أشعار في ذم الدنيا

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

هوازن

:: عضو مُشارك ::
فأما ما قاله الناس في ذم الدنيا و غرورها و حوادثها و خطوبها وتنكرها لأهلها و الشكوى منها و العتاب لها و الموعظة بها و تصرمها و تقلبها فكثيرمن ذلك قول بعضهم :
هي الدنيا تقول بمل‏ء فيها ** حذار حذار من بطشي و فتكي
‏فلا يغرركم حسن ابتسامي ** فقولي مضحك و الفعل مبك

و قال آخر :
تنح عن الدنيا و لا تطلبنها ** و لا تخطبن قتالة من تناكح
‏فليس يفي مرجوها بمخوفها ** و مكروهها إما تأملت راجح
‏لقد قال فيها القائلون فأكثروا ** و عندي لها وصف لعمرك صالح
‏سلاف قصاراها ذعاف و مركب ** شهي إذا استلذذته فهو جامح
‏و شخص جميل يعجب الناس حسنه ** و لكن له أفعال سوء قبائح

و قال أبو الطيب :
أبدا تسترد ما تهب الدنيا ** فيا ليت جودها كان بخلا
و هي معشوقه على الغدر لا ** تحفظ عهدا و لا تتم وصلا
كل دمع يسيل منها عليها ** و بفك اليدين عنها تخلى
‏شيم الغانيات فيها و لا **أدري لذا أنث اسمها الناس أم لا
و قال آخر :
إنما الدنيا عوار ** و العواري مسترده
‏شدة بعد رخاء و ** رخاء بعد شده
و قال محمد بن هانئ المغربي :
و ما الناس إلا ظاعن فمودع ** و ثاو قريح الجفن يبكي لراحل
‏فما الدهر إلا كالزمان الذي ** مضى و لا نحن إلا كالقرون الأوائل
‏نساق من الدنيا إلى غير دائم ** و نبكي من الدنيا على غير طائل
‏فما عاجل نرجوه إلا كآجل ** و لا آجل نخشاه إلا كعاجل
و قال ابن المظفر المغربي :
دنياك دار غرور ** و نعمة مستعاره
‏و دار أكل و شرب ** و مكسب و تجاره‏
و رأس مالك نفس ** فخف عليها الخساره


و لا تبعها بأكل و ** طيب عرف و شاره
‏فإن ملك سليمان ** لا يفي بشراره
و قال أبو العتاهية :
ألا إنما التقوى هي البر و الكرم ** و حبك للدنيا هو الفقر و العدم
‏و ليس على عبد تقي غضاضة إذا ** صحح التقوى و إن حاك أو حجم
و قال أيضا :
تعلقت بآمال ** طوال أي آمال
‏و أقبلت على الدنيا ** ملحا أي إقبال
‏أيا هذا تجهز لفراق ** الأهل و المال
‏فلا بد من الموت على ** حال من الحال
و قال أيضا :
سكن يبقى له سكن ** ما بهذا يؤذن الزمن
‏نحن في دار يخبرنا ** ببلاها ناطق لسن
‏دار سوء لم يدم فرح ** لامرئ فيها و لا حزن
‏في سبيل الله أنفسنا ** كلنا بالموت مرتهن
‏كل نفس عند موتتها حظها ** من مالها الكفن
‏إن مال المرء ليس له منه ** إلا ذكره الحسن

و قال أيضا :
ألا إننا كلنا بائد ** و أي بني آدم خالد
و بدؤهم كان من ربهم ** و كل إلى ربه عائد
فوا عجبا كيف يعصي الإله ** أم كيف يجحده الجاحد
و في كل شي‏ء له آية ** تدل على أنه الواحد
و قال الرضي الموسوي :
يا آمن الأيام بادر صرفها ** و اعلم بأن الطالبين حثاث
‏خذ من ثرائك ما استطعت ** فإنما شركاؤك الأيام و الوراث
‏لم يقض حق المال إلا معشر ** نظروا الزمان يعيث فيه فعاثوا
تحثو على عيب الغني يد الغنى ** و الفقر عن عيب الفتى بحاث
‏المال مال المرء ما بلغت به ** الشهوات أو دفعت به الأحداث
‏ما كان منه فاضلا عن قوته ** فليعلمن بأنه ميراث
‏ما لي إلى الدنيا الدنية حاجة ** فليجن ساحر كيدها النفاث
‏طلقتها ألفا لأحسم داءها ** و طلاق من عزم الطلاق ثلاث
‏و ثباتها مرهوبة و عداتها ** مكذوبة و حبالها نكاث
‏أم المصائب لا تزال تروعنا ** منها ذكور حوادث و إناث
‏إني لأعجب للذين تمسكوا ** بحبائل الدنيا و هن رثاث
‏كنزوا الكنوز و اعقلوا شهواتهم ** فالأرض تشبع و البطون غراث
‏أ تراهم لم يعلموا أن التقى ** أزوادنا و ديارنا الأجداث


