في ذكرى الاحتفال بيوم المغترب العربي في المانياا، الذي احتفلت به أيضا جامعة الدول العربية في يوم الثاني والعشرين من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، اعترافا منها، بجهود المغتربين العرب، وبنجاحاتهم المشهود بها في عديد من دول المهجر، والذين أكدوا وبإصرار، على أن تكون لهم بصمات واضحة ومميزة، في عملية تنمية مجتمعاتهم
</SPAN>
الجديدة.، إضافة إلى أوطانهم الأصلية والذين يعتبرون كنز وثروة كبيرة يجب تفعيلها لمد جسور التواصل على المستوى الإجتماعي والثقافي والسياسي والإقتصادي بين الوطن الأم والوطن الجديد وهو ألمانيا فلهذا يجب ان ينظر للجالية العربية في المهجر كبعد إستراتيجي يجب الإهتمام به وتفعيله. ومن هذا المنطلق أقر مجلس وزراء الخارجية العرب بتاريخ 14 سبتمبر/أيلول 2004 أن يكون للمغترب العربي يوما يحتفل فيه للتأكيد على أهميتة في بناء جسورالمحبة والصداقة والسلام. الجاليات والعلاقات العربية – الألمانية: يرجع تاريخ العلاقات بين العرب وألمانيا إلى قرون طويلة، وتطلعنا كتب التاريخ على أول مرة يرد فيها ذكر الألمان عند العرب.. والقصة تتحدث عن العلاقة التي كانت تربط الخليفة العباسي “هارون الرشيد” بالقيصر الألماني “كارل الكبير” أو “شارلمان العظيم” كما يطلق عليه العرب، والهدايا المتبادلة بينهما تعود للقرن التاسع الميلادي.. ويرجح أن تكون العلاقة بين العرب والألمان، قد شهدت تبادل سفراء ومبعوثين!.. ولكن المؤسف في الأمر، أن كتب التاريخ، قد أهملت ذكر الأسماء والأماكن والتفاصيل، وأوردت عوضاً عن ذلك، قصة الهدية التي كانت عبارة عن ساعة أهداها الخليفة العباسي “هارون الرشيد” لبلاط قيصر ألمانيا كارل الأكبر..وترجع بداية هجرة المواطنين العرب، التي تعتبر أساس الوجود العربي الإسلامي الحاضر في أوروبا، إلى منتصف القرن التاسع عشر، عندما وقعت بعض البلدان العربية والإسلامية، ضمن دائرة الاستعمار الأوروبي.. وبالنسبة إلى جمهورية ألمانيا، فقد بدأت هجرة العرب الكبرى إليها، بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك في وقت متأخر، مقارنة بفرنسا وبريطانيا.. فقد حضرت غالبية المواطنين العرب، بعد الحرب العالمية الثانية، للمشاركة في إعادة الإعمار بألمانيا، كونها كانت بحاجة إلى الأيدي العاملة لسد النقص الشديد الذي خلفته الحرب، حيث قام أرباب العمل الألمان آنذاك، ببذل جهود متواصلة لاستقدام أعدادا كبيرة من الأيدي العاملة من دول العالم الثالث، وفي مقدمتهم العرب والمسلمون. وكان هنالك عامل أساسي لعب دورا إجابيا للهجرة إلى ألمانيا وهو عدم وجود تاريخ إستعماري لألمانيا في العالم العربي مثل إنكلترا وفرنسا وإيطالية .ويبلغ عدد أفراد الجالية العربية المقيمة في ألمانيا اليوم، نحو مليون شخص أغلبهم من المغرب وتونس وفلسطين وسورية ومصر ولبنان والعراق ومن هؤلاء حوالي 700000 لديه الجنسية الألمانية وأعداد كبيرة منهم يحملون الشهادات الجامعية .وكان هدف المواطنون العرب المهاجرين الأساسي في بداية الأمر، العمل لفترات مؤقتة لتحسين أوضاعهم المعيشية، ثم الرجوع إلى الوطن الأصلي، خاصة وأن جلّ المهاجرين لم يصحبوا عائلاتهم معهم في البداية.. واستمرت تلك الهجرات، وتطورت، لتشمل أعداداً كبيرة من الطلبة الدارسين، من معظم الأقطار العربية والإسلامية، إضافة إلى أعداد غير قليلة من القدرات والكفاءات العلمية.. و لا بد هنا من ذكر أن الغالبية العظمى من شريحة العمال العرب الذين وفدوا إلى ألمانيا، كانت تتميز بضعف المستوى الثقافي، وضعف قدرتهم على التأثير الإيجابي في أبنائهم، أو توريث قيمهم وعاداتهم، بالإضافة إلى ضعف شديد في إتقان اللغة الألمانية، وتباين كبير في القيم والطباع.. الشيء الذي دفع بهم إلى الانحياز للعزلة..ويمارس القسم الأكبر منهم أعمالاً حرة في مؤسسات عائلية وصغيرة.. وتشكل المطاعم والمقاهي والمتاجر الاستهلاكية الصغيرة غالبيتها.. كما أن هناك عدد هام من المهندسين والأطباء، الذين أسسوا مكاتب خدمية وعيادات طبية ومستشفيات صغيرة بعد تخرجهم، ونجحوا في أعمالهم على أكثر من صعيد..
