السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ توليه قيادة البلاد سنة 1999, قام رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بزيارة العديد من ولايات الوطن، بهدف تفقد المشاريع أو الحملة الانتخابية أو غيرها من الزيارات، باستثناء ولايتي تيزي وزو وبجاية، فطيلة 10 سنوات طار بوتفليقة إلى قسنطينة أزيد من 16 مرة، ووهران 12 مرة، وتلمسان 3 مرات، عنابة 3 مرات وسطيف 11 مرة، في حين لم ''تتشرف'' ولايتا القبائل تيزي وزو وبجاية بأي زيارة باستثناء الزيارة التي قادته أثناء الحملة الانتخابية في 4002 إلى تيزي وزو أين نقل منها بطائرة من نوع هيلكوبتر·
أكيد أن رئيس الجمهورية سيكون في حرج كبير، حالة زيارته للولايتين مستقبلا، وأكيد أنه لن يجد إجابات مقنعة لسكان منطقة عريقة من الجزائر كانت طيلة الثورة التحريرية حصنا منيعا للعديد من الثوار، كما وقفت في وجه دعاة الانفصال والتنصيريين، مع ذلك لم يشفع لها رصيدها التاريخي والنضالي في زيارة من رئيس البلاد·
التخمينات والتحليلات التي يمكن أن تطلق على الموضوع متعددة وكثيرة، ولها العديد من الجوانب السياسية، بدءا من أن المنطقة شهدت نوعا من الحساسية مع العرب بسبب اللغة والعرق، وانتهاء بتمركز الجماعات الإرهابية في غاباتها الكثيفة·
فإذا نظرنا للموضوع من ناحية الانتخابات، في استحقاقات 1999 و2004, وما بينهما من انتخابات تشريعية ومحلية، فسنجد أن أدنى نسب للمشاركة في جميع المواعيد الانتخابية سجلت بالمنطقة، ومن جهة أخرى، فإن بوتفليقة لم يستطع أن يحقق نتائج طيبة بهما، على غرار ولاية وهران مثلا أو تلمسان أو أدرار وتمنراست، وهو ما يجعلنا نتساءل عما إذا كان عزوف بوتفليقة عن زيارته للولايتين عقابا سياسيا، على امتناع سكان المنطقة من التصويت وعدم انتخابه، إضافة إلى وجود توقعات بأن تسجل أدنى مشاركة في انتخابات أفريل 2009 بالمنطقة نظرا لمقاطعة الأفافاس الانتخابات وتجميد الأرسيدي نشاطه·
خلال العهدتين السابقتين دشن بوتفليقة مشاريع أنجزت في العديد من ولايات الغرب الجزائري، ففي وهران التي زارها أزيد من 01 مرات دشن محطات تحلية مياه البحر، ومشاريع خاصة بالطرقات، وغيرها، نفس الشيء حصل في كل من تلمسان أو عنابة بالغرب الجزائري، أو قسنطينة التي حطمت الرقم القياسي في عدد الزيارات، في حين لم يقف ولو مرة واحدة على المشاريع التي أنجزت بمنطقة القبائل بل أن سكان المنطقة يشتكون من قلة المشاريع بمنطقتهم، وقد كان وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين يزيد زرهوني، قد صرح في وقت سابق أن ولاية تيزي وزو استفادت من مليار دولار منذ مجيء بوتفليقة إلى سدة الحكم، وهو أعلى رقم تم تسجيله في قائمة ميزانية الولايات منذ الاستقلال، بحسب زرهوني الذي أشار إلى أن هذا الرقم لم تستفد منه أي ولاية منذ الاستقلال، وفعلا هو رقم ضخم وميزانية هامة تقدم للولاية، غير أن السؤال الذي يتبادر للأذهان هو، لماذا لم يتفقد بوتفليقة مصير الأموال التي قدمها للمنطقة، هل صبت كلها في ميزانية الولاية، هل تم توجيهها للتنمية المحلية، هل لكسر شوكة بقايا الجماعات الإرهابية، أم أنه أراد من خلال هكذا قرار أن يمنح المال ويمد من العطاء عوض الزيارة، على طريقة ''هاكم وعفوني''·
