المحبه للخير
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 9 ديسمبر 2006
- المشاركات
- 251
- نقاط التفاعل
- 3
- النقاط
- 17
- العمر
- 44
أختي التوأم ونصيحتها قبل الرحيل
بدت أختي شاحبة الوجه نحيلة الجسم ، لكنها كعادتها تقرأ القرآن الكريم ، تبحث عنها تجدها في مصلاها راكعة ساجدة رافعة يديها إلى السماء ، هكذا في الصباح وفي المساء وفي جوف الليل لا تفتر ولا تمل .
كنت أحرص على قراءة المجلات الفنية ... أشاهد الفيديو بكثرة لدرجة أني عرفت به ... ومن أكثر من شيء عرف به ... لا أؤدي واجباتي كاملة ولست منضبطة في صلواتي .
بعد أن أغلقت جهاز الفيديو وقد شاهدت أفلاما منوعة لمدة ثلاث ساعات متواصلة ، هاهو ذا الأذان يرتفع من المسجد المجاور ، عدت إلى فراشي .
تناديني من مصلاها ، قلت نعم ماذا تريدين يا نورة ؟
قالت لي بنبرة حادة ، لا تنامي قبل أن تصلي الفجر ...
الجنـــــــة أو النــــــار
أوه ... بقي ساعة على صلاة الفجر وما سمعته كان الأذان الأول بنبرتها الحنونة هكذا هي حتى قبل أن يصيبها المرض الخبيث وتسقط طريحة الفراش .
نادتني : تعالي يا هناء إلى جانبي ... لا أستطيع إطلاقا رد طلبها ... تشعر بصفائها وصدقها نعم ما تريدين ؟
سكتت برهة ... ثم سألتني : ألم تؤمني بالموت ؟
بلى مؤمنة
ألم تؤمني بأنك ستحاسبين على كل صغيرة وكبيرة ؟
بلى ، لكن الله عفور رحيم والعمر طويل .
يا أختي ألا تخافين من الموت وبغتته ؟
أنظري هندا أصغر منك وتوفيت في حادث سيارة ... وفلانة وفلانة ... الموت لا يعرف العمر وليس مقياسا له .
أجبتها بصوت خائف إنني أخاف من الظلام واخفتيني من الموت ، كيف أنام الآن ؟
فجأة .... تحشرج صوتها واهتز قلبي ... ما لك بما تفكرين ؟ جاءني صوتها القوي هذه المرة ... هل تعتقدين أني أقول هذا لأني مريضة ؟ كلا ... ربما أكون أطول عمرا من الأصحاء ... وأنت إلى متى ستعيشين ؟ ربما عشرين سنة ... ربما أربعين ... ثم ماذا ؟
لمعت يدها في الظلام وهزتها بقوة ... لا فرق بيننا ، كلنا سنرحل وسنغادر هذه الدنيا إما إلى الجنة أو النار ...
تصبحين على خير ، هرولت مسرعة وصوتها يطرق في أذني هداك الله ، لا تنسي الصلاة .
وفي الثامنة صباحا أسمع طرقا على الباب ... هذا ليس موعد استيقاظي ، بكاء وأصوات ، ماذا جرى ؟
لقد تردت حالة نورة وذهب بها أبي إلى المستشفى .
إنا لله إنا إليه راجعون ...
مع غروب شمس ذلك اليوم الحزين ، ساد صمت طويل في بيتنا ، دخلت عليا ابنة خالتي ، ابنة عمتي .
أحداث سريعة كثر القادمون اختلطت الأصوات ، شيء واحد عرفته ، نورة ماتت .
لم أعد أميز من جاء ولا أعرف ماذا قالوا ، يا الله ، أين أنا ؟ وما ذا يجري ؟ عجزت حتى عن البكاء ...
تذكرت من قاسمني رحم أمي ، فنحن توأمان ، تذكرت من شاركتني همومي ، تذكرت من نفست عني كربتي ، ومن دعت لي بالهداية ، ومن ذرفت دموعها ليال طويلة وهي تحدثني عن الموت والحساب .
الله المستعان ، هذه أول ليلة لما في قبرها اللهم ارحمها ونور لها قبرها هذا هو مصلاها وهذا هو مصحفها وهذا وهذا ....
تذكرتها وبكيت على أيامي التي الضائعة بكيت بكاء متواصلا ودعوت الله أن يتوب علي ويعفو عني وأن يثبتها في قبرها .
