السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الظنون القاتلة
أحمد فتحي إبراهيم
الظنون القاتلة كالسهام القاتلة... بعض الناس في معظم أحوالهم يفهمون غيرهم على غير الصحيح فيسيئون الظن
بهم ويبنون عليها أقوالاً وأفعالاً ما أنزل الله بها من سلطان.
ولكم فقد الواحد منا صديقاً له بسبب هذه الظنون التي هي في غير محلها، وأحسب أن السبب في هذا هو عدم
الفهم الصحيح للآخرين؛ فالمترجم الذي نمتلكه في أحيان كثيرة يترجم لنا بالخطأ ما هو واضح وجلي.
وأنا شخصياً مررت بتجارب كثيرة في هذا المضمار؛ فاختلاف عقولنا وأفهامنا أمر عادي قد وضعه الله تبارك وتعالى فينا،
لكننا نصمم على أن رأينا في شخص ما هو ما اعتمده العقل ووصل إلى النتيجة النهائية فيه. وبعد ذلك تتضح الحقيقة
الجلية بأن معظم ما كنا نفكر فيه كان وهماً وخيالاً وليس يقترب من الحقيقة في شيء.
وهنا أورد لكم بعض ما يتناقله بعض الناس - كالموظفين مثلاً - فيما بينهم: فهذا وذاك يعتبران أن مديرهما متسلط
ويأخذ قراراته الفردية بمفرده، وأنه لا يرغب في وجود أي منهما معه في العمل؛ لذلك فهو يعاملهما معاملة قاسية؛
ويتناقل الاثنان هذا الكلام ويرددانه بينهما ويأخذان من عرضه الكثير والكثير، ولكنهما يكتشفان بعد فترة أنه هو هو ذات
الشخص يتقرب إليهما ويحبهما ويخاف عليهما ويتمنى لهما كل خير، عندها يشعر كل منهما بأنه صغير وأنهما ما كان
يجب عليهما أن يظنا تلك الظنون.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة عندما أتته أم المؤمنين صفية رضي الله عنها وهو معتكف فلما
رجعت مشى معها فأبصره رجل من الأنصار، فلما أبصره دعاه فقال: "تعال، هي صفية، فإن الشيطان يجري من ابن
آدم مجرى الدم" (رواه البخاري).
وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لأحد الجالسين في مجلسه: إذا خرجت من فاه أخيك كلمة وأغضبتك
فأحسن بها الظن وافتح لها من حسن الظن سبعين باباً فلربما لم يكن يقصد بها ما يسوؤك.
ولا ننسى كم فعلت حادثة الإفك بالمسلمين في عهد النبوة حتى إنها قسمتهم إلى أقسام وفرق في شأن هذا
الأمر، ولكن القرآن العظيم ينزل ويبين لهم أن الصحيح أن لا يظن أحد بأحد شراً، بل إن الله سبحانه امتدح من فعل ذلك؛
كأبي أيوب الأنصاري وزوجته رضي الله عنهما.
وصدق الله العظيم حيث قال:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ... } (الحجرات:12).
الظنون القاتلة
أحمد فتحي إبراهيم
الظنون القاتلة كالسهام القاتلة... بعض الناس في معظم أحوالهم يفهمون غيرهم على غير الصحيح فيسيئون الظن
بهم ويبنون عليها أقوالاً وأفعالاً ما أنزل الله بها من سلطان.
ولكم فقد الواحد منا صديقاً له بسبب هذه الظنون التي هي في غير محلها، وأحسب أن السبب في هذا هو عدم
الفهم الصحيح للآخرين؛ فالمترجم الذي نمتلكه في أحيان كثيرة يترجم لنا بالخطأ ما هو واضح وجلي.
وأنا شخصياً مررت بتجارب كثيرة في هذا المضمار؛ فاختلاف عقولنا وأفهامنا أمر عادي قد وضعه الله تبارك وتعالى فينا،
لكننا نصمم على أن رأينا في شخص ما هو ما اعتمده العقل ووصل إلى النتيجة النهائية فيه. وبعد ذلك تتضح الحقيقة
الجلية بأن معظم ما كنا نفكر فيه كان وهماً وخيالاً وليس يقترب من الحقيقة في شيء.
وهنا أورد لكم بعض ما يتناقله بعض الناس - كالموظفين مثلاً - فيما بينهم: فهذا وذاك يعتبران أن مديرهما متسلط
ويأخذ قراراته الفردية بمفرده، وأنه لا يرغب في وجود أي منهما معه في العمل؛ لذلك فهو يعاملهما معاملة قاسية؛
ويتناقل الاثنان هذا الكلام ويرددانه بينهما ويأخذان من عرضه الكثير والكثير، ولكنهما يكتشفان بعد فترة أنه هو هو ذات
الشخص يتقرب إليهما ويحبهما ويخاف عليهما ويتمنى لهما كل خير، عندها يشعر كل منهما بأنه صغير وأنهما ما كان
يجب عليهما أن يظنا تلك الظنون.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة عندما أتته أم المؤمنين صفية رضي الله عنها وهو معتكف فلما
رجعت مشى معها فأبصره رجل من الأنصار، فلما أبصره دعاه فقال: "تعال، هي صفية، فإن الشيطان يجري من ابن
آدم مجرى الدم" (رواه البخاري).
وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لأحد الجالسين في مجلسه: إذا خرجت من فاه أخيك كلمة وأغضبتك
فأحسن بها الظن وافتح لها من حسن الظن سبعين باباً فلربما لم يكن يقصد بها ما يسوؤك.
ولا ننسى كم فعلت حادثة الإفك بالمسلمين في عهد النبوة حتى إنها قسمتهم إلى أقسام وفرق في شأن هذا
الأمر، ولكن القرآن العظيم ينزل ويبين لهم أن الصحيح أن لا يظن أحد بأحد شراً، بل إن الله سبحانه امتدح من فعل ذلك؛
كأبي أيوب الأنصاري وزوجته رضي الله عنهما.
وصدق الله العظيم حيث قال:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ... } (الحجرات:12).