غير أن أبناء الجالية العربية إجمالا، يعانون أيضاً من البطالة، وربما أكثر من أبناء الكثير من الجاليات الأجنبية الأخرى.. ولا يعود سبب ذلك إلى قلة فرص العمل فقط، وإنما إلى ضعف مستوى تأهيلهم بالشكل المطلوب، لاسيما في المجال المهني.. ويشمل ذلك حتى الشباب الذين ولدوا في ألمانيا وكبروا فيها. ومن الجدير بالذكر هنا، فشريحة العمال هذه، تحرص على التشبث بالدين الإسلامي الحنيف، وعلى تكثيف الصلة بالوطن الأم، وهذا يتجلى واضحا لدى الجالية المغربية على وجه الخصوص، وذلك في رغبتها الرجوع عند تحسن الأوضاع الاقتصادية..
كما ساهمت هذه الفئة من المهاجرين العرب في ألمانيا، في بناء المساجد، والتي غالبا ما تكون في مناطق السكن المعزولة.. أما شريحة الطلبة والكفاءات، فتعتبر صاحبة الفضل في إنشاء الاتحادات الطلابية أولاً، ثم المراكز الإسلامية المتقدمة، والمؤسسات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وقد استقرت الغالبية منها بألمانيا، نتيجة للأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية في بلدانها الأصلية، التي لم تغريها في الرجوع إليها، حيث يتواجد بألمانيا العديد من الأطباء العرب الأكفاء، والمهندسين المتفوقين، ورجال الأعمال الناجحين.. ويتمتع الشباب المثقف العربي المقيم بألمانيا، بمستوى مرتفع، حيث ساهم هؤلاء الشباب في بناء جل المؤسسات الطلابية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.. وقد تفهم الكثير من هؤلاء الشباب، لطبيعة وجودهم في المجتمع الألماني، وضرورة التواصل مع أفراده، حيث ساهم الكثير منهم اليوم، في جوانب الحياة المختلفة لهذا المجتمع.. واستطاع العديد من هؤلاء الشباب، المحافظة على هويتهم الإسلامية والثقافية، والاندماج في نفس الوقت، في المجتمع الأوروبي، لكون ذلك الاندماج ضرورة لا بد منها، ووسيلة في الخروج من العزلة عن المجتمع.. إلا أنه في الآونة الأخيرة، مع كل أسف، بدأت تظهر فئات شاذة من الشباب ذي الأفكار والآراء المتشددة، أو بالأحرى المتطرفة، الشيء الذي انعكس سلبا على وضع المسلمين بأوربا عامة، وألمانيا على وجه الخصوص، وشوه صورة الإسلام فيها.. هجرة الكفاءات العربية إلى ألمانيا:كما نعلم جميعا، يكلف الطلبة العرب بلدانهم ثروات مالية ضخمة، وتحصل عليهم الدول الصناعية الكبرى، ومنها ألمانيا، بالمجان!..ففي الوقت الذي أشارت فيه إحدى دراسات برنامج الأمم المتحدة للتنمية، إلى أنه بين عامي 1998و2001 فقط، هاجر أكثر من 15 ألف طبيب عربي إلى خارج العالم العربي، أشارت إحصاءات أصدرتها منظمة الأمم المتحدة، أن ما يقرب من ألـ: 50 بالمائة من الأطباء، و23 بالمائة من المهندسين، و15 بالمائة من العلماء، من مجموع الكفاءات العربية المتخرجة، يهاجرون متوجهين إلى أوروبا، وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، بوجه خاص..واعتبرت دراسة برنامج الأمم المتحدة، أن مستوى الإنفاق على البحث العلمي والتقني في الوطن العربي، يبلغ درجة متدنية، مقارنة بما عليه الحال في بقية دول العالم، موضحة أن الإنفاق السنوي للدول العربية على البحث العلمي، لا يتجاوز 0.2 بالمائة من إجمالي الموازنات العربية (حسب إحصاءات جامعة الدول العربية ومنظمة العمل العربي) السنوية، وذلك مقارنة بما تنفقه أمريكا 3.6 بالمائة والسويد 3.8 بالمائة..كما قدرت إحصاءات أجرتها كل من جامعة الدول العربية، ومنظمة العمل العربي مؤخرا، حجم الخسائر العربية من هجرة العقول للخارج، بما لا يقل عن 200 مليار دولار سنويا، وذلك بسبب ضعف الاهتمام بالبحث العلمي..ولكن على الرغم مما يثار من جدل الآن في الدول الصناعية الكبرى، حول الهجرة غير الشرعية، زادت أهمية قضية الهجرة الدولية بصورة كبيرة بين الدول الغنية، التي تجذب المهاجرين، والدول الفقيرة المصدرة لهم، وللقضية أبعاد كثيرة، حيث ترتبط بالعديد من الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية العالمية.. فسوء الأحوال السياسية والاقتصادية في بعض الدول العربية، يدفع الأفراد للهجرة من الدول العربية إلى الدول المتقدمة، حيث أن توفير فرص عمل، هامة ومجزية، علاوة على إتاحة الفرص لأصحاب الخبرات في مجال البحث العلمي والتجارب التي تثبت كفاءاتهم وتطورها، تفتح أمامهم آفاقاً جديدة، أوسع وأكثر عطاءً، وتعطي لهم حافزا على الاستقرار والانخراط في المجتمعات الجديدة.. كما أن للاستقرار السياسي والديمقراطية في البلدان المضيفة، أثر كبير في نفس أي صاحب خبرة، بما يهيئه له من مناخ مناسب للإبداع والتقدم.. وتعد ألمانيا،أرضية مناسبة لتوفير مثل هذا المناخ، للعديد من الكفاءات العربية.. وتقوم بعض الشركات ومراكز الأبحاث الألمانية، بتقديم طلبات للسلطات الحكومية المعنية، لتوسيع برامج منح تأشيرات الهجرة للعمالة الماهرة ولخريجي الجامعات الألمانية الذين إستطاعوا الحصول على مكان عمل في إحدى الشركات الألمانية، للاستقرار فيها، لذلك تبدو ألمانيا كما لو أنها تحذو حذو الولايات المتحدة الأمريكية، لتكون دولة العقول ومراكز الأبحاث المختلفة الأكبر في العالم، بواسطة منح المعنيين (البطاقة الخضراء)..ومما شجع ذلك كله، عوامل عديدة يواجهها العرب في أوطانهم، أهمها:• انعدام الاستقرار السياسي والاجتماعي..