اللهم أمين يارب ارحمها وارحم جميع المسلمين واهدنا إلى الصراط المستقيم
قصة نقلتها لكم من جريدة
أختكم في الله : المحبــه للخيـــر الجزائريــــة
بدت أختي شاحبة الوجه نحيلة الجسم ، لكنها كعادتها تقرأ القرآن الكريم ، تبحث عنها تجدها في مصلاها راكعة ساجدة رافعة يديها إلى السماء ، هكذا في الصباح وفي المساء وفي جوف الليل لا تفتر ولا تمل .
كنت أحرص على قراءة المجلات الفنية ... أشاهد الفيديو بكثرة لدرجة أني عرفت به ... ومن أكثر من شيء عرف به ... لا أؤدي واجباتي كاملة ولست منضبطة في صلواتي .
بعد أن أغلقت جهاز الفيديو وقد شاهدت أفلاما منوعة لمدة ثلاث ساعات متواصلة ، هاهو ذا الأذان يرتفع من المسجد المجاور ، عدت إلى فراشي .
تناديني من مصلاها ، قلت نعم ماذا تريدين يا نورة ؟
قالت لي بنبرة حادة ، لا تنامي قبل أن تصلي الفجر ...
الجنـــــــة أو النــــــار
أوه ... بقي ساعة على صلاة الفجر وما سمعته كان الأذان الأول بنبرتها الحنونة هكذا هي حتى قبل أن يصيبها المرض الخبيث وتسقط طريحة الفراش .
نادتني : تعالي يا هناء إلى جانبي ... لا أستطيع إطلاقا رد طلبها ... تشعر بصفائها وصدقها نعم ما تريدين ؟
سكتت برهة ... ثم سألتني : ألم تؤمني بالموت ؟
بلى مؤمنة
ألم تؤمني بأنك ستحاسبين على كل صغيرة وكبيرة ؟
بلى ، لكن الله عفور رحيم والعمر طويل .
يا أختي ألا تخافين من الموت وبغتته ؟
أنظري هندا أصغر منك وتوفيت في حادث سيارة ... وفلانة وفلانة ... الموت لا يعرف العمر وليس مقياسا له .
أجبتها بصوت خائف إنني أخاف من الظلام واخفتيني من الموت ، كيف أنام الآن ؟
فجأة .... تحشرج صوتها واهتز قلبي ... ما لك بما تفكرين ؟ جاءني صوتها القوي هذه المرة ... هل تعتقدين أني أقول هذا لأني مريضة ؟ كلا ... ربما أكون أطول عمرا من الأصحاء ... وأنت إلى متى ستعيشين ؟ ربما عشرين سنة ... ربما أربعين ... ثم ماذا ؟
لمعت يدها في الظلام وهزتها بقوة ... لا فرق بيننا ، كلنا سنرحل وسنغادر هذه الدنيا إما إلى الجنة أو النار ...
تصبحين على خير ، هرولت مسرعة وصوتها يطرق في أذني هداك الله ، لا تنسي الصلاة .
وفي الثامنة صباحا أسمع طرقا على الباب ... هذا ليس موعد استيقاظي ، بكاء وأصوات ، ماذا جرى ؟
لقد تردت حالة نورة وذهب بها أبي إلى المستشفى .
إنا لله إنا إليه راجعون ...
مع غروب شمس ذلك اليوم الحزين ، ساد صمت طويل في بيتنا ، دخلت عليا ابنة خالتي ، ابنة عمتي .
أحداث سريعة كثر القادمون اختلطت الأصوات ، شيء واحد عرفته ، نورة ماتت .
لم أعد أميز من جاء ولا أعرف ماذا قالوا ، يا الله ، أين أنا ؟ وما ذا يجري ؟ عجزت حتى عن البكاء ...
تذكرت من قاسمني رحم أمي ، فنحن توأمان ، تذكرت من شاركتني همومي ، تذكرت من نفست عني كربتي ، ومن دعت لي بالهداية ، ومن ذرفت دموعها ليال طويلة وهي تحدثني عن الموت والحساب .
الله المستعان ، هذه أول ليلة لما في قبرها اللهم ارحمها ونور لها قبرها هذا هو مصلاها وهذا هو مصحفها وهذا وهذا ....
تذكرتها وبكيت على أيامي التي الضائعة بكيت بكاء متواصلا ودعوت الله أن يتوب علي ويعفو عني وأن يثبتها في قبرها .
اللهم أمين يارب ارحمها وارحم جميع المسلمين واهدنا إلى الصراط المستقيم
قصة نقلتها لكم من جريدة
أختكم في الله : المحبــه للخيـــر الجزائريــــة