رسالة جزائري ابتلعه حوت أبكت ملايين الجزائريين

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
رسالة جزائري ابتلعه حوت أبكت ملايين الجزائريين
"قوارب الموت" تستعد لموسم تسلل الجزائريين إلى أوروبا
large_25218_34333.jpg

كاريكاتير لـ باقي بوخالفة (خاص بالعربية.نت)

الجزائر-رمضان بلعمري

شاعت في المدة الأخيرة بين الجزائريين كلمة "الحرّاقة" وهو اللفظ الشائع للدلالة على المهاجرين السريين، والمرادف لمصطلح "الهاربون بالمراكب"، وقد خلفت محاولات عدد كبير من الشباب الجزائري الهجرة على متن مراكب صيد إلى أوروبا مآسي انفطرت لها قلوب الجزائريين، وزاد الطين بلة انخراط فتيات بعمرالزهور في قوافل الهاربين من البطالة والفقر، بدون علم أوليائهن، ويأتي ذلك في وقت لم تحسم السلطات الجزائرية بعد في أزمة المهاجرين الأفارقة الذين أقاموا "جيتوهات" على الحدود الغربية للبلاد مع المملكة المغربية في انتظار فرصة سانحة للمرور إلى إسبانيا.


موسم الهجرة إلى الشمال

وبقرب حلول فصل الصيف من كل عام كما هو الشأن في هذه الأيام، يشرع "الحراقة" الجزائريون في تنظيم أمورهم لحزم أمتعتهم باتجاه أوروبا وبينما يقصد سكان غرب البلاد إسبانيا يفضل سكان الشرق إيطاليا، وبين هذا وذاك يتفق حراقة الشرق والغرب على استعمال مراكب الصيد لبلوغ الضفة الأخرى من البحر، والسبب في تفضيل فصل الصيف يعود إلى أن البحر يكون هادئا، فكثيرا ما جنت أمواج البحر في فصل الشتاء على عشرات الشباب الحالم بـ"شمس" أوروبا، ولا يعود إلا المحظوظون منهم في نعوش بعد إنقاذ أجسادهم من أسماك القرش.

وتنشط جماعات مهربي الشباب اليائس في المقاهي الشعبية بالأحياء الفقيرة في المدن الساحلية، وتستطيع مشاهدة كيف تتم عملية المفاوضات بين"الزبائن" والوسيط، إذا أكثرت من التردد على هذه الأماكن، وحسب مصادر أمنية تحدثت لـ"العربية.نت" فإن بارونات تهريب البشر يوظفون وسطاء غالبا ما يكونون أشخاصا عاطلين عن العمل أو سائقي أجرة، لاستلام الأموال من الراغبين في الهجرة عبر قوارب الموت، ولا يتلقى "الزبون" الإجابة بالموافقة إلا بعد مدة يتم فيها تحضير قائمة "المحظوظين"، وهنا يجبر الراغب في الهجرة على دفع جزء من المال مسبقا على أن يدفع ما تبقى من المبلغ المتفق عليه لاحقا عندما يحين موعد ركوب البحر، لكن في كثير من الحالات يتعرض"الحراقة" إلى عمليات نصب من طرف وسطاء مغشوشين.


رسالة"لخضر" التي أبكت الجزائريين

وهناك حكايات كثيرة عن أشخاص تمكنوا من "حرق" البحر والوصول سالمين إلى الضفة الأخرى، لكن مآسي الذين فشلوا أكثر، وكان فصل الشتاء الماضي مسرحا لمصرع عشرات الشباب في مقتبل العمر، وقد عثر حراس السواحل على رسائل حزينة كانت عبارة عن صرخات أخيرة لشباب كانوا يصارعون الموت، كرسالة الشاب (م.ك)، اطلعت"العربية نت" على نسخة منها، والتي وصف فيها اللحظات الأخيرة قبل أن يهيج البحر على قاربهم الصغير، وفي رسالته اعترف بأسف الشاب (م.ك) بأنه لم يأخذ بنصيحة والديه اللذين منعوه من السفر، وطلب ممن يقرأ الرسالة تبليغ سلامه لفتاة اسمها حياة (يبدو أنها خطيبته أو حبيبته) ولم ينس هذا الشاب رغم حاله البائسة من الدعاء للجزائر بمزيد من الازدهار بالقول "تحيا الجزائر".