• اختفاء الديمقراطية العربية التي تؤدي إلى شعور أصحاب العقول والخبرات بالغربة في أوطانهم، مما يدفعهم إلى الهجرة سعياً وراء ظروف أكثر حرية واستقراراً.
• انخفاض مستوى المعيشة وضعف الدخل المادي لأصحاب الكفاءات العلمية الذي يضمن لهم حياة كريمة، ويؤمن مستقبل لأبنائهم في وطنهم الأم..
• انعدام توازن النظام التعليمي، وفقدان الارتباط بين أنظمة التعليم ومشاريع التنمية والبحوث العلمية..
• سفر الطلاب إلى الخارج، وتأقلمهم مع أسلوب الحياة الأجنبية، واستقرارهم في الدول التي درسوا فيها، والتأثر بمجتمعاتها..
• توفر الجو العلمي المناسب، مقارنة بالموجود في بلادهم الأصلية..
• معاناة العلماء في العالم العربي، من انعدام وجود بعض الاختصاصات التي تناسب طموحاتهم، كعلماء الذرة، وصناعات الصواريخ والفضاء، والعلوم البيولوجية.. على سبيل المثال..
• عدم تقدير العلم والعلماء في معظم الدول العربية..
• عدم ثقة بعض الدول العربية، بأصحاب الاختراعات والأفكار غير التقليدية، وتخلف النظم التربوية والبطالة العلمية..
• عدم وجود المناخ الملائم للبحث العلمي، والعجز عن إيجاد عمل يناسب اختصاصاتهم العلمية..هل يمكن وقف نزيف العقول العربية ؟..لتحقيق وقف نزيف هجرة العقول العربية إلى خارج أوطانها، يجب أن تتوفر العناصر الحيوية التالية في الوطن العربي:• احترام الحريات الأكاديمية والعلمية..
• إعطاء أعضاء الهيئات العلمية والأكاديمية، حرية التعبير، وتوفير الإمكانيات اللازمة للوصول إلى مختلف علوم المعرفة..
• فصل التعليم عن السياسة..
• احترام حقوق الإنسان، وخضوع الدولة والأفراد للقانون..
• رفع القيود والحواجز عن الدراسات والأفكار والبحوث والنتائج، وتأليف المحاضرات، واستعمال مختلف وسائل التطور الحديثة. .
• منح أصحاب الكفاءات، أجورا وحوافز مالية، تليق بمقامهم وعقولهم..
• تشجيع وتسهيل المساعدات، التي تضمن توفير السكن المناسب، وتقديم الخدمات اللازمة، لقيامهم بأعمالهم بصورة منظمة وفعالة..
• التعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية، مثل: منظمة اليونسكو على سبيل المثال لا الحصر، لإقامة مشروعات ومراكز أكاديمية وعلمية، لجذب المعنيين أي (العقول المهاجرة) للإشراف على مثل هذه المراكز، والإسهام في أعمال وأنشطة هذه المراكز..المغتربون العرب ودورهم في المساهمة والمحافظة على هويتهم وثقافتهم: كان للعديد من دوائر المغتربين العرب في ألمانيا، أنشطة ثقافية، نجحوا من خلالها في المساهمة، ليس فقط في المحافظة على هويتهم العربية وترسيخها في عقول أبنائهم، لأنهم يدركون الهجمة الشرسة الموجهة ضد هويتهم وهوية ابنائهم وإنما أيضا في التواصل الثقافي والحضاري مع مجتمعاتهم الجديدة، وقد اتخذت هذه المساهمات، صوراً عدة، أبرزها:• الاهتمام ببناء المدارس..
• المراكز الثقافية العربية..
• اتحادات المغتربين العربية..
