belloumi10
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 9 ماي 2007
- المشاركات
- 46
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 2
البـارودي وقصيدة ( خوف معشوقة)
سيرة ذاتية:
البارودي (1840- 1904) هو محمود سامي البارودي، من أسرة جركسية ذات جاه ونسب، وينتسب أجداده إلى حكام مصر المماليك. تيتم وهو في السابعة من عمره، وتلقى دروسه الأولى في البيت حتى بلغ الثانية عشرة من عمره، ثم التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج فيها سنة 1854 وهو في سن السادسة عشرة من عمره في عهد عباس الأول. ثم لم يجد البارودي عملا يعمله، وكان يود أن يحقق في طريق الجندية آمالا ضخمة، لذلك وجد نفسه مسوقا إلى كتب الأقدمين يلتهمها التهاما، فراقه من التراث الأدبي شعر الفخر والحماسة، ووصف ميادين القتال، وأعمال الأبطال، وتحركت فيه ملكة الشعر الكامنة في حنايا فؤاده، فنظمه، أسوة بامرئ القيس، وابن المعتز، وأبي فراس، وغيرهم. ثم ضاقت به مصر، فرحل إلى الآستانه، والتحق بوزارة الخارجية، وأتقن التركية والفارسية، وحفظ كثيرا من أشعارهما وقال الشعر فيهما، ثم عاد إلى مصر، والتحق بحاشية الخديوي، ووصل إلى رتبة "قائمقام"، واشترك في معارك جزيرة "كريت"، وقلد منصب "اللواء" بعد مشاركته سنة 1878م في حرب تركيا ضد روسيا. ولما عاد من حرب البلقان وهو في الأربعين من عمره عين مديرا للشرقية ثم محافظا، ثم وزيرا للأوقاف والحربية، ثم رئيسا للوزارة. ومع اندلاع الثورة وانهزام العرابي نتيجة الغدر والخيانة، حوكم زعماء الثورة ونفوا إلى "سرنديب" - إحدى جزر الهند - ومن بينهم البارودي، حيث مكث سبعة عشر عاما قال فيها القصائد الخالدة التي يبثها شكواه وحنينه إلى وطنه ويصف ما حوله، ويرثي من مات من أهله وأصدقائه. وأورث طول النفي البارودي السقام والعلل، فكف بصره، وضعف سمعه، ووهن جسمه.
ورجع مصر عام 1900م مع بقية المنفيين وقد خطف الموت ابنتيه وزوجته، فلم تمهله المنية طويلا.
شعر البارودي
يعد البارودي رائد الشعر العربي في العصر الحديث؛ حيث وثب به وثبة عالية لم يكن يحلم بها معاصروه، ففكّه من قيوده البديعية وأغراضه الضيقة، ووصله بروائعه القديمة وصياغتها المحكمة، وربطه بحياته وحياة أمته.
وهو إن قلّد القدماء وحاكاهم في أغراضهم وطريقة عرضهم للموضوعات وفي أسلوبهم وفي معانيهم، فإن له مع ذلك تجديدًا ملموسًا من حيث التعبير عن شعوره وإحساسه، وله معان جديدة وصور مبتكرة.
وقد نظم الشعر في كل أغراضه المعروفة من غزل ومديح وفخر وهجاء ورثاء، مرتسمًا نهج الشعر العربي القديم، غير أن شخصيته كانت واضحة في كل ما نظم؛ فهو الضابط الشجاع، والثائر على الظلم، والمغترب عن الوطن، والزوج الحاني، والأب الشفيق، والصديق الوفي.
وترك ديوان شعر يزيد عدد أبياته على خمسة آلاف بيت، طبع في أربعة مجلدات، وقصيدة طويلة عارض بها البوصيري، أطلق عليها "كشف الغمة"، وله أيضًا "قيد الأوابد" وهو كتاب نثري سجل فيه خواطره ورسائله بأسلوب مسجوع، و"مختارات البارودي" وهي مجموعة انتخبها الشاعر من شعر ثلاثين شاعرًا من فحول الشعر العباسي، يبلغ نحو 40 ألف بيت.
