانية امتداد هجمات المغرب والجزائر إلى تونس التي ظلت في مأمن إلى حد الآن من أية عمليات دراماتيكية منذ إعلان ولادة "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وهو ما ذهب إليه صلاح الدين الجورشي الخبير في الجماعات الإسلامية الذي استبعد في حديث لمغاربية أن تحدث في تونس عمليات شبيهة لما حصل في المغرب والجزائر وقال موضحا "بالتأكيد سيكون لما حصل في الدار البيضاء والجزائر تأثير سيكولوجي في تونس". وأضاف الجورشي "إن المجموعات التي نفذت العمليتين في الجزائر صباح الأربعاء تنتمي إلى تنظيم له جذور نجح في التسرب والتوسع وبالتالي تمكن من تكوين خلايا نائمة وغير نائمة بينما في تونس كشفت مواجهات نهاية العام الماضي عن قدرة قوى الأمن في إجهاض أول تحرك مسلح مما حرم الجماعات من التسرب واعتقد أن تكرار هذه المحاولة سيتطلب وقتا طويلا".
الجورشي أشار في نهاية حديثه إلى إن ما حصل في المغرب يوم الثلاثاء يدل على حالة ارتباك كبيرة وتخبط تمر منها الجماعات المسلحة هناك.
أما آسية عتروس المتخصصة في الشؤون الدولية فقد كتبت في جريدة "الصباح" الصادرة يوم الجمعة وتحت عنوان "تساؤلات يجب أن تطرح بصوت عال" أنه رغم حرص الأطراف الرسمية من المغرب إلى الجزائر على نفي وجود أي علاقة بين الأطراف التي تقف وراء هذه العمليات فإن أكثر من سبب قد يدعو إلى عكس هذا الاعتقاد. و"لاشك أن...التهديدات الإرهابية من في الأشهر الماضية من شأنه أن يدعو إلى إعادة طرح الكثير من التساؤلات بأكثر جرأة ومسؤولية".
وأكدت عتروس أنه إن كان "للوضع الدولي" دور ما في جنوح شبابنا نحو اختيار سبيل العنف "إلا أنه في الحقيقة هناك أسبابا أخرى محلية لها دورها في هذه الظاهرة وهي أسباب قد يصعب تحديدها بدقة ولكنها تنطلق من الفقر إلى البطالة والتهميش السياسي والاجتماعي وغياب التأطير وتعطل الحوار التربوي والديني المسؤول لا داخل المؤسسة التربية فحسب بل وحتى داخل المؤسسة العائلية نفسها بما يمكن أن يباعد من أسباب الحصانة المطلوبة للشباب أمام الأساليب الدعائية السلطوية للتنظيمات الداعية للعنف.
من جهته استبعد سمير عبد الله عضو مجلس الشيوخ أن يتكرر المشهد الجزائري أو المغربي بتونس وقال في تصريح لمغاربية "لا أعتقد ذلك على الإطلاق فالحالة التونسية هي حالة خاصة لأن الإرهاب في الجزائر يعود لأسباب داخلية وتصفية حسابات بين قوى متصارعة" آما في تونس يقول سمير عبد الله "فأن الطبقة الوسطى كبيرة جدا كما تمكن النظام من القضاء على الأحياء العشوائية والمهمشة كما أن تونس صغيرة الحجم طبيعتها ليست جبلية وهذه عوامل كلها تحصن البلاد من التفجيرات الإرهابية" وعلى الرغم من ذلك دعا عبد الله التونسيين حكومة وشعبا إلى التيقظ للدفاع عن مكاسب البلاد.
الإعلامية سارة عبد المقصود قالت إنها لا تشعر بأي خوف بعد سماعها لما حصل في المغرب والجزائر من تفجيرات إرهابية "أعتقد أن الملف عندنا قد أغلق بعد إحباط محاولات المجموعة المتطرفة بتونس مطلع السنة ولا أعتقد أنهم سيعيدون الكرة".
من جهتها قالت آمنة البوغانمي وهي ربة بيت "لقد تألمت كثيرا لما حدث في الجزائر وأعتقد أن كل شيء ممكن مع هؤلاء المجرمين ولا أظن أنهم سيتركوننا هنا في تونس في حال سبيلنا
و الشعب التونسي الكل مع الشعب الجزائري الشقيق يد في يد بأضن لله