• اتحاد روابط الجاليات العربية، الذي نظم ندوتنا اليوم بالتعاون مع بعثة جامعة الدول العربية في برلين.. وأصبح للمغتربين العرب حالياً، دور سياسي وتنموي وثقافي، يمكن أن يكون له انعكاسات هامة على العالم العربي، سواء في مجال التقدم العلمي والتكنولوجي، أو الاستثمارات، وغيرها من المجالات الحيوية، التي من المؤكد أنها ستساهم في الدفع بعجلة التنمية في بلدانهم الأم.. وإدراكا لأهمية هذا الدور، فان الجامعة العربية، ومن منطلق اهتمامها بقضايا ومشاغل المغتربين العرب بكل أنحاء العالم، قامت بإنشاء إدارة مستقلة تعنى بشؤون المغتربين العرب، وذلك في إطار الهيكلة الجديدة للأمانة العامة، لتكون بمثابة همزة وصل للتنسيق بين المغتربين أينما كانوا وأوطانهم الأم، ودراسة وبحث القضايا التي تهم المغتربين، ووضع استراتيجية هادفة لتحقيق مصالحهم، والعمل بالتعاون معهم، على مساعدتهم في مواجهة الاتهامات التي تروجها بعض الدوائر المغرضة ضد العرب، وثقافتهم وتراثهم العريق.. كما تحرص الجامعة العربية على حث الرأي العام والرسمي العربي، للاستفادة من الكفاءات العربية المهاجرة، لتكوين رؤية عربية مشتركة، لخلق التواصل بين هذه الطاقات البشرية ووطنها الأم، وتوجيهها للمشاركة في تنمية وتحديث وتطوير الوطن العربي.. وتعتزم جامعة الدول العربية، عقد مؤتمر يضم بعض الشخصيات من الجاليات المغتربة بمقر الأمانة العامة في القاهرة، في الربع الأول من عام 2009، وذلك كمبادرة للتواصل مع المغتربين العرب ورموزهم من خلال هذا التجمع، وبهدف مناقشة قضايا ومشاغل المغتربين العرب، ووضع تصور للاستفادة من الكفاءات العربية المهاجرة، وفى هذا المقام، فإن الأمانة العامة للجامعة العربية، ناشدت الجاليات العربية بالخارج بالمشاركة الايجابية والفعالة في المؤتمر المذكور.. وإن الجامعة العربية، من خلال احتفالها بيوم المغترب العربي يوم 22 من الشهر الجاري، قد دعت الجهات العربية المعنية ،الحكومية منها وغير الحكومية، وكذلك مؤسسات المجتمع المدني، والجامعات ومراكز البحوث، إلى الاهتمام بالجاليات العربية في الخارج، ودعم جهودهم المختلفة، مؤكدة على ضرورة الاهتمام على وجه الخصوص بتعظيم وتفعيل دور المرأة العربية المهاجرة، باعتبارها ركيزة أساسية تحفظ لأبناء المغتربين العرب هويتهم الثقافية والدينية وعاداتهم وموروثاتهم، من خلال دورها كأم، في تنشئة الأجيال اللاحقة للمغتربين العرب، الذين ولدوا في بلاد المهجر. مستقبل المغتربين العرب ودورهم في السياسة الألمانية:أخيرا.. يمكن التنويه هنا، وبإلحاح، على ضرورة انتساب بعض أفراد الجاليات العربية، لعضوية الأحزاب الألمانية، بمختلف انتماءاتها السياسية.
وإننا نراى في الانخراط بالعمل السياسي في ألمانيا، طريقة هامة وحساسة، لإبلاغ صوت المواطنين ذوي الأصول العربية، هذا النشاط السياسي يجب أن يرافقه نشاطا وحضورا إعلاميا والذي يتمثل بإمتلاك المؤسسات الإعلامية لإيصال الصورة الحقيقية عن واقع المغترب العربي وقضاياه وجعل الحوار ولقاء الحضارات والثقافات والآراء، على مستوى سياسي هام جدا، يختلف عن الحوارات والندوات وحلقات النقاش التي تدور عادة من خلال المنظمات الاجتماعية والثقافية والإنسانية، التي لا تستطيع اتخاذ إلا بعض التوصيات فقط، التي لا تفي بالغرض المنشود منها، حيث أنه في ما إذا تحقق ذلك على مستوى الأحزاب، فإن القناعة بالحوار والتفاهم بين كافة الأطراف سيكون حافزا أكبر لتفهم الواحد للآخر.. وستكون حصيلته السياسية، رديفا كبيرا وداعما لتلك التوصيات الأكاديمية.. حيث أن هؤلاء الشباب، يعتبرون جسورا حقيقية، تربط بين مجتمعاتهم الأصلية والمجتمع الألماني، وينبغي أن يكونوا عناصر نشطة في حوار الثقافات من خلال المنظمات الحزبية السياسية.. فالأجيال الجديدة من هؤلاء الشباب العربي المثقف، شبت وترعرعت بألمانيا، وتحمل الأغلبية منهم الجنسية الألمانية، ويشعر الكثير منهم، بأنهم أوربيون وطنا، ومسلمون دينا.. كما يعتبر العديد من هؤلاء الشباب المجتمع الألماني، مجتمعهم الذي لا بديل عنه، ويفكر القليل منهم بالرجوع إلى بلد أبائهم..:blushing::blushing::blushing::blushing::thumbup:
