صفي الرحمن
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 20 سبتمبر 2008
- المشاركات
- 21
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 2
- العمر
- 38
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيبقى تاريخ 27 ديسمبر 2008 ذاكرة سوداء للأمة الإسلامية عامة ولأهلنا في غزة خاصة كيف لا وفي ذلك اليوم المشؤوم أعلن العدو الصهيوني الغاشم الحرب على أرض غزة الطاهرة وعلى أهلها الذين تحملوا الحصار
الذي دام أكثر من عام ونصف وفوق ذلك داهمهم قصف بري جوي وبحري لا لشئ سوى أنهم أبناء يعرب لأنهم أبناء الحضارة الإسلامية لأن أرضهم ممتدة من مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ذلك اليوم كان بداية لمأساة وكارثة إنسانية ذهب ضحيتها آلاف الضحايا بين رجال ونساء ورجال، شيوخ وعجائز وحتى الأطفال فالعدو لا يرحم ولا يفرق ويرى كل بقعة فوق أرض غزة هدفاً عليه أن يصيبه ويمحوه ويبيد أهله ولكن هيهات فقتلانا في الجنة في عداد الشهداء والصديقين إن شاء المولى تعالى والذي أثلج الصدور وبعث الروح الإيمانية هي تلك المقاومة العظيمة الرائعة من كتائب القسام وسرايا القدس والجهاد الإسلامي وغيرهم من الأبطال الذي قاموا للذود والدفاع عن حرمة الإسلام والمسلمين التي انتهكها ذلك العدو الغاشم ، وبين هذا وذاك كانت أسرة فلسطينية تقيم في مدينة تل الهوى بقطاع غزة إنها عائلة جواد ، جواد شاب فلسطيني يقيم مع والديه وإخوته الثلاثة وهم (وسام ورؤيا وعبد العظيم ) كانوا كغيرهم من أهل القطاع يعانون الحصار والنقص الفادح في مستلزمات الحياة وبعد أن داهم العدوان أرضهم وبدأ في قصفه صاروا يترقبون بين الفينة والأخرى وقلوبهم على صدورهم الموت المحقق الذي لا مفر منه .
بداية الحوار
يأتي جواد من الشارع وهو في حالة يرثى لها لهول مارأى وسمع وينادي
جواد : أمي أمي أمي
الأم : خير إن شاء الله مابالك يابني تجري وتلهث وكأنهم يطاردونك
جواد : العدو يقصف يا أمي كل شبر من غزة
الأم : يا الله يا الله
جواد : المشهد المروع يا أمي والقتلى مبعثرة أشلاؤهم
الأم : ومنذ متى حدث هذا
جواد : منذ ساعة تقريباً
الأم : يا لطيف ألطف بنا لهفي على والدك وإخوتك فقد خرجوا منذ الصباح
جواد : سأخرج أترقب وأحاول البحث عنهم
الأم : لاتفعل فإني أخشى عليك أن تصيبك قذيفة أو يطالك صاروخ عابر
جواد : لاتخشي يا أماه فإنه لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا
يتصل والد جواد ليطمئن عليهم ويخبرهم هول مايصيب غزة
يرن هاتف المنزل وتهرول الأم للإجابة علّها تسمع أخباراً جديدة مطمئنة
تجيب الأم على الهاتف
الأم : ألو نعم من المتصل
الأب : أنا أبو جواد يا أمه
الأم : أين أنت الآن قلبي منشغل عليك
الأب : إطمئني فإني لحد الساعة بخير
الأم : الحمد لله
الأب : ماذا عليكم أنتم
الأم : أنا هنا في البيت وحدي فقد حضر جواد منذ قليل وأخبرني هول ما يحدث ثم خرج
الأب : كان عليكي أن تمنعيه فالوضع خطير جداً وقد يصيبه مكروه
الأم : حاولت ذلك ولكنه أبى
الأب : حسنا سأحاول الاتصال به وبإخوته إلى اللقاء الآن
الأم : إهتم بنفسك وعد بسرعة
الأب : إن شاء الله
تعود وسام وهي ممسكة بيد أختها الصغرى رؤيا ولونهما مصفر
تحاول الأم أن تداري قلقها وعلمها بالحدث فتقول
الأم : مابال حبيبتيْ قلبي
وسام : غزة تحترق يا أمي
رؤيا : رأيت أجساماً ووجوهاً مشوهة يا أمي
الأم : الحمد لله أنّكما بخير ولم يصيبكما مكروه
وسام : ولكنّ ما حدث ينبأ عن حرب إبادة لنا
الأم : لا تخافي يابنتي فنحن في حمى الله وحفظه
يعود الأب الى بيت وهو مذعور مما يحدث في القطاع
الأم : حمداً لله على سلامتك
الأب : كارثة ألمّت بنا يا أم جواد
الأم : لاحول ولا قوة إلا بالله
الأب : ألم يعد جواد وعبد العظيم بعد
الأم : لا
الأب : الوضع خطير وكان ينبغي أن يكونا في البيت
الأم : أخشى أن يكون قد أصابهما مكروه
الأب : سأذهب للبحث عنهما
الأم : إصبر قليلا فلعلمها سيحضران بعد قليل
الأب : حسنا
يعود جواد وهو لايقدر حتى على الكلام
الأم : جواد
جواد بنبرة حزينة : أمي
الأم : مابك يابني
جواد : غزة يا أمي غزة
الأم : أعلم يابُني
جواد :كل شئ دُمر مدارس ومنازل وحتى بيوت الله لم تسلم
الأب : إنه العدوان يابُني
جواد : رأيت مناظر يقشعر لها البدن
الأب : ألم تلحظ أخاك عبد العظيم
جواد : أولم يعد بعد
الأب : لا
جواد : يا إلاهي الوضع سيئ للغاية
الأم : أخشى أن يصيبه أذى
وسام : أتسمعون إنني أسمع صوت قذائف بالقرب منا
الأم : ياالله رحمتك
رؤيا : أمي أنا خائفة
الأم : لاتخافي ياحبيتي أنا بجانبك
الأب : سأخرج للبحث عن عبد العظيم
جواد : سآتي معك
الأب : لا إبقى مع أمك وأخواتك إلى أن أعود
الأم : حاذر على نفسك
الأب : إن شاء الله
يخرج الأب وهو في حالة ترقب وقلق على ابنه عبد العظيم ويرى جثتا لقتلى وقد أحرقت نيران العدو أجسادهم وصاروا أشلاء فيخاطب نفسه
الأب : أي عدوان هذا الذي طال أرضنا اللهم استر اللهم استر اللهم استر
يواصل سيره وبحثه دون جدوى لم يترك أي مكان إلا وبحث فيه من مستشفى إلى مدرسة إلى مسجد ولكن لا أثر لعبد العظيم فهمّ بالعودة إلى البيت وبينما هو في سيره إذ يسمع صوتاً فيه أنين ينادي أبي أبي فالتفت فإذا به عبد العظيم ابنه يتدحرج في مشيه فقد طالته قذيفة أصابته أسفل الظهر
يصيح الأب : عبد العظيم
عبد العظيم : النار يا أبي النار
الأب في حالة ذعر : ماذا أصابك
عبد العظيم : النار تنهش لحمي يا أبي
الأب : لاتقلق سأسرع بك إلى المستشفى
حمله الأب في عجالة قاصداً أقرب مستشفى في المدينة وعبد العظيم يصيح من شدة الألم ودمه يتقاطر هنا وهناك واستمر الحال إلى أن بلغوا مستشفى مدينة تل الهوى فنُقل عبد العظيم على جناح السرعة إلى مصلحة الإستعجالات وأدخل غرفة العمليات وبقي الأب في الخارج يترقب في قلق وخوف على فلذة كبده ، مرت الساعات والدقائق وعبد العظيم لايزال في العمليات والأب المسكين يذهب يمينا وشمالا إلى أن خرج الطيب الذي كان يجري العملية وعلامة الأسف بادية على وجهه فهرع الأب اليه سائلا إياه :
الأب : طمني يادكتور
الطبيب متأسفا : البقاء لله جعله الله في عداد الشهداء
الأب يصرخ بحسرة : لا لا لا
حاول الطبيب أن يهون عليه ولكن لا جدوى لأن واقع الصدمة كان كبيراً وماكان من الأب إلا أن حمل ابنه الشهيد واتجه به الى البيت وكله حسرة وحزن وقلق وبأي طريقة سيقابل أسرته وكيف سينقل لهم الخبر
وما إن وصل حتى هرعت الأم سائلة
الأم : هل وجدت عبد العظيم
الأب بحسرة : نعم
الأم : أين هو
الأب : تمالكي نفسكي يا أم جواد
جواد : أين أخي عبد العظيم يا أبي
رؤيا : أبي أين عبد العظيم
وسام : ألم تقل إنك وجدته يا أبي
الأب يجهش بالبكاء ويقول بحسرة وألم
الأب : عبد العظيم استشهد
الأم تصرخ صرخة عالية
الأم : ابني ابني ابنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــي
الأب : تمالكي نفسكي يا أمه فهو شهيد وينبغي أن تفرحي له
جواد : أحقا استشهد أخي عبد العظيم
الأب : نعم
رؤيا : أوا لن أرى أخي ثانية يا أبي
الأب : هوالآن في دار خير من داره وبين أهل خير من أهله
وسام : لا أستطيع أن أصدق أن أخي مات
الأب : إنّها الحقيقة ويجب أن نتقبلها
الأم : وابناه في غزة ثراه وابناه إلى فلسطين ننعاه وابناه في جنة الفردوس مأواه
وشيع عبد العظيم في جنازة حاشدة ووري الثرى بمقبرة عز الدين القسام بمدينة تل الهوى في قطاع غزة في جو مهيب وتحت واقع زغاريد النساء وتهليل وتكبير الرجال .
نعم تلكم هي مأساة عائلة عاشت حرب الابادة في قطاع غزة وبعثت بأحد أفرادها إلى صف الشهداء ولكم من أُسر وعائلات عاشت نفس الوضع منذ بدأ العدوان إلى نهايته
المهم أن تبقى غزة أرض العزة والشرف
والمجد والخلود لشهداء غزة الأبرار
بقلم : صفي الرحمن
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيبقى تاريخ 27 ديسمبر 2008 ذاكرة سوداء للأمة الإسلامية عامة ولأهلنا في غزة خاصة كيف لا وفي ذلك اليوم المشؤوم أعلن العدو الصهيوني الغاشم الحرب على أرض غزة الطاهرة وعلى أهلها الذين تحملوا الحصار
الذي دام أكثر من عام ونصف وفوق ذلك داهمهم قصف بري جوي وبحري لا لشئ سوى أنهم أبناء يعرب لأنهم أبناء الحضارة الإسلامية لأن أرضهم ممتدة من مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ذلك اليوم كان بداية لمأساة وكارثة إنسانية ذهب ضحيتها آلاف الضحايا بين رجال ونساء ورجال، شيوخ وعجائز وحتى الأطفال فالعدو لا يرحم ولا يفرق ويرى كل بقعة فوق أرض غزة هدفاً عليه أن يصيبه ويمحوه ويبيد أهله ولكن هيهات فقتلانا في الجنة في عداد الشهداء والصديقين إن شاء المولى تعالى والذي أثلج الصدور وبعث الروح الإيمانية هي تلك المقاومة العظيمة الرائعة من كتائب القسام وسرايا القدس والجهاد الإسلامي وغيرهم من الأبطال الذي قاموا للذود والدفاع عن حرمة الإسلام والمسلمين التي انتهكها ذلك العدو الغاشم ، وبين هذا وذاك كانت أسرة فلسطينية تقيم في مدينة تل الهوى بقطاع غزة إنها عائلة جواد ، جواد شاب فلسطيني يقيم مع والديه وإخوته الثلاثة وهم (وسام ورؤيا وعبد العظيم ) كانوا كغيرهم من أهل القطاع يعانون الحصار والنقص الفادح في مستلزمات الحياة وبعد أن داهم العدوان أرضهم وبدأ في قصفه صاروا يترقبون بين الفينة والأخرى وقلوبهم على صدورهم الموت المحقق الذي لا مفر منه .
بداية الحوار
يأتي جواد من الشارع وهو في حالة يرثى لها لهول مارأى وسمع وينادي
جواد : أمي أمي أمي
الأم : خير إن شاء الله مابالك يابني تجري وتلهث وكأنهم يطاردونك
جواد : العدو يقصف يا أمي كل شبر من غزة
الأم : يا الله يا الله
جواد : المشهد المروع يا أمي والقتلى مبعثرة أشلاؤهم
الأم : ومنذ متى حدث هذا
جواد : منذ ساعة تقريباً
الأم : يا لطيف ألطف بنا لهفي على والدك وإخوتك فقد خرجوا منذ الصباح
جواد : سأخرج أترقب وأحاول البحث عنهم
الأم : لاتفعل فإني أخشى عليك أن تصيبك قذيفة أو يطالك صاروخ عابر
جواد : لاتخشي يا أماه فإنه لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا
يتصل والد جواد ليطمئن عليهم ويخبرهم هول مايصيب غزة
يرن هاتف المنزل وتهرول الأم للإجابة علّها تسمع أخباراً جديدة مطمئنة
تجيب الأم على الهاتف
الأم : ألو نعم من المتصل
الأب : أنا أبو جواد يا أمه
الأم : أين أنت الآن قلبي منشغل عليك
الأب : إطمئني فإني لحد الساعة بخير
الأم : الحمد لله
الأب : ماذا عليكم أنتم
الأم : أنا هنا في البيت وحدي فقد حضر جواد منذ قليل وأخبرني هول ما يحدث ثم خرج
الأب : كان عليكي أن تمنعيه فالوضع خطير جداً وقد يصيبه مكروه
الأم : حاولت ذلك ولكنه أبى
الأب : حسنا سأحاول الاتصال به وبإخوته إلى اللقاء الآن
الأم : إهتم بنفسك وعد بسرعة
الأب : إن شاء الله
تعود وسام وهي ممسكة بيد أختها الصغرى رؤيا ولونهما مصفر
تحاول الأم أن تداري قلقها وعلمها بالحدث فتقول
الأم : مابال حبيبتيْ قلبي
وسام : غزة تحترق يا أمي
رؤيا : رأيت أجساماً ووجوهاً مشوهة يا أمي
الأم : الحمد لله أنّكما بخير ولم يصيبكما مكروه
وسام : ولكنّ ما حدث ينبأ عن حرب إبادة لنا
الأم : لا تخافي يابنتي فنحن في حمى الله وحفظه
يعود الأب الى بيت وهو مذعور مما يحدث في القطاع
الأم : حمداً لله على سلامتك
الأب : كارثة ألمّت بنا يا أم جواد
الأم : لاحول ولا قوة إلا بالله
الأب : ألم يعد جواد وعبد العظيم بعد
الأم : لا
الأب : الوضع خطير وكان ينبغي أن يكونا في البيت
الأم : أخشى أن يكون قد أصابهما مكروه
الأب : سأذهب للبحث عنهما
الأم : إصبر قليلا فلعلمها سيحضران بعد قليل
الأب : حسنا
يعود جواد وهو لايقدر حتى على الكلام
الأم : جواد
جواد بنبرة حزينة : أمي
الأم : مابك يابني
جواد : غزة يا أمي غزة
الأم : أعلم يابُني
جواد :كل شئ دُمر مدارس ومنازل وحتى بيوت الله لم تسلم
الأب : إنه العدوان يابُني
جواد : رأيت مناظر يقشعر لها البدن
الأب : ألم تلحظ أخاك عبد العظيم
جواد : أولم يعد بعد
الأب : لا
جواد : يا إلاهي الوضع سيئ للغاية
الأم : أخشى أن يصيبه أذى
وسام : أتسمعون إنني أسمع صوت قذائف بالقرب منا
الأم : ياالله رحمتك
رؤيا : أمي أنا خائفة
الأم : لاتخافي ياحبيتي أنا بجانبك
الأب : سأخرج للبحث عن عبد العظيم
جواد : سآتي معك
الأب : لا إبقى مع أمك وأخواتك إلى أن أعود
الأم : حاذر على نفسك
الأب : إن شاء الله
يخرج الأب وهو في حالة ترقب وقلق على ابنه عبد العظيم ويرى جثتا لقتلى وقد أحرقت نيران العدو أجسادهم وصاروا أشلاء فيخاطب نفسه
الأب : أي عدوان هذا الذي طال أرضنا اللهم استر اللهم استر اللهم استر
يواصل سيره وبحثه دون جدوى لم يترك أي مكان إلا وبحث فيه من مستشفى إلى مدرسة إلى مسجد ولكن لا أثر لعبد العظيم فهمّ بالعودة إلى البيت وبينما هو في سيره إذ يسمع صوتاً فيه أنين ينادي أبي أبي فالتفت فإذا به عبد العظيم ابنه يتدحرج في مشيه فقد طالته قذيفة أصابته أسفل الظهر
يصيح الأب : عبد العظيم
عبد العظيم : النار يا أبي النار
الأب في حالة ذعر : ماذا أصابك
عبد العظيم : النار تنهش لحمي يا أبي
الأب : لاتقلق سأسرع بك إلى المستشفى
حمله الأب في عجالة قاصداً أقرب مستشفى في المدينة وعبد العظيم يصيح من شدة الألم ودمه يتقاطر هنا وهناك واستمر الحال إلى أن بلغوا مستشفى مدينة تل الهوى فنُقل عبد العظيم على جناح السرعة إلى مصلحة الإستعجالات وأدخل غرفة العمليات وبقي الأب في الخارج يترقب في قلق وخوف على فلذة كبده ، مرت الساعات والدقائق وعبد العظيم لايزال في العمليات والأب المسكين يذهب يمينا وشمالا إلى أن خرج الطيب الذي كان يجري العملية وعلامة الأسف بادية على وجهه فهرع الأب اليه سائلا إياه :
الأب : طمني يادكتور
الطبيب متأسفا : البقاء لله جعله الله في عداد الشهداء
الأب يصرخ بحسرة : لا لا لا
حاول الطبيب أن يهون عليه ولكن لا جدوى لأن واقع الصدمة كان كبيراً وماكان من الأب إلا أن حمل ابنه الشهيد واتجه به الى البيت وكله حسرة وحزن وقلق وبأي طريقة سيقابل أسرته وكيف سينقل لهم الخبر
وما إن وصل حتى هرعت الأم سائلة
الأم : هل وجدت عبد العظيم
الأب بحسرة : نعم
الأم : أين هو
الأب : تمالكي نفسكي يا أم جواد
جواد : أين أخي عبد العظيم يا أبي
رؤيا : أبي أين عبد العظيم
وسام : ألم تقل إنك وجدته يا أبي
الأب يجهش بالبكاء ويقول بحسرة وألم
الأب : عبد العظيم استشهد
الأم تصرخ صرخة عالية
الأم : ابني ابني ابنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــي
الأب : تمالكي نفسكي يا أمه فهو شهيد وينبغي أن تفرحي له
جواد : أحقا استشهد أخي عبد العظيم
الأب : نعم
رؤيا : أوا لن أرى أخي ثانية يا أبي
الأب : هوالآن في دار خير من داره وبين أهل خير من أهله
وسام : لا أستطيع أن أصدق أن أخي مات
الأب : إنّها الحقيقة ويجب أن نتقبلها
الأم : وابناه في غزة ثراه وابناه إلى فلسطين ننعاه وابناه في جنة الفردوس مأواه
وشيع عبد العظيم في جنازة حاشدة ووري الثرى بمقبرة عز الدين القسام بمدينة تل الهوى في قطاع غزة في جو مهيب وتحت واقع زغاريد النساء وتهليل وتكبير الرجال .
نعم تلكم هي مأساة عائلة عاشت حرب الابادة في قطاع غزة وبعثت بأحد أفرادها إلى صف الشهداء ولكم من أُسر وعائلات عاشت نفس الوضع منذ بدأ العدوان إلى نهايته
المهم أن تبقى غزة أرض العزة والشرف
والمجد والخلود لشهداء غزة الأبرار
بقلم : صفي الرحمن