أما الرسالة التي أبكت الجزائريين عن بكرة أبيهم، ونشرتها الصحف على أوسع نطاق فهي رسالة الشاب"لخضر درقواني" التي كتبها فوق ورق علبة سجائر يقول "بسم الله الرحمن والرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد؛ نقول لكم إننا حاولنا الهروب من البلدة، ولكن للأسف الشديد فالبحر هاج علينا بقوة صعبة، تبقون على خير.. أنا السيد درقواني لخضر.. أبي الحبيب، أمي الحبيبة.. تهلاي في روحك ( اهتمي بنفسك) وأبي كذلك وإخواني وأخواتي، اللهم إغفر لنا وارحمنا يا ربّ العالمين.. آه.. اللي ما يديرش الراي(من الذي لا ينتصح).. والله ما راه رابح (والله لن يربح). إلى اللقاء يا أمي وأبي.. أنتما أغلى ما في الدنيا.. وشكرا. ..أنا آسف".

وتعليقا منه على رسالة "الحرّاق" لخضر، كتب نسيم لكحل في افتتاحية صحيفة "الشروق اليومي" الجزائرية، يقول "مأساة هذا الشاب الجزائري التي بكى لها كل الجزائريين الذين أصبحوا على رسالته التي هرّبها إليهم داخل قارورة ثواني فقط قبل أن يأكله الحوت، ستبقى درسا لكل حرّاق لم يجد من حل سوى المغامرة بالحياة في قوارب الموت وليس قوارب النجاة، ودرسا لكل مسؤول لم يفعل شيئا من أجل إنقاذ لخضر وأمثاله قبل أن يتخطفهم الموت في الطريق إلى الضفة الأخرى، ودرسا لكل سياسي شغلته السياسة عن وظيفته الحقيقية في مجتمع فيه المئات، بل الآلاف من أمثال "لخضر" من الذين يفكرون في الرحيل، ويستعجلون قبل الرحيل الرحيلا؟"


اعترافات "حرّاق"

وبعد سعي حثيث واتصالات واسعة، تمكنت "العربية.نت" من الحديث إلى أحد الشباب الذي كان يستعد لمغامرة "الحرقة" على متن قارب صيد باتجاه مدينة ألميريا الإسبانية التي تبعد بحوالي 200 كلم عن شواطئ مدينة وهران الجزائرية، وفي رده على سؤال "العربية.نت" عن دوافع تفضيله للمغامرة بحياته في عرض البحر عوض البقاء في وهران الساحرة والتي يقصدها الأجانب كل صيف، قال الشاب "مراد" (اسم مستعار وليس اسمه الحقيقي) "ليست وهران وحدها المدينة الجميلة بل الجزائر كلها جميلة.. لكن الحياة فيها صعبة بل مستحيلة"، مضيفا أنه"فكر مليا قبل أن يتخذ قرار الهدة نحو أوروبا.. لكنه اكتشف أن أبواب الأمل ضيقة جدا أمام شاب طموح مثله يريد أن يتزوج وأن يوفر بعض المال ليعيل عائلته الفقيرة"، وعندما سئل مراد عن خبرته في السباحة في حال واجهته مخاطر هيجان البحر، رد ببرودة قائلا"يا أخي، نحن ميتون في كل الأحوال، وليأكلني الحوت خير من أن يأكلني الدود..ولكني أريد منك أن تنقل للمسؤولين، قل لهم : الجزائر بلاد الخير وحكامها ما يديرو خير..خافوا فينا الله عز وجل ".