لقد شهدت منطقة القبائل ثورة عارمة مباشرة بعد مجيء بوتفليقة إلى سدة الحكم من أجل إدراج اللغة الأمازيغية كلغة رسمية، فنظمت المسيرات والتجمعات وظهرت حركة العروش وتوعد العديد من أبناء منطقة القبائل الرئيس، حتى إن بوتفليقة تراجع عن زيارة مفاجئة للمنطقة شهر ماي من سنة 2001, وفي حادثة أخرى قام بعض طلبة جامعة بوزريعة وكلهم من منطقة القبائل برمي الرئيس بالحجارة داخل الحرم الجامعي الذي كان في حالة مشابهة لما يجري في شوارع تيزي وزو وبجاية وحسيبة بن بوعلي بوسط العاصمة، غير أن الرئيس عفا عنهم وأطلق سراح الموقوفين في الحادثة، وعمل على تحسين الظروف وضخ مزيد من الأموال في خزينة الولاية، وحقق لهم مطلب دسترة الأمازيغية، مما جعل احتجاجات حركة العروش تخمد نهائيا·
ورغم كل هذا لم يتفقد بوتفليقة المنطقة ولم يزرها، رغم أن الولايتين تقعان داخل الحدود الجزائرية، وليستا منفصلتين عن الجزائر، قد يمكن أن تطرح قضية العنف، واستمرار الأعمال الإرهابية بالمنطقة، حيث أن جبال تيزي وزو وغاباتها، لا تزال إلى حد الآن معاقل للجماعات الإرهابية، بل تحولت إلى معسكرات ل
المصدر
زار قسنطينة 16 مرة ووهران 12 مرة:بوتفليقة لم يزر تيزي وزو وبجاية طيلة 10 سنوات

منذ توليه قيادة البلاد سنة 1999, قام رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بزيارة العديد من ولايات الوطن، بهدف تفقد المشاريع أو الحملة الانتخابية أو غيرها من الزيارات، باستثناء ولايتي تيزي وزو وبجاية، فطيلة 10 سنوات طار بوتفليقة إلى قسنطينة أزيد من 16 مرة، ووهران 12 مرة، وتلمسان 3 مرات، عنابة 3 مرات وسطيف 11 مرة، في حين لم ''تتشرف'' ولايتا القبائل تيزي وزو وبجاية بأي زيارة باستثناء الزيارة التي قادته أثناء الحملة الانتخابية في 4002 إلى تيزي وزو أين نقل منها بطائرة من نوع هيلكوبتر·
أكيد أن رئيس الجمهورية سيكون في حرج كبير، حالة زيارته للولايتين مستقبلا، وأكيد أنه لن يجد إجابات مقنعة لسكان منطقة عريقة من الجزائر كانت طيلة الثورة التحريرية حصنا منيعا للعديد من الثوار، كما وقفت في وجه دعاة الانفصال والتنصيريين، مع ذلك لم يشفع لها رصيدها التاريخي والنضالي في زيارة من رئيس البلاد·
التخمينات والتحليلات التي يمكن أن تطلق على الموضوع متعددة وكثيرة، ولها العديد من الجوانب السياسية، بدءا من أن المنطقة شهدت نوعا من الحساسية مع العرب بسبب اللغة والعرق، وانتهاء بتمركز الجماعات الإرهابية في غاباتها الكثيفة·
فإذا نظرنا للموضوع من ناحية الانتخابات، في استحقاقات 1999 و2004, وما بينهما من انتخابات تشريعية ومحلية، فسنجد أن أدنى نسب للمشاركة في جميع المواعيد الانتخابية سجلت بالمنطقة، ومن جهة أخرى، فإن بوتفليقة لم يستطع أن يحقق نتائج طيبة بهما، على غرار ولاية وهران مثلا أو تلمسان أو أدرار وتمنراست، وهو ما يجعلنا نتساءل عما إذا كان عزوف بوتفليقة عن زيارته للولايتين عقابا سياسيا، على امتناع سكان المنطقة من التصويت وعدم انتخابه، إضافة إلى وجود توقعات بأن تسجل أدنى مشاركة في انتخابات أفريل 2009 بالمنطقة نظرا لمقاطعة الأفافاس الانتخابات وتجميد الأرسيدي نشاطه·
خلال العهدتين السابقتين دشن بوتفليقة مشاريع أنجزت في العديد من ولايات الغرب الجزائري، ففي وهران التي زارها أزيد من 01 مرات دشن محطات تحلية مياه البحر، ومشاريع خاصة بالطرقات، وغيرها، نفس الشيء حصل في كل من تلمسان أو عنابة بالغرب الجزائري، أو قسنطينة التي حطمت الرقم القياسي في عدد الزيارات، في حين لم يقف ولو مرة واحدة على المشاريع التي أنجزت بمنطقة القبائل بل أن سكان المنطقة يشتكون من قلة المشاريع بمنطقتهم، وقد كان وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين يزيد زرهوني، قد صرح في وقت سابق أن ولاية تيزي وزو استفادت من مليار دولار منذ مجيء بوتفليقة إلى سدة الحكم، وهو أعلى رقم تم تسجيله في قائمة ميزانية الولايات منذ الاستقلال، بحسب زرهوني الذي أشار إلى أن هذا الرقم لم تستفد منه أي ولاية منذ الاستقلال، وفعلا هو رقم ضخم وميزانية هامة تقدم للولاية، غير أن السؤال الذي يتبادر للأذهان هو، لماذا لم يتفقد بوتفليقة مصير الأموال التي قدمها للمنطقة، هل صبت كلها في ميزانية الولاية، هل تم توجيهها للتنمية المحلية، هل لكسر شوكة بقايا الجماعات الإرهابية، أم أنه أراد من خلال هكذا قرار أن يمنح المال ويمد من العطاء عوض الزيارة، على طريقة ''هاكم وعفوني''·
لقد شهدت منطقة القبائل ثورة عارمة مباشرة بعد مجيء بوتفليقة إلى سدة الحكم من أجل إدراج اللغة الأمازيغية كلغة رسمية، فنظمت المسيرات والتجمعات وظهرت حركة العروش وتوعد العديد من أبناء منطقة القبائل الرئيس، حتى إن بوتفليقة تراجع عن زيارة مفاجئة للمنطقة شهر ماي من سنة 2001, وفي حادثة أخرى قام بعض طلبة جامعة بوزريعة وكلهم من منطقة القبائل برمي الرئيس بالحجارة داخل الحرم الجامعي الذي كان في حالة مشابهة لما يجري في شوارع تيزي وزو وبجاية وحسيبة بن بوعلي بوسط العاصمة، غير أن الرئيس عفا عنهم وأطلق سراح الموقوفين في الحادثة، وعمل على تحسين الظروف وضخ مزيد من الأموال في خزينة الولاية، وحقق لهم مطلب دسترة الأمازيغية، مما جعل احتجاجات حركة العروش تخمد نهائيا·
ورغم كل هذا لم يتفقد بوتفليقة المنطقة ولم يزرها، رغم أن الولايتين تقعان داخل الحدود الجزائرية، وليستا منفصلتين عن الجزائر، قد يمكن أن تطرح قضية العنف، واستمرار الأعمال الإرهابية بالمنطقة، حيث أن جبال تيزي وزو وغاباتها، لا تزال إلى حد الآن معاقل للجماعات الإرهابية، بل تحولت إلى معسكرات ل
المصدر
زار قسنطينة 16 مرة ووهران 12 مرة:بوتفليقة لم يزر تيزي وزو وبجاية طيلة 10 سنوات