و قال آخر :
هذه الدنيا إذا صرفت ** وجهها لم تنفع الحيل
‏ و إذا ما أقبلت لعم ** بصرته كيف يفتعل
‏و إذا ما أدبرت لذكي ** غاب عنه السهل و الجبل
‏فهي كالدولاب دائرة ** ترتقي طورا و تستفل
‏في زمان صار ثعلبة ** أسدا و استذاب الحمل
‏فالذنابى فيه ناصية ** و النواصي خشع ذلل
‏فاصبري يا نفس و احتملي ** إن نفس الحر تحتمل
و قال أبو الطيب :
نعد المشرفية و العوالي ** تقتلناو المنون بلا قتال‏
و نرتبط السوابق مقربات ** و ما ينجين من خبب الليالي
‏و من لم يعشق الدنيا قديما ** و لكن لا سبيل إلى الوصال
‏نصيبك في حياتك من حبيب ** نصيبك في منامك من خيال
‏رماني الدهر بالأرزاء حتى ** فؤادي في غشاء من نبال
‏فصرت إذا أصابتني سهام ** تكسرت النصال على النصال‏
و هان فما أبالي بالرزايا ** لأني ما انتفعت بأن أبالي
‏يدفن بعضنا بعضا و يمشي ** أواخرنا على هام الأوالي
‏و كم عين مقبلة النواحي ** كحيل في الجنادل و الرمال


و مغض كان لا يغضي لخطب ** و بال كان يفكر في الهزال
و قال أبو العتاهية في أرجوزته المشهورة في ذم الدنيا و فيها أنواع مختلفة من الحكمة :
ما زالت الدنيا لنا دار أذى ** ممزوجة الصفو بألوان القذى
‏الخير و الشر بها أزواج ** لذا نتاج و لذا نتاج
‏من لك بالمحض و ليس محض ** يخبث بعض و يطيب بعض
‏لكل إنسان طبيعتان ** خير و شر و هما ضدان‏
و الخير و الشر إذا ما عدا ** بينهما بون بعيد جدا
إنك لو تستنشق الشحيحا ** وجدته أنتن شي‏ء ريحا
حسبك مما تبتغيه القوت ** ما أكثر القوت لمن يموت
‏الفقر فيما جاوز الكفافا ** من اتقى الله رجا و خافا
هي المقادير فلمني أو فذر ** إن كنت أخطأت فما أخطأ القدر
لكل ما يؤذي و إن قل ألم ** ما أطول الليل على من لم ينم
‏ما انتفع المرء بمثل عقله ** و خير ذخر المرء حسن فعله‏
إن الفساد ضده الصلاح ** و رب جد جره المزاح
‏من جعل النمام عينا هلكا ** مبلغك الشر كباغيه لكا
إن الشباب و الفراغ و الجده** مفسدة للمرء أي مفسده
‏يغنيك عن كل قبيح تركه ** قد يوهن الرأي الأصيل شكه
‏ما عيش من آفته بقاه ** نغص عيشا ناعما فناه


يا رب من أسخطنا بجهده ** قد سرنا الله بغير حمده
‏ما تطلع الشمس و لا تغيب ** إلا لأمر شأنه عجيب
‏لكل شي‏ء قدر و جوهر ** و أوسط و أصغر و أكبر
و كل شي‏ء لاحق بجوهره ** أصغره متصل بأكبره
‏من لك بالمحض و كل ممتزج ** وساوس في الصدر منك تعتلج
‏عجبت و استغرقني السكوت ** حتى كأني حائر مبهوت‏
 
وهذا كامل واش رايح يقراه هههههههههههههه .
 
مارسي اسحاق وانشاله تحاول تختاصر شويا .
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top Bottom