أصرخ
هل أنت َ لي تستمع
هل لـ نبضاتي و وقعـهـا تستمع
إني بــ ِ أعلى صوت ٍ لي أصرخ
أخبرني
أنك َ لي تستمع
أومئ لي بــأنك َ لــ ِ وقع أنيني تستمع
أنــا
أصرخ
أخشى أن يختفي صوتي ويكويني بالألــم صمتي
أصرخ
هل من الـمعقول أنك َ حبيبي لي لا تستمع
دعني أخبرك َ أني أنزف ُ ألـما ً
فــ َ أنــا أريدك
أتدري ما معنى أني أريدك
أنــا أخشى أن يختطفني زمانا ً مكانا ً أو بني إنسان
أنــا أخشى أن يختطفني زماني ولا أدري أين َ هي َ أنــا وأين َ هــوَ أنت
أنــا أخشى أن يقتلني يوما ً الفراق
ولكـم أرهقني وأتعبني الفراق
أحيـانـا ً ينهش ُ بـ مساحات ِ النقاء بداخلي
وأحيانــا ً يغتال ُ لحظات َ الفرح بداخلي
وأحيانــا ً يحرق ُ ثواني الشوق َ بداخلي
وأحيانــا ً يخنق ُ كل كــَم الأنفاس بداخلي
حبيبي
إني أصرخ وبحجم ِ صراخي أنــا أختنق
أنـا أختنق
أنــا أختنق
أنــا أختنق
هبني من أنفاسك َ ولو القليل
إني بحاجة ٍ فـقط لـ القليل
وليتك َ تدري ما يفعل ُ بي هذا القليل
وليتك َ تدري ما أثر ُ هذا القليل
وليتك َ تدري ما سحر ُ هذا القليل
ليتك َ تدري ما يجري في حنايا هذي الضعيفة َ بداخلي
ليتك َ تدري حجم َ الألـم الذي يخلفـه ُ رحيلك َ بداخلي
ليتك َ تدري طفلتك َ الصغيرة ما حالـهـا في ابتعادك
ليتك َ تدري دموعا ً كيف َ تهمرها عيناها في داخلي
ليتك َ تدري هذيانـا ً يصيبها ما أن تلتفت ً وترحل
ليتك َ تدريمدللـتك َ الصغيرة ما حالـهـا في ثواني غيابك
ليتك َ تدري كيف َ تلثم ُ الألـم وتـتـذوق ُ الآهـ
ليتك َ تدري حال ُ قمرك َ في غيابك
وكيف َ سيكون وشـمسا ً عنـه ُ تغيب
أيــا شمسي ليتك َ لا تغيب
ليتك َ تدري ما هو َ حجم قسوة َ غيابك
ألا ليتك َ لا تغيب
وليتكَ تدري ما بحالي يجري ما أن تغيب َ وعن عيني َ تختفي
وليتك َ تدري حال َ عيوني بعد َ أن يرحل َ عنها النور
وكيف َ تـؤلـمني
ليتك َ تدري لون َ جفوني حين َ عنك َزمنـا ً وقـدرا ً وبشرا ً
يبعدوني
ليتك َ تدري صمت َ أنيني
وحزن َ حنيني
ولون َ سنيني
حينما يعزفني الشوق َ أنشودة ً من الألـم
بعد َ أن يبعدني الوقت عن صدرك َ كي لا تحتويني
ليتك َ يا حبيبي تدري
أني أضيع
وأني أتـوهـ
وأني أصرخ
وأني أتـألــم
وأني أشتاق
وأني أحن
وأني أتعذب
وكيف َ يا حبيبي في غيابك
أنــا أمـوت
ليتك َ تدري أني أجهل إن كنت َ بحالي دونك َ تدري
وإن كنت بكل ما بي بعيدا ً عنك َ تدري
ليتك َ تدري
كيف َ عنك َ أبحث
أزورُ صحاري وأنثر رمالا ً وأسأل ُ جبالا ً
أدورُ حولي وحول َ نفسي
وأصرخ
قد كـان َ هنـا
قد كان َ بين َ نبضي وعبر َ صوت َ فرحي
ولكنك
.
.
.
.
ولكنك َ حبيبي رحلت َ وأخذت َ معك َ فرحي
أملي
حلمي
شوقي
مرحي
سعادتي
وما تبقى لي منك َ بعد غيابك سوى أنيني
ليتك َ تدري كيف َ أغمضُ عيني بحثا ً عنك َ فيهما
فأذكر ُ أنك َ مني يوما ً طلبت أن أجعل َ مسكنكَ عيوني
ألا تشتاق ُ يا حبيبي لـ عيوني
ليتك َ تدري
كيفَ أخفي كفيَ في حنايا الـوسـادة
تلك َ التي تأتيني كل َ ليلة ٍ بـ حلم ٍ أنت َ فيـه
أبحث ُ عنك َ فيـها
ظنا ً مني أنك َ فيها تختبئ
ليتك َ تدري كيف َ أسأل ُ عنك َتلك َ الليلة
أتذكر ُحبيبي أيضا ً حينما تخبرني أن الليل َ جميلا ً معي
وأن السهر َ جميلا ً معي
فأذهب ُ وأبحث ُعنك َ هنـاك
ظنا ً مني أنك َ فيـه ِ تكون
أبحث ُ بينَ كل ِ نجمة ٍ وأخرى
عللي أجدك َ مختبئا ً في إحداهـا أو في ضوء إحداها
ليتك َ تدري كيف َ أزورُ كلَ ما تحادثني عنـه في وجودك
ظنا ً مني أنك َ هناك
حتى أني أبحث ُ عنك َ في داخلي
بين َ نبضاتي
كلما نبض َ قلبي بـ نبضة ٍ سألتهـا أتعلمين َ أين َ حبيبي
ألديك ِ علم ٌ أين َ هو حبيبي
يـــاااا حبيبي
ليتك َ تدري
حجم الهذيان الذي أصلـه في ابتعادك
وفي رحلة ِ البحث عنك في جوانحي
كلما تذكرت ُ شيئا ً حادثتني فيـه رحت ُ أبحثُ عنك َ فيـه
أتدري وترى حجم َ هذياني
أتدري وترى حجم َ معاناتي
أتدري وترى حجم َ أنيني حينما أفكر ُ وأسال ُ نفسي أين َ أنت
ويصمت ُ هذياني لحظات
وأصمت ُ بصوتي وصمتي وحنيني وأنيني وكل ما يعتليني لـ لحظات
ومن ثم َ
إلى هـمسـك َ حبيبي
أجدني أستمع
وأذكر ُ أنك َ يوما ً لي قلت
إنك َ معي دوما ً وأنك َ عني لا تبتعد
ويختفي صوتكَ والهمس
وأعود ُ من جديد لأهذي أكثر
ويطول ُ انتظاري
فـ حتى هذياني يا حبيبي ليس َ بيدي وليس َ بمقدرتي التحكم فيـه
وأعود ُ وأصرخ ُ أصرخ أصرخ من جديد
وأبحث ُ عنك َ بـ شوق ٍ جديد
ولهفة ٍ لــ لقاءك َ أكثر وأكبر
وأبكي أكثر
وأسأل ُ نفسي
أين َ من قال أنـه ُ لدي ومعي دومــا ً
ولا أجدك
وعبثا ً أن تأتيني
وعبثا ً أن أجد َ لغة َ شوق ٍ تكفيني

وليتك َ تدري
منقول