وفي الضفة الأخرى، اشتكى "فاروق.ل" وهو طالب جامعي تمكن من مغاردة الجزائر قبل نحو خمس سنوات للعيش في فرنسا من صعوبة الحياة في الغربة، وقال فاروق في اتصال مع "العربية.نت" من باريس، "صحيح أنني حصلت على وثائق الإقامة لكنني لا أخفي مدى استيائي من المعاملة التفضيلية التي أعاني منها كمهاجر، فنحن مواطنون من الدرجة الثانية أو الثالثة، أما وضعية الحراقة هنا فهي لا تسر حتى العدو فما بالك بالصديق".


نساء.. في قوارب الموت

ومن غرائب حكايات"الهاربون بالمراكب" في الجزائر، هو انخراط فتيات ضمن قوافل المهاجريين على متن قوارب الموت، كما هو الشأن للشقراء مريم ذات الـ18 ربيعا وكانت تمتهن الحلاقة بمدينة عنابة بأقصى الشرق الجزائري، قبل أن تتعرف على شباب يقاسمها نفس أفكار الهجرة إلى أوروبا، لكن أحلامهم توقفت عندما اعترض عناصر حراس السواحل الجزائرية سبيلهم وتم تحويلهم على الحبس المؤقت في انتظار محاكمتهم.

وإذا كانت مريم قد فشلت في عبور البحر، فإن سكان مدينة عنابة نهضوا ذات صباح من شهر ديسمبر الماضي على خبر وصول فتيات من حي سيدي سالم المعروف بالمدينة إلى التراب الإيطالي، وكان هذا الخبر محفزا للكثيرين والكثيرات من الشباب لتجريب الحظ في ركوب البحر فوق قوارب الموت.


جيتوهات السود

وبالموازاة مع مغامرات هؤلاء "الحراقة"، باتت مشكلة الهجرة السرية من طرف الأفارقة الزنوج تؤرق المسؤولين في الجزائر والمغرب على حد السواء، ووصل الأمر إلى حد نشوب أزمة سياسية كبيرة بين البلدين في السنة الماضية، عندما حاول مهاجرون أفارقة عبور سور مدينة مليلية "المحتلة" على الحدود المغربية الإسبانية، ونتج عن ذلك مقتل عدد من المهاجرين على يد شرطة الحدود المغربية، وبينما تحرك المجتمع الدولي وقتها للتنديد بالظروف التي يعاني منها المهاجرون الأفارقة، لم يتم التوصل لحد الآن إلى حل عملي لمشكلة "جيتوهات السود" على الحدود الجزائرية المغربية، في ظل إصرار أوروبي على إنشاء "مراكز عبور" للهجرة السرية فوق الصحراء الكبرى، وهو الحل الذي رفضته الجزائر، مقابل إصرار جزائري على تسهيل حركة تنقل الأفراد نحو أوروبا مقابل حرية تنقل السلع، وهو الحل الذي ترفضه دول الاتحاد الأوروبي.

منقول من العربية نت​

يا أخوان قد أحزنتني هذه المقالة فهل من مواسٍ؟ هل صحيح أن أمثال هذه القصص هي من أكاذيب الآلة الإعلامية؟
 
شكرا أخي الكريم على الرسالة المؤثرة و اسمحي بنقلها الى قسم المغتربين لأنه القسم الأنسب

و شكرا ننتظر جديدك
 
مشكور ولد بلدي تونسي على القصة الجميلة
 
دموع

سلام عندما نقرا ما يحدث في الجزائر من حرقة و غيره من الماسي الجديدة لا يسعنا الا ان نقول ربي يستر اولاد الجزائر
 

صحيت خويا بصح لازم نحرقو للخارج
ربي معانا الجزائر مابقات فيها معيشة للزاوالي​
 
لماذا نبدل الميزيرية بميزيرية أسوء والمشاكل بمآسي هذا تماما ما يفعله الشباب حين يقررون الذهاب ماوراء البحر إن كانت المشكلة قائمة هنا بطالة وفقر وأيا كان المشكل فماذا يكون هناك المر أسوء هناك لا احد يعرفك تغيب هناك الروابط الإنسانية وأخلاق المسلم في بلدك لو جعت مستحيل يشوفك واحد جزائري من أي ولاية كانت (طبعا أستثني أشخاص لا علاقة لهم بأخلاق الجزائريين ) لن يدعك بجوعك لن يتركك بردان بل سوف يقاسمك أكله وفراشه مهما كان قليل الحيلة لذلك اقول الغربة مرة يقولها اناس يعملون وأوضاعهم جيدة في الغربة فماذا يقول من لا يجد حتى فتات الخبز ويقضمه البرد بكل قسوة
 
صدقوني عيني بكت بزاف على هذا يا الله ربي يرحمهم ياربي ويصبر ماليهم لا حول ولا قوة الا بالله
 
الله يكون في عون اخواننا الشباب بات همهم الوحيد الهجرة السريه حتى لو كان الثمن ارواحهم. الله يكون في عونهم
 
جزاك الله خيرا اخي على القصص والله تبكي والتي تعبر عن المآسي التي يتعرض لها الشباب

نسأل من الله تعالى أن يفتح علينا
 
بارك الله فيك اخي على القصة المبكية التي تعبر عن المعاناة التي يتعرض لها الشباب العربي​
 
"ليست وهران وحدها المدينة الجميلة بل الجزائر كلها جميلة.. لكن الحياة فيها صعبة بل مستحيلة"





لاحول ولا قوة إلا بالله

الله يرحم هؤلاء الأموات الذين أبتلعهم البحر في سبيل إيجاد حياة أفضل


ونسأل الله أن ينعم شبابنا بالخير بنات أم صبيان كانوا


اخوكم عبدالرحمن
 
لك مني أحلى تحية ......................يابلادي

بدءا...... سلام الله على من اتبع الهدى . وبعد
من سيء إلى أسوأ .. وضع الجزائر .
لكن الغربة ..... أسوأ من ... سيء الجزائر..
إلا أن هذا لا يعني أن ... نترك الجزائر.
محب أنا .لكن ناقم .... لوضع الجزائر .
سلام يا أولاد بلادي
 
حقيقة ما يحصل في بلدان شمال افريقيا هو يحصل عندنا في اليمن
نعم .. الفقر والبطاله والعوز هو من يجبر شباب وشابات في مقتبل العمر
على الهرب من جحيم (( الجوع )) ولا بارك الله في حكومات تسعى لإذلال
شعوبها وتريد المزيد المزيد من العار لما قد يترتب على الهروب من البلاد
من مآسي وربما تصل الامور للحوادث الغير اخلاقية وانتم تعرفون ما اقصد اعزائي ..
وأذكر لكم قصة على عجالة وهي للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان
عندما كان في زيارة للسعودية وتحديدا الرياض ووقتها كان العمانييون
عمال نظافه في الرياض وقد استقبلوا سلطانهم بالمكانس و ادوات النظافه ..
فعند رجوعه لعُمان أستدعى جميع المغتربين العمانيين و استطاع ان يعزهم في بلادهم
وقال من بعد اليوم لا اريد اي عماني مغترب الا ان يكون في وظيفة لائقه ..
(( هل رئيتم الفرق بين قابوس عمان وبين ممن لا يعنيهم اغتراب ابنائهم شيئاً ؟! ))
 
السلام عليكم
اللهم ارحم موتنا و موت المسلمين انا اقول لكل شاب جزائري مهموم بطال تعس حيران عد الى الله و اتق الله فمن اتق الله جعل له مخرجا و صوم و ادعي و الله لا يضيع احدا :(:(:(;(;(;(;(
 
لا حول و لا قوة إلا بالله
اللهم ألهم دويهم الصبر و إغفرلهم
لا أعرف كيف قررو الهجرة أو الحرقة لأنها في نضري إنتحار حتى لو لم يأكله البحر
سيعاني الكثير مع الكلاب الأوروبية التي تكره العرب
 
يا ربييييييي
شكون قال الخير كي يبعد الواحد على بلادو
ربي يرحمهم
ماكانش قد بلادنا يا ناس
... انا نحبها من قلبي
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top