.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
.
.
.
| الغـُربة |
أمر شاقٌّ وخطبٌ موجع , وإن كانت منحة في طيّها آلاف منحة ..
| الغـُربة |
حروف مرة .. لايشعر بمرارتها إلا من تذوقها ..
و معانٍ ملتهبة .. لا يحترق بنارها إلا من جرّبها ..
الكل شعروا بتلك المرارة .. ولا مسوا تلك الحرارة ..
خصوصا من تربطهم تلك الحروف بأحبابهم المغتربين ..
شعورهم صادق انبثق من قول الحق تبارك وتعالى : (( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ .. ))
ومن قول الحبيب صلى الله عليه وسلّم : " مثلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم
كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر "
حملـة
وهذه الأسطر هي كلمات بسيطه
لأرواح تسكن الغربة , تتنفس البعد ، وتتحرّق لهيبه ..
سائلين الله تعالى أن يلمّ الشمل ، وأن يهوّن الأيام علي كل مغترب ..
غريبٌ قريبٌ في وجودكَ والذكرِ ** تحيط بك الأرواح من حيث لا تدري
حناناً , صلاةً لا تفارق خطوكم ** على ضوء ذكرى طيفكم تسري
| القسم الأول |
( أن يقيم للدعوة إلى الإسلام والترغيب فيه )
وهذا نوع من الجهاد؛ فالدّعوة فرض كفاية على من قدر عليها ، بشرط أن تتحقق الدعوة ، وأن لا يوجد من يمنع منها أو من الاستجابة إليها ؛ لأن الدعوة إلى الإسلام من واجبات الدين ، وهي طريقة المرسلين ، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتبليغ عنه في كل زمان ومكان ، فقال : ( بلغوا عني ولو آية )
| القسم الثاني |
( أن يقيم لدراسة أحوال الكافرين )
والتعرف على ما هم عليه من فساد العقيدة ، وبطلان التعبد ، وانحلال الأخلاق ، وفوضوية السلوك ، ليحذر الناس من الاغترار بهم ، ويبين للمعجبين بهم حقيقة حالهم .
وهذه الإقامة نوع من الجهاد أيضاً لما يترتب عليها من التحذير من الكفر وأهله ، المتضمن للترغيب في الإسلام وهديه ؛ لأن فساد الكفر دليل على صلاح الإسلام ، كما قيل: وبضدّها تتبين الأشياء ، لكن لا بد أن يتحقق مراده بدون مفسدة أعظم منه ، فإن لم يتحقق مراده بأن مُنع من نشر ما هم عليه والتحذير منه ، فلا فائدة من إقامته ، وإن تحقق مراده مع مفسدة أعظم ، مثل : أن يقابلوا فعله بسب الإسلام ورسول الإسلام وأئمة الإسلام ، وجب الكفّ لقوله تعالى : { وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } .
.
وهذه الإقامة نوع من الجهاد أيضاً لما يترتب عليها من التحذير من الكفر وأهله ، المتضمن للترغيب في الإسلام وهديه ؛ لأن فساد الكفر دليل على صلاح الإسلام ، كما قيل: وبضدّها تتبين الأشياء ، لكن لا بد أن يتحقق مراده بدون مفسدة أعظم منه ، فإن لم يتحقق مراده بأن مُنع من نشر ما هم عليه والتحذير منه ، فلا فائدة من إقامته ، وإن تحقق مراده مع مفسدة أعظم ، مثل : أن يقابلوا فعله بسب الإسلام ورسول الإسلام وأئمة الإسلام ، وجب الكفّ لقوله تعالى : { وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } .
.
|
.
|| القسم الثالث
( أن يقيم لحاجة خاصة مباحة )
كالتجارة والعلاج ، فتباح الإقامة بقدر الحاجة ، وقد نص أهل العلم رحمهم الله على جواز دخول بلاد الكفار للتجارة وأثروا ذلك عن بعض الصحابة .
| | القسم الرابع |
( أن يقيم للدراسة )
وهي من جنس ما قبلها - إقامة لحاجة - لكنها أخطر منها وأشد فتكاً بدين المقيم وأخلاقه .
| القسم الخامس |
( أن يقيم للسكن )
وهذا أخطر مما قبله وأعظم ؛ لما يترتب عليه من المفاسد : بالاختلاط التام بأهل الكفر ، وشعوره بأنه مواطن ملتزم بما تقتضيه الوطنية ، من مودة ، وموالاة ، وتكثير لسواد الكفار ، ويتربى أهلُه بين الكفر ، فيأخذون من أخلاقهم وعاداتهم ، وربما قلدوهم في العقيدة والتعبد ، ولذلك جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( من جامع المشرك ، وسكن معه ، فإنه مثله )) فإن المساكنة تدعو إلى المشاركة .
وكيف تطيب نفس مؤمن أن يسكن في بلاد كفار تُعلن فيها شعائر الكفر ، ويكون الحكم فيها لغير الله ورسوله ، وهو يشاهد ذلك بعينيه ويسمعه بأذنيه ، ويرضى به ؟! بل ينتسب إلى تلك البلاد ، ويسكن فيها بأهله وأولاده ، ويطمئن إليها كما يطمئن إلى بلاد المسلمين ، مع ما في ذلك من الخطر العظيم عليه وعلى أهله وأولاده ، في دينهم وأخلاقهم .
وكيف تطيب نفس مؤمن أن يسكن في بلاد كفار تُعلن فيها شعائر الكفر ، ويكون الحكم فيها لغير الله ورسوله ، وهو يشاهد ذلك بعينيه ويسمعه بأذنيه ، ويرضى به ؟! بل ينتسب إلى تلك البلاد ، ويسكن فيها بأهله وأولاده ، ويطمئن إليها كما يطمئن إلى بلاد المسلمين ، مع ما في ذلك من الخطر العظيم عليه وعلى أهله وأولاده ، في دينهم وأخلاقهم .