</SPAN>
الجديدة.، إضافة إلى أوطانهم الأصلية والذين يعتبرون كنز وثروة كبيرة يجب تفعيلها لمد جسور التواصل على المستوى الإجتماعي والثقافي والسياسي والإقتصادي بين الوطن الأم والوطن الجديد وهو ألمانيا فلهذا يجب ان ينظر للجالية العربية في المهجر كبعد إستراتيجي يجب الإهتمام به وتفعيله. ومن هذا المنطلق أقر مجلس وزراء الخارجية العرب بتاريخ 14 سبتمبر/أيلول 2004 أن يكون للمغترب العربي يوما يحتفل فيه للتأكيد على أهميتة في بناء جسورالمحبة والصداقة والسلام. الجاليات والعلاقات العربية – الألمانية: يرجع تاريخ العلاقات بين العرب وألمانيا إلى قرون طويلة، وتطلعنا كتب التاريخ على أول مرة يرد فيها ذكر الألمان عند العرب.. والقصة تتحدث عن العلاقة التي كانت تربط الخليفة العباسي “هارون الرشيد” بالقيصر الألماني “كارل الكبير” أو “شارلمان العظيم” كما يطلق عليه العرب، والهدايا المتبادلة بينهما تعود للقرن التاسع الميلادي.. ويرجح أن تكون العلاقة بين العرب والألمان، قد شهدت تبادل سفراء ومبعوثين!.. ولكن المؤسف في الأمر، أن كتب التاريخ، قد أهملت ذكر الأسماء والأماكن والتفاصيل، وأوردت عوضاً عن ذلك، قصة الهدية التي كانت عبارة عن ساعة أهداها الخليفة العباسي “هارون الرشيد” لبلاط قيصر ألمانيا كارل الأكبر..وترجع بداية هجرة المواطنين العرب، التي تعتبر أساس الوجود العربي الإسلامي الحاضر في أوروبا، إلى منتصف القرن التاسع عشر، عندما وقعت بعض البلدان العربية والإسلامية، ضمن دائرة الاستعمار الأوروبي.. وبالنسبة إلى جمهورية ألمانيا، فقد بدأت هجرة العرب الكبرى إليها، بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك في وقت متأخر، مقارنة بفرنسا وبريطانيا.. فقد حضرت غالبية المواطنين العرب، بعد الحرب العالمية الثانية، للمشاركة في إعادة الإعمار بألمانيا، كونها كانت بحاجة إلى الأيدي العاملة لسد النقص الشديد الذي خلفته الحرب، حيث قام أرباب العمل الألمان آنذاك، ببذل جهود متواصلة لاستقدام أعدادا كبيرة من الأيدي العاملة من دول العالم الثالث، وفي مقدمتهم العرب والمسلمون. وكان هنالك عامل أساسي لعب دورا إجابيا للهجرة إلى ألمانيا وهو عدم وجود تاريخ إستعماري لألمانيا في العالم العربي مثل إنكلترا وفرنسا وإيطالية .ويبلغ عدد أفراد الجالية العربية المقيمة في ألمانيا اليوم، نحو مليون شخص أغلبهم من المغرب وتونس وفلسطين وسورية ومصر ولبنان والعراق ومن هؤلاء حوالي 700000 لديه الجنسية الألمانية وأعداد كبيرة منهم يحملون الشهادات الجامعية .وكان هدف المواطنون العرب المهاجرين الأساسي في بداية الأمر، العمل لفترات مؤقتة لتحسين أوضاعهم المعيشية، ثم الرجوع إلى الوطن الأصلي، خاصة وأن جلّ المهاجرين لم يصحبوا عائلاتهم معهم في البداية.. واستمرت تلك الهجرات، وتطورت، لتشمل أعداداً كبيرة من الطلبة الدارسين، من معظم الأقطار العربية والإسلامية، إضافة إلى أعداد غير قليلة من القدرات والكفاءات العلمية.. و لا بد هنا من ذكر أن الغالبية العظمى من شريحة العمال العرب الذين وفدوا إلى ألمانيا، كانت تتميز بضعف المستوى الثقافي، وضعف قدرتهم على التأثير الإيجابي في أبنائهم، أو توريث قيمهم وعاداتهم، بالإضافة إلى ضعف شديد في إتقان اللغة الألمانية، وتباين كبير في القيم والطباع.. الشيء الذي دفع بهم إلى الانحياز للعزلة..ويمارس القسم الأكبر منهم أعمالاً حرة في مؤسسات عائلية وصغيرة.. وتشكل المطاعم والمقاهي والمتاجر الاستهلاكية الصغيرة غالبيتها.. كما أن هناك عدد هام من المهندسين والأطباء، الذين أسسوا مكاتب خدمية وعيادات طبية ومستشفيات صغيرة بعد تخرجهم، ونجحوا في أعمالهم على أكثر من صعيد..
