السلام عليكم
اولا احيّي صاحب الموضوع على هذه اللفتة الطيبة و انا جد متأسف لتضيعي متابعة الموضوع لظروف خاصّة
و لكن لا مانع من ابداء رايي باختصار حول الموضوع
بالنسبة للعلمانية و فكرة فصل الدين عن الدولة ...الخ , لا اظن اثنين عاقلين يختلفان حول رفض هذا الفكر جملتا و تفصيلا لانها لا تمس بصلة لديننا و تتعارض تماما مع الفكر الاسلامي الخالص
و تجدر الاشارة ان العلمانية في اندثار و ان الاروربيين انفسهم التجؤا للتدين و العودة للكنيسة جرّاء ما شهدوه من انحلال اخلاقي .
حتى كبار السياسيين بامريكا صاروا يهتمون بالكاثوليك في الآونة الاخيرة لانهم الورقة الرابحة في الانتخابات .
و اضرب المثال بتركيا حين انهارت دولة اتاترك كبير العلمانيين باختيار من الشعب التركي نفسه .
امّا الديموقراطية فهي تصب في مجاري العلمانية و لكن بصفة غير مباشرة
و الديموقراطية بخطوطها العريضة تتعارض تماما مع مبادئ الاسلام ,
فالمبدئ الرئيسي للديموقراطية او ديدن الديموقراطية يدور حول فكرة " الحكم للشعب" و الاسلام يقول الحكم لله وحده .
و عندما اقول ان الديموقراطية و العلمانية وجهان لعملة واحدة فانا لا ابالغ لاننا لو رجعنا لترايخ ظهور الديموقراطية لاكتشفنا هذا ببساطة
باختصار :
ظهر الفكر الديموقراطي عند قدماء اليونان لاول مرة و لكنه لم يتبلور كاليوم و في الحقيقة لم تتمتع الديموقراطية بدعاية في ذلك الوقت بل كانت محل رفض من الجميع .
الظهور الفعلي لديموقراطية كان في اوروبا و بالذات في فرنسا و ظهر كردة فعل لـ "السيوقراطية " و تعني حكم الكنيسة و حكم البابا , آنذاك سئمت الشعوب الاوروبية من ظلم الكنسية او ظلم الحكم السيوقراطي فظهرت اولى مبادئ الديموقراطية بفصل الكنيسة " الدين" عن الحكم و تكون الكلمة الاولى للشعب , اي ان الشعب هو من يحكم نفسه و ليست قوانين الكنيسة .
بعدها قام نابوليون بونابارت بتطوري الفكر الديموقراطي " سنّ القوانين " و وضع اول دستور حديث .
و ما يهمنا فعلا هو وهمية الديموقراطية و مبادئها , في الحقيقة لا يوجد نظام ديموقراطي و لن يوجد هذا النظام مهما طال الزمن
لانه و ببساطة لن نستطيع تطبيق النظام الديموقراطي كما يجب و لهذا فهو نظام وهمي لا غير , فمنذ ظهورها لليوم لم تستطع الشعوب حكم نفسها بل كانت دائما محل استغلال من طرف فئة حاكمة باغية تمرر قوانينها و احكمها للشعب على حساب رغبته .
هذا ليس بكلام الخميائي بل كلام كبار المختصين في الديموقراطية
مثلا يقول روس هاريسون " فيلسوف بريطاني معاصر" :(إذا حكمنا على الديمقراطية حكماً ديمقراطياً بعدد من معها وعدد من ضدها من المفكرين، لكانت هي الخاسرة)
و يضيف روبيرت دال " من كبار الباحثين في هذا المجال " : (إن دعاة الديمقراطية - بما في ذلك الفلاسفة السياسيون - يتميزون بكونهم يفترضون مقدماً أن هنالك شعباً موجوداً فعلاً، إنهم يعدون وجوده واقعاً صنعه التاريخ، لكن هذه الواقعية أمر مشكوك فيه، كما كان مشكوكاً فيه في الولايات المتحدة عام 1861م، عندما حسم الأمر بالعنف لا بالرضى ولا بالإجماع، إن الافتراض بأن هنالك شعباً موجوداً، وما يبنى على هذا الافتراض من لوازم تصير جزءاً من النظرية الديمقراطية الخيالية)
و يقول ايضا :( لأن الذين أسسوا النظام الديمقراطي كانوا فئة قليلة من الناس، هم الذين قرروا من الذي يستحق أن يدخل في مسمى الشعب الحاكم ومن الذي لا يستحق، فاستثنوا النساء، والرقيق، وكل من كان من أصل غير أثيني، مهما طال مكثه فيها، وعليه فلم يكن الذين لهم حق المشاركة السياسية إلا نسبة ضئيلة من المواطنين )
و الشواهد كثيرة جدا تكفي لملئ عشرات الصفحات .
هذا بالنسبة للعلمانية و الديموقراطية , و الشعب لن يتوحد بهما مهما حوال النظام , لانه العلمانية و الديموقراطية و كل هذه النظم الوضعية تفرق و لا توحد لا بل تنشر الحروب و الدمار .
ان الشعوب تتوحد على الثوابت و كل ما دون الاسلام غير ثابت بالبتة و يتغير بتغير الزمن و المكان .
كل شيئ يتغير او قابل للتغير ما عدى ديننا الحنيف و هو الوحيد القادر على توحيد الجزائريين و كل العالم تحت راية واحدة .
اتمنّى ان تنعموا بنقاش هادف و بنّاء و الاهم ان يخرج الكل بنتيجة موحدة .