أجل كتب الصناعة الأدبية، وأغزرها مادة، ويعد ثمرة ما ألف في هذا الفن، أودع فيه أبو هلال خلاصة ما توصل إليه سابقوه ممن عالجوا موضوعه كابن سلام في طبقات الشعراء والجاحظ في البيان والتبيين، وابن قتيبة في نقد الشعر، وابن المعتز في البديع وقدامة في نقد الشعر والآمدي في الموازنة، والجرجاني في الوساطة، إلا أنه أكثر من النقول عن البيان والتبيين، وقال في مقدمة كتابه بعدما أطرى الجاحظ وكتابه بعباراته الطنانة: (إلا أن الإبانة عن حدود البلاغة وأقسام البيان والفصاحة مبثوثة في تضاعيفه، ومنتثرة في أثنائه، فهي ضالة بين الأمثلة، لا توجد إلا بالتأمل الطويل والتصفح الكثير، فرأيت أن أعمل كتابي هذا مشتملاً على جميع ما يحتاج إليه في صنعة الكلام، نثره ونظمه، ويستعمل في محلوله ومعقوده، من غير تقصير وإخلال، وإسهاب وإهذار، وأجعله عشرة أبواب، مشتملة على ثلاثة وخمسين فصلاً) ومن هذه الفصول التي ذكرها أبو هلال خمسة وثلاثون فصلاً في فنون البديع. قال محمد عبد المنعم خفاجي في كتابه الحياة الأدبية في العصر العباسي: (ليس أبو هلال إلا شارحاً للجاحظ في كتابه الصناعتين، جامعاً للمتفرق منه) واعتبره محمد مندور: (نقطة البدء في فساد الذوق في النقد) النقد المنهجي عند العرب ص 223 قال: (وقد جمع فيه ما قاله ابن المعتز في كتاب (البديع) إلى ما قاله قدامة في (نقد الشعر) ثم تمحل وفصل إلى أن وضع الكتاب الذي استطار شرره على اللاحقين) طبع الكتاب مرات، منها طبعة الأستانة سنة 1320هـ بعناية السيد محمد أمين الخانكي. أما نسخه المخطوطة فيندر وجودها في مكتبات العالم، منها: مخطوطة دار الكتب المصرية، التحليل ان شاء الله ابحث لك عنه