غير أن أبناء الجالية العربية إجمالا، يعانون أيضاً من البطالة، وربما أكثر من أبناء الكثير من الجاليات الأجنبية الأخرى.. ولا يعود سبب ذلك إلى قلة فرص العمل فقط، وإنما إلى ضعف مستوى تأهيلهم بالشكل المطلوب، لاسيما في المجال المهني.. ويشمل ذلك حتى الشباب الذين ولدوا في ألمانيا وكبروا فيها. ومن الجدير بالذكر هنا، فشريحة العمال هذه، تحرص على التشبث بالدين الإسلامي الحنيف، وعلى تكثيف الصلة بالوطن الأم، وهذا يتجلى واضحا لدى الجالية المغربية على وجه الخصوص، وذلك في رغبتها الرجوع عند تحسن الأوضاع الاقتصادية..
كما ساهمت هذه الفئة من المهاجرين العرب في ألمانيا، في بناء المساجد، والتي غالبا ما تكون في مناطق السكن المعزولة.. أما شريحة الطلبة والكفاءات، فتعتبر صاحبة الفضل في إنشاء الاتحادات الطلابية أولاً، ثم المراكز الإسلامية المتقدمة، والمؤسسات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وقد استقرت الغالبية منها بألمانيا، نتيجة للأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية في بلدانها الأصلية، التي لم تغريها في الرجوع إليها، حيث يتواجد بألمانيا العديد من الأطباء العرب الأكفاء، والمهندسين المتفوقين، ورجال الأعمال الناجحين.. ويتمتع الشباب المثقف العربي المقيم بألمانيا، بمستوى مرتفع، حيث ساهم هؤلاء الشباب في بناء جل المؤسسات الطلابية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.. وقد تفهم الكثير من هؤلاء الشباب، لطبيعة وجودهم في المجتمع الألماني، وضرورة التواصل مع أفراده، حيث ساهم الكثير منهم اليوم، في جوانب الحياة المختلفة لهذا المجتمع.. واستطاع العديد من هؤلاء الشباب، المحافظة على هويتهم الإسلامية والثقافية، والاندماج في نفس الوقت، في المجتمع الأوروبي، لكون ذلك الاندماج ضرورة لا بد منها، ووسيلة في الخروج من العزلة عن المجتمع.. إلا أنه في الآونة الأخيرة، مع كل أسف، بدأت تظهر فئات شاذة من الشباب ذي الأفكار والآراء المتشددة، أو بالأحرى المتطرفة، الشيء الذي انعكس سلبا على وضع المسلمين بأوربا عامة، وألمانيا على وجه الخصوص، وشوه صورة الإسلام فيها.. هجرة الكفاءات العربية إلى ألمانيا:كما نعلم جميعا، يكلف الطلبة العرب بلدانهم ثروات مالية ضخمة، وتحصل عليهم الدول الصناعية الكبرى، ومنها ألمانيا، بالمجان!..ففي الوقت الذي أشارت فيه إحدى دراسات برنامج الأمم المتحدة للتنمية، إلى أنه بين عامي 1998و2001 فقط، هاجر أكثر من 15 ألف طبيب عربي إلى خارج العالم العربي، أشارت إحصاءات أصدرتها منظمة الأمم المتحدة، أن ما يقرب من ألـ: 50 بالمائة من الأطباء، و23 بالمائة من المهندسين، و15 بالمائة من العلماء، من مجموع الكفاءات العربية المتخرجة، يهاجرون متوجهين إلى أوروبا، وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، بوجه خاص..واعتبرت دراسة برنامج الأمم المتحدة، أن مستوى الإنفاق على البحث العلمي والتقني في الوطن العربي، يبلغ درجة متدنية، مقارنة بما عليه الحال في بقية دول العالم، موضحة أن الإنفاق السنوي للدول العربية على البحث العلمي، لا يتجاوز 0.2 بالمائة من إجمالي الموازنات العربية (حسب إحصاءات جامعة الدول العربية ومنظمة العمل العربي) السنوية، وذلك مقارنة بما تنفقه أمريكا 3.6 بالمائة والسويد 3.8 بالمائة..كما قدرت إحصاءات أجرتها كل من جامعة الدول العربية، ومنظمة العمل العربي مؤخرا، حجم الخسائر العربية من هجرة العقول للخارج، بما لا يقل عن 200 مليار دولار سنويا، وذلك بسبب ضعف الاهتمام بالبحث العلمي..ولكن على الرغم مما يثار من جدل الآن في الدول الصناعية الكبرى، حول الهجرة غير الشرعية، زادت أهمية قضية الهجرة الدولية بصورة كبيرة بين الدول الغنية، التي تجذب المهاجرين، والدول الفقيرة المصدرة لهم، وللقضية أبعاد كثيرة، حيث ترتبط بالعديد من الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية العالمية.. فسوء الأحوال السياسية والاقتصادية في بعض الدول العربية، يدفع الأفراد للهجرة من الدول العربية إلى الدول المتقدمة، حيث أن توفير فرص عمل، هامة ومجزية، علاوة على إتاحة الفرص لأصحاب الخبرات في مجال البحث العلمي والتجارب التي تثبت كفاءاتهم وتطورها، تفتح أمامهم آفاقاً جديدة، أوسع وأكثر عطاءً، وتعطي لهم حافزا على الاستقرار والانخراط في المجتمعات الجديدة.. كما أن للاستقرار السياسي والديمقراطية في البلدان المضيفة، أثر كبير في نفس أي صاحب خبرة، بما يهيئه له من مناخ مناسب للإبداع والتقدم.. وتعد ألمانيا،أرضية مناسبة لتوفير مثل هذا المناخ، للعديد من الكفاءات العربية.. وتقوم بعض الشركات ومراكز الأبحاث الألمانية، بتقديم طلبات للسلطات الحكومية المعنية، لتوسيع برامج منح تأشيرات الهجرة للعمالة الماهرة ولخريجي الجامعات الألمانية الذين إستطاعوا الحصول على مكان عمل في إحدى الشركات الألمانية، للاستقرار فيها، لذلك تبدو ألمانيا كما لو أنها تحذو حذو الولايات المتحدة الأمريكية، لتكون دولة العقول ومراكز الأبحاث المختلفة الأكبر في العالم، بواسطة منح المعنيين (البطاقة الخضراء)..ومما شجع ذلك كله، عوامل عديدة يواجهها العرب في أوطانهم، أهمها:• انعدام الاستقرار السياسي والاجتماعي..
• اختفاء الديمقراطية العربية التي تؤدي إلى شعور أصحاب العقول والخبرات بالغربة في أوطانهم، مما يدفعهم إلى الهجرة سعياً وراء ظروف أكثر حرية واستقراراً.
• انخفاض مستوى المعيشة وضعف الدخل المادي لأصحاب الكفاءات العلمية الذي يضمن لهم حياة كريمة، ويؤمن مستقبل لأبنائهم في وطنهم الأم..
• انعدام توازن النظام التعليمي، وفقدان الارتباط بين أنظمة التعليم ومشاريع التنمية والبحوث العلمية..
• سفر الطلاب إلى الخارج، وتأقلمهم مع أسلوب الحياة الأجنبية، واستقرارهم في الدول التي درسوا فيها، والتأثر بمجتمعاتها..
• توفر الجو العلمي المناسب، مقارنة بالموجود في بلادهم الأصلية..
• معاناة العلماء في العالم العربي، من انعدام وجود بعض الاختصاصات التي تناسب طموحاتهم، كعلماء الذرة، وصناعات الصواريخ والفضاء، والعلوم البيولوجية.. على سبيل المثال..
• عدم تقدير العلم والعلماء في معظم الدول العربية..
• عدم ثقة بعض الدول العربية، بأصحاب الاختراعات والأفكار غير التقليدية، وتخلف النظم التربوية والبطالة العلمية..
• عدم وجود المناخ الملائم للبحث العلمي، والعجز عن إيجاد عمل يناسب اختصاصاتهم العلمية..هل يمكن وقف نزيف العقول العربية ؟..لتحقيق وقف نزيف هجرة العقول العربية إلى خارج أوطانها، يجب أن تتوفر العناصر الحيوية التالية في الوطن العربي:• احترام الحريات الأكاديمية والعلمية..
• إعطاء أعضاء الهيئات العلمية والأكاديمية، حرية التعبير، وتوفير الإمكانيات اللازمة للوصول إلى مختلف علوم المعرفة..
• فصل التعليم عن السياسة..
• احترام حقوق الإنسان، وخضوع الدولة والأفراد للقانون..
• رفع القيود والحواجز عن الدراسات والأفكار والبحوث والنتائج، وتأليف المحاضرات، واستعمال مختلف وسائل التطور الحديثة. .
• منح أصحاب الكفاءات، أجورا وحوافز مالية، تليق بمقامهم وعقولهم..
• تشجيع وتسهيل المساعدات، التي تضمن توفير السكن المناسب، وتقديم الخدمات اللازمة، لقيامهم بأعمالهم بصورة منظمة وفعالة..
• التعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية، مثل: منظمة اليونسكو على سبيل المثال لا الحصر، لإقامة مشروعات ومراكز أكاديمية وعلمية، لجذب المعنيين أي (العقول المهاجرة) للإشراف على مثل هذه المراكز، والإسهام في أعمال وأنشطة هذه المراكز..المغتربون العرب ودورهم في المساهمة والمحافظة على هويتهم وثقافتهم: كان للعديد من دوائر المغتربين العرب في ألمانيا، أنشطة ثقافية، نجحوا من خلالها في المساهمة، ليس فقط في المحافظة على هويتهم العربية وترسيخها في عقول أبنائهم، لأنهم يدركون الهجمة الشرسة الموجهة ضد هويتهم وهوية ابنائهم وإنما أيضا في التواصل الثقافي والحضاري مع مجتمعاتهم الجديدة، وقد اتخذت هذه المساهمات، صوراً عدة، أبرزها:• الاهتمام ببناء المدارس..
• المراكز الثقافية العربية..
• اتحادات المغتربين العربية..
• اتحاد روابط الجاليات العربية، الذي نظم ندوتنا اليوم بالتعاون مع بعثة جامعة الدول العربية في برلين.. وأصبح للمغتربين العرب حالياً، دور سياسي وتنموي وثقافي، يمكن أن يكون له انعكاسات هامة على العالم العربي، سواء في مجال التقدم العلمي والتكنولوجي، أو الاستثمارات، وغيرها من المجالات الحيوية، التي من المؤكد أنها ستساهم في الدفع بعجلة التنمية في بلدانهم الأم.. وإدراكا لأهمية هذا الدور، فان الجامعة العربية، ومن منطلق اهتمامها بقضايا ومشاغل المغتربين العرب بكل أنحاء العالم، قامت بإنشاء إدارة مستقلة تعنى بشؤون المغتربين العرب، وذلك في إطار الهيكلة الجديدة للأمانة العامة، لتكون بمثابة همزة وصل للتنسيق بين المغتربين أينما كانوا وأوطانهم الأم، ودراسة وبحث القضايا التي تهم المغتربين، ووضع استراتيجية هادفة لتحقيق مصالحهم، والعمل بالتعاون معهم، على مساعدتهم في مواجهة الاتهامات التي تروجها بعض الدوائر المغرضة ضد العرب، وثقافتهم وتراثهم العريق.. كما تحرص الجامعة العربية على حث الرأي العام والرسمي العربي، للاستفادة من الكفاءات العربية المهاجرة، لتكوين رؤية عربية مشتركة، لخلق التواصل بين هذه الطاقات البشرية ووطنها الأم، وتوجيهها للمشاركة في تنمية وتحديث وتطوير الوطن العربي.. وتعتزم جامعة الدول العربية، عقد مؤتمر يضم بعض الشخصيات من الجاليات المغتربة بمقر الأمانة العامة في القاهرة، في الربع الأول من عام 2009، وذلك كمبادرة للتواصل مع المغتربين العرب ورموزهم من خلال هذا التجمع، وبهدف مناقشة قضايا ومشاغل المغتربين العرب، ووضع تصور للاستفادة من الكفاءات العربية المهاجرة، وفى هذا المقام، فإن الأمانة العامة للجامعة العربية، ناشدت الجاليات العربية بالخارج بالمشاركة الايجابية والفعالة في المؤتمر المذكور.. وإن الجامعة العربية، من خلال احتفالها بيوم المغترب العربي يوم 22 من الشهر الجاري، قد دعت الجهات العربية المعنية ،الحكومية منها وغير الحكومية، وكذلك مؤسسات المجتمع المدني، والجامعات ومراكز البحوث، إلى الاهتمام بالجاليات العربية في الخارج، ودعم جهودهم المختلفة، مؤكدة على ضرورة الاهتمام على وجه الخصوص بتعظيم وتفعيل دور المرأة العربية المهاجرة، باعتبارها ركيزة أساسية تحفظ لأبناء المغتربين العرب هويتهم الثقافية والدينية وعاداتهم وموروثاتهم، من خلال دورها كأم، في تنشئة الأجيال اللاحقة للمغتربين العرب، الذين ولدوا في بلاد المهجر. مستقبل المغتربين العرب ودورهم في السياسة الألمانية:أخيرا.. يمكن التنويه هنا، وبإلحاح، على ضرورة انتساب بعض أفراد الجاليات العربية، لعضوية الأحزاب الألمانية، بمختلف انتماءاتها السياسية.
وإننا نراى في الانخراط بالعمل السياسي في ألمانيا، طريقة هامة وحساسة، لإبلاغ صوت المواطنين ذوي الأصول العربية، هذا النشاط السياسي يجب أن يرافقه نشاطا وحضورا إعلاميا والذي يتمثل بإمتلاك المؤسسات الإعلامية لإيصال الصورة الحقيقية عن واقع المغترب العربي وقضاياه وجعل الحوار ولقاء الحضارات والثقافات والآراء، على مستوى سياسي هام جدا، يختلف عن الحوارات والندوات وحلقات النقاش التي تدور عادة من خلال المنظمات الاجتماعية والثقافية والإنسانية، التي لا تستطيع اتخاذ إلا بعض التوصيات فقط، التي لا تفي بالغرض المنشود منها، حيث أنه في ما إذا تحقق ذلك على مستوى الأحزاب، فإن القناعة بالحوار والتفاهم بين كافة الأطراف سيكون حافزا أكبر لتفهم الواحد للآخر.. وستكون حصيلته السياسية، رديفا كبيرا وداعما لتلك التوصيات الأكاديمية.. حيث أن هؤلاء الشباب، يعتبرون جسورا حقيقية، تربط بين مجتمعاتهم الأصلية والمجتمع الألماني، وينبغي أن يكونوا عناصر نشطة في حوار الثقافات من خلال المنظمات الحزبية السياسية.. فالأجيال الجديدة من هؤلاء الشباب العربي المثقف، شبت وترعرعت بألمانيا، وتحمل الأغلبية منهم الجنسية الألمانية، ويشعر الكثير منهم، بأنهم أوربيون وطنا، ومسلمون دينا.. كما يعتبر العديد من هؤلاء الشباب المجتمع الألماني، مجتمعهم الذي لا بديل عنه، ويفكر القليل منهم بالرجوع إلى بلد أبائهم..:blushing::blushing::blushing::blushing::thumbup: