..........يا إلاهي، ماذا حدث،....عيوبُنا نجهلها ولا نرى إلا عيوب الآخرين........

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

مهديmido

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
18 مارس 2009
المشاركات
6,389
نقاط التفاعل
55
النقاط
317
العمر
37
باسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله وسلم على المصطفى محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له
الحمد لله والشكر لله
إنك لما تسيرُ في الطرقاتِ، تـَرَى العجبَ من النفايات على اختلافِ أنواعِها تتناثرُ هنا وهناك، فتسخطـُ على المشهدِ المثير للغضب، إنها لوحاتـٌ تـُعبـِرُ عن وَعْـيـنـَا وحَضارتنا، إنـَها تشهدُ عليها السماواتـُ والأرضُ في ظِل وُجـُودِنـَا،
في الأحياء الشعبية غالبا، لا يسلمُ أيُ جانب تقريبا من (القاذورات)، وحين تسألُ عن المتسبب في هذه الفوضى العارمة التي تحل بهذه النواحي، الكل يُحمل الآخر المسؤولية عن هذا الخلل، أو الكل يُحمل المسؤولين المكلفين بهذه المسؤولية،
أسِيرُ على الطريق فأشتري بـِمَبْلـَغ بسيط (حفنة صغيرة من الكاوكاو) يَضعُها لي البائع في ورقة، انصرفتـُ بضع خطوات وأفرغتـُ حمولة الورقة في جيبي، ورميتـُ بها في الأرض.
يا إلاهي، ماذا حدث،
انتبهتـُ من تلقاء نفسي وبخجل شديد اكتشفتـُ بأني أنا كذلك ساهمتـُ من حيث لا أدري في هذه الفوضى،
الكل يقول، ما هذا التخلف الذي نعيشه ونشهدُهُ في عصرنا هذا، الطائراتـُ يصنعها غيرنا، السيارات كذلك، والمعدات الحربية المتطورة، والمعدات الضخمة السلمية، الإختراعات الطبية، الإكتشافات في الفضاء والمحيطات ووو...و..و..ووو...
وأنا ما زلتـُ أسيرُ في الطريق وأنظرُ إلى شخص أو آخـَرَ جالس في مقهى أو يسيرُ في الطريق فألومُهم على تخلـُفِهم وعدم تعلـُمِهم وَوُصُولِهمْ بنا إلى مراتب عالية من التقدم، فأسخر من عقليتهم.
فحاورتـُ نفسي وقلتـُ لها ماذا أسديتِ من خدمة أنتِ لهذه الأمة،
يا إلاهي، ماذا حدث،
انتبهتـُ من تلقاء نفسي وبخجل شديد اكتشفتـُ بأني أنا كذلك ساهمتـُ من حيث لا أدري في تـَخـَلُفِ هذه الأمة،
الصفحاتـُ في المنتدياتِ والجرائد والمجلات وكذا التصريحاتـُ في القنواتِ، في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة تـُنـَدِدُ بهذا التخلف الحاصل لهذه الأمةِ، كلُ مَنـْ أرَادَ أنـْ يَتـَحدثـَ تـَرَاهُ مُـتـَحَمِسا ومُنـْدَفِعا، (الملايين من الأشخاص)، وهذه الملايين هي تقريبا تتكون منها هذهِ الأمة.
وأنا ما زلتـُ أسيرُ وأقولُ في نفسي، لمذا هذه الملايين لا تقومُ وقفة رجل واحدٍ فتـُغـَيرَ حالَ هذه الأمة،
يا إلاهي، ماذا حدث،
انتبهتـُ من تلقاء نفسي وبخجل شديد وجدتـُنِي أنا كذلك أكتـُبُ مثلهُم ولا أريدُ أن أقومَ وقفة رجل واحد فأغير حال هذه الأمة،
عـُيـُوبـُنـَا نـَجـْهـَلـُهـَا، ولا نرى إلا عـَيـُوبَ الآخرينَ،
إننا أمة نائمة ونخلدُ في سُباتٍ عميق، إننا أمة عاجزة انطلاقا من أنفسنا، إننا أمة تذوقنا لذة التواكل فانغمسنا فيه،
قال الله تعالى:
(واعلموا أن الله يعلمُ ما في أنفـُسِكـُم فاحذروه) سورة البقرة، الآية،235
(وكان الله على كل شيء رقيبا) سورة الأحزاب، الآية،52
(وهو معكم أين ما كنتم) سورة الحديد، الآية،4
(ألم يعلم أن الله يرى) سورة العلق، الآية،14
(فإنك بأعيننا) سورة الطور، الآية،48
(يعلم خائنة الأعين وما تـُخفي الصدور) سورة غافر، الآية،19
لكن أبشروا يا إخواني بالخير القادم بإذن الله، لقد وعد الله المؤمنين بالخير الكثير،
قال الله تعالى:
(فـَسَوْفـَ يَأتِي الله بــِقـَوْم يُحِبهُمْ ويُحبونهُ أذِلةٍ عَلى المُؤمنين أعِزةٍ عَلى الكـَافِرين يُجَاهِدُون فِي سَبـِـيل اللهِ وَلا يَخـَافـُونـَ لوْمَة لائِم)(المائدة54)
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
وسلام إن شاء الله إلى جنة الفردوس جميعا
آمين​
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top