يحبا الا تاريخ

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

إبن الشاطئ

:: عضو مُتميز ::
إنضم
2 ديسمبر 2008
المشاركات
962
نقاط التفاعل
1
النقاط
17
إن قصة المجاهد والرائد في جيش التحرير ''برجم العربي الميلي''·· هي قصة هذا المجاهد والمواطن الذي شاهد ورأى كيف حولوا نصره ونصر رفاقه إلى خيبة أمل وخيانة وفشل مطلق·· ولم يجد هذا ''الجزائري'' المطعون في ظهره إلا طريقة واحدة·· طريقة عجيبة وغريبة للتعبير والاحتجاج عن الانحراف الخطير·· وللتأريخ، على طريقته، للخيانة التي حدثت أمام عينيه·

في سنة 1962 وفي الوقت الذي كانت الجزائر تحضر نفسها لأهم حدث تاريخي على الإطلاق·· صعدت إلى السطح الخلافات المدفونة بين الحكومة المؤقتة وأنصارها·· وهيئة الأركان وحلفائها·· وتحولت إلى صراعات مكشوفة·· وأرسل كل منهما مبعوثيه السريين إلى الداخل بحثا عن الأنصار والحلفاء الجدد·· وانفض اجتماع ''طرابلس'' على وقع الشتائم·· وانقسمت الثورة والثوار إلى قسمين·· بن بلة وبومدين وأنصارهما (جماعة تلمسان)·· وجماعة بن يوسف بن خدة والمختبئون خلف الشرعية·· الاصطدام كان حتميا·· وقد حدث·· وتقاتل الجزائريون بالبارود والسكاكين·· وخرج الشعب يصرخ ''سبع سنين بركات''·· وبمجرد حلول العام الجديد وبداية 1963· كانت الأمور قد انقلبت رأسا على عقب·· في ظل هذه الحيرة والدهشة، رزق الرائد برجم العربي بمولود صبي فسماه ''لماذا'' احتجاجا على كل ما وقع··

عام 1964، كان عاما مليئا بالمشاكل، بل والغرائب·· بن بلة يخطف بوضياف وينفيه إلى الصحراء ليلحقه فرحات عباس·· آيت أحمد يصعد إلى الجبل·· خيضر يفر بكنز الجبهة إلى سويسرا·· وفي شهر أفريل وبقاعة سينما ''ماجستيك''، يصرخ بومدين ردا على اقتراح ''تطهير الجيش'': ''من الطاهر بن الطاهر الذي يريد أن يطهر الجيش؟''·· ومن بين الذين كانوا متواجدين بالقاعة يومئذ·· الرائد برجم العربي·· الذي سيرزق بعد أيام بصبي جديد سيسميه ''اللاتاريخ''، احتجاجا وتنديدا بما رأى وسمع وعاش من أحداث في تلك السنة!

عام 64 ـ 65· كان عام تواصلت فيه المشاكل والتناقضات والخيبات·· إعدام العقيد شعباني·· آيت أحمد في السجن·· فرار بوضياف إلى المغرب·· بن بلة لا يعرف على أي ''اشتراكية'' يقف، وصراع مفتوح مع نائبه ووزير دفاعه هواري بومدين، الذي سيزيح الزعيم عن منصبه وينشر بيانا يتعهد فيه بالعودة إلى مبادئ نوفمبر والحفاظ على مكاسب الثورة·· وقد صدق الرائد برجم العربي ما قاله العقيد·· ففي 12 جويلة 1965 رزق سي العربي ببنت، فسماها على بركة الله ''بشرى''·· ومرت سنة تتبعها سنة ولا جديد في الأفق·· ليس هناك إلا ''جماعة وجدة'' و''حلفائها'' أو ''مجلس الثورة'' الذي أمم السلطة والثورة·· وتحول نتيجة ذلك·· الانقلاب في نظر سي العربي من بشرى إلى·· مشكلة·· وفي السنة الرابعة بعد الانقلاب، وفي 52 فيفري، رزق سي العربي برجم ببنت ثانية فاختار لها اسم ''مشكلة زادة''·· يعني مشكلة أخرى!· كثرة الطعنات والخيبات حملت الرجل على الذهاب إلى المغرب، رغم كل المشاكل والصعاب التي اعترضته·· ومن هناك·· من المغرب، كان الرائد برجم العربي الميلي، وهو من خصوم كل ما هو يساري وماركسي، يتابع بومدين وهو يأخذ الجزائر ويرمي بها في أحضان اليسار·· ففي سنة الإعلان عن ''الثورة الزراعية'' (1971)، رزق سي العربي بولد آخر فسماه وبدون تردد ''لاتومن''؟!·

بالرغم من المجهودات والإنجازات التي حققتها الجزائر في عهد بومدين، إلا أن سي العربي ظل على موقفه من بومدين وسياسته ونظامه·· بومدين الذي سيتوفى خمسة أشهر قبل أن يرزق سي العربي بآخر أبنائه الذي سيختار له اسما في شكل أمنية·· كان اسم الولد ''ياريت''! توفي سي برجم العربي الميلي عام 1982· ولحسن حظه وحظ أبنائه وأحفاده أنه لم يعرف جزائر العشرية ''السوداء'' و''الحمراء'' وجزائر ''العزة والكرامة'' و''ارفع راسك يا با''··

و''حكومة ورئيس حكومة مثل أويحيى'' و''أفالان بلخادم'' ودبلوماسية مدلسي و''وزارة ووزير كولد عباس'' و''نقابة سيدي السعيد''· و''تلفزيون شوقي'' و''ثقافة خليدة تومي'' و''مدرسة بن بوزيد'' و''جامعة حراوبية'' و''اقتصاد تمار'' و''معارضة لويزة حنون'' و''إسلام أبوجرة سلطاني'' و''ابن شهيد'' مثل خالد بونجمة و''ابن مجاهد'' مثل الطيب الهواري و''إرهاب القاعدة'' في ''بلاد ميكي''!·· لو عاش سي العربي، لسمعنا عن أسماء و تسميات أغرب من الخيال، خاصة وأن المأساة مستمرة·· والخراب قادم لا محالة·

بقلم: المواطن علي رحالية
 
السلام عليكم

لقد صدق من قال " الثورة تبدا بأبنائها فتأكلهم " و لكن كما قال الشاعر في توقيعك " لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أحلام الرجال تضيق " فعلينا ابقاء الأمل ومن غير المسؤول أن نقول " الخراب قادم لا محالة " هناك أجيال بريئة نقية طاهرة يمكن أن نحسن تربيتها و أن نعطيها الفرصة بعيدا عن أضغان الأمس لعلها تبني دولة قوية و ما ذلك على الله بعزيز.
 
السلام عليكم

لقد صدق من قال " الثورة تبدا بأبنائها فتأكلهم " و لكن كما قال الشاعر في توقيعك " لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أحلام الرجال تضيق " فعلينا ابقاء الأمل ومن غير المسؤول أن نقول " الخراب قادم لا محالة " هناك أجيال بريئة نقية طاهرة يمكن أن نحسن تربيتها و أن نعطيها الفرصة بعيدا عن أضغان الأمس لعلها تبني دولة قوية و ما ذلك على الله بعزيز.



شكرا جزيلا الأخ baybars
صدقت إن أحسن إستثمار هو تربية النشأ الصاعد بعيدا عن أحقاد الماضي
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top