وفاته
بعد عودته إلى القاهرة ترك العمل السياسي، وفتح بيته للأدباء والشعراء، يستمع إليهم، ويسمعون منه، وكان على رأسهم شوقي وحافظ ومطران، وإسماعيل صبري، وقد تأثروا به ونسجوا على منواله، فخطوا بالشعر خطوات واسعة، وأُطلق عليهم "مدرسة النهضة" أو "مدرسة الأحياء".
ولم تطل الحياة بالبارودي بعد رجوعه، فلقي ربه في (4 من شوال 1322هـ = 12 من ديسمبر 1904م).
قَالتْ وقد سمعتْ شعري فَأعجبها ---- إني أخافُ على هذا الغُــــــــلامِ أبي
أراهُ يَهتـــِفُ باسمي غيرَ مُكترثٍ ---- ولو كنى لم يدعْ للظــــــــن من سببِ
فكيفُ أصنعُ إن ذاعــــــتْ مَقالَتُهُ ------ ما بين قومي وهم من سادة العربِ
فنازَعَتْـــها فَتــاةٌ مِنْ صــــواحِبها ------- قولاً يُؤلِّفُ بين الماءِ واللـــهبِ
قالتْ دَعِيهِ يصوغُ القولَ في جُمَلٍ ------من الهوى ، فهي آياتٌ من الأدبِ
وما عليكِ وفي الأسمـــاء مُشتَرَكٌ ----- إن قال في الشِعرِ ياليلى ولم يَعِبِ ؟
وحَسْبُــهُ مِنـــكِ داءٌ لو تَضَـــمّنَهُ ------قلبُ الحمامةِ ، ما غنتْ على عَذَبِ
فاستَأنَسَتْ ، ثم قالت وهي باسمةٌ ---- إن كــان ما قلــتِ حقاً فهو في تَعــَبِ
يا حُسْنـَهُ من حديثٍ شفّ باطِــنُهُ ----- عن رِقّةٍ ألبستنــي خِلعـة الطـــربِ
سيرة ذاتية:
البارودي (1840- 1904) هو محمود سامي البارودي، من أسرة جركسية ذات جاه ونسب، وينتسب أجداده إلى حكام مصر المماليك. تيتم وهو في السابعة من عمره، وتلقى دروسه الأولى في البيت حتى بلغ الثانية عشرة من عمره، ثم التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج فيها سنة 1854 وهو في سن السادسة عشرة من عمره في عهد عباس الأول. ثم لم يجد البارودي عملا يعمله، وكان يود أن يحقق في طريق الجندية آمالا ضخمة، لذلك وجد نفسه مسوقا إلى كتب الأقدمين يلتهمها التهاما، فراقه من التراث الأدبي شعر الفخر والحماسة، ووصف ميادين القتال، وأعمال الأبطال، وتحركت فيه ملكة الشعر الكامنة في حنايا فؤاده، فنظمه، أسوة بامرئ القيس، وابن المعتز، وأبي فراس، وغيرهم. ثم ضاقت به مصر، فرحل إلى الآستانه، والتحق بوزارة الخارجية، وأتقن التركية والفارسية، وحفظ كثيرا من أشعارهما وقال الشعر فيهما، ثم عاد إلى مصر، والتحق بحاشية الخديوي، ووصل إلى رتبة "قائمقام"، واشترك في معارك جزيرة "كريت"، وقلد منصب "اللواء" بعد مشاركته سنة 1878م في حرب تركيا ضد روسيا. ولما عاد من حرب البلقان وهو في الأربعين من عمره عين مديرا للشرقية ثم محافظا، ثم وزيرا للأوقاف والحربية، ثم رئيسا للوزارة. ومع اندلاع الثورة وانهزام العرابي نتيجة الغدر والخيانة، حوكم زعماء الثورة ونفوا إلى "سرنديب" - إحدى جزر الهند - ومن بينهم البارودي، حيث مكث سبعة عشر عاما قال فيها القصائد الخالدة التي يبثها شكواه وحنينه إلى وطنه ويصف ما حوله، ويرثي من مات من أهله وأصدقائه. وأورث طول النفي البارودي السقام والعلل، فكف بصره، وضعف سمعه، ووهن جسمه.
ورجع مصر عام 1900م مع بقية المنفيين وقد خطف الموت ابنتيه وزوجته، فلم تمهله المنية طويلا.
شعر البارودي
يعد البارودي رائد الشعر العربي في العصر الحديث؛ حيث وثب به وثبة عالية لم يكن يحلم بها معاصروه، ففكّه من قيوده البديعية وأغراضه الضيقة، ووصله بروائعه القديمة وصياغتها المحكمة، وربطه بحياته وحياة أمته.
وهو إن قلّد القدماء وحاكاهم في أغراضهم وطريقة عرضهم للموضوعات وفي أسلوبهم وفي معانيهم، فإن له مع ذلك تجديدًا ملموسًا من حيث التعبير عن شعوره وإحساسه، وله معان جديدة وصور مبتكرة.
وقد نظم الشعر في كل أغراضه المعروفة من غزل ومديح وفخر وهجاء ورثاء، مرتسمًا نهج الشعر العربي القديم، غير أن شخصيته كانت واضحة في كل ما نظم؛ فهو الضابط الشجاع، والثائر على الظلم، والمغترب عن الوطن، والزوج الحاني، والأب الشفيق، والصديق الوفي.
وترك ديوان شعر يزيد عدد أبياته على خمسة آلاف بيت، طبع في أربعة مجلدات، وقصيدة طويلة عارض بها البوصيري، أطلق عليها "كشف الغمة"، وله أيضًا "قيد الأوابد" وهو كتاب نثري سجل فيه خواطره ورسائله بأسلوب مسجوع، و"مختارات البارودي" وهي مجموعة انتخبها الشاعر من شعر ثلاثين شاعرًا من فحول الشعر العباسي، يبلغ نحو 40 ألف بيت.
وفاته
بعد عودته إلى القاهرة ترك العمل السياسي، وفتح بيته للأدباء والشعراء، يستمع إليهم، ويسمعون منه، وكان على رأسهم شوقي وحافظ ومطران، وإسماعيل صبري، وقد تأثروا به ونسجوا على منواله، فخطوا بالشعر خطوات واسعة، وأُطلق عليهم "مدرسة النهضة" أو "مدرسة الأحياء".
ولم تطل الحياة بالبارودي بعد رجوعه، فلقي ربه في (4 من شوال 1322هـ = 12 من ديسمبر 1904م).
قَالتْ وقد سمعتْ شعري فَأعجبها ---- إني أخافُ على هذا الغُــــــــلامِ أبي
أراهُ يَهتـــِفُ باسمي غيرَ مُكترثٍ ---- ولو كنى لم يدعْ للظــــــــن من سببِ
فكيفُ أصنعُ إن ذاعــــــتْ مَقالَتُهُ ------ ما بين قومي وهم من سادة العربِ
فنازَعَتْـــها فَتــاةٌ مِنْ صــــواحِبها ------- قولاً يُؤلِّفُ بين الماءِ واللـــهبِ
قالتْ دَعِيهِ يصوغُ القولَ في جُمَلٍ ------من الهوى ، فهي آياتٌ من الأدبِ
وما عليكِ وفي الأسمـــاء مُشتَرَكٌ ----- إن قال في الشِعرِ ياليلى ولم يَعِبِ ؟
وحَسْبُــهُ مِنـــكِ داءٌ لو تَضَـــمّنَهُ ------قلبُ الحمامةِ ، ما غنتْ على عَذَبِ
فاستَأنَسَتْ ، ثم قالت وهي باسمةٌ ---- إن كــان ما قلــتِ حقاً فهو في تَعــَبِ
يا حُسْنـَهُ من حديثٍ شفّ باطِــنُهُ ----- عن رِقّةٍ ألبستنــي خِلعـة الطـــربِ