أمير الجمال
:: عضو مثابر ::
التفاعل
4
الجوائز
67
- تاريخ التسجيل
- 28 فيفري 2008
- المشاركات
- 817
- آخر نشاط
- تاريخ الميلاد
- 24 أوت 1989
1/2

إن كنت مواطنا جزائريا، ولنقل مازالت في أول طلعتك، حديث العهد بالحياة العملية ومتخرج من الجامعة أو ربما أقل أو أكثر من ذلك لا يهم، وأنت واحد من هؤلاء الذين يصطفون بمئات الآلاف ويعلقون نشافات عفوا أقصد شهادات جامعية على جدران منازلهم، وتريد أن تكون نفسك وتمتلك على رأي المسلسلات المصرية شركة كبيرة (للاستيراد والتصدير!) وسيارة فارهة وأموالا لا تأكلها النيران ولاتمشمشها الفيران! وتريد أن تبدأ ولكنك لا تدري من أين، وعندك من الوقت الكثير ومن المال القليل، وشعارك في الحياة (حشيشة طالبة معيشة) فبإمكانك أن تنتهج مجموعة من الطرق، ولو كنت مكانك لكان أول شيء قد افعله هو محاولة الهرب من هذا البلد نحو وجهة غير معروفة! لا يهم إلى أين مادمت مقتنعا أنهم سيمسكون بك عند أول صرخة استغاثة تطلقها حين توشك أن تلتهمك أسماك القرش! ورغم أنك ستنال من التبهديل الكثير وتعود من حيث بدأت، إلا أنك ستنعم في النهاية بمبلغ مالي محترم تهبه الدولة لكل من يخفق في عبور البحر! وبهذا بعد أن تتم الصفقة وتقبض المبلغ المالي إياه، يمكنك أن تكرر المحاولة بعد المحاولة... وهكذا دواليك... وبعد عشرين أو ثلاثين حرقة تكون قد قبرت الفقر وحققت أحلامك! ولن تضطر إلى العمل برأي أحد الـ (.......) وتبحث عن دورة مياه عمومية لتسيرها!... وإلا فبإمكانك انتهاج الطريق الثاني والأصعب وتحاول بداية الظفر بمنصب على قد رجليك... وبذلك توفر على نفسك مشقة التعب والانتظار لمنصب على قد بساطك! وتكتفي بأن تكون قهواجي في مقهى أو نادلا في مطعم أو تاجرا في الحشيش... عفوا أو تاجرا وتعيش كنصف أهل البلد على الحشيش....أو ربما يسعفك الحظ وتجد عربة خضر لتدفعها في أحد الأزقة الضيقة... هذا طبعا إن كنت تحسن الجري والعدو وفن إطلاق الساقين للريح وعلى استعداد دائم للهرب حين تطاردك سيارات الشرطة من زاوية إلى أخرى مادمت تفسد الوجه الحضاري للبلد وتشوه جمال الجزائر الأخاذ... وتدفع بملايين السواح الأجانب الذين يصطفون للدخول إلى الجزائر إلى الهرب بعيدا إلى الدول الأخرى!...وإن كنت محظوظا كفاية فلن تضطر إلى كل هذا العذاب، وستصبر-وأجرك على الله- وتبحث على مهلك على عمل بمقياس شهادتك الجامعية –الله الله!- هذا إن لم تكن متورطا حتى أذنيك مع (الخدمة الوطنية) التي ستطاردك كالكلاب البوليسية حتى تستغرق نصف عمرك هاربا منها أو نصفه الآخر تحاول الهرب، ومعهم كل الحق في ذلك.. فعلى الأقل لابد أن ترد لهذا البلد -الله يخليه!- بعضا من جمائله عليك... فهو الذي علمك ورباك ورعاك حتى بلغت أشدك! وليس اقل من أن تقضي فترة الثمانية عشر شهرا تخدمه وتبذل روحك في سبيله (يستاهل!!!) وتعيش سنواتك مرتاح الضمير أن البلد بخير ما دام أمثالك يخدمونه ويستعدون للدفاع عنه! وبذلك تنهي التزامك وترد الجميل وتصبح حرا للبحث عن عمل لا أدري صدقا أين ستجده، وفي النهاية إن فشلت في الحرقة وفشلت في الهرب من سيارات الشرطة وأنت تجر عربة الخضروات وفشلت في النجاة من الخدمة الوطنية وفشلت في الظفر ببنت الحلال وتبخرت الشركة والسيارة ورصيد البنك، وإستطعت أن تخرج من وسط كل هذه المعمعة حيا... فستجد ثلاثة أرباع المناصب قد طارت بها الفتيات... والربع الباقي.... أولاد الحلال!!