hakim4algeria
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 7 أوت 2006
- المشاركات
- 144
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
- العمر
- 50
من أجل سياسة تقي من الإرهاب
لا أعتقد أن الجزائريين في حاجة إلى تأكيد رفضهم للإرهاب، ومع ذلك أكدوا هذا الرفض أول أمس وشددوا على أنهم ينشدون السلم والأمن! ويجب أن نؤكد أيضا أن هناك اعتقادا راسخا بأن الإرهاب كسر نهائيا في الجزائر قبل 10 سنوات، كسر ليس فقط لأنه هزم عسكريا شر هزيمة ولكن أيضا لأنه لم يفلح في إيجاد سند شعبي له، ولأنه ببساطة يزرع الموت بدل الحياة·
لكن بعد هذا، هل يجب أن نبقى فقط أسيري لغة الخشب والقراءة الرسمية الأحادية للوضع ولما يمكن أن يقترح لتفادي عمليات إجرامية كالتي حصلت يوم 11 أفريل؟ أم أن الواجب يقتضي البحث عن إجابات لتكسير هذه الحتميات التي تفرض علينا؟
لا شيء يبرر الإرهاب، لا الفقر ولا الجهل ولا حتى الإقصاء الاجتماعي والسياسي ولا غيرها، لكن عندما نحاول تفسير الظاهرة الإرهابية نجد أن هذه العوامل مجتمعة هي التي يتخمر في ظلها الإرهاب وتجعل بعض الناس مؤهلين ليصبحوا إرهابيين مفترضين· وفي هذا الصدد لا يمكن الاستغناء عن طروحات الخبراء الذين بحثوا في الظاهرة، فهناك ظروف معينة تشكل في الواقع حاضنات يفرّخ منها إرهابيون وينبغي أن نتمعن فيها·
ولعل السؤال الأساسي الذي ينبغي أن تجيب عنه السلطة، بدل بقائها أسيرة خطاب يتغنى بنتائج ما يسمى بـ''سياسة المصالحة''، هو، ما الذي يجعل الجماعات الإرهابية الرافضة للسلم قادرة على توظيف نشطاء جدد لا يجدون حرجا في أن تتطاير أجسادهم أشلاء في سيارات يفخخونها على بني جلدتهم لأجل غايات لا يعلمها إلا هم؟! إن الإجابة عن هذا السؤال ستجعلنا لا نتوقف فقط عند سياسة لمكافحة الإرهاب بل سنسارع لوضع سياسة وطنية للوقاية من الإرهاب بالقضاء على العوامل التي تنتجه وتؤدي إلى مضاعفته، ومنها أيضا العوامل السياسية والثقافية والإيديولوجية التي جعلت طائفة من الجزائريين تؤوّل النصوص الدينية وتطوعها وفق نواياها لتفتي بتكفير المجتمع وبالقتل والعدمية وبالدمار كالذي رأيناه يوم 11 أفريل·
وصراحة ينبغي القول أن سياسة السلطة قاصرة في القضاء على العوامل التي يتغذى منها الإرهاب، وأهل المنطق يقولون إن ''نفس الأسباب ستؤدي إلى نفس النتائج''· فالظروف التي أنتجت إرهاب سنوات التسعينات لا تزال قائمة بشكل متقارب سياسيا ثقافيا تنمويا اجتماعيا، وهذا لا يعني أننا سنكون أمام نفس ظروف التسعينات، ولكن مسار استكمال الحرب على الإرهاب سيطول أكثـر من اللازم، لأن الجزائر لم تحسن استغلال فرصة تاريخية لتصفية الإرهاب في المنبع·
ويكفي في هذا الصدد أن نرى أن الرئيس بوتفليقة نفسه قد اعترف بوجود ''تراخ أمني وتنموي''، هذا التراخي التنموي لا يتحدث عنه الخطاب الرسمي المشغول في كل مرة بالحديث عن إنجازات غير موجودة في الواقع، وهو ما يعني أن المستعجل اليوم هو تصحيح هذه السياسة التي لا يزال يفلت منها انتحاريون يروعوننا في كل